" اقتلوا البيض " ! ..."اقتلوا البيض " ! "فليمت الرجل الأبيض" ! ...

هكذا استيقظ "علاء" : الشاب "اليوتوباوي" الذي ذوبته الحياة المترفة ونشأ لا ينتمي لشيء حتي صار لا يعرف المصري من الأمريكي من الإسرائيلي .. صار لا يعرف نفسه من الأخرين ..ولولا بقايا الشهوة في عروقه لما عرف الذكر من الأنثي ..
هكذا استيقظ هذا الشاب ليمشي عارياً في الردهة .. يلبس ثيابه .. يرسم علي الجدار بقلم الفحم شعارات تقول : " اقتلوا البيض " ! ...
هو لايعرف معني هذا ولا من هم البيض لكنه شاهدهم يفعلون هذا في الأفلام الأمريكية = ففعل !! ..

--

المشكلة أن كثيراً منا اليوم يشابه إلي حد كبير هذه الصورة الهزلية المضحكة التي رسمتها تلك الرواية ...

كثير منا يستيقظ من نومه وينطلق ليصيح و يكتب علي الجدران بقلم الفحم :
" رجال الدين " ! , "رجال الدين " ! ..
" الدين والسياسة " ! , " الدين والسياسة " ! ..
" الكهنوت " ! , " الكهنوت " ! .. " الحق الإلهي " ! , " الحق الإلهي " ! ..
" من يحكم باسم الله ؟ " ! ," من يحكم باسم الله ؟ " ! ...
" السماء لم تعط توكيلاً لأحد " ! , " لم تعط توكيلاً لأحد " ! , " أقول لك لم تعط توكيلاً لأحد ", أرجوك صدقني ! ..

المشكلة أن كثيراً منا يخوض صراعاً مع " كنيسة وهمية في الشرق " ! ..
فقط لأن الغرب خاض هذه المعركة يوماً ما , وهذا سبب وجيه جداً كما تري ..

وصدق من قال :
إنِّـا طـردنـا الأجنبـي ولـم نـــزل *** بعقـولنـا وقـلـوبنـا فـي حبســهِ
والشعـــــبُ لا يتركزُ استقــلالـه *** حتي يحـــررَ نفسَـه من نفسـهِ !

------

همسة علي الهامش : لاتوجد أمة تحترم نفسها وتعقل معني كونها أمة , تذهب فتأتي بمناهج هي نتاج "ثقافة متكاملة" لأمة أخري نشأت فيها وتطورت ..
تذهب فتأتي بهذه المناهج الفكرية - هكذا بالساهل ! - لتطبقها عندها ...وكفي الله المؤمنين شر القتال !

ولا تفعل هذا سوي أجيال تربت علي العبودية الفكرية والهزيمة النفسية ..
أجيال لا تستطيع - أو هكذا تعتقد- أن تقيم ظهرها وترفع بصرها إلي السماء لتواجه المناهج الدخيلة عليها وتساجلها = كما تقف القوة للقوة , وكما يناهض العقل العقل...
ثم تزاحم في إنشاء حضارة بالقوة العاملة والفكر المبدع..

ورحم الله شوقي..ففي أحدي مسرحياته الشعرية يسأل " القيصر " خادمه "أوروس " الرأي بعد هزيمته في المعركة..
القيصر : فماذا تري أوروس ؟
فأجابه "الخادم" : رأيُكَ أولُ ** وعندك تُرجي نظرةُ الصدقِ فانظر ِ..
لقد عشتُ ظلاً لا أري غيرَ ما تري ** ولا خيرَ في الرأي التبيعِ المُسَيَّر ِ!!

انتهي ...

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
اللهم أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .