السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القريب
ورد اسم الله ( القريب ) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع ،وهي قوله تعالى :{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة : 186]،وقوله تعالى :{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }[سبأ : 50]،وقوله تعالى :{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُ مْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوه ُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [هود : 61].
وقرب الله الذي تدل عليه هذه الآيات هو قرب خاص من العابدين المحبين والداعين المستجيبين ،قرب لا يدرك له حقيقة ،وإنما تُعلم آثاره من لطفه بهم ،وتوفيقه لهم ،وعنايته بهم ،ومن آثاره إجابته للداعين ،وإثابته للعابدين.
وقد ثبت في السنة أحاديث عديدة تدل على قرب الله عز و جل من عباده المؤمنين و أوليائه المتقين ،يسمع دعاءهم، ويجيب نداءهم ،ويعطيهم سؤلهم ،ففي (الصحيحين) عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ،فجعل الناس يجهرون بالتكبير ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أربعوا على أنفسكم ،إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا ،إنكم تدعون سميعا قريبا،وهو معكم ).
وفي (الصحيحين )أيضا عن أبي هريرة –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز و جل : ((من تقرَّب إليَّ شبرًا تقَّربتُ إليهِ ذراعًا ،ومن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقربتُ إليهِ باعًا،وإذا أقبلَ إليَّ يمشي أقبلتُ إليهِ أهرول )) .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر