بسم الله الرحمن الرحيم
الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة
الدرس[5]
إن الحمد لله نحمده تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
مراجعة لماسبق:
أذكر الإخوة بالمسائل التي مرت في المرة السابقة، في الوضوء عرف الوضوء وأذكر حكم الوضوء والدليل على وجوب الوضوء وعلى من يجب؟ ومتى يجب؟
الدرس الجديد:
اليوم إن شاء الله سنذكر شروط الوضوء.
ويشترط لصحة الوضوء ما يأتي:
ذكرنا تعريف الشرط: ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم.
ووضحنا هذا التعريف وذكرنا أن معناه أن ما يلزم للشيء يسمى شرطا وليس هذا في الوضوء فقط أو في الصلاة فقط، ذكرنا أن الوضوء شرط من شروط صحة الصلاة، هذه الأشياء سيذكرها شرط من شروط صحة الوضوء الذي هو شرط في صحة الصلاة، فهذا كأنه شرط الشرط.
وذكرنا أن( ما يلزم من عدمه العدم) معناه أن لو لم يوجد لا يوجد المشروط فعندي شرط ومشروط، الشرط هو الوضوء والمشروط هو الصلاة فالشرط إن لم يوجد لم يوجد المشروط، .
مثال :ذكرنا بطارية المحمول لو لم يوجد في المحمول هذه البطارية لن يعمل لأنه يلزم من عدمه العدم، يلزم من عدم وجود هذه البطارية عدم تشغيل المحمول، ولا يلزم من وجوده وجود العدم يعني ممكن البطارية تكون موجودة في المحمول ولكن أنت بإرادتك أغلقت المحمول، كذلك الوضوء للصلاة أنت ممكن تكون متوضئا ولكن لا تريد الصلاة، ممكن تريد أن تنام على طهارة كما ذكرنا المرة السابقة فضل النوم على طهارة، أنت تريد أن تنام على طهارة فتوضأت ولم تصلي، أو توضأت لقراءة القرآن أو غير ذلك، فلا يلزم من وجوده وجود الصلاة أو عدمه، إنما يلزم من عدم وجود الوضوء وجود الصلاة.
خلاصة هذا الموضوع:أن الذي يصلي بلا وضوء صلاته باطلة، ... معناه الذي يفعل المشروط دون وجود الشرط فالمشروط باطل.
فإذن عندما يذكر لي هنا شروط الوضوء معناه أن ما يفسد من هنا كأن الوضوء فسد تماما، رجل توضأ ولم يكن فيه صفة من الصفات التي يذكرها.
المسألة الثالثة: في شروطه:
ويشترط لصحة الوضوء ما يأتي:
1) الإسلام، والعقل، والتمييز، فلا يصح من الكافر، ولا المجنون، ولا يكون معتبراً من الصغير الذي دون سن التمييز.
2) النية: لحديث: (إنما الأعمال بالنيات). ولا يشرع التلفظ بها؛ لعدم ثبوته عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
3) الماء الطهور: لما تقدم في المياه، أما الماء النجس فلا يصح الوضوء به.
4) إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، من شمع أو عجين ونحوهما: كطلاء الأظافر الذي يعرف بين النساء اليوم.
5) الاستجمار أو الاستنجاء عند وجود سببهما لما تقدم.
6) الموالاة.
8) الترتيب. وسيأتي الكلام عليهما بعد قليل.
9) غسل جميع الأعضاء الواجب غسلها.
أولاً الإسلام:رجل كافر توضأ أو اغتسل وهذه ليست صفات الوضوء فقط هذه صفات الوضوء والغسل أيضا، هي هي شروط الطهارة عموما، أنا ممكن أقول لك ما هي شروط الطهارة ليس شروط الوضوء، لأن شروط الوضوء هو هو نفسه شروط الغسل.
فالإسلام لو أن رجلا كافرا توضأ وضوءا كاملا لا يصح وضوئه، لأنه فقد شرطا من شروط صحة الوضوء وهو الإسلام.
ثانيًا العقل: العقل عكس الجنون رجل مجنون وتوضأ لا يصح لأنه لم يجب عليه الوضوء ولا يجب عليه الصلاة.
ثالثاً التمييز: هو الصبي الذي يستطيع التمييز، ومعنى التمييز هو فهم الخطاب والرد على الجواب، وإجماع أهل العلم كما نقل هذا الإجماع الآمدي على أن من شروط التكليف العقل وفهم الخطاب، على أنه لا تكليف على مجنون وصبي لا تعقل لهما، ما دام هو صبي لا يعقل قبل سن التمييز أو مجنون لا يعقل فلا يجب عليهم تكاليف في الإجماع، تبدأ التكاليف من سن التمييز، والراجح أن الصبي الصغير المميز لا يجب عليه تكليف إنما يصح منه الفعل، يعني يصح الصلاة من الصبي الذي عنده سبع سنوات والراجح أن سن التمييز ليس له سن على حسب الأحوال، يعني ممكن سبع سنوات ممكن ست سنوات وغالبا يكون سبع سنوات لأن الأدلة وردت على تخيير الابن بين أبويه عند السابعة، فأغلب الأحوال عند سبع سنوات، فلما يبلغ الصبي الصغير عند سبع سنوات أو ما يقرب من ذلك ويكون عنده فهم الخطاب ويستطيع الرد على الجواب، يفهم الأمور في هذه الحالة تصح منه العبادة ولا تجب عليه، يعني لو صلى يأخذ ثواب الصلاة لو ترك الصلاة لا يأثم وكذلك لو حج كما ورد في الدليل المرأة الخثعمية التي رفعت صبيا للنبي r وقالت : ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر، يعني أجر هذا الصبي الذي له حج، يأخذ الثواب ولا يعاقب على ترك الواجب، فالتمييز شرط من شروط صحة العبادة لكي يصلي ولذلك « علموهم الصلاة لسبع » لأنه بدأ سن التمييز أخذه المسجد يصلي ويفهم الصلاة ويبدأ يتعلم الصلاة لو ترك الصلاة ليس واجبا عليه، إنما يجب عليه عندما يبلغ.
( فلا يصح من الكافر، ولا المجنون، ولا يكون معتبراً من الصغير الذي دون سن التمييز) وقلنا التمييز غالبا يكون سبع سنوات إنما ممكن يكون أقل أو أكثر، لأن النبي r علق تعليم الصبي والتخيير عند سبع سنوات.
رابعًا النية:ثاني شرط هو في الحقيقة مش ثاني شرط هو رابع شرط لأن الإسلام والعقل والتمييز ثلاثة شروط والذي يليه النية، النية شرط من شروط صحة الوضوء لحديث: «إنما الأعمال بالنيات» ولا يشرع التلفظ بها؛ لعدم ثبوته عن النبي r.
بعض الناس قبل ما يتوضأ يقول نويت أن أتوضأ لصلاة كذا فلا يشرع التلفظ بالنية لا في الوضوء ولا في الصلاة.
النية هي: أن ينوي رفع الحدث أو ما يشرع له الطهارة، يعني إنسان أراد أن يتوضأ ما في قلبه للوضوء رفع الحديث يريد أن يصلي فهذه لوحدها نية أو ما يشرع له الطهارة واحد يريد أن يقرأ في المصحف وهو ما يجب له الطهارة ولا يحل له أن يمس المصحف بلا وضوء فتوضأ لكي يعرف يقرأ أو يقلب ورقات المصحف، ففي هذه الحالة يصح منه الوضوء بهذه النية.
أريد أن أضرب مثال بنية لا يصح منها الوضوء: نية التنظف –القفهاء يقولونها هكذا- نية التنظف مثالها: رجل اتسخت يديه ورجليه ووجهه وأراد أن يغسل هذه الأعضاء، فغسل كما أمره الله عز وجل في الآية الوجه واليدين ومسح رأسه وغسل رجليه بالترتيب هكذا، في هذه الحالة يصح وضوئه مع أنه فعل مثل أفعال الوضوء، الفقهاء يقولون لا يصح وضوءه لأنه لم ينوي رفع الحدث أو ما يشرع له الطهارة، هذا نوى التنظف أو نوى التبرد ، فلا يصح الغسل في هذه الحالة من الجنابة إنما يصح إن نوى رفع الحدث.
خامسًا- الماء الطهور: ذكر فصل أو باب كامل في المياه من أجل هذه النقطة، هذا الشرط أن الماء شرط في صحة الوضوء ،لو أن رجلا توضأ بماء طاهر لا يصح وضوءه، إنسان أتى بماء ورد أو شاي وتوضأ بهذا الشاي لا يصح الوضوء، ذكرنا باب كامل في المياه أو ماء نجس لابد أن يكون ماء طهورا (لما تقدم في المياه، أما الماء النجس فلا يصح الوضوء به).
سادسًا (إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، من شمع أو عجين ونحوهما: كطلاء الأظافر الذي يعرف بين النساء اليوم).
