تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: صفحة تفريغات معهد ابن تيمية الشرعي لمادة السيرة كتاب نور اليقين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Lightbulb صفحة تفريغات معهد ابن تيمية الشرعي لمادة السيرة كتاب نور اليقين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الدرس الأول
    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن وسيئات أعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
    اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد .
    أما بعد:
    أيها الأخوة الأحباب بادئ ذي بدء اسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم علما نافعًا، وعملا صالحًا متقبلاً هو ولي ذلك والقادر عليه، فأنا سعدت كل السعادة أن أكون معكم في هذا اليوم المبارك وفي دراسة مادة من أعظم المواد ومن أحبها إلى قلبي، وأظن أنها حبيبة إلى قلوبكم ألا وهي السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
    فهذا الدرس ينقسم في البداية إلى قسمين:
    القسم الأول المدخل لفهم السيرة النبوية: فأقدم بهذا المدخل لأن كثيرا من الناس يظن بأن السيرة النبوية ما هي إلا عرض للأحداث التاريخية التي مر بها رسول الله r منذ مولده r إلى مماته بأبي هو وأمي، البعض ينظر إلى هذه الوقائع وإلى هذه الأحداث نظرة سطحية إلى أنها مجرد أحداث تاريخية واختلفت نظرات الناس إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فإذا نظرنا إلى فرق كالمعتزلة أو فرق كالخوارج أو غيرها من الفرق التي ضلت الطريق ونظرتهم إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لوجدنا أمرًا عجبًا ويتضح لكم ما عليه الشيعة الآن ونظرتهم إلى سيرة النبي r وتفضيلهم لسيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه على سيرة نبينا r واهتمامهم بسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، عن سيرة نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فنوضح بداية.
    ما معنى كلمة السيرة النبوية؟
    السيرة النبوية هي دراسة لحياة النبي r وأخباره، وأخبار أصحابه r على الجملة، وبيان أخلاقه، وشمائله، وأوصافه، وخصائصه ودلائل نبوته، وأحوال عصره r، فالسيرة تشمل كل ما يتعلق بالنبي r؛ لأنها فعله، وإقراره لفعل أصحابه r؛ فالسيرة النبوية هي المثال العملي والتطبيق العملي للقرآن كما وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها رسول الله r فقالت: «كان قرآنا يمشي على الأرض كان خلقه القرآن»؛ فالسيرة النبوية ما هي إلا واقع عملي ملموس يلمسه من عاصره r للوحي تطبيقًا عمليًا فكان النبي r خير من امتثل لأمر ربه تبارك وتعالى فكان كما قيل «كان قرآنا يمشي على الأرض كان خلقه القرآن»هذه السيرة لها أهمية عامة، ولها أهمية خاصة.
    أهمية السيرة النبوية عامة: هي لعموم المسلمين لأن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله r بدعوة عالمية، وليست دعوة فردية أو دعوة خاصة فقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]. فالعالم كله لابد وأن يعلم سيرة نبينا r ليستفيد منه القاصي والداني ليتعلم منه المربون كيف يربون؟ وليتعلم منه القادة كيف يسوسون؟ وليتعلم منه الآباء كيف يقومون برعاية الأبناء؟ ولتتعلم منه الأمهات كيف كانت رحمته وشفقته -صلى الله عليه وعلى آله وصحب وسلم- في بيوتهم أو في بيوتهن؟
    فالسيرة النبوية أيضا ينبغي على خواص المسلمين أن يتعلموها لاسيما من تصدروا لتعليم الناس، ومن تصدروا لتربية الناس ومن تصدروا لسياسة الناس وقيادتهم فإنهم لابد لهم أن يتعلموا الواقع العملي لرسول الله r حتى يستدلوا بما كان على ما يكون بين أيديهم فإن الأمور اشتباه الفتن التي تمر الآن كانت قبل عشرات السنين أو قبل مئات السنين أمثال ونماذج هذه الفتن كانت موجودة قبل ذلك، كيف تصرف النبي r في هذه المحن؟ الضغط مثلا على الإسلام وعلى المسلمين، حرب من اليهود، وحرب من النصارى، وحرب من العلمانيين، وحرب من الليبراليين، وحرب من أعداء الله U من المنافقين، هذه الحروب كلها مجتمعة الآن كانت أيضًا قبل ذلك هذه الحروب موجودة، كان اليهود يؤلبون على رسول الله r، وكان النصارى يحرضون قبائل العرب على قتاله r، وكان المنافقون سيفًا طاعنًا في رسول الله r وفي أصحابه، وكان من والى المنافقين من العملاء والخونة الذين خانوا الله ورسوله كانوا يفعلون فعلهم.
    إذن الواقع هو هو، فلابد لمن تصدر لدعوة الناس، ولتعليم الناس ولتربية الناس، ولسياسة الناس، أن يتعلم سيرة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- بلغ من أهمية السيرة أن الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم كانوا يجعلون ذلك منهجا أُثر عن عمر t أنه قال: إن الله تعالى نهج سبيله وكفانا برسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يبق إلا الدعاء والاقتداء، بالنبي r لأن الله تبارك وتعالى قال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
    وقال زين العابدين بن علي بن الحسين t وعن أبيه قال: كنا نُعلَّم مغازي رسول الله r كما نُعلَّم السورة من القرآن، فقد كان سلفنا الصالح يعلمون أبناءهم سيرة رسول الله r كما يعلمونهم السورة من القرآن.
    قال محمد بن سعد بن أبي وقاص t وعن أبيه: كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله r وسراياه ويقول يا بَنِّي هذا شرف آباءكم أو هذه مآثر آباءكم فلا تضيعوها.
    يقول ابن الجوزي رحمه الله تبارك وتعالى: رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب إلا أن يُمزج بالرقائق والنظر في سيرة السلف الصالح وأصلح سيرة، سيرة نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    يقول الإمام الحافظ الخطيب البغدادي : تتعلق بمغازي رسول الله r أحكام كثيرة فيجب كتابتها والمحافظة عليها،و أقدم بهذه الكلمات وأسوقها بين يدي هذا الدرس لنبين فوائد دراسة السيرة النبوية، فدراسة السيرة النبوية لها فوائد عديدة:
    فوائد دراسة السيرة النبوية:
    أولاً- زيادة الإيمان والتصديق بالله أو لله ولرسوله.
    بمجرد أن تدرس سيرة النبي r يزداد إيمانك، ويزداد تصديقك لرسول الله r لأنك تقرأ عن أُناس كانوا مثلك، وكانوا يعيشون مع النبي r بأم أعينهم ونقلوا لك الحدث واحدا النقل الكافة عن الكافة، وهذا من مميزات السيرة النبوية، أن سيرة نبينا r من ميزاتها أنها نقلت نقل الكافة عن الكافة بخلاف مثلا سيرة عيسى u فإن أول إنجيل كُتب بعد رفع عيسى u إلى السماء بعد ثلاثمائة سنة، وأول ما كُتب عن عيسى u عن شمائله وفضائله كان قد مر سبعمائة سنة على رفع عيسى وعلى نبينا الصلاة والسلام، فمن ميزات هذه السيرة النبوية كما سنذكر أنها نقلت نقل الكافة عن الكافة نقلا متواترا فإن هناك أناس مثلك عاشوا مع النبي r عاينوه ورصدوا أخباره وأحواله r فنقلوا لنا ما كان، وما جرى له r فهذا النقل يزيد في إيمانك، ويزيد في تصديقك لله ولرسوله.
    ثانيًا- زيادة محبته r المحبة الشرعية التي لا إفراط فيها ولا تفريط، لأن هناك أناس غالوا في محبتهم لرسول الله r فرفعوه عن مكانته وعن منزلته فقال لهم r «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله» وهناك ناس غالوا وجافوا في حبه r كما ذكر ذو الخويصرة التميمي قال: اعدل فأنك لم تعدل فخاطب النبي r كأنه يخاطب أحاد الناس بل أقل من أحاد الناس، ونزعة المحبة من قلبه لرسول الله r فخاطبه خطاب الجاهل الجاف فكان ما كان من أمر النبي r وأخباره « يخرج من ضئضئ هذا أُناس يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» فالمقصد أن دراسة السيرة النبوية تجعلك تحب النبي r حبًا معتدلاً كما جاء في الكتاب، وكما جاء في السنة مقتديًا بأصحاب النبي r في حبهم لرسول الله r.
    ثالثًا- الاقتداء والتأسي التام برسول الله r ،قال الله تبارك وتعالى ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وجعل الله تبارك وتعالى علامة محبته سبحانه وتعالى اتباع النبي r، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31]. وجعل الباب الوحيد الذي يدخل منه الناس الجنة خلف رسول الله r فقال: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وقال r: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار» فالاقتداء التأسي التام برسول الله r حيث أنه المثال والنموذج والقدوة ونحن نحتاج إلى هذا المثال، وإلى هذا النموذج، وإلى هذه القدوة الآن في زمن غابت فيه القدوات، في زمن يُصنع فيه نجوم، ويُلمّع فيه أشخاص لا يستحقون الظهور بدعوة أنهم قدوة للناس فالذين جعلوا من جيفارا مثلا رمز للحرية والعدالة، ورمز للجهاد، هل جيفارا أفضل من رسول الله؟ كلا والله لا يصل جيفارا إلى قلامة ظفر النبي r ومع ذلك جعل له أعوانه وأتباعه ،من الهالة الإعلامية الضخمة ما جعلوا منه مثالاً عند كثير من المسلمين حتى أنك ترى كثيرا منهم يلصق صورة له على سيارته أو على باب شُقته، أو يتخذ ذلك على قميص يلبسه أو ما شابه ذلك، كل ذلك من أجل ماذا؟ أنهم جعلوا هذا الممسوخ جعلوه رمزا، وجعلوه قدوة، ورسول الله r أفضل من وطء الحصى بأبي هو وأمي.
    رابعًا- اليقين بصحة المنهج النبوي المستقيم في كل زمان ومكان.
    لأن الله وعد وتوعد من خالف هذا المنهج بالنار والعياذ بالله، فقال تبارك وتعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء: 115].
    إذن كل من شاق الرسول r وقوله ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ﴾ يعني من يأخذ له شق مع شق الرسول r أو من يتخذ له طريق مع طريق الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، .
    خامسًا- تحقيق شطر الشهادة الثاني من الشهادتين، والتي هي الركن الأعظم لدخول الإسلام، أنت عندما تريد الدخول في الإسلام أو أي امرئ إذا أراد الدخول في الإسلام لابد له أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، لو قال أشهد أن لا إله إلا الله من غير أن يعتقد وأن محمدا رسول الله ما دخل في دين الله تبارك وتعالى بل لو أن معتقدها أنكر أن محمدا رسول الله كفر بالله تعالى وخرج من هذا الدين فدراسة السيرة النبوية تحقيق عملي للركن الثاني أو للركن الأعظم وهو ركن الشهادتين، والشطر الثاني من الشهادة أشهد أن محمدا رسول الله.
    كيفية تحقيق شهادة أن محمد رسول الله. بما يلي:
    1- تصديقه فيما أخبر r.
    2- طاعته فيما أمر.
    3- واجتناب ما نهى عنه وزجر.
    4- وألا يُعبد الله إلا بما شرع.
    إذن دراسة السيرة النبوية تحقيقٌ عملي، للشطر الثاني من ركن الشهادة وهو أشهد أن محمدا رسول الله.
    سادسًا: استخراج الدروس والعظات والعبر من وقائع السيرة: اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر، وأفضل تاريخ يُقرأ تاريخ نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    سابعًا- التعرف على المنهج الدعوي الصحيح: لاسيما وقد مضى على رحيل رسول الله r عن هذه الكرة الأرضية أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، فنحن نحتاج إلى معرفة المنهج الدعوي السليم مع المتغيرات التي تغيرت في العالم، والتي تغيرت في الدنيا منذ أن مات رسول الله r إلى يومنا هذا بل إلى يوم القيامة، نحتاج إلى معرفة المنهج الدعوي الصحيح، كيف ندعو اليهود؟ كيف ندعو النصارى؟ كيف ندعو عصاة المسلمين؟ كيف نتعامل مع الوثنيين؟ كيف نتعامل مع المخطئين من بني جلدتنا؟ كيف نتعامل مع المبتدعة؟ كل هذه أمور نحتاج إلى معرفة الواقع العملي لرسول الله r فيها وكيف كان r يتصرف في هذه الأمور.
    ثامنًا:تنمية الولاء للنبي r والبراءة من أعدائه :في الماضي وفي الحاضر، تنمية روح الولاء للرسول r، والبراء من الشرك ومن أهله، أنتم ترون أن ما حدث من دولة الدانمارك من سب النبي r ومن رسمه r على صورة لا تليق به أن هذا الأمر عاش كثير من المسلمين لا يعبأ به ولا يفكر فيه، لماذا؟ لأن الأمر عنده سواء، يعني لا يهتم ولا يعبأ بهذا الأمر، فهذا النوع من الناس يحتاج إلى أن يُنمى الولاء للرسول r في قلبه، ولن يُنمى هذا الولاء إلا بالتعرف على السيرة النبوية على صاحبه أفضل الصلاة وأتم السلام.
    تاسعًا:- التعرف على آثار الجهاد في تحرير الأمم والشعوب.
    كيف امتثل رسول الله r لقول الله تبارك وتعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِي نَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 73]. كيف كان الأثر لهذا الجهاد الذي بدأه الرسول r وحده ثم وقف يوما قبل أن يرحل عن هذه الحياة الدنيا في يوم عرفة وهو يقول للناس: «خذوا عني مناسككم» وكان قد حضر معه r مائة وأربعة وأربعون ألفا، قد آمنوا به وخرجوا معه مستعدين لبذل الأموال والنفوس من أجل نصرته r، وهو هو الذي وقف في مكة يوما وهو يقول من من يؤويني من ينصرني من يحملني حتى أبلغ دعوة ربي r.
    عاشرًا: بيان الموقف العملي من الكافرين، والمنافقين ومكائدهم، الحادي عشر: الاطلاع على مواقف اليهود والنصارى من رسول الله r والرسالة،: في قديم الزمان من بعثته rإلى يومنا هذا حتى تتعرف على القوم، لذلك تجد القرآن الكريم يكثر من ذكر اليهود، ومن صفات اليهود، لما هذا الذكر؟ لتعرف القوم ولتستبين سبيل المجرمين، وتعرف عدوك الحقيقي كيف يفكر فإنهم لا يتغيرون هذا منهج عند اليهود، كما الله تبارك وتعالى مثلا ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُم ْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14]. فعُرف اليهود أنهم قوم جبناء، تراهم الآن إذا أرادوا أن يحاربوا يحاربون من أين؟ إما من حصون، وإما من مدرعات، وإما يضربون بالطائرات، إما أن ينزلوا إلى الأرض نزال الرجال: أبدا لا يستطيعون، لماذا؟ لأنهم جبناء.
    الثاني عشر: عدم اليأس والثقة بنصر الله U لدينه وأوليائه، .
    الثالث عشر: التمسك بالدين والصبر على ما يلاقي المرء في طريق الدعوة،.
    طبعا أنا يعني لو أخذت استخرج فوائد في دراسة السيرة النبوية لن ننتهي ولكن نكتفي بهذا القدر أنا أردت أن أضع ملامح عريضة لأهمية دراسة السيرة النبوية أهيج بها في نفسك حبك للسيرة النبوية، لأن كثير منا مهتم بالفقه، مهتم بالحديث، مهتم بالمصطلح، مهتم بأصول الفقه، ويغفل غفلة شديدة عن السيرة النبوية، السيرة النبوية زادك الحقيقي، إيمانك يزداد بسيرة رسول الله r كما إن عبادتك تصح بمعرفة الحلال والحرام، وبما يصح به اعتقادك فإن قلبك أيضًا يرق ويلين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    ميزات السيرة النبوية:
    أولاً:أنها معلومة ومسجلة ولم يخف منها شيء فإن الصحابة نقلوا لنا أفعال رسول الله r نقل الكافة عن الكافة، نقلا متواتر جماعات عن جماعات عن جماعات وسُجل هذا ودُون في الكتب فظل محفوظا بحفظ الله تبارك وتعالى، حتى أننا نجد أن الصحابة نقلوا عن رسول الله r بعضًا من أموره الشخصية، كيف كان r يأتي امرأته أو يأتي أهله، وماذا كان يقول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وماذا كان يفعل إذا أراد العودة مرة أخرى، كان r يغتسل بل كان النبي r يتوضأ فيقول :فإنه أنشط للعود، فنقل الصحابة عن النبي r أدق التفاصيل فكأن عيون الصحابة كانت كاميرات مسجلة تحفظ لنا أقواله وأفعاله، وتحركاته، وسكناته، r فنقلتها إلينا نقل الكافة عن الكافة فهذه من ميزات دراسة السيرة النبوية أنت لو نظرت في سيرة أي عظيم من العظماء لوجدت أن سيرته ملطخة بدماء، وأشلاء، وكذب، وخداع، ونفاق إلى غير ذلك من البلايا والرزايا التي وقع فيها كل واحد منهم، اقرءوا كتاب أعلام وأقزام للدكتور سيد حسين العفاني تقرؤون فيه تاريخا لأقوام تاريخ عفن، لأقوام يجعلون منهم رموزا الآن، ويصنعون منهم الآن رموز، لأن يقودوا الأمة ويسودوا الأمة، وهم في حقيقة الأمر زبالات المجتمع بل لا يستحقون أن يكون من زبالات المجتمع فإنهم لا شيء كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: 17].
    فهؤلاء لا قيمة لهم على الإطلاق بل هم عالة على المجتمع فسيرة النبي r ميزتها أنها معلومة ومسجلة ولم يخفَ عنها شيء.
    ثانيًا: أن رسالته r رسالة عامة لجميع الخلق قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سبأ: 28]. وكان النبي r يقول لأصحابه «وكان النبي يبعث في قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة» والحديث رواه البخاري.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: صفحة تفريغات معهد ابن تيمية الشرعي لمادة السيرة كتاب نور اليقين

    مصادر السيرة النبوية،:
    المصدر الأول:القرآن الكريم: فقد أكثر القرآن الكريم من ذكر النبي r وذكر أحواله، وذكر بعضا من مواقفه r، وشيئًا من جهاده r كإشارات يتضح بعدها ما لها، وما كان منه r حال هذه الإشارات، والقرآن محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى له ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ والذكر قرآن وسنة، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]. ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ﴾ أي: السنة، ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ فالسنة مبينة للقرآن كما احتج الصحابة ومن بعدهم على مخالفيهم في أن السنة مبينة للقرآن وأن السنة وحي كما قال النبي r بنص حديثه r «ألا أني قد أوتيت القرآن ومثله معه» فالسنة النبوية ذكرٌ كالقرآن الكريم، وهي أيضا محفوظة بحفظ الله تبارك وتعالى لها، حفظ الله تبارك وتعالى السنة النبوية بحفظ رجال الأسانيد أو بقيام علماء هذه الأمة بعلم الإسناد، وإسناد كل قول إلى قائله، ورد كل أمر إلى قائله، والتحقق من هذا القائل من عدالته وضبطه بل بحثوا في أدق تفاصيل هؤلاء الرواه حتى أنهم كانوا يردون رواية من لا يُعرف أو رواية من يُتهم ولو بتهمة يسيرة، فعندما تقرؤوا علماء المصطلح كيف كانوا يقبلون، شروط قبول الرواية من الراوي، تعلمون أن هؤلاء كانوا قد شددوا في الأمر تشديدا شديدا وبقوة حتى لا يتفلت منهم شيء، فكان أشد الناس في قبول الروايات، الإمام البخاري، ويليه الإمام مسلم ثم تتابع العلماء بعد ذلك، فكان البخاري مثلا يشترط للراوي اللقيا والمعاصرة ،كي لا يكون هناك فاصلاً بينه وبين شيخه، أما مسلم مثلا فكان يشترط المعاصرة ولا يشترط اللقيا، فهذان شرطان مختلفان، فالمقصود أن أبين لك أن جهود علماء الحديث في حفظ السنة النبوية، ومن حفظ السنة النبوية حفظ سيرة النبي r فمن حفظ الكتاب، ومن حفظ السنة، سنة النبي r كانت سيرته العطرة r.
    المصدر الثاني: كتب الحديث: ينسحب ما قلناه آنفا على كتب الحديث، كتب الحديث البخاري، ومسلم، وسائر السنن، النسائي، والترمذي، وأبي داود، وسائر كتب السنة التي بين أيدينا، فإنها كلها قد حوت إما كلمات للرسول r، وإما أحوالا للنبي r أو أفعالا له أو إقرارا منه r لأفعال أصحابه، لأن السنة إما قول أو فعل أو تقرير، يأتي الصحابي فيفعل فعل أمام النبي r فيقره النبي r على ذلك، إذن إقرار النبي r على ذلك هو بمثابة الموافقة العملية على هذا الفعل.
    المصدر الثالث:، كتب الدلائل: التي يسميها العلماء دلائل النبوة، الدلائل للإمام البيهقي،.
    المصدر الرابع: كتب الشمائل المحمدية، أو كتب الشمائل النبوية، المصدر الخامس: كتب المغازي والسير: أشهر كتب السيرة، السيرة لابن إسحاق، والسيرة لابن هشام ، وهذه الكتب جمع فيها كاتبوها كل ما يتعلق بالرسول r ما صح منه وما لم يصح ، والآن جاء دور التفتيش ، بعد ذلك في عصر النقد من العلماء المتقدمين، ولا مانع كم ترك الأول للآخر من أمور، يفتح الله تبارك وتعالى بها على بعض عباده،.
