سُفـُوحٌ وَأشْبَاح
للدكتور طارق سليمان النعناعي
كلية دار العلوم بجامعة القاهرة

يَا سَمَاءً يَا أُمُوتْ إنَّنِي سَفـْحًا أَمُـوتْ

جــــَـــرَّدُو نِي مِنْ ثِيَابِ الحُلــْـــــــ ــــــــــمِ فــِــــــي أرْضِ الخُبـُوتْ
فاتـَنـــــــــ ـِـــــــــــــ ــي ثـَوْبٌ خَجِلـــْــــــ ـتُ الدَّهْرَ – آهٍ – أنْ أفوتْ
غَسَّلـُونِي بالغَيَاهَبِ كفـَّنـُونِي بالسُّكـُوتْ
فاتـَنِي مَنْ لـَمْ أفـُتـْهُ خَفَّ فِي حَمْلِي التـُّحُوتْ
وَيْ كـَأنَّ العُمْرَ نـَبْتٌ فِي فـَلاةٍ أوْ مُرُوتْ
أوْ كأنَّ الدَّهْرَ ليلٌ سَرْمَدِيٌّ فِي الثــُّبُوتْ
أدْرَجُونِي لـَحْدَ يَأسٍ مِثـْلَ أصْلالٍ صَمُوتْ
مَنْ لِأنـْوَارِ الشـَّوَاطِئِ؟ إنـَّنِي فِي جَوْفِ حُوتْ
أشـْعِلـُوا أُذْنَ الدَّيَاجِي لـَسْتُ مَاءً لـَسْتُ قـُوتْ
لـَمْ أصُغْ للحُلـْمِ حُوتـًا يَوْمَ يَأتِي فِي السُّبُوتْ
كَيْ أرَى الأشـْبَاحَ نـَمْلاً رَامَ مِنْ حُلـْمِي الحَتـُوتْ
هَاجَهُ الحُلـْمُ الجَرِيحُ خَالـَهُ حَبَّاتِ تـُوتْ
إنْ يَنَلـْهُ إنْ يَذُقـْهُ كيفَ أحْيَا أوْ أمُوتْ
إنْ يُحَتـْحِتْ قـَلـْبَهُ أوْ يَدَّخِرْهُ فِي البُيُوتْ
هَرْوَلـَتْ فِيَّ الأمَانِي مِثـْلَ جُرْذانٍ تـَصُوتْ
أوْرَقـَتْ أغْصَانِي بُومًا فوقَ شُرْيَانٍ عَنـُوتْ
عِنْدَمَا ضَاقَ الظـَّلامُ عِنْدَمَا ضَجَّ الخُفـُوتْ
زَمْزَمَتْ أنـْوَارُ قـَلـْبـِي تـَحْتَ أقـْدَامِ القـُنـُوتْ
أضْحَتِ الأشْبَاحُ أوْهَى مِنْ خُيُوطِ العَنْكـَبُوتْ