تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 31

الموضوع: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    فهذه دراسة موسَّعة للحديث المشهور: " شيبتني هود وأخواتها "، وله ألفاظ مختلفة، وقد وقع في أسانيده اختلافٌ كبير، وتعددت أوجهُه وطرقُه، حتى توقف بعض كبار الأئمة في الحكم عليه.

    وقد وقفتُ على بعض الدراسات السابقة للحديث، وهي مفيدة وقيّمة، وإن كان في بعضها بعض المؤاخذات، وما وقفتُ عليه:
    1- دراسة للشيخ: سعيد الرقيب، منشورة في ملتقى أهل التفسير.
    2- دراسة للشيخ: طارق بن عوض الله، نشرها في حاشية كتاب " تدريب الراوي "، للسيوطي، بتحقيقه، وسأنشرها هنا -إن شاء الله تعالى- مفرّغة، وأبين بعض الملحوظات فيها.
    3- دراسة للشيخ: أحمد بن محمد بن حميد، نشرها في تحقيقه للمجلد الرابع عشر من كتاب " المطالب العالية "، لابن حجر (ص724-736).
    4- دراسة للشيخ: خالد العيد، نشرها في ملتقى أهل الحديث، ثم في المجلس العلمي في موقع الألوكة.
    5- دراسة مختصرة للشيخ: حاتم العوني، منشورة في موقع الإسلام اليوم.

    ولما كان في تحرير أوجه الاختلاف فائدة للكاتب والمتلقي، فقد أحببتُ أن أحرّر ذلك وأدرسه؛ للخروج بحكم واضح على الحديث.
    وسأنشر بحثي هنا على دفعات؛ لطوله، وأرجو ممن رأى ما يستدعي الملاحظة أو التنبيه أن يحسن بذلك فيطرحه، وله الدعاء والشكر الجزيل.

    والله الموفق والميسر والمعين.


    أولاً: تخريج الحديث
    جاء الحديث من طرق عديدة، وعن جمعٍ من الصحابة، وفيما يلي تخريج كل رواية من رواياته:

    1- تخريج رواية أبي إسحاق السبيعي:
    وهذه أشهر روايات الحديث، وقد اختُلف فيها عنه على أوجه:
    الوجه الأول عن أبي إسحاق: عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، بذكر أبي بكر - رضي الله عنهم-:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435)،
    والدارقطني في العلل (1/200) وابن مردويه - ومن طريقه الضياء في المختارة (12/201، 202) - وأبو نعيم في الحلية (4/350) والشجري في أماليه (2/240، 241) من طريق محمد بن الفرج،
    والدارقطني في العلل (1/200) وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/169) من طريق يوسف بن سعيد،
    ثلاثتهم - ابن سعد ومحمد بن الفرج ويوسف بن سعيد - عن عبيد الله بن موسى،

    وأحمد بن علي المروزي في مسند أبي بكر (30) - ومن طريقه الدارقطني في العلل (1/200)،
    والترمذي في سننه (3297) وفي العلل الكبير (ص357-ترتيبه) وفي الشمائل (41) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/372) وفي الأنوار في شمائل النبي المختار (451) -،
    والدارقطني في العلل (1/200) من طريق محمد بن القاسم بن زكريا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل،
    والحاكم (2/343) والبيهقي في دلائل النبوة (1/357) من طريق جعفر بن أحمد بن نصر الحصيري،
    والبيهقي في الدلائل (1/357) من طريق دعلج بن أحمد عن أبي جعفر ابن حيان التمار (1)،
    والشجري في أماليه (2/241) من طريق أحمد بن يحيى بن زهير التستري،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/170) من طريق الروياني، والسرّاج،
    تسعتهم - المروزي والترمذي ومحمد بن القاسم وعبد الله بن أحمد والحصيري والتمار وأحمد بن زهير التستري والروياني والسراج - عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن معاوية بن هشام،
    كلاهما - عبيد الله بن موسى ومعاوية بن هشام - عن شيبان بن عبد الرحمن،

    وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435) عن عبيد الله بن موسى،
    والدارقطني في العلل (1/201) من طريق سعيد بن عثمان الخزاز، وإسماعيل بن صبيح،
    وفي العلل (1/202) عن عبد الله بن محمد بن ناجية عن خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل،
    أربعتهم - عبيد الله وسعيد وإسماعيل والنضر - عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق،

    وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/110) - تعليقًا -، والدارقطني في العلل (1/203) - تعليقًا - من طريق بقية بن الوليد،
    والحاكم (2/476) - وعنه البيهقي في شعب الإيمان (776) - من طريق مسدد بن مسرهد (2)،
    كلاهما - بقية ومسدد - عن أبي الأحوص سلام بن سليم،

    وأخرجه الدارقطني في العلل (1/202) من طريق خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل عن يونس بن أبي إسحاق،
    وفي العلل (1/202، 203) من طريق الحسن بن محمد بن أعين عن زهير بن معاوية،
    وفي العلل (1/203) من طريق عبد الكريم بن الهيثم عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري عن أبي بكر بن عياش،
    وفي العلل (1/203) من طريق أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن مسعود بن سعد الجعفي،

    سبعتهم - شيبان وإسرائيل بن يونس وأبوه وأبو الأحوص وزهير وأبو بكر بن عياش ومسعود بن سعد - عن أبي إسحاق السبيعي به، قال ابن عباس: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله قد شبت، قال: " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت ". هذا لفظ الترمذي من طريق شيبان عن أبي إسحاق.

    وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/171) من طريق سيف بن عمر عن محمد بن عون عن عكرمة به، متابعًا لأبي إسحاق على هذا الوجه.

    الوجه الثاني عن أبي إسحاق: عن عكرمة مولى ابن عباس، بذكر أبي بكر - رضي الله عنه - بإسقاط ابن عباس:
    أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من سننه (1110)،
    وابن سعد في الطبقات (1/436) عن عفان بن مسلم، وإسحاق بن عيسى،
    وابن أبي شيبة في المصنف (30268)،
    والمروزي في مسند أبي بكر (31) عن عثمان بن أبي شيبة،
    وأبو يعلى (107)، والشجري في أماليه (2/241) من طريق إدريس بن عبد الكريم الحداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/172) من طريق عبد الله بن محمد، ثلاثتهم - أبو يعلى وإدريس وعبد الله - عن خلف بن هشام،
    وأبو يعلى (108) عن العباس بن الوليد النرسي - ومن طريق أبي يعلى في الإسنادين السابقين ابنُ عساكر في تاريخ دمشق (4/172) -،
    والدارقطني في العلل (1/205) من طريق عمرو بن عون،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/172) من طريق عبد الله بن الجراح،
    تسعتهم - سعيد بن منصور وعفان وإسحاق بن عيسى وأبو بكر ابن أبي شيبة وأخوه عثمان وخلف بن هشام والعباس بن الوليد وعمرو بن عون وعبد الله بن الجراح - عن أبي الأحوص سلام بن سليم،

    وأخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435)،
    والدارقطني في العلل (1/205، 206) من طريق علي بن عبد العزيز، ومحمد بن الحسين الحنيني، والسري بن يحيى، والهيثم بن خالد،
    خمستهم - ابن سعد وعلي والحنيني والسري والهيثم - عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن مسعود بن سعد،

    وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/626) عن أبي أحمد الزبيري،
    والدارقطني في العلل (1/203) من طريق أحمد بن محمد بن المغلس عن خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل،
    وفي العلل (1/203، 204) من طريق وكيع، وعبد الله بن رجاء، ومخول بن إبراهيم،
    خمستهم - أبو أحمد والنضر ووكيع وابن رجاء ومخول - عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق،

    وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد لأبيه (ص9) عن أحمد بن محمد بن أيوب،
    والدارقطني في العلل (1/205) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصواف عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري،
    وفي العلل (1/205) من طريق أبي هشام الرفاعي، (3)
    ثلاثتهم - أحمد بن محمد وطاهر وأبو هشام - عن أبي بكر بن عياش،

    وأخرجه الدارقطني في العلل (1/205) من طريق القاسم بن الحكم العرني عن يونس بن أبي إسحاق،
    وفي العلل (1/204) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد عن زهير بن معاوية،
    والمستغفري في فضائل القرآن (980) من طريق أبي بلال الأشعري عن جده عن معاوية الجعفي،
    والخطيب في المتفق والمفترق (3/1620) من طريق بكر بن بكار عن حمزة الزيات،
    والدارقطني في العلل (1/196) - تعليقًا - عن عبد الملك بن سعيد بن أبجر،

    تسعتهم - أبو الأحوص ومسعود بن سعد وإسرائيل وأبوه يونس وأبو بكر بن عياش وزهير ومعاوية الجعفي وحمزة الزيات وعبد الملك - عن أبي إسحاق السبيعي به، قال عكرمة: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله...، هذا لفظ الأكثر، وجاء في رواية مسعود بن سعد عند ابن سعد عن عكرمة قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -....

    الوجه الثالث عن أبي إسحاق: عنه عن علقمة، بذكر أبي بكر - رضي الله عنه -:
    أخرجه الدارقطني في العلل (1/209) من طريق الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أبي إسحاق به.

    الوجه الرابع عن أبي إسحاق: عنه عن أبي جحيفة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    أخرجه الترمذي في الشمائل (42) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (14/372، 373) وفي الأنوار في شمائل النبي المختار (282) -، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/3أ أزهرية، 218ب مصورة جامعة الإمام - الأصل الثامن والثمانون والمئة (4))، وأبو الفضل الزهري في حديثه (256) عن أحمد بن عبد الله بن سابور،
    ثلاثتهم - الترمذي والحكيم الترمذي وابن سابور - عن سفيان بن وكيع،
    وإسماعيل بن عبد الله سمويه في الثالث من فوائده (30) - ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (4/350) -، وأبو يعلى (880) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/173) -، والطبراني في الكبير (22/123) عن محمد بن عبدوس بن كامل، وفي الكبير (22/123) والدارقطني في العلل (1/207) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والدارقطني في العلل (1/207) من طريق الفريابي، وأحمد بن أبي عوف، وأبو نعيم في الحلية (4/350) من طريق عبيد بن غنام،
    سبعتهم - سمويه وأبو يعلى ومحمد بن عبدوس وابن أبي شيبة والفريابي وابن أبي عوف وعبيد - عن محمد بن عبد الله بن نمير،
    والدارقطني في العلل (1/206) من طريق حميد بن الربيع،
    وفي العلل (1/207، 208) من طريق محمد بن مهاجر، وشهاب بن عباد،
    خمستهم - سفيان بن وكيع ومحمد بن عبد الله بن نمير وحميد بن الربيع ومحمد بن مهاجر وشهاب - عن محمد بن بشر العبدي،
    وأخرجه الدارقطني في العلل (1/206) من طريق حميد بن الربيع عن عبد الله بن نمير،
    وفي العلل (1/208) - تعليقًا - عن عباد بن ثابت القطواني،

    ثلاثتهم - محمد بن بشر وابن نمير وعباد - عن علي بن صالح بن حي، عن أبي إسحاق به، قال أبو جحيفة: قالوا: يا رسول الله...، وفي ألفاظ: قيل: يا رسول الله...

    إلا أن رواية محمد بن مهاجر وشهاب بن عباد عن محمد بن بشر، ورواية عباد بن ثابت عن علي بن صالح= جاءت بزيادة أبي بكر - رضي الله عنه - في الإسناد.

    الوجه الخامس عن أبي إسحاق: عنه عن البراء، عن أبي بكر - رضي الله عنه -:
    أخرجه الدارقطني في العلل (1/197) - تعليقًا - عن محمد بن محمد الباغندي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن العلاء بن صالح عن أبي إسحاق به.

    الوجه السادس عن أبي إسحاق: عنه عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن أبي بكر - رضي الله عنه -:
    أخرجه المروزي في مسند أبي بكر (32) - ومن طريقه الدارقطني في العلل (1/208) - عن عبد الرحمن بن صالح،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/175) من طريق الروياني عن أبي كريب،
    كلاهما - عبد الرحمن بن صالح وأبو كريب - عن عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به.

    الوجه السابع عن أبي إسحاق: عنه عن مسروق، عن أبي بكر - رضي الله عنه -:
    أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (108) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/172) - عن الحسين بن عبد الله القطان، والطبراني في الأوسط (8269) عن موسى بن جمهور، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/173) من طريق ابن المقرئ عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق، ثلاثتهم - القطان وموسى وأبو يوسف - عن هشام بن عمار، عن أبي معاوية محمد بن خازم،
    والدارقطني في العلل (1/197، 198) - تعليقًا - عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وعن نصر بن علي عن أشعث بن عبد الله الخراساني،
    ثلاثتهم - أبو معاوية وأبو أسامة وأشعث - عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به.
    إلا أن أبا يوسف يعقوب بن إسحاق جعل في روايته عن هشام بن عمار الشعبيَّ بدل أبي إسحاق.

    الوجه الثامن عن أبي إسحاق: عنه عن مسروق، عن عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -، عن أبيها:
    أخرجه الدارقطني في العلل (1/208، 209) من طريق محمد بن سلمة النصيبي عن أبي إسحاق به. وشك في أن شيخ أبي إسحاق: مسروق.

    الوجه التاسع عن أبي إسحاق: عنه عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر - رضي الله عنه -:
    أخرجه الدارقطني في العلل (1/210) والطيوري في الطيوريات بانتخاب السلفي (865) من طريق محمد بن محمد بن عقبة عن جبارة بن المغلس عن عبد الكريم بن عبد الرحمن الخراز عن أبي إسحاق به.

    الوجه العاشر عن أبي إسحاق: عنه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه - رضي الله عنه -:
    أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في جزء من حديثه بانتقاء ابن مردويه (74) - ومن طريقه الشجري في أماليه (2/241) - عن محمد بن الليث،
    والدارقطني في العلل (1/209) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعلي بن سعيد،
    ثلاثتهم عن جبارة بن المغلس عن عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق به.

    الوجه الحادي عشر عن أبي إسحاق: عنه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن أبي بكر - رضي الله عنهما - (5):
    أخرجه الدارقطني في العلل (1/210) من طريق جبارة بن المغلس عن أبي شيبة يزيد بن معاوية عن أبي إسحاق به.

    الوجه الثاني عشر عن أبي إسحاق: عنه عن أبي الأحوص عوف بن مالك، عن ابن مسعود، بذكر أبي بكر - رضي الله عنهما -:
    أخرجه الطبراني في الكبير (10091) - ومن طريقه الشجري في أماليه (2/241) - والدارقطني في العلل (1/210) من طريق أحمد بن طارق عن عمرو بن ثابت أبي المقدام عن أبي إسحاق به.

    الوجه الثالث عشر عن أبي إسحاق: عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معضلاً:
    أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5997) عن معمر عن أبي إسحاق به.

    2- تخريج رواية أنس بن مالك بذكر أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما -:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/436) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/174) - عن خالد بن خداش،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/174) من طريق يونس بن عبد الأعلى،
    كلاهما - خالد ويونس - عن عبد الله بن وهب،

    ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل - كما في مختصره للمقريزي (ص144) - عن محمد بن يحيى،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/173) من طريق الجوزجاني،
    كلاهما - محمد بن يحيى والجوزجاني - عن ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد،

    كلاهما - ابن وهب ونافع - عن أبي صخر حميد بن زياد،

    وسعيد بن منصور في التفسير من سننه (1109)،
    وابن عدي في الكامل (2/247) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي،
    والمستغفري في فضائل القرآن (809) من طريق قتيبة،
    وفيه (979) من طريق أبي بلال الأشعري،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/175) من طريق الروياني عن أبي كريب عن جعفر بن بشير الأسدي،
    خمستهم - سعيد بن منصور والموصلي وقتيبة وأبو بلال وجعفر بن بشير - عن حماد بن يحيى الأبح،

    والخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (3/1665) من طريق عمرو بن أبي عمرو العبدي،

    ثلاثتهم - أبو صخر والأبح وعمرو العبدي - عن يزيد بن أبان الرقاشي،

    وأخرجه الدارقطني في العلل (1/210، 211) وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/163، 175) من طريق الحسن بن محمد الطنافسي عن أبي بكر بن عياش عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن،

    وأخرجه البزار في مسنده (1/169) - تعليقًا - عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري،

    ثلاثتهم - يزيد الرقاشي وربيعة الرأي وزياد النميري - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - به.

    إلا أنه لم يُذكر أبو بكر في رواية الأبح، بل قال: عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشيب....

    3- حديث عطاء بن رباح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -:
    أخرجه أبو الطاهر المخلص في أماليه (16) (ق 32أ، ب) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/171) - من طريق عبد الله بن وهب،
    وابن سعد في الطبقات (1/435) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الوهاب بن عطاء،
    ثلاثتهم - ابن وهب وأبو نعيم وعبد الوهاب - عن طلحة بن عمرو، عن عطاء به.

    إلا أنه أُسقط ابنُ عباس في رواية أبي نعيم وعبد الوهاب، فصار من مراسيل عطاء.

    4- حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -:
    أخرجه الطبراني في الكبير (5804) والدارقطني في الأفراد (2158- أطرافه) من طريق سعيد بن سلام عن عمر بن محمد بن صهبان عن أبي حازم عن سهل به.

    5- حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -:
    أخرجه الطبراني في الكبير (17/286) عن محمد بن محمد بن حيان التمار عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة به.

    6- حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -:
    أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/358) من طريق الحسن بن أحمد الزعفراني عن أبي كريب محمد بن العلاء عن معاوية بن هشام عن شيبان بن عبد الرحمن عن فراس بن يحيى المكتب عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، أسرع إليك الشيب...

    7- حديث عمران بن الحصين - رضي الله عنه -:
    أخرجه ابن مردويه في تفسيره - كما في تخريج الكشاف للزيلعي (2/149، 150) - عن أحمد بن محمد بن زياد،
    والخطيب في تاريخ بغداد (3/145) وتلخيص المتشابه (1/554) من طريق محمد بن عبد الله الشافعي،
    وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/175) من طريق أحمد بن إسحاق،
    ثلاثتهم عن محمد بن غالب تمتام عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن الحصين به.

    8- مرسل الزهري:
    أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (458) عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يونس بن يزيد عن الزهري به.

    9- مرسل محمد بن واسع:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435) عن يعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن محمد بن واسع به.

    10- مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435) عن عثمان بن عمر العبدي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة به.

    11- مرسل محمد بن علي بن الحسين:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/435) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/175) - عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن علي بن أبي علي عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه به.

    12- مرسل قتادة:
    أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/436) عن عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.

    ______________________________ _
    الهوامش:
    (1) هو محمد بن محمد، والمصادر تختلف بين " حيان " و " حبان " في اسم جده، والأظهر الأول، وهو كذلك في النسخ المتقنة من معرفة علوم الحديث للحاكم، وتاريخ بغداد، وتهذيب الكمال، وسير أعلام النبلاء، وفي النسخة الخطية لسؤالات الحاكم للدارقطني (ق272أ)؛ خلاف مطبوعتها، وفي مطبوعة معجم الصحابة لابن قانع، والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم، وفتح الباب لابن منده، ودلائل النبوة للبيهقي، والعزو إلى كل ذلك يطول. وقد رجحه بعض الفضلاء العارفين، والله أعلم .
    (2) هكذا جاءت هذه الرواية عن مسدد على هذا الوجه بإثبات ابن عباس، وقد ذكر البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (6/219) أن مسددًا رواه في مسنده عن أبي الأحوص به ولم يذكر ابن عباس، وقد وقع اختلاف في نسخ المطالب العالية في هذا الحديث، حيث جاء في بعضها أن إسحاق بن راهويه رواه - أي: في مسنده - عن أبي الأحوص، ونبه المحقق (14/723) إلى أن ذلك خطأ، لأن إسحاق لم يدرك أبا الأحوص، ثم أثبت في النص من نسختين متأخرتين للمطالب: " أبو بكر "، وهو ابن أبي شيبة، ولأبي بكر روايةٌ في المصنف عن أبي الأحوص كذلك، وليس الذي في المطالب عن ابن أبي شيبة المصنفُ، بل هو المسند، ولم أجد الرواية في مسنده المطبوع، فالله أعلم. وكون الرواية في مسند مسدد بإسقاط ابن عباس - كما جاء في إتحاف الخيرة - قوي، ويأتي في آخر الترجيح بين أوجه الخلاف على أبي إسحاق ما يؤيد ذلك.
    (3) جاء في كلام الترمذي بعقب الحديث (3297) في مطبوعة كمال الحوت: " وروى أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو حديث شيبان عن أبي إسحاق، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، حدثنا بذلك هاشم بن الوليد الهروي، حدثنا أبو بكر بن عياش "، ولم أجد هذا الكلام في نسخة الكروخي المخطوطة (222ب)، ولا في تحفة الأشراف (5/157)، ولا نقله الضياء في المختارة (12/202) ولا ابن كثير في جامع المسانيد (31/548) لما نقلا كلام الترمذي، ولم أجد هذا الإسناد في غير هذا الموضع في كتب الحديث، ولا جُعل هاشم بن الوليد في رجال الكتب الستة في تهذيب الكمال وملحقاته، ونبه إلى ذلك الدكتور بشار في تحقيقه الترمذي (5/326). والله أعلم.
    (4) ونقله القرطبي في تفسيره (11/62، 63).
    (5) لم يذكر الدارقطني في سياق الإسناد في الموضع الآتية الإشارة إليه= أبا بكر في الإسناد، لكنه ذكره في سياق الطرق مجردة عن الأسانيد (1/199).


    يتبع..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    ثانيًا: دراسة الأسانيد
    1- دراسة أسانيد رواية أبي إسحاق السبيعي:
    وقد سبق في التخريج أنه اختُلف عليه على ثلاثة عشر وجهًا، وفيما يلي دراسة أسانيد ما احتاج دراسةً من تلك الأوجه، وتحرير الراجح عن الرواة عن أبي إسحاق:

    أولاً: دراسة أسانيد روايته عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن أبي بكر - رضي الله عنهم -:
    وقد روى هذا الوجه عن أبي إسحاق جماعة، واختُلف على بعضهم، وفيما يلي البيان:
    أ- شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وهو من الثقات (6)، وصحت روايته عنه، ولم أجده اختُلف عليه، إلا أن أبا حاتم الرازي قال: " ورواه شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة أن أبا بكر قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-... " (7)، فجعل رواية شيبان مرسلة بإسقاط ابن عباس، ولم أجد هذا الوجه عن شيبان، بل إن ابن أبي حاتم سأل أباه في موضع آخر من العلل (8) فذكر رواية شيبان موصولةً - على الصواب -.
    وقد كان رواه أبو كريب محمد بن العلاء عن معاوية بن هشام عن شيبان، وعن أبي كريب على هذا الوجه تسعة (أحمد بن علي المروزي، والإمام الترمذي، ومحمد بن القاسم بن زكريا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر بن أحمد بن نصر الحصيري، وأبو جعفر ابن حيان التمار (9)، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، والروياني، والسرّاج)، وقد خالفهم الحسن بن أحمد بن بسطام الزعفراني، فرواه عن أبي كريب عن معاوية بن هشام عن شيبان عن فراس المكتب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. وهذه الرواية منكرة، ولم أعرف راويها الحسن بن أحمد الزعفراني، ومخالفوه فيهم الأئمة الأثبات، وروايتهم أرجح، وذلك ظاهر جدًّا. ومن رأيته تكلم على رواية أبي سعيد أعلها بعطية العوفي، والخطأ فيما يظهر من دونه، والله أعلم.

    ب- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو من أوثق الناس في جده أبي إسحاق (10)، وقد اختُلف عليه:
    - فرواه عنه على هذا الوجه:
    * عبيد الله بن موسى - فيما رواه ابن سعد عنه، مقرونةً روايته عنده برواية شيبان -، وعبيد الله من الثقات، وذُكر أنه أثبت الرواة عن إسرائيل (11)،
    * وسعيد بن عثمان، ولم أعرفه، وفي إسناد روايته من لم أعرفه،
    * وإسماعيل بن صبيح، وهو صدوق (12)،
    - ورواه خلاد بن أسلم عن النضر بن شميل عن إسرائيل، واختُلف عنه:
    * فرواه عبد الله بن محمد بن ناجية عن خلاد به على هذا الوجه، وقرن بإسرائيل أباه يونس، وابن ناجية من الثقات الحفاظ (13)،
    * ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس عن خلاد به بإسقاط ابن عباس (على الوجه الثاني عن أبي إسحاق)، وابن المغلس ثقة (14)،
    ولعل الرواية الثانية أرجح، إذ يُحتمل في الرواية الأولى أن راويها حمل رواية يونس على رواية إسرائيل، وهكذا الحال في الروايات المقرونة، حيث لا يضبط بعض الرواة الاختلاف بين الروايات؛ فيقرنها، وهي مختلفة في حقيقتها، وقد تُكُلِّم في بعض الرواة الحفاظ من أجل هذا، كحماد بن سلمة وغيره.
    والرواية الأولى هي الجادة المسلوكة، حيث إثبات ابن عباس بعد عكرمة، فمخالفتها أقرب إلى التثبت والحفظ.
    - وقد رواه عن إسرائيل على الوجه الثاني (بإسقاط ابن عباس):
    * أبو أحمد الزبيري، وهو من الثقات الأثبات (15)، ورواه عنه ابن شبة في تاريخ المدينة، وابن شبة من الحفاظ (16)،
    * ووكيع، وشهرته تغني عن ذكر ثقته، والإسناد إليه حسن (17)،
    * وعبد الله بن رجاء، وهو من الصدوقين، ونصَّ أبو زرعة الرازي على أنه " حسن الحديث عن إسرائيل " (18)، والإسناد إليه صحيح،
    * ومخول بن إبراهيم، وهو رافضي، وله اختصاص بإسرائيل، وقال عنه أبو حاتم الرازي: " صدوق " (19)،
    * والنضر بن شميل على الراجح عنه - كما سبق قريبًا -.

    فاجتمع هؤلاء الحفاظ على رواية الحديث عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عكرمة عن أبي بكر بإسقاط ابن عباس، وروايتهم أقوى - كما هو ظاهر - من رواية من رواه بإثبات ابن عباس، وقد سبق أن أحدهم غير معروف، والآخر صدوق (20).
    وأما رواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، فالظاهر أنها خطأ سببه نحوُ ما سبق من قرن الروايات بعضها ببعض، فحُملت رواية إسرائيل على رواية شيبان إذ قرنت بها، فجعلتا سواء، وليستا كذلك، ويدل عليه أنه لم يَقْرِن إسرائيل بشيبان عن عبيد الله بن موسى سوى ابن سعد.
    فالراجح عن إسرائيل: روايته بإسقاط ابن عباس، وهو ما رجحه الدارقطني، قال: "... لم يذكر فيه ابنَ عباس، وهو الصواب عن إسرائيل " (21).

    ج- أبو الأحوص سلام بن سليم، وهو من الثقات المتقنين (22)، وقد اختُلف عليه:
    - فرواه عنه عن أبي إسحاق على هذا الوجه (بذكر ابن عباس):
    * بقية بن الوليد، وعنه ابن مصفى، وكلاهما مدلسان (23)، والرواية عنهما معلقة، علقها ابن أبي حاتم، وقال الدارقطني: " ذكر أبو محمد بن صاعد ولم أسمعه منه عن محمد بن عوف عن محمد بن مصفى عن بقية... " (24) فذكره.
    * ومسدد بن مسرهد، وهو من الأئمة الحفاظ، والإسناد إليه صحيح (25).
    - ورواه عن أبي الأحوص على الوجه الثاني (بإسقاط ابن عباس):
    * سعيد بن منصور، وسعيد من الثقات الأثبات (26)،
    * وعفان بن مسلم، وهو من الثقات الأثبات أيضًا (27)،
    * وإسحاق بن عيسى الطباع، وهو ثقة (28)،
    * وأبو بكر بن أبي شيبة،
    * وأخوه عثمان بن أبي شيبة،
    * وخلف بن هشام، وهو ثقة (29)،
    * والعباس بن الوليد النرسي، وهو ثقة (30)،
    وكل من سبق رواياتهم في مصنفاتهم أو رواها عنهم أئمة مصنفون،
    * وعمرو بن عون، وهو من الثقات الأثبات (31)، والإسناد إليه صحيح،
    * وعبد الله بن الجراح، وهو من الصدوقين (32)، وعنه أبو العباس السراج، وهو من الحفاظ المصنفين، وأخرجه من طريقه ابن عساكر، ولعله في أحد مصنفات السراج، ولم أجده في مسنده.
    فاجتمع هؤلاء ما بين ثقة حافظ وثقة ثبت وثقة وصدوق على رواية الحديث عن أبي الأحوص بإسقاط ابن عباس.
    وروايتهم أقوى من رواية بقية ومسدد - إن صحت عنهما -، فإن في تلك مخالفة الأكثر من الأثبات، وسلوك الجادة.
    ولذا فقد رجّح روايةَ الجماعة أبو حاتم الرازي، قال له ابنه: روى بقية عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " هذا خطأ، ليس فيه ابن عباس " (33).

    د- يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو صدوق يهم قليلاً (34)، وقد اختُلف عليه:
    - فرواه عنه على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس): النضر بن شميل، وهو ثقة ثبت (35)،
    - ورواه عنه بإسقاط ابن عباس: القاسم بن الحكم العرني، وهو صدوق له أخطاء (36)،
    - ورواه عنه الحسن بن قتيبة بإسقاط ابن عباس أيضًا، إلا أنه جعل علقمة بدل عكرمة، والحسن هذا متروك (37)، ولا اعتداد بروايته.
    وقد ذكر الدارقطني رواية النضر ومن رواه عن إسرائيل وزهير كذلك (بإثبات ابن عباس)، ثم قال: " وخالفهم أصحاب إسرائيل عن إسرائيل، وأصحاب زهير عن زهير، والقاسم بن الحكم العرني عن يونس بن أبي إسحاق... " (38).
    ولا يبعد أن يكون هذا الاختلاف من يونس نفسه، لأن الإمام أحمد ذكر أن حديثه مضطرب (39)، ويؤيده ما يأتي من كلام الترمذي على الرواية عن أبي إسحاق بإثبات ابن عباس.

    هـ- زهير بن معاوية، وهو ثقة ثبت، إلا أن سماعه من أبي إسحاق بأخرة (40)، وقد اختُلف عليه:
    - فرواه عنه الحسن بن محمد بن أعين على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس)، والحسن صدوق (41)، وعنه أبان بن عبد الله بن كردوس الحراني، ولم أجد لأبان هذا ترجمة، وقد علق الدارقطني بعقب روايته متابعةً له، فقال: " تابعه حسين بن أبي السري عن الحسن بن محمد بن أعين " (42)، وابن أبي السري هذا - فيما لو صحت الرواية عنه - متهم بالكذب (43).
    - ورواه أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني عن زهير بإسقاط ابن عباس، وأحمد ثقة حافظ (44)، والإسناد إليه صحيح.
    فالرواية بإسقاط ابن عباس هي الراجحة عن زهير.

    و- أبو بكر بن عياش، وهو صدوق، وفيه خلاف كثير (45)، وقد اختُلف عليه:
    - فرواه عنه طاهر بن أبي أحمد الزبيري، وهذا ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً (46)، وترجمه ابن حبان في الثقات وقال: " مستقيم الحديث " (47)، وقد اختُلف عن طاهر:
    * فرواه عنه عبد الكريم بن الهيثم على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس)، وعبد الكريم ثقة حافظ (48)، والإسناد عنه صحيح،
    * ورواه عنه إبراهيم بن إسحاق الصواف، وهذا ذكره ابن حبان في الثقات (49)، ولم أجد له ترجمة في مكان آخر،
    - ورواه عن أبي بكر بن عياش أحمد بن محمد بن أيوب على الوجه الثاني (بإسقاط ابن عباس)، وأحمد بن محمد بن أيوب صدوق، وتُكُلّم فيه، خاصةً روايته عن أبي بكر بن عياش (50)،
    - ورواه عن أبي بكر أيضًا أبو هشام الرفاعي، وهو محمد بن يزيد بن محمد، وهو ضعيف (51)،
    ورواية الصواف عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري متأيدة برواية محمد بن أحمد بن أيوب وأبي هشام الرفاعي، ولعل هذا الوجه هو الصواب عن أبي بكر بن عياش (52). وكأن الدارقطني يشير إلى ذلك، حيث ذكر من روى الوجه الأول (بذكر ابن عباس) عن إسرائيل ويونس وأبي الأحوص وزهير وأبي بكر بن عياش، ثم قال: " وخالفهم أصحاب إسرائيل عن إسرائيل... وأصحاب أبي بكر بن عياش عن أبي بكر... اتفقوا كلهم فرووه عن أبي إسحاق عن عكرمة مرسلاً عن أبي بكر لم يذكروا فيه ابن عباس " (53).

    ز- مسعود بن سعد الجعفي، وهو من الثقات (54)، وقد رواه عنه أبو نعيم الفضل بن دكين، واختُلف عليه:
    - فرواه عنه على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس): أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي، ولم أجد لأحمد هذا ترجمة،
    - ورواه عن أبي نعيم على الوجه الآخر (بإسقاط ابن عباس):
    * ابن سعد،
    * وعلي بن عبد العزيز، وهو من الثقات الحفاظ (55)، والإسناد إليه صحيح،
    * ومحمد بن الحسين الحنيني، وهو ثقة (56)،
    * والسري بن يحيى، وهو صدوق (57)،
    * والهيثم بن خالد، وهو ثقة، وله اختصاص بأبي نعيم، إذ كان وراقه، وروى عنه كثيرًا (58)،
    وقد رواه عن هؤلاء الثلاثة أبو العباس بن سعيد المعروف بابن عقدة، وهو حافظ مشهور (59).
    وظاهرٌ أن رواية هؤلاء الخمسة وفيهم الثقات الحفاظ أرجح عن أبي نعيم، فالراجح عن مسعود بن سعد روايته على الوجه الثاني (بإسقاط ابن عباس).

    فهذه الروايات عن أبي إسحاق على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس)، وقد تبين أنه لا يصح منها إلا رواية شيبان بن عبد الرحمن، وهذا ما حكم به الإمام أبو عيسى الترمذي - رحمه الله -، حيث قال عقب رواية شيبان: " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه ".

    وأما متابعة أبي إسحاق التي أخرجها ابن عساكر، فراويها محمد بن عون متروك (60)، والراوي عنه سيف بن عمر ضعيف جدًّا (61)، فهي في غاية السقوط.


    ______________________________ _
    الهوامش:
    (6) انظر: تهذيب التهذيب (4/327).
    (7) العلل لابنه (2/134).
    (8) العلل (2/110).
    (9) روي الحديث عن التمار بوجه آخر؛ من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، ويأتي في موضعه - إن شاء الله -.
    (10) تأتي إشارة أوسع في هذا - إن شاء الله -.
    (11) انظر: تهذيب الكمال (19/168).
    (12) كما في التقريب (453)، واعتبره الذهبي ثقة - كما في الكاشف (383) -.
    (13) انظر: تاريخ بغداد (10/104).
    (14) انظر: تاريخ بغداد (5/104).
    (15) انظر: تهذيب التهذيب (9/227).
    (16) انظر: تهذيب التهذيب (7/405).
    (17) فيه أبو السائب سلم بن جنادة، وهو من الثقات، إلا أنه يخالف، انظر: تهذيب التهذيب (4/113).
    (18) انظر: الجرح والتعديل (5/55)، تهذيب التهذيب (5/184).
    (19) انظر: الجرح والتعديل (8/399)، لسان الميزان (6/11).
    (20) ذكر البزار في مسنده (1/169) أن إسرائيل رواه عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، ثم أشار إلى روايته هذه، ولم أجد أثرًا للرواية الأولى التي ذكرها البزار فيما وقع بين يدي من مصادر، والرواية عن أبي ميسرة إنما رواها زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق، وتأتي.
    (21) العلل (1/203)، وانظر (1/194-196).
    (22) انظر: الكاشف (2205)، تقريب التهذيب (2703).
    (23) تقريب التهذيب (734، 6304).
    (24) العلل (1/203).
    (25) ويُنظر التخريج، حيث يُحتمل أن لمسدد رواية في مسنده بإسقاط ابن عباس، فإن صح؛ فالتي في المسند أقوى من هذه الرواية، وهو أولى بمسدد أن لا يخالف الأئمة الثقات الآتي ذكرهم وهو إمام حافظ متقن.
    (26) انظر: تهذيب التهذيب (4/79).
    (27) انظر: تهذيب التهذيب (7/206).
    (28) انظر: تهذيب التهذيب (1/214).
    (29) انظر: تهذيب التهذيب (3/134).
    (30) انظر: تهذيب التهذيب (5/116).
    (31) انظر: تهذيب الكمال (22/179).
    (32) انظر: تهذيب الكمال (14/362).
    (33) العلل (2/110).
    (34) كما في التقريب (7899)، وفيه خلاف كثير.
    (35) كما في التقريب (7135).
    (36) انظر: تهذيب التهذيب (8/279).
    (37) انظر: لسان الميزان (2/246).
    (38) العلل (1/196).
    (39) العلل ومعرفة الرجال برواية عبد الله (2/519).
    (40) تقريب التهذيب (2051).
    (41) تقريب التهذيب (1280).
    (42) العلل (1/202).
    (43) تهذيب الكمال (6/469).
    (44) انظر: تهذيب التهذيب (1/49).
    (45) انظر: تهذيب التهذيب (12/37-39).
    (46) الجرح والتعديل (4/499).
    (47) (8/328).
    (48) انظر: تاريخ بغداد (11/78).
    (49) (8/85).
    (50) انظر: تهذيب التهذيب (1/61).
    (51) انظر: تهذيب التهذيب (9/464).
    (52) وإن ثبتت رواية الترمذي عن هاشم بن الوليد عن أبي بكر بن عياش - وسبق الكلام عن إثباتها في السنن -؛ فهي مؤيد لهذا الوجه، حيث إنها جاءت بإسقاط ابن عباس، وإن كان أُسقط فيها أبو بكر الصديق أيضًا.
    (53) العلل (1/196).
    (54) انظر: تهذيب التهذيب (10/106).
    (55) انظر: تذكرة الحفاظ (2/622، 623).
    (56) انظر: تاريخ بغداد (2/225، 226).
    (57) انظر: الجرح والتعديل (4/285).
    (58) انظر: تهذيب التهذيب (11/84).
    (59) ترجمته في تاريخ بغداد (5/14).
    (60) انظر: تهذيب التهذيب (9/341).
    (61) انظر: تهذيب التهذيب (4/259).

    يتبع -إن شاء الله-..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    ثانيًا: دراسة أسانيد رواية أبي إسحاق عن عكرمة، عن أبي بكر - رضي الله عنه - مباشرة:
    وقد رواها عن أبي إسحاق تسعة:
    أ- أبو الأحوص سلام بن سليم، وسبق الخلاف عليه، وأن هذا الوجه هو الراجح عنه.
    ب- مسعود بن سعد، وسبق أن هذا الوجه هو الراجح عنه،
    ج- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وسبق أن هذا الوجه هو الراجح عنه،
    د- أبو بكر بن عياش، وسبق أن هذا الوجه هو الراجح عنه،
    هـ- يونس بن أبي إسحاق، وسبق الكلام في روايته، وأنها كالمضطربة،
    و- زهير بن معاوية، وسبق أن هذا الوجه هو الراجح عنه،
    ز- معاوية الجعفي، ولعله والد زهير، ترجمه البخاري (62) وابن أبي حاتم (63)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (64). وفي الإسناد إليه أبو بلال الأشعري، تُكُلِّم فيه (65)، وجدُّه، ولم أعرفه.
    ح- حمزة الزيات، وهو صدوق ربما وهم (66)، وفي الإسناد إليه بكر بن بكار أبو عمرو القيسي، تُكُلِّم فيه (67).
    ط- عبد الملك بن سعيد بن أبجر، وعبد الملك ثقة، وقد فُضّل على إسرائيل (68)، لكن روايته معلقة لا يُدرَى إسنادها.

    ثالثًا: دراسة أسانيد رواية أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    وقد رواها عن أبي إسحاق: علي بن صالح بن حي، وهو ثقة (69)، وعنه ثلاثة:
    أ- محمد بن بشر العبدي، وهو من الثقات الحفاظ (70)، ورواه عنه:
    - سفيان بن وكيع، وهو ضعيف مشهور الضعف (71)، لكنه مُتابَعٌ هنا،
    - ومحمد بن عبد الله بن نمير، واتفق سبعة فيهم ثقات وحفاظ كبار (سمويه وأبو يعلى ومحمد بن عبدوس بن كامل ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة والفريابي وأحمد بن أبي عوف وعبيد بن غنام)= على الرواية عنه على هذا الوجه، وخالفهم محمد بن محمد الباغندي - إن صحت روايته عنه -، فرواه عن ابن نمير عن محمد بن بشر عن العلاء بن صالح عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر، فجعل عليَّ بنَ صالح: العلاء بن صالح، وأبا جحيفة: البراء، وزاد ذكر أبي بكر. وروايته هذه خطأ، وهي إحدى أخطاء الباغندي الكثيرة (72)، قال الدارقطني: " وحدث به محمد بن محمد الباغندي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر فوهم في إسناده في موضعين:
    * فقال عن العلاء بن صالح، وإنما هو علي بن صالح بن حي،
    * وقال عن أبي إسحاق عن البراء عن أبي بكر، وإنما هو عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن أبي بكر " (73).
    - وعن محمد بن بشر أيضًا: حميد بن الربيع، وتُكُلّم في حميد كثيرًا، وهو في أقل أحواله ضعيف (74)، وله رواية أخرى تأتي قريبًا،
    - ورواه عن محمد بن بشر: محمد بن مهاجر، وهو ضعيف جدًّا، واتُّهم بالوضع (75)،
    - وشهاب بن عباد، وعنه القاسم بن محمد بن حماد، والقاسم مضعَّف (76)،
    وقد زيد في الأخيرتين: " أبو بكر " في الإسناد، وهما ضعيفتان، والزيادة هذه منكرة. قال أبو داود
    السجستاني: سمعت أحمد - هو الإمام ابن حنبل - يقول: " محمد بن بشر كان صحيح الكتاب، وربما حدث من حفظه "، قال أبو داود: فذكرت له أنه حُدِّث عنه بحديث علي بن صالح، عن أبي بكر، أعني: حديث علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة، قال أبو بكر: أراك قد شبت يا رسول الله، فقال: «شيبتني هود وأخواتها»؟ فقال: " قد كتبته - يعني: عن ابن بشر عن علي بن صالح عن أبي جحيفة - وليس فيه: عن أبي بكر " (77).
    ب- والثاني عن علي بن صالح: عبدُ الله بن نمير، وعنه حميد بن الربيع؛ قرن رواية محمد بن بشر بهذه الرواية، وسبق ضعفه، وقرن الروايات عن الثقات لا يُقبل من بعض الثقات، فكيف بالضعفاء؟!
    ج- عباد بن ثابت القطواني - إن صحت روايته عنه -، ولم أعرف عبادًا هذا، وقد خالف ابن بشر؛ فزاد أبا بكر، وزيادته هذه خطأ، للمخالفة.

    رابعًا: دراسة أسانيد روايتي أبي ميسرة ومسروق عن أبي بكر - رضي الله عنه -:
    وقد جاءتا من طريق زكريا بن أبي زائدة، وهو الحافظ المشهور، إلا أن سماعه من أبي إسحاق بأخرة (78)، وقد اختُلف عنه:
    - فرواه عنه من طريق أبي ميسرة: عبد الرحيم بن سليمان، وهو من الثقات الحفاظ (79)، والرواية عنه صحيحة،
    - ورواه هشام بن عمار عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن زكريا، واختُلف عن هشام:
    * فرواه الحسين بن عبد الله القطان - وهو ثقة (80) -، وموسى بن جمهور - وهو ثقة (81) -، كلاهما عن هشام عن أبي معاوية عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق به،
    * ورواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق عن هشام به، فجعل الشعبيَّ بدل أبي إسحاق، لم أعرف يعقوب هذا، وروايته خطأ، قال الدارقطني: " واختُلف عن هشام، فقيل عنه عن أبي معاوية عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق عن أبي بكر، وذكر الشعبي وهم، وإنما هو أبو إسحاق السبيعي "(82)، فالراجح عن أبي معاوية: الوجه الأول.
    - ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة، وهو ثقة حافظ (83)،
    - وأشعث بن عبد الله الخراساني، وهو ثقة (84) - إن صحت روايتاهما -، فاتفقا على متابعة أبي معاوية الضرير في الوجه الراجح عن هشام عنه.
    وقد حكم الطبراني بتفرد أبي معاوية بهذا الوجه، قال: " لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر إلا زكريا بن أبي زائدة، تفرد به أبو معاوية " (85)، وإن صحت روايتا أبي أسامة وأشعث؛ فهما مما يستدرك على كلام الطبراني هذا، لكنّ حكمه بالتفرد يحدث الشك في صحتهما، خاصة أنهما معلقتان لا يُدرى إسنادهما.
    وأبو معاوية ثقة حافظ لحديث الأعمش، لكنه يخطئ ويضطرب في غيره، قال الإمام أحمد بن حنبل: " أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب، لا يحفظها حفظًا جيدًا " (86)، وقال ابن خراش فيه: " صدوق، وهو في الأعمش ثقة، وفي غيره فيه اضطراب " (87).
    ولعل روايته هذه خطأ، إذ هي عن غير الأعمش: أبي إسحاق، ويؤيده قول الإمام أحمد: " حديث أبي بكر في الشيب ليس هو من حديث مسروق " (88).

    هذا، وقد قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن أبي معاوية الضرير عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر الصديق قال: قلت: يا رسول الله، لقد أسرع الشيب إليك، فقال: «شيبتني هود والواقعة...» الحديث، قال أبي: " يُروى عن زكريا عن أبي إسحاق عن مسروق أن أبا بكر " (89). وكأن أبا حاتم يشير إلى اختلاف صيغة الرواية بين مسروق وأبي بكر، حيث إن الرواية التي سأل عنها ابن أبي حاتم (بالعنعنة) تفيد حكاية أبي بكر ما حصل له مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله له، والرواية التي ذكرها أبو حاتم (بالأنأنة) تفيد حكاية مسروق ما حصل لهما. إلا أني لم أجد الرواية التي ذكرها أبو حاتم.

    وقد جاءت رواية عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة عن أبيها أبي بكر - رضي الله عنهما -، رواها عنه محمد بن سلمة النصيبي، ولم أعرفه، إلا أن يكون الشامي الذي تركه ابن حبان (90)، والراوي عنه عبد الملك بن زياد النصيبي تُكُلِّم فيه (91)، وعنه إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة تُكُلِّم فيه أيضًا (92).
    فهذه الرواية على غرابتها وسلوكها الجادة= منكرة.

    خامسًا: دراسة أسانيد رواية عامر بن سعد عن أبيه وعن أبي بكر ومصعب بن سعد عن أبيه عن أبي بكر:
    وقد جاءت هذه الروايات الثلاث من طريق جبارة بن المغلس، واختُلف عنه:
    - فرواه محمد بن محمد بن عقبة عنه عن عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن أبي بكر،
    - ورواه محمد بن الليث الجوهري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وعلي بن سعيد عنه عن عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه،
    - وجاء عن جبارة عن أبي شيبة يزيد بن معاوية عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، ولم أستبن راوي هذا الوجه عن جبارة، إذ قد قال الدارقطني: " حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا رجل ذكره جبارة، ثنا أبو شيبة... " (93)، وأشار المحقق إلى بياض في إحدى النسخ بعد قوله: (ذكره)، فالله أعلم.
    وهذه الأوجه الثلاثة كلها اضطراب ومناكير من جبارة، فإنه قد كذّبه بعض الأئمة، وتركه بعضهم، وذكر آخرون أن حديثه مضطرب (94). قال الدارقطني: " حدث به جبارة بن المغلس عن عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز عن أبي إسحاق، فقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبيه، ووهم، وقال مرة: عن عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق، وعامر بن سعد هذا هو البجلي وليس بابن أبي وقاص، وليس هذا من حديث سعد بن أبي وقاص، وإنما هو من حديث أبي بكر الصديق... " (95).
    فلا يصح عن أبي إسحاق من هذه الأوجه شيء.

    سادسًا: دراسة إسناد رواية أبي الأحوص عن ابن مسعود عن أبي بكر - رضي الله عنهما -:
    وقد جاءت هذه من طريق عمرو بن أبي المقدام ثابت عن أبي إسحاق، وعمرو هذا ضعيف جدًّا، تركه بعض الأئمة، ورماه بعضهم بالرفض (96).
    فهذه الرواية عن أبي إسحاق واهية.

    سابعًا: خلاصة الخلاف على أبي إسحاق مما صح عن الرواة غير الهلكى والمتروكين عنه:
    صحَّ أنه اختُلف على أبي إسحاق في هذا الحديث على أوجه:
    الوجه الأول: رواه شيبان بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر - رضي الله عنه-.
    الوجه الثاني: رواه أبو الأحوص سلام بن سليم، ومسعود بن سعد، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وأبو بكر بن عياش، وزهير بن معاوية، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر= كلهم عن أبي إسحاق عن عكرمة عن أبي بكر - رضي الله عنه - مباشرة، بإسقاط ابن عباس.
    الوجه الثالث: رواه علي بن صالح بن حي عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    الوجه الرابع: رواه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن أبي بكر - رضي الله عنه -.
    الوجه الخامس: رواه معمر عن أبي إسحاق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معضلاً.

    والوجه الأخير يظهر أنه تقصير من أبي إسحاق أو معمر، حيث لم يورد كامل الإسناد، خروجًا من الخلاف إن كان المقصِّر معمرًا، وخوفًا من الخطأ أو نسيانًا إن كان المقصِّر أبا إسحاق، والله أعلم.

    والخلاف في الحديث قوي، وذلك ما دعى البخاري أن يتوقف فيه حتى ينظر، حيث قال للترمذي بعد أن سأله عنه: " دعني أنظر فيه "، قال الترمذي: " ولم يقضِ فيه بشيء " (97).

    وقد استظهر بعض العلماء من الأوجه الأربعة الأولى أن أبا إسحاق مضطرب في هذا الحديث، وأنه لا يصح من ذلك شيء:
    أ- فقال البزار بعد أن ذكر بعض أوجه الخلاف: " والأخبار مضطربةٌ أسانيدها عن أبي إسحاق " (98)،
    ب- وقال الدارقطني: " «شيبتني هود والواقعة» معتلةٌ كلها " (99)،
    ج- وذكره ابن حجر مثالاً على المضطرب، ونقل الأوجه فيه من علل الدارقطني (100)، وقال عنه: " موصوف بالاضطراب " (101)، وتبعه على ذلك المؤلفون في المصطلح بعده،
    د- وقال الألباني: " ثم بدا لي أن هذا الاختلاف على أبي إسحاق إنما هو من أبي إسحاق نفسه - وهو السبيعي -، فإنه كان قد اختلط، فهذا من اختلاطه " (102).

    والحق أن اختلاط أبي إسحاق لم يكن فاحشًا، حتى إن بعض العلماء نفى عنه الاختلاط (103)، وإنما هو التغير والنسيان، حيث صار يحدث من حفظه، فيخطئ في الأسانيد، ويدخل بعضها في بعض.

    والناظر إلى أوجه الخلاف في هذا الحديث يجد اتفاق جماعة عن أبي إسحاق على أحدها، وهو الثاني (الرواية عن عكرمة بإسقاط ابن عباس)، وفيهم إسرائيل حفيده، وهو أثبت الناس فيه في قول غير واحد من الأئمة، وكان يكتب حديث جده، وذَكَر هو أنه كان يحفظه كما يحفظ السورة من القرآن (104)، وقد توبع إسرائيل؛ تابعه جماعة من كبار أصحاب أبي إسحاق، الذين يُختلف فيهم أيهم أقوى فيه، كأبي الأحوص، وأبي بكر بن عياش، وزهير بن معاوية.
    وقد ذُكر عن بعض هؤلاء أن سماعهم من أبي إسحاق بأخرة، لكن اتفاقهم على هذا الوجه يحدث له قوة، ويدل على أن أبا إسحاق كان يضبطه، فيحدث به كل هؤلاء.
    ولهذا فقد رجّحه الإمام أبو حاتم الرازي، قال ابنه: سئل أبي عن حديث أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس: قال أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شيبك؟ قال: «شيبتني هود...» الحديث: متصلاً أصح؛ كما رواه شيبان؟ أو مرسلاً؛ كما رواه أبو الأحوص مرسلاً؟ قال: " مرسل أصح " (105).
    وللإمام أحمد كلمة قد يُستفاد منها ترجيحه لهذا الوجه، حيث قال - بعد أن ذكر رواية علي بن صالح بذكر أبي جحيفة وخطَّأ ذكرَ أبي بكر فيها -: " وهو عندي وهم، إنما هو أبو إسحاق عن عكرمة " (106)، فكأن في وقوفه في ترجيحه بين أوجه هذا الحديث على عكرمة (دون ذكر ابن عباس) إشارةً إلى أنه يرجح المرسل.
    وترجيح هذين الإمامين الحافظين ذو قوة ووجاهة، إلا أن الأوجه الأخرى عن أبي إسحاق تحتاج نظرًا.
    والذي يظهر أن مَنْ حكم مِن الأئمة على الحديث بالاضطراب نظر إلى كثرة الأوجه وتضاربها واختلافها؛ فرآه اضطرابًا، وهذه جادة مطروقة للأئمة - خاصة المتقدمين -، حيث يطلقون الاضطراب على الاختلاف الشديد، وتكاثر الأوجه والطرق المختلفة، ومن ذلك حديث ابن مسعود: " إنها ركس "، وغيره.
    ولما كان في ثبوت كثير من تلك الروايات (التي حُكم بسببها على الحديث بالاضطراب)= نظر، إذ لم يثبت عن أبي إسحاق إلا خمسة أوجه منها - كما سبق -، فإنه يُنظر إلى هذه الأوجه على أنها اختلاف على أبي إسحاق، يُرجَّح فيه ما هو راجح، ويُخطَّأ ما كان خطأً.
    والذي يظهر - والله أعلم -: أن الأرجح في الرواية: الوجه الذي رجحه أحمد وأبو حاتم، لأن أكثر الرواة عن أبي إسحاق عليه، وبعضهم من أقوى الناس فيه. والله أعلم.

    النظر في مدار الوجه الراجح:
    رواه أبو إسحاق السبيعي عن عكرمة مولى ابن عباس بذكر أبي بكر، ووقع في صيغة الرواية بين عكرمة وأبي بكر اختلاف، بيانه فيما يلي:
    - فقد اختُلف على أبي الأحوص:
    * فرواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح عنه بلفظ: ... عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله...،
    * ورواه عفان وإسحاق بن عيسى وعثمان بن أبي شيبة وخلف بن هشام والعباس بن الوليد النرسي وعمرو بن عون= عنه بلفظ: ... عن عكرمة قال: قال أبو بكر: سألت رسول الله... .
    والفرق بين الصيغتين: أن عكرمة يحكي في الأولى ما حصل بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، ويحكي في الثانية حكاية أبي بكر ما حصل بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    - ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن مسعود بن سعد، واختُلف عنه:
    * فرواه ابن سعد عنه بلفظ: ... عن عكرمة قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -...،
    * ورواه علي بن عبد العزيز ومحمد بن الحسين الحنيني والسري بن يحيى والهيثم بن خالد عنه بلفظ: ... عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله...،
    ولعل هذا الاختلاف عن أبي نعيم غير مؤثر، فابن سعد لم يسمِّ أبا بكر، والباقون سموه، وعكرمة في الحالين يحكي ما حدث بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر.
    - واتفق الباقون عن أبي إسحاق (إسرائيل وأبو بكر بن عياش وزهير بن معاوية) على الرواية بلفظ: ... عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله... .
    ولعل أبا الأحوص رواه بمعنى الصيغة - إن كان الأصح عنه الرواية بلفظ: قال أبو بكر: سألت رسول الله -، أو لعل هذا الاختلاف ممن دونه.
    والمؤدَّى في ذلك واحد حكمًا، فإن كان اللفظ عن عكرمة: قال أبو بكر: يا رسول الله...؛ فالحديث من مراسيل عكرمة، وإن كان عن عكرمة: قال أبو بكر: سألت رسول الله...؛ فالحديث منقطع، لأن عكرمة لم يسمع أبا بكر - رضي الله عنه - (107).
    والله أعلم.

