الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده محمد واله وصحبه
خرجت من الفندق متوجها نحو المسجد الحرام لأداء صلاة الفجر والصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه دخلت في الشارع الجانبي الذي يؤدي إلى المسجد الحرام , وفوجئت بطابور من الأطفال الأفارقة يجلسون في وسط الطريق مع أمهاتهم و بنظام الواحد تلو الأخر يصرخون وبلغتهم طالبين الصدقة , وعندما أنعمت النظر فيهم صدمت لقد كانت أيادي
الأطفال مقطوعة من المرفقين أتعبني هذا المنظر وعندما تقربت من احدهم نظر إلي بخوف لم افهم معناه في حينها
وفي اليوم التالي كان هناك برنامج لزيارة معالم مكة المكرمة واحد هذه المعالم هو جبل عرفات وعن طريق المدرجات صعدت الجبل وحين وصلت إلى سطحه فوجئت مرة أخرى بوجود الأطفال مقطعي الأيدي مع أمهاتهم يطلبون الصدقة, وعندما تقربت إلى احدهم نظر ألي أيضا بخوف شديد ,ولا ادري كيف امتدت يدي إلى يده لألمسها { يا الله } أنها ليست مقطوعة بل أنها مربوطة إلى الرقبة بإتقان بحيث تظهر كأنها مقطوعة عندها نهض الأطفال وأمهاتهم يصرخون بوجهي ويرمونني بالحجارة .هربت منهم نازلا إلى أسفل الجبل فرحا بهذا الاكتشاف الكبير.
وجلست مع نفسي أفكر و احلل هذه الظاهرة , فاهتديت إلى ما يأتي والله اعلم :
أولا / هناك من يستغل هؤلاء الأطفال ليستفيد ماديا
ثانيا / وراء هذه الظاهرة من يريد أن يسئ للإسلام و المسلمين موحيا بان هؤلاء الأطفال قد أقيم عليهم حد السرقة ليظهروا للحجاج قسوة الإسلام نحو الأطفال .
وللفائدة أن النظام الإسلامي في حد السرقة :
أ يطبق على المكلفين البالغين العقلاء ,فلا حد على مجنون و لا صغير .
ب ـ أن القطع لا يكون من المرفق و أنما يكون من مفصل الكف و هو الكوع .
و الحمد لله رب العالمين