والبَشَرة بفتح الشين وأحيانا تسكن إنما الفتح أفصح البَشَرة وهي الجلد، سميت البشرة لأن الإنسان يباشر بها الأشياء ،وهي موضع اللمس والإحساس عند الإنسان فسموها علماء اللغة بشرة، وقيل لأن الإنسان وجه يستبشر بها لما واحد يقول له خبر يبشره فيضحك وهذا الضحك استبشار.
(إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة من شمع أو عجين ونحوهما: كطلاء الأظافر الذي يعرف بين النساء اليوم).
طلاء الأظافر الذي تضعه المرأة وهو المونكير يمنع وصول الماء إلى البشرة –البشرة هي الأظافر- لابد من وصول الماء للأظافر ، فلابد للمرأة أن تزيل هذا الطلاء قبل أن تتوضأ، ممكن تتوضأ وتضع الطلاء، لو أحدثت لا يجوز أن تمسح على الطلاء، بل تزيل الطلاء بالمزيلات وتتوضأ مرة أخرى، فالمقصود أنه شيء يمنع وصول الماء إلى البَشَرة مثله: رجل يدهن الطلاء النقاش مثلا أو مبيض أو أي شيء أحيانا يقع الطلاء على يديه فلابد من أن يزيله قبل أن يتوضأ .
الحناء لا تمنع وصول الماء إلى البشرة، يعني يجوز للمرأة أن تضع على أظافرها حناء وهذا لا يمنع وصول الماء إلى البشرة، والزيوت كذلك أحيانا المرأة تضع زيوت على رأسها أو الرجل يضع في لحيته زيت وعلى يديه زيوت طبية والكريمات والمراهم كل ذلك لا يمنع وصول الماء إلى البشرة بشرط أن الكريم أو المرهم يكون ذاب على البشرة ليس له جرم –يعني الكريم لونه أبيض- إذا وضعته على البشرة وانتظرت عشر دقائق البشرة امتصت هذا الكريم لم يبق له لون له لمعة فقط في هذه الحالة يجوز الوضوء عليه وهذه فتوى اللجنة الدائمة أن الكريمات والزيوت والمراهم يجوز الوضوء عليها إذا ذابت ولم يوجد له جرم –الجرم هو لون- والجلسرين كذلك أيضا يجوز الوضوء عليه، والصبغة يجوز الوضوء عليها، الحناء كالصبغة وغير ذلك.
الأسنان المركبة في الفم أحيانا يكون رجل مركب أسنان في الفم ويريد أن يتوضأ يجوز له أن يتوضأ لأنه على الراجح أن المضمضة والاستنشاق مستحبة وليست واجبة وسنأتي إليها إن شاء الله، الخاتم أيضا أحيانا الإنسان يكون لابس خاتم أو المرأة لا يجب عليها أن تزيله أثناء الوضوء إنما يجب تتوضأ ولا يجب عليها أن تزيله أثناء الوضوء لأنه لم يرد عن النبي r أنه كان يحرك الخاتم في أثناء وضوءه r.
سابعًا-( الاستجمار أو الاستنجاء عند وجود سببهما لما تقدم).
لابد للإنسان أن يستجمر قبل الوضوء والراجح أن الاستجمار من باب إزالة النجاسة وإزالة النجاسة ليست من شرط الوضوء وإنما هي من شرط الصلاة، سؤال وهذا فرق مهم جدا لابد من الإخوة أن يفرقوا بينه: أن الإنسان إذا كان متوضأ ووقعت على يديه نجاسة هل يجب عليه أن يعيد الوضوء؟ أم يكفي إزالة النجاسة فقط؟ يكفي إزالة النجاسة فقط، ففيه ما يسمي نواقض الوضوء وفيه شروط الصلاة، النجاسة شرط من شروط الصلاة وليس شرطا من شروط الوضوء، إزالة النجاسة قبل الصلاة وليس قبل الوضوء، فالاستجمار من باب إزالة النجاسة فيكون شرطا للصلاة وليس شرطا للوضوء، يعني ممكن الإنسان يتوضأ وقبل أن يصلي يستجمر دون مس ذكره أو فرجه.
ثامناً- الموالاة.
تاسعًا- الترتيب. وسيأتي الكلام عليهما بعد قليل.
عاشراً- غسل جميع الأعضاء الواجب غسلها.
شروط الموالاة والترتيب سيأتي الآن والمفروض يضعهم في الأركان ولكن هو التجوز.