    حاجة البشرية إلى النبي r، وحاجة البشرية إلى بعثة النبي r: كان الناس قبل رسول الله r في فترة تسمى الجاهلية، والجاهلية قد يظن البعض أنها حُقبة من الزمان، أو فترة من التاريخ، ولكن الجاهلية أعم من ذلك، الجاهلية فترة زمنية أقوال وأفعال قد تكون في زمن النبوة، وقد تكون بعد زمن الجاهلية، فالجاهلية ليست قاصرة على الفترة الزمنية التي كان فيها النبي r فحسب بل هذه الجاهلية قد تكون أقوال وأفعال بعد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33]. فالتبرج يحدث في زمن النبي r وبعد زمن النبي r، فوصف تبرج النساء بأنه تبرج الجاهلية، المرأة في الجاهلية كانت تقف وتطوف بالبيت عريانة، وتقول:
    الْيَوْم يَبْدُو بَعْضُه أَو كُلِّه



    وَمَا بَدَا مِنْه الْيَوْم فَلَا أُحِلّه


    فكان هذا نوع من أنواع التبرج تطوف بالبيت عريانة ليس عليها شيء من الثياب، وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله يعني هذا الجسد يبدو بعضه أو كله، وما بدا منه اليوم فلا أحله، الذي يشاهد لا يشاهد أنا محرمة عليه ، أفعال الجاهلية، هذه الجاهلية كانت في زمن النبي r، وقبل الرسول r، ويأتي بعده r هذا الفعل، فالتبرج لازال موجودا يختلف من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن شكل إلى آخر، كذلك حمية الجاهلية، كما قال الله تبارك وتعالى ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [الفتح: 26]. فكل حمية لغير كتاب الله، ولغير سنة النبي r، ولغير دين الله U فهي تسمى حمية جاهلية،كمن يتعصب لفريقه ، أو لحزبه فكل ذلك من العصبيات الجاهلية، وهذه أيضا موجودة في كل زمان، وفي كل مكان، كما حدث مع النبي r أن أبا ذر عير بلال بأمه فقال يا ابن السوداء، فقال النبي r «إنك امرؤ فيك جاهلية» إذن الجاهلية قد تكون فعل، وتصرف، هذه الجاهلية كانت موجودة ولازالت موجودة، أو لازال طرفا منها موجودا، إذن لابد من مقاومة هذه الصور الجاهلية بالإسلام، لأنه لا يغير هذه الجاهلية إلا الإسلام، ولا يقومها إلا الإسلام طبعًا بقايا شيء منها إنما هو من باب صراع الحق مع الباطل، وإنما هو من باب ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ [النجم: 31]. وليكون هناك تنافس شريف في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي تبليغ دين الله تبارك وتعالى، وفي العمل لهذا الدين.
    فالجاهلية قبل النبي r وبعد الرسول r صورتها متغايرة، تغيرت صورة الجاهلية من بعثة النبي r من الشرك إلى التوحيد، ومن وأد البنات إلى إكرامهن، ومن شرب الخمر إلى العقل والفهم، ومن السفاح إلى النكاح، ومن التبرج والسفور، إلى الحجاب والحشمة، ومن الزنا وهتك الأعراض، إلى العفة والصيانة، ومن الحرب والقتال، إلى السلم والأمن والأمان، ومن الشدة والقسوة إلى الرحمة والرأفة، ومن التميز العنصري إلى المساواة في الحقوق والواجبات، إذن جاء النبي r والبشرية تحتاج إليه r ليعدل كل الموازين ويضع الأمور في نصابه لأمر الله تبارك وتعالى.
    فهذه الجاهلية لابد لكل واحد منا أن يتعرف على شيء منها الشيخ الخضري في هذا الكتاب لم يسلُك مسلك بقية العلماء في أنه جاء مثلا بالكلام أو بالحديث عن الجاهلية قبل الحديث عن بعثة النبي r كل ذلك رجاء الاختصار، طبعا نحن نلاحظ أن الشيخ الخضري رحمه الله أتى بعناصر من السيرة النبوية كلها عناصر إجمالية، إذا فصلت فيها وقفت فيها على شيء كثير، ووقفت فيها على معاني عظيمة ومفيدة في سيرة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فلابد وأن نتعرف على الجاهلية، كما قال عمر t ما عرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية، ولو من باب قول القائل:
    عَرَفْت الْشَّر لَا لِلْشَّر أَعْرِفُه



    وَلَكِن لِتَوَقِّيه


    وَمَن لَا يُعْرَف الْخَيْر مِن الْشَّر الشر



    يَقَع فِيْه


    كانت هذه الفترة فيها حالات اجتماعية، وحالات سياسية، وأحوال دينية إذا نظرنا نظرة سريعة إلى المجتمع قبل بعثة النبي r الحالة الاجتماعية قبل بعثة النبي r ة: كما كنتم تعلمون من الشدة، والقسوة، والقوي يأكل الضعيف، والغني يأكل الفقير، وطغى وبغى كل من كانت له قوة، وكل من كان له سطوة وكان هناك سفاح ولم يكن هناك نكاح وكانت صور النكاح في الجاهلية على صور أربع كما أخبرت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
    الحالة الدينية قبل بعثة النبي r :وجدنا أن العرب خاصة كانوا أقواما يعبدون الأصنام لا يعرفون إلا عبادة الأصنام والأوثان وأول من أدخل الأصنام والأوثان إلى العرب رجل يسمى عمرو بن لحي الخزاعي فإنه أول من أدخل الشرك إلى جزيرة العرب كان رجل بالشام فرآهم يعبدون أصناما، فأخذ صنمًا منهم ، ثم حمله على ظهره وجاء به فوضعه في مكة أو في صحن الكعبة حتى عبده الناس، واتخذ الناس بعده أصناما وآلهة تُعبد من دون الله تبارك وتعالى، لذلك يقول النبي r «لقد رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار» لأنه أول من سيب السوائب، وأدخل الشرك إلى جزيرة العرب فالحالة الدينية قبل بعثة النبي r كان عبارة عن أناس يعبدون أصنام، ويعبدون أوثان إلا بقايا من أهل الكتاب هؤلاء البقية الباقية من أهل الكتاب كان على دين إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ولكنهم كانوا معتزلين الناس، مثل زيد بن عمرو، وكمثل ورقة بن نوفل.