    تنبيه: أخذ الشيخ محمد بن رزق بن طرهوني صاحب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن على الدارقطني وغيره أنه لا يفرق بين ما سبق بيانه من أوجه الخلاف في الصيغة بين عكرمة وأبي بكر، حيث ذكر الشيخ أربعة أسانيد:
    1- عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر قال: سألت رسول الله...،
    2- عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله،
    3- عن عكرمة قال: قال أبو بكر: سألت رسول الله...،
    4- عن عكرمة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله.
    ثم قال: " وهذه الأسانيد الأربعة المذكورة أسانيد صحيحة، وكثيرًا ما يخلط الرواة وحتى الحفاظ كالدارقطني وغيره وكذا محققي الكتب بين الطريق الأول والثاني، وكذا بين الطريق الثالث والرابع، فلا يفرقون بين كونه من مسند ابن عباس أم من مسند أبي بكر، ولا يفرقون بين كونه مرسلاً من مراسيل عكرمة أو أنه منقطعًا - كذا - أي: سقط ما بين عكرمة وأبي بكر " (108).
    وفي كلامه مؤاخذات، فقوله أولاً: هذه الأسانيد أسانيد صحيحة= ينقضه قوله: مرسلاً من مراسيل عكرمة أو منقطعًا بين عكرمة وأبي بكر.
    والإسناد الأول مما ذكره لم أجد الدارقطني ذكره أو تطرق إليه أبدًا!
    بل لم أجده فيما بين يدي من مرويات إلا في رواية الحاكم من طريق مسدد عن أبي الأحوص، وهذه فيها نظر عن مسدد، فإن صحت عنه فهي معلولة بمخالفة الجمع من أصحاب أبي الأحوص.
    بل ذِكْرُ قول أبي بكر: " سألت رسول الله " مع ذِكْرِ ابن عباس= يؤيد خطأها عن مسدد، إذ هذه الصيغة مشهورة عن أبي الأحوص في الوجه الثاني عنه بإسقاط ابن عباس، فالظاهر أن مسددًا رواه عنه كذلك.

    وليس في روايات ابن عباس عن أبي بكر إلا قوله: " يا رسول الله "، سوى هذه الرواية عن مسدد؛ جاءت بلفظ: " سألت رسول الله "!
    فدعوى خلط الدارقطني بين الإسنادين الأول والثاني مما ذكره الشيخ الطرهوني باطلة.

    وأما الإسنادان الثالث والرابع، فالذي يظهر أن الشيخ اعتمد على كلام الدارقطني في سياقه الخلاف، حيث كرر قول: " عن أبي بكر " في سياق روايات أبي إسحاق عن عكرمة على الوجهين: بإثبات ابن عباس وبإسقاطه. والذي يظهر أنه يعني بقوله: " عن أبي بكر ": بذكر أبي بكر، أو بالرواية التي فيها أبو بكر، أو التي فيها قول أبي بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -...، والدليل أنه أسند ما ذكر من الروايات، وليس في واحدة منها رواية ابن عباس عن أبي بكر إلا في رواية أبي الأحوص (حيث وقع الخلاف عليه كما سبق)، ويبعد جدًّا أن يخفى على الدارقطني أن قول عكرمة: قال أبو بكر: يا رسول الله...= من رواية عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، لا عن أبي بكر (109).
    والأئمة - خاصة المتقدمين منهم - قد يتجوزون في سياق مثل هذه المواضع الدقيقة إذا كان ذلك من كلامهم، وأما إذا ساقوا الأسانيد عن مشايخهم، فإنهم يأتون بها على الصواب كما رويت.

    والدارقطني كان اهتمامه منصبًّا على بيان الخلاف بين أصحاب أبي إسحاق في إثبات ابن عباس وإسقاطه، وأما كونه مرسلاً عن عكرمة أو منقطعًا بينه وبين أبي بكر؛ فأمرٌ آخر، قد لا يؤثر كثيرًا في الحكم النهائي.
    والله أعلم.


    ______________________________ _
    الهوامش:
    (62) التاريخ الكبير (7/333).
    (63) الجرح والتعديل (8/387).
    (64) (7/467).
    (65) انظر: لسان الميزان (7/22).
    (66) تقريب التهذيب (1518).
    (67) انظر: لسان الميزان (2/48).
    (68) انظر: تهذيب التهذيب (6/351).
    (69) انظر: تهذيب التهذيب (7/292).
    (70) تقريب التهذيب (5756).
    (71) انظر: تهذيب التهذيب (4/109).
    (72) انظر: لسان الميزان (5/360).
    (73) العلل (1/197)، وقول الدارقطني في الصواب في الرواية: " عن أبي جحيفة عن أبي بكر " لم أجده، ويأتي كلام حول هذه المسألة وشبهها في كلام الدارقطني.
    (74) انظر: لسان الميزان (2/363).
    (75) انظر: لسان الميزان (5/396).
    (76) انظر: لسان الميزان (4/465).
    (77) مسائل أحمد برواية أبي داود (ص393).
    (78) انظر: تهذيب التهذيب (3/284).
    (79) انظر: تهذيب التهذيب (6/274)، الكاشف (3356).
    (80) سؤالات حمزة السهمي للدارقطني (ص207).
    (81) انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني، للمنصوري (ص654).
    (82) العلل (1/198).
    (83) انظر: تهذيب التهذيب (3/3).
    (84) انظر: تهذيب التهذيب (1/311).
    (85) الأوسط (8/160).
    (86) العلل ومعرفة الرجال برواية عبد الله (1/378).
    (87) تهذيب الكمال (25/132).
    (88) مسائل ابن هانئ (2/212، رقم: 2154).
    (89) العلل (2/134).
    (90) انظر: لسان الميزان (5/183).
    (91) انظر: لسان الميزان (4/63).
    (92) انظر: لسان الميزان (1/34).
    (93) العلل (1/210).
    (94) انظر: تهذيب التهذيب (2/50).
    (95) العلل (4/347، 348).
    (96) انظر: تهذيب التهذيب (8/9).
    (97) علله الكبير (ص357-ترتيبه).
    (98) مسنده (1/169).
    (99) سؤالات حمزة بن يوسف السهمي (ص76).
    (100) النكت على ابن الصلاح (2/774-776).
    (101) المطالب العالية (14/723).
    (102) الصحيحة (2/641 ط الجديدة).
    (103) ميزان الاعتدال (3/270)، تذكرة الحفاظ (1/233)، المختلطون للعلائي (ص94).
    (104) انظر: تهذيب التهذيب (1/229-230)، وانظر الدراسة الموسعة في حال إسرائيل للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف - رحمه الله -، ألحقت بكتابه " ضوابط الجرح والتعديل " ط. العبيكان.
    (105) العلل (2/110).
    (106) مسائله برواية أبي داود (ض393).
    (107) انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص158).
    (108) (1/296، 297-الصحيح).
    (109) قال الدارقطني في الجزء فيه بيان علل أحاديث أودعها البخاري كتابه الصحيح (ص96، 97): " وأخرج البخاري - رحمه الله - عن سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة عن طلحة عن مصعب بن سعد: رأى سعد أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما ينصر الله هذه الأمة بالضعفاء»، قلت - الدارقطني -: وقول مصعب: (رأى سعد) ليس فيه رواية عن أبيه، وهو مرسل؛ لأن مصعبًا لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا ولد في عهده، والله أعلم ".

    يتبع -بإذن الله-..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    2- دراسة أسانيد رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
    وقد جاءت الرواية عن أنس - رضي الله عنه - من ثلاث طرق:
    أولاً: دراسة أسانيد رواية يزيد الرقاشي:
    رواه عنه ثلاثة:
    * أبو صخر حميد بن زياد، وقد تُكُلِّم فيه (110)، والرواية عنه صحيحة،
    * وعمرو بن أبي عمرو العبدي، ولم أعرفه، وفي الإسناد إليه متكلم فيهم ومتهمون، قال الألباني - رحمه الله -: " وهذا إسناد هالك، محمد بن يونس الكديمي وضاع، وحاتم بن سالم القزاز ليِّن أيضًا، وعمرو بن أبي عمرو العبدي لم أعرفه، ويحتمل أن يكون عمرو بن شمر، وهو متروك، راجع «الميزان» " (111).
    * حماد ين يحيى الأبح، وهو صدوق يخطئ (112)، والرواية عنه صحيحة.

    وقد ذُكر أبو بكر في الروايتين الأوليين، ولم يُذكر في رواية الأبح، بل قال: عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال له أصحابه: قد أسرع إليك الشيب....

    ويزيد الرقاشي ضعيف، وتركه بعض الأئمة، ونص الأئمة على تضعيف روايته عن أنس خاصة، قال أبو حاتم: " كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر " (113).
    فهذا الوجه عن أنس منكر.

    ثانيًا: دراسة إسناد رواية ربيعة بن أبي عبد الرحمن (ربيعة الرأي):
    وقد جاءت روايته من طريق الحسن بن محمد الطنافسي عن أبي بكر بن عياش عنه، وقد ترجم البخاري (114) وابن أبي حاتم (115) الحسن هذا، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (116). وقد خالف غير واحد من أصحاب أبي بكر بن عياش رووه عنه عن أبي إسحاق عن عكرمة عن أبي بكر الصديق، وهي الرواية التي سبق ترجيحها عن أبي إسحاق، وتلك أرجح من هذه عن أبي بكر بن عياش.
    فالرواية عن ربيعة الرأي من هذا الوجه معلولة.
    تنبيه: وقع اسم الراوي عن الحسن بن محمد الطنافسي في المطبوع من علل الدارقطني: محمد بن أيوب الراوي، ولذا لم يعرفه المحقق (117)، وصوابه: الرازي، وهو محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي - كما نُسب في إسناد هذا الحديث في تاريخ دمشق (118) -، وهو من الحفاظ، قال فيه ابن أبي حاتم: " كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقًا " (119)، وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ (120)، وهو صاحب فضائل القرآن.

    ثالثًا: دراسة إسناد رواية زياد النميري:
    وهي معلقة لا يدرَى إسنادها، ورواها عنه زائدة بن أبي الرقاد، قال البزار: " حديث رواه زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس عن أبي بكر أنه قال: يا رسول الله قد شبت... قال: «شيبتني هود وأخواتها»، وهذا الحديث فيه علتان:
    إحداهما: أن زائدة منكر الحديث،
    والعلة الأخرى: فقد رواه غير واحد عن زائدة عن زياد عن أنس أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -...، فصار عن أنس، فلذلك لن نذكره " (121).
    وزائدة منكر الحديث خاصة عن زياد عن أنس، قال أبو حاتم: " يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة الحديث، فلا ندري منه أو من زياد " (122).
    فهذه الرواية منكرة.

    الخلاصة في رواية أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
    تبيّن أن الطرق الثلاثة كلها مناكير، ولا يصح الاعتداد بشيء منها، فالمنكر أبدًا منكر.

    3- دراسة أسانيد رواية عطاء بن أبي رباح:
    وهذه الرواية جاءت من طريق طلحة بن عمرو، واختُلف عنه:
    - فرواه ابن وهب عنه عن عطاء عن ابن عباس به،
    - ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين وعبد الوهاب بن عطاء عنه عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.
    وطلحة بن عمرو متروك (123)، وهذا الاضطراب منه يفيد شدة نكارة هذا الوجه.

    4- دراسة إسناد رواية سهل بن سعد - رضي الله عنه -:
    قال الدارقطني عن هذه الرواية: " تفرد به عمر بن صهبان عنه - أي: عن أبي حازم عن سهل -، وتفرد به عنه سعيد بن سلام " (124).
    وعمر بن صهبان، وهو ابن محمد بن صهبان متروك (125)، وسعيد بن سلام متهم بوضع الحديث (126).

    5- دراسة إسناد رواية عقبة بن عامر - رضي الله عنه -:
    وهذه الرواية أخرجها الطبراني عن محمد بن محمد بن حيان أبي جعفر التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة به.
    ومحمد بن محمد التمار قال فيه الدارقطني: " لا بأس به " (127)، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: " ربما أخطأ " (128).
    وهذا الإسناد ربما تمسك به من صحح الحديث أو حسنه أو مشاه؛ لحُسْنِهِ في ظاهره، إلا أن في ذلك نظرًا؛ لأمور تؤيد خطأ هذه الرواية وعلتها:
    الأول: ما سبق من ذكرِ ابن حبان أن للتمار أخطاءً، فلا يبعد أن يكون هذا الحديث خطأً من أخطائه.
    الثاني: أن للتمار أخطاءً عن أبي الوليد الطيالسي (شيخه في هذا الحديث) خاصةً، وقد وقفتُ على اثنين من ذلك:
    أحدهما: ما ذكره الحاكم قال: " حدثنا الإمام أبو بكر ابن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن محمد بن حيان التمار، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه ".
    قال الحاكم: " هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات، وهو باطل من حديث مالك، وإنما أريد بهذا الإسناد: ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده امرأة قط، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها ".
    قال: " ولقد جهدت جهدي أن أقف على الواهم فيه من هو، فلم أقف عليه، اللهم إلا أن أكبر الظن على ابن حبان البصري، على أنه صدوق مقبول " (129).
    فهذا حديث أنكره الإمام الحاكم، وحمل نكارته ابن حيان التمار البصري، وهو من روايته عن أبي الوليد الطيالسي.
    ثانيهما: ما ذكره الخطيب من إنكار الحاكم والأئمة لحديث شعبة عن الزبير بن عدي عن أنس قال: " لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه، سمعنا ذلك من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - "، وأنهم ذكروا أن لا أصل له عن شعبة، ثم قال: " قلت: قد روى حديث شعبة هذا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني عن علي بن عبد العزيز عن مسلم بن إبراهيم، وحدث به أيضًا محمد بن محمد بن حيان التمار البصري عن أبي الوليد الطيالسي عن شعبة، ثم تركه بآخرة، وقد أُنكر عليه " (130).
    فهذا الحديث أنكره الأئمة على محمد بن محمد التمار حيث رواه عن أبي الوليد الطيالسي، حتى تركه.
    وذلك يدل على أن التمار قد يتوهم الحديث عن أبي الوليد مع أنه لا أصل له عن شيوخ أبي الوليد، فيغلط في ذلك ويخطئ.
    الثالث - من مؤيدات خطأ هذه الرواية -: أن احتمال اضطراب التمار في هذا الحديث قائم وقوي، فإنه قد رواه الطبراني عنه على هذا الوجه، ورواه الحافظ دعلج بن أحمد - وهو من الحفاظ الثقات الأثبات (131) - عن التمار عن أبي كريب محمد بن العلاء عن معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس بذكر أبي بكر - رضي الله عنه -، وقد سبقت روايته هذه في ذلك الوجه، وهذا الاختلاف مما لا يحتمل عنه مع كونه يخطئ ويهم، خاصة عن شيخه أبي الوليد.
    الرابع: أن الرواة عن أبي الوليد أئمة أجلاء، وحفاظ كبار (كابن راهويه والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والذهلي ويعقوب بن شيبة)، وهذا الحديث - لو كان يصح عن أبي الوليد - مما يحرص عليه العارف بالحديث، فلو كان صحيحًا لجاءت روايات الأئمة الكبار متكاثرة عن أبي الوليد به، ولم ينفرد به هذا الراوي الذي تُنكَر عليه بعض الأحاديث، خاصة عن أبي الوليد.
    الخامس: أن إسناد هذه الرواية كالشمس في أسانيد المصريين، ولو كانت تصح لتسابق الرواة إلى روايتها؛ إما عن الليث، أو عن أبي الوليد.
    السادس: أن الأئمة لم يذكروها أو يشيروا إليها في كلامهم على هذا الحديث، ولا اعتمدها أحدهم، ولا صححوا الحديث بها، فغيابها عنهم مع شهرة هذا الحديث عندهم= قرينة على أنها حادثةٌ بعدهم وهمًا، أو أنهم لم يعتمدوها.
    السابع: أن كتاب الطبراني من كتب الغرائب والمناكير، قال ابن رجب: " ونجد كثيرًا ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار ومعاجم الطبراني وأفراد الدارقطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير " (132)، والإسناد الذي تفرد به كتابٌ هذه حاله، ولم يوجد في غيره= مستحقٌّ للنظر فيه، وعدم الاعتماد والركون إليه، خاصة إذا ضم إلى ذلك ما سبق من القرائن.
    الثامن: أن الدارقطني قال - وقد سبق -: " «شيبتني هود» معتلة كلها "، وقد يُخصّ هذا بالأسانيد التي توسع الدارقطني في تخريجها في العلل، وهي طريق أبي إسحاق السبيعي والخلاف عليه، إلا أنه قد يُستفاد من عموم قول الدارقطني أنه لم يجد للحديث طريقًا تصح، فدل على أنه لم يعتمد رواية التمار عن أبي الوليد. والله أعلم.
    تنبيه: قال الشيخ محمد بن رزق بن طرهوني في موسوعة فضائل القرآن بعد أن حسّن هذا الإسناد: " هذا الطريق قد فات الدارقطني في علله عند استقرائه لطرق هذا الحديث " (133).
    ويبدو أن الدارقطني لم يقصد الإحاطة بطرق هذا الحديث، بل الظاهر أنه استقرأ الخلاف على أبي إسحاق السبيعي، وذكر رواية ربيعة الرأي عن أنس لأنها وجهٌ عن أبي بكر بن عياش، وهو أحد الرواة عن أبي إسحاق.

    6- دراسة إسناد رواية أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -:
    سبق في دراسة الوجه الأول عن أبي إسحاق أن هذه الرواية منكرة.

    7- دراسة أسانيد رواية عمران بن الحصين - رضي الله عنه -:
    وهذا الوجه خطأ من محمد بن غالب تمتام - على ثقته -، بيّن ذلك الدارقطني قال: " حدث - يعني: تمتاماً - عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود وأخواتها»، فأنكر عليه هذا الحديث موسى بن هارون وغيره، فجاءه بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي، فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك، فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي "، قال الدارقطني: " والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود»، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه عليه، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبته فلا يُنكر، ولا يُنكر طلبه وحرصه على الكتابة " (134).

    8- دراسة أسانيد المراسيل:
    أولاً: مرسل محمد بن واسع:
    إسناده حسن إن كان حجاج بن دينار سمع من محمد بن واسع.
    ويُحتمل أن تكون رواية محمد بن واسع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معضلة، إذ إنه من صغار التابعين، وغالب روايته عنهم.

    ثانيًا: مرسل الزهري وأبي سلمة بن عبد الرحمن:
    وهما اختلاف على يونس بن يزيد:
    - فرواه الليث بن سعد عنه عن الزهري فلم يذكر أبا سلمة، وعن الليث: كاتبه عبد الله بن صالح، وعنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وفي كاتب الليث كلام كثير، لخصه ابن حجر في قوله: " ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيمًا، ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق، كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم، فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيُتوقف فيه " (135)، وأبو عبيد - الراوي هنا عن أبي صالح - قديم، وطبقته طبقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، بل إن قدمته مصر - وأغلب الظن أنه سمع كاتب الليث فيها - كانت مع يحيى بن معين، قال أبو سعيد بن يونس: " قدم مصر مع يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة ومئتين، وكتب بمصر... " (136)، فروايته عن أبي صالح - إذن - كرواية ابن معين، وهي مقبولة صحيحة.
    - ورواه عثمان بن عمر العبدي عن يونس عن الزهري، فزاد أبا سلمة، وعثمان ثقة (137)،
    وظاهرٌ أن الوجه الأول أرجح، فالليث أوثق بمراحل من عثمان.
    وبين الوجهين فرق مؤثر في الحكم، إذ لو كان من مراسيل أبي سلمة، فهو مرسل لأحد التابعين القدماء ممن أدرك جمعًا من الصحابة، وقد يكون محتملاً قويًّا، وأما لو كان من