المسألة الرابعة: فروضه -أي أعضاؤه-:
المسألة الرابعة: فروضه -أي أعضاؤه-:وهي ستة:
1- غسل الوجه بكامله: لقوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: 6]، ومنه المضمضة والاستنشاق؛ لأن الفم والأنف من الوجه.
2- غسل اليدين إلى المرفقين: لقوله تعالى: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6].
3- مسح الرأس كله مع الأذنين: لقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: 6].وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (الأذنان من الرأس﴾ (2). فلا يُجزئ مسح بعض الرأس دون بعضه.
4- غسل الرجلين إلى الكعبين:؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6].
5- الترتيب: لأن الله تعالى ذكره مرتباً؛ وتوضأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرتباً على حسب ما ذكر الله سبحانه: الوجه، فاليدين، فالرأس، فالرجلين، كما ورد ذلك في صفة وضوئه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث عبد الله بن زيد وغيره.
6- الموالاة: بأن يكون غسل العضو عقب الذي قبله مباشرة بدون تأخير، فقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتوضأ متوالياً، ولحديث خالد بن معدان: (أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى رجلاً يصلي وفي ظهر قدمه لُمعَةٌ قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره أن يعيد الوضوء) ، فلو لم تكن الموالاة شرطاً لأمره بغسل ما فاته، ولم يأمره بإعادة الوضوء كله. واللُّمْعَة: الموضع الذي لم يصبه الماء في الوضوء أو الغسل.
***
أعضاء الوضوء في الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ وهذا أول شرط ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾ وهذا ثاني شرط ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6] ففيه أربع أعضاء للوضوء، ويضاف إليها الاثنين الذي ذكرهم وهي الموالاة والترتيب يبقى ستة.
أمر حفظهم سهل أربعة أنت لو حفظت الآية حفظت الأربعة، ضيف عليهم الترتيب لأن الآية جاءت مرتبة والموالاة سوف أشرحها الآن ما معناها.
الفرض الأول:(1- غسل الوجه بكامله؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ [المائدة: 6]، ومنه المضمضة والاستنشاق؛ لأن الفم والأنف من الوجه). انقطاع في الصوت عند الدقيقة السابعة عشر،قول جمهور أهل العلم على أن المضمضة والاستنشاق من المستحبات لأن الفم والأنف من الوجه.
حدود الوجه: الوجه هو من منبت الشعر المعتاد الذي هو ينبت عند الناس يعني لو واحد ليس عنده شعر هنا أيضا يذهب من هنا، والوجه هو ما واجه الناس إلى أسفل الذقن، وأسفل الذقن بداية الحنجرة، هذا نهاية الذقن وبداية الحنجرة، هذا الأمر الشيء الذي تحت الذقن إلى الحنجرة من الوجه، لأنه منبت للحية وعرضا من شحمة الأذن إلى شحمة الأذن –البياض الذي أمام الأذن إلى البياض الآخر الذي أمام الأذن- وهذا حد الوجه.
الفقهاء –رحمهم الله- لما يذكروا أحيانًا بعض المسائل، يذكروا بعض المسائل التخيلية التي لو حدثت فالفقيه يقول كيف نبنيها على قواعدنا؟، فضربوا مثال قديم لم يكن موجودا، الإمام النووي ذكره في كتابه المجموع شرح المهذب للشيرازي وهذا كتاب موسوعة فقهية شملت صنوف من اللغة وصنوف من الحديث والمسائل الفقهية، من ضمن هذه المسائل( لو كان رجل له وجهان على رأسين ماذا يفعل يغسل الوجهين ولا يكتفي بوجه واحد؟ )
ذكرها ملخصة في شرح المهذب وقال: أنه يجب عليه أن يغسل وجهيه لقول الله عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾[المائدة: 6] انظر كم وجه وهذه المسألة لم تكن عندهم، أنا رأيت تقريبا منذ شهر أو شهرين طفل مولود له رأسين وفيه امرأة أمريكية عندها الآن فوق الأربعين سنة لها رأسان وتعيش مع الناس لها رأسان، هي في الحقيقة كانت توءم والتصقوا ببعض،هذا خلق الله عز وجل الله عز وجل خلقها والفقهاء رحمهم الله منذ مئات السنين وضعوا لها حلول فقهية، ولو كان هؤلاء الفقهاء يعيشون بيننا الآن لحلوا مشاكل العالم كله، لأن هؤلاء الفقهاء أعطوا من الشريعة ما وهبها الله عز وجل لهم يستطيعوا الحل بفقههم، ولذلك نحن نريد حل المشاكل بالشريعة، الشريعة الإسلامية أنزلها الله عز وجل لحل مشاكل جميع الناس وجميع الكون والشريعة لم تنزل للمسلمين، الشريعة أنزلت لتحكم العالم مسلم وغير مسلم، الأرض أرض الله والشريعة شريعة الله وأراد الله عز وجل أن تحكم شريعته أرضه، الله عز وجل يملك ما يشاء ويحكم ما يشاء، الله عز وجل قال للمسلمين انشروا هذا الشرع في أجزاء المعمورة ومن عارضكم حاربوه وقاتلوه –وهذا يسمى جهاد الطلب- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة: 123] الذين يلونكم من المشركين معناها الذين يتاخمونكم في الحدود قاتلوهم وليجدوا فيكم غلظة وهذا دليل على جهاد الطلب، فالمقصود أن هناك بعض المسائل التخيلية التي وجدت في مسألة الوجه.
ثانيا-غسل اليدين إلى المرفقين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾[المائدة: 6].
إلى المرفق معناها مع المرفق، (إلى )هنا معناها (مع) وإلى تأتي في القرآن بمعنيين: 1-بمعنى حتى 2-و بمعنى مع قال الله عز وجل: ﴿وَيزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾ [هود: 52] يعني مع قوتكم ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 178] يعني حتى الليل، فإلى تأتي في القرآن بمعنيين بمعنى حتى وبمعنى مع، هنا في الآية بمعنى مع، مع والدليل على ذلك: فعل النبي r أنه كان يغسل مرفقيه كما ورد ذلك عن أبي هريرة. y وقوله r.
ثالثًا- مسح الرأس كله مع الأذنين؛ لقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6].
وقوله r:«الأذنان من الرأس» الأذنان عضوان من الرأس –يعني موجودين في الرأس وليسا من الوجه كما ذكر بعض الفقهاء إنما هي من الرأس، تمسح كما يمسح الرأس، تذكرون الحديث الذي ذكرناه في المرة السابقة أن الوضوء يكفر الذنوب والخطايا، أن الإنسان إذا غسل وجه تساقطت خطاياه حتى تنزل من تحت أشفاره وإذا غسل يديه خرجت من تحت أظفاره، كذلك هذه الأذن اكتسبت ذنوب ومعاصي، الإنسان يسمع خطيئة يسمع غيبة أو نميمة هذه جارحة من أعظم الجوارح التي تكتسب الذنوب كالعين، مدخل من مداخل القلب يدخل منه الشيطان إلى قلب الإنسان فتحتاج أيضا إلى تطهير، فالإنسان إذا مسح أذنيه خرجت منهم الخطايا كما ذكر ذلك في الأدلة.
( فلا يُجزئ مسح بعض الرأس دون بعضه).لا يجزئ للرجل أن يمسح بعض رأسه إنما يجزئ للمرأة أن تمسح مقدم رأسها كما ورد ذلك عن عائشة رضي الله عنها.
رابعًا- (غسل الرجلين إلى الكعبين) إلى الكعبين يعني كذلك مع الكعبين نفس ما ذكرناه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]. وأرجلكم هنا بالفتح، والفتح هنا تكون معطوفة على الغسل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾[المائدة: 6] وجوهكم مفعول به ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْوَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ مفعول به كذلك معطوف ﴿ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ﴾ جار ومجرور ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ فالمقصود هنا أن أرجلكم مفتوحة لأنها مغسولة وليست ممسوحة، لو كانت ممسوحة لكانت انكسرت وهذه قراءة سبعية في بعض القراءات السبعة فيها كسر، وجهت بالمسح على الخفين وجهت كسر بمسح الخفين ليس المسح على القدمين لأن النبي r قال: «ويل للأعقاب من النار» وهذا دليل على أن القدمين تغسل ولا تمسح، ورواية الكسر تحمل على المسح على الخفين.
خامسًا- الترتيب: هذه الأعضاء يأتي بها مرتبة بمعنى أن الرجل أو المرأة لو مسحت رأسها ثم غسلت وجهها ثم غسلت قدميها ثم غسلت يديها سوف نقول لها هذا الوضوء باطل يجب عليك أن تعيديه مرتب كما أمر الله عز وجل به في الآية، ( لأن الله تعالى ذكره مرتباً؛ وتوضأ رسول الله rمرتباً على حسب ما ذكر الله سبحانه: الوجه، فاليدين، فالرأس، فالرجلين، كما ورد ذلك في صفة وضوئه rفي حديث عبد الله بن زيد وغيره).والحديث أخرجه مسلم.