    كان هؤلاء وأمثال هؤلاء كانوا يعيشون ولكنهم كانوا يعيشون في معزل من الناس، كانوا لا يرضون بما عليه الناس من الكفر ولكنهم كانوا يتعبدون ويتحنثون لله تبارك وتعالى في معزل عن الناس.
    الحالة السياسية قبل بعثة النبي r : إذا نظرنا للحالة السياسية وجدنا أن الجزيرة العربية كان يحيطها دولة الرومان، وكانوا يحيطها دولة الفرس، وكانوا يحيطها دولة الهند، وكانت تحيطها أوربا من جهة أخرى، وفي المنتصف العرب.
    لماذا كانت بعثة النبي r من العرب؟لأسباب اجتهد العلماء في جمعها:
    أولاً: أن العرب أهل ذكاء وفطرة، وفطنة واتساع للغة، فكان العرب أذكى من كل الأمم التي حولهم على الرغم أنهم كانوا متخلفون ماديا غير أنهم كانوا متقدمون عقليًا كذلك كانوا أهل كرم وسخاء حتى أن مضرب المثل في الكرم والسخاء عند العرب،عدي حاتم الطائي، كان حاتم من أكرم العرب فكانت لا تطفأ له نار وكان يضرب ولده إذا ضرب كلبه فيقول إنها تدل علينا الضيفان، فحاتم الطائي كان من أكرم العرب، كذلك كانوا أصحاب صراحة ووضوح بعيدين عن الالتواء والتعقيد، لأنه بطبيعته لا يهاب أحد،النبي r يوم أن وقف على جبل أبي قبيص وهو يقول: «يا صبحاه يا صبحاه لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي، قالوا ما جربنا عليك كذبا قط، فقال فأني رسول الله إليكم جميعًا»، قام إليه عمه بتلقائية وبوضوح تبًا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا.
    عندهم وضوح حتى في الكفر، عندهم وضوح حتى في الكفر، كذلك العرب كانوا أصحاب شجاعة ومغاوير حرب وأحلاس خيل فكانوا يقاتلون من أجل ناقة، ويقتتلون من أجل جرعة ماء فكانوا مغاوير حرب عندهم صبر وقوة وجلد على القتال لا قبل لأحد بهم وأنتم عندما تقرءون إن شاء الله سيرة النبي r ونتناول أحداث السيرة كيف أن الصحابة كانوا يصبرون في الغزو، والفتح، والجهاد، ويصبرون على حصار الحصون، ويصبرون على القتال مع الكفار أيام وليالي وشهور تجدون أمرا عجبا.
    ثانيًا:كذلك من أسباب الاصطفاء للعرب أنهم كانوا بمعزل عن الأدواء المدينة والترف الذي يحول بينهم وبين معتقدهم لأن المدينة تشغل الإنسان عما يعتقده النظر والالتفاف لشهوات وما شابه يصرف الإنسان عما يعتقده أما هؤلاء فكان ليس لهم إلا الآلهة والأكل والشرب، والبيوت فالمدنية لم تكن عندهم، حتى لا تصرف شيئا من جهدهم، ولا شيء من فكرهم عن معتقدهم ثالثًا:كذلك كانوا أمة نشأت على الحرية والمساواة والأنفة، يحكى أن عمرو بن هند وكان في الجاهلية أرسل له ملك الحيرة وكان ملك الحيرة من أغنى الناس، ومن أعظم الناس مُلكا في ذلك الوقت، جلس يوما ملك الحيرة مع بعض ندمائه، ومع بعض جلسائه فقال ترون أحد يأبى أن يخدمني، قالوا نعم عمرو بن هند وأمه فأنهم من أأنف العرب، قال ما تصنعون إن جعلته خادما لي هو وأمه، فتراهن على عمرو بن هند فأرسل ملك الحيرة إلى عمرو بن هند واتفق ملك الحيرة مع أمه إن جاءتك أم عمرو بن هند فأجلسيها بجوار الأطباق ، وقولي لها ناوليني هذا ثم ناوليني هذا وأنا أجعلها خادمة لك شيئا فشيئا، فدخل عمرو بن هند على ملك الحيرة، ودخلت أمه على أم ملك الحيرة، فلما جلست أمه بجوار هذه الأطباق إذا بأم ملك الحيرة تقول لها ناوليني الطبق، قالت لا يكون، ما يكون لمثلي أن يناول مثلك، فلما صرخت في وجهها صرخت أم عمرو بن هند يا آل تغلب علمت أنهم يريدون أن يستخدمونها أمة، فقام عمرو بن هند وكان سيفا قد عُلق بجوار ملك الحيرة فأمسك بالسيف وضرب ملك الحيرة فشطره نصفين ثم أنشد قصيدة طويلة موجودة في المعلقات السبعة ،بمعنى أنكم لا تستخدمونا ولا تستعملونا ،من الأنفة والعزة التي كانت عند العرب.
    فالعرب كان عندهم حرية، وشهامة، ونخوة، ويأنفون أن ينصاعوا إلى أحد فكان كل هذه العلامات والأمارات كانت سببا لاصطفاء الله تبارك وتعالى للعرب حتى يكون منهم حملة الرسالة، وحملة النبوة .
    رابعًا:بالإضافة إلى موقع جزيرة العرب في الناس فإن الجزيرة العربية من نظر إليها إطلالة سريعة وجد أن الجزيرة العربية تملك العالم بأسره، كل العالم محيط بالجزيرة العربية وأثبتت الجغرافيا الآن أن مكة أم القرى كما قال الله تبارك وتعالى أن مكة والكعبة هي مركز الأرض ، فكان موقع العرب موقع متميز إذ عندهم البحار، وعندهم الأنهار، وعندهم الصحراء فكانوا يملكون شيئا كثيرا من هذه الأرض مما جعل ذلك مدعاة لظهور الرسالة عندهم ليحتاج الناس إليهم في كل زمان وفي كل مكان.
    بدأ الشيخ الخضري رحمه الله تبارك وتعالى هذا الكتاب، وكتابنا الذي ندرسه ونتناوله بالدراسة كتاب نور اليقين أنا أسف طبعا أطلت في المقدمة ولكن أردت أن يكون لنا يعني كالتوطئة للوصول إلى الغاية المنشودة من دراسة هذا الكتاب، لأن الهدف من دراسته، أنت تخرج منه بأكبر فائدة هذا الكتاب على صغر حجمه إلا أنه قد حوى علما كثيرا.
    سبب تصنيف الخضري لكتاب نور اليقين:بدأ الشيخ الخضري رحمه الله تبارك وتعالى في تصنيف هذا الكتاب بناء على رغبة بعض أصحابه ووافق ذلك هوى في نفسه أنه كان يريد كتابة سيرة النبي r في كتاب مختصر جامع فيقول: لما رأيت ذلك وشعرت بما شعرت به ووافق ذلك طلب بعض الأحبة مني أن أكتب في سيرة النبي r فشرعت في بداية كتابة هذا الكتاب.
    ابتدأ كتابة بقوله النسب الشريف ثم قال عنهr: ((السيد الأكرم الذي شرف الناس بوجوده هو محمد بن عبد الله من زوجه آمنة بنت وَهْب الزُّهرية القرشية) نلاحظ أن الشيخ الخضري الوحيد فيمن صنف في سيرة النبي r أو فيمن كتب في سيرة النبي r الوحيد الذي يذكر كل من آباء النبي r ويذكر معه زوجه، أي يذكر كل من كان من نسب النبي r ويذكره معه زوجه فيقول مثلا، محمد بن عبد الله زوجه زوجه آمنة بنت وهب فيذكر أبو نبي ويذكر أمه وهكذا في سائر النسب.
    فيقول (ابن عبد المطلب من زوجه فاطمة بنت عمرو المخزومية القرشية، وكان عبد المطلب شيخاً معظماً في قريش يَصْدُرون عن رأيه في مشكلاتهم ويقدمونه في مهماتهم، ثم يقول ابن هاشم من زوجه سلمى بنت عمرو النجارية) سأترك لكم قراءة السند ولكن أعطيكم الفوائد لنسب النبي r،.
    نسب النبي r :
    1-جزء متفق عليه.
    2-وجزء الخلاف فيه قليل.
    3-وجزء الخلاف فيه كثير.
    الجزء الأول وهو المتفق على صحته: كما قال الإمام البخاري رحمه الله في نسب النبي r: هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بنالنضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
    قال الإمام البغوي رحمه الله:لا يصح حفظ النسب فوق عدنان.
    وقال الإمام ابن سعد من كتاب التاريخ والسيرة: قال الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل، .
    يقول ابن القيم رحمه الله: إلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين لا خلاف فيه البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل، الخلاصة في نسبه r أن نسبه الثابت اثنان وعشرون رجلا ، واختلف من بعد الاثنين وعشرين الذي هو من أول عدنا إلى إسماعيل u ولا يثبت نسبا إلى آدم u .
    الجزء المختلف فيه: من عدنان إلى إسماعيل.
    الجزء الثالث :أما من إسماعيل إلى آدم u فهذا كله اجتهادات لا طائل من وراءها.
    أخوال النبيr :
    من بني زُهرة لأن أمه آمنة بنت وهب يلتقي نسبها مع والده في كلاب بن مرة،والذي سمي نبينا r بهذا الاسم هو جده عبد المطلب وأمه رغبة منهما عن أسماء أهل بيته، اعلم رحمك الله أن النبي r أعلى وأطهر الأرض نسبا، وقوما وقبيلة، وفخذا، ولذلك من طعن أو شك أو استهزأ أو غمز أو لمز في نسبه r فقد وقع في الكفر الأكبر المخرج من الملة فيكون حلال الدم والمال.
    الكلام مرة ثانية: كل من طعن أو شك أو استهزأ أو غمز أو لمز في نسبه r فقد كفر ووقع في الكفر الأكبر وخرج من الملة، والنبي r لما تحدث عن نسبه r كما في صحيح مسلم قال «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريش، واصطفى من بني قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» .
    وعن أبي هريرة t في ما رواه أحمد قال رسول الله r «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه» والفضل ما شهدت به الأعداء لما أرسل هرقل عظيم الروم إلى أبي سفيان فسأله وما نسبه فيكم؟ قال هو فينا ذو نسب، فشهد للنبي r أنه صاحب نسب r قال الإمام ابن القيم اسم الرسول r محمد فهو محمود عند الله ومحمود عند ملائكته، ومحمود عند إخوانه من المرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم أجمعين، فهذا نسب النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
    زواج عبد الله بآمنة وحملها منه.

    تزوج عبد الله بآمنة ومات بعد أشهر معدودة، وكان قد خرج في سفر لطلب التجارة وشيء من التربح فمات والد النبي r وتركه حملا في بطن أمه، لأن هناك بعض الناس يقول مات بعد ولادته، لا، مات والده r وهو حمل في بطن أمه، وقام على رعايته جده عبد المطلب.
    تنبيه: أنبه أيضا إلى أن ميلاد النبي r كان في العام الذي أرّخت له العرب بعام الفيل، وفي هذه الحادثة :أن أبرهة الأشرم أراد أن يبني بيتا يحج إليه الناس وسماه القُلِّيس، فبدأ وجاء بجموع وجنود حتى يهدم الكعبة وكان ما كان لما دخل أبرهة إلى مكة وقابل عبد المطلب، أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه، فكان ما كان من حادثة الفيل بإرسال الله تبارك وتعالى الطير الأبابيل، القصة التي ذكرها ربنا تبارك وتعالى في محكم التنزيل، فأرخ العرب لميلاد النبي r بهذه الواقعة المشهورة التي علمها العرب والعجم، عن ميلاده ،صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
    وقفات في ميلاد النبيr :
    الوقفة الأولى :أن تاريخ ميلاده r لا يرتبط بعبادة معينة من العبادات ولم يشرع فيه أي نوع من العبادات كما نرى أن الأمة أحدثت يوم سمته مولد النبي r يقوم فيه طائفة من الناس المتدينين بإنشاد الأبيات والقصائد لاسيما البردة للبصيري وبإنشاد القصائد والمدائح النبوية، وأيضا يكثرون فيها من يعني الطعام وإطعام الطعام، والصدقات والذبائح ويقولون ذلك يوم أكرم الله تبارك وتعالى فيه العباد، فكل هذه العبادات لا تشرع ولم تشرع فلا يصح في تاريخ النبي r عبادة معنية، إلا عبادة واحدة وهي الصيام كما في صحيح مسلم أن النبي r لما سئل عن صيام يوم الاثنين قال: «ذاك يوم ولدت فيه» لكن هل هذا مصوغ لأن يتخذ الإنسان يوما ميلاده يصوم فيه،؟ لا وإنما هذه عبادة، فعلها النبي r تعبدا ونحن نتعبد إلى الله تبارك وتعالى بما تعبد به النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
    الوقفة الثانية: يدل البحث والتحري والجمع بين الأقوال من أقوال أهل العلم في يوم مولده r على المحبة العظيمة لهذا النبي والعناية بسيرته حتى أن الكل يدقق ويبحث ليصل إلى الوقت الصحيح لميلاده -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
    علامات علي مبعث النبيr:
    قال العلماء المحققون لم يثبت بطرق صحيحة ولكن اشتهر القول بأن عند مولده r سقطت أربع عشر شرفة من إيوان كسرى وخمدت نار المجوس وغاصت بحيرة ساوه وانهدمت المعابد من حوله r يعني قال كل هذا علامات على مبعثه r، كل هذه العلامات لم يثبت بها دليل صحيح،.
    رضاع النبي r.
    ولد النبي r وأرضعه جماعة من نساء العرب(وكان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي ليكون أنجبَ للولد، وكانوا يقولون: إن المربَّى في المدن يكون كليلَ الذهن فاتر العزيمة، فجاءت نِسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم، فكان الرضيع المحمود من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، واسم زوجها أبو كبشة، وهو الذي كانت قريش تنسبُ له الرسول صلى الله) و كانت تعير به الرسول r لما كانوا يقولون لقد أمر أمُر بن أبي كبشة، ينسبونه إلى أبي كبشة وهو أبوه في الرضاعة، -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
    من فوائد يتم النبي r:
    قال الحافظ ابن كثير:
    أولاً:النبي r بلغ أبلغ اليتم وأعلى مراتبه.
    ثانيًا: يتم النبي r في ردا على المبطلين، دعواتهم بأن محمد r تلقى دعوته بتوجيهات وإرشادات والده أو مكانة جده.
    ثالثًا:نشأة النبي r في طفولته مع والدته قد كان مثله بعض الأنبياء: مثل إسماعيل وموسى وعيسى، ويدل على أهمية اختيار الزوجة، أنت قد تموت من يربي بعدك ولدك زوجتك فلابد أن تكون هذه الزوجة قد اختيرت بعناية شديدة، لأنها هي التي سوف تقوم بتربية ولدك.
    رابعًا:يتم النبي r فيه أسوة للأيتام في كل زمان ومكان ليعرفوا أن اليتم ليس عيبا وليس نقمة وأنه لا يجب أن يقعد صاحبه عن بلوغ أعلى المراتب.
    خامسًا: كذلك شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل نبيه يتيما حتى لا تتدخل يد أب حانية أو توجيهاته بل يتولاه الله سبحانه وتعالى ولا يتلقى شيئا من مفاهيم وأعراف وعادات الجاهلية، يعني شاءت إرادة الله أن يكون النبي r يتيم حتى لا يؤثر عليه شخصية أبوه ولا من يقوم على رعايته وعلى ولايته r.
    مرضعات النبي r .
    الأولى: أمه آمنة بنت وهب، وكانت قد أرضعته r أياما ثم ترك رضاعها، ثم تولت رضاعته.
    الثانية: ثويبة مولاة أبي لهب.
    الثالثة:حليمة السعدية، .
    سنقف إن شاء الله تبارك وتعالى عند حادثة شق الصدر، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم هذا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    نسألكم الدعاء ( أختكم أم محمد الظن)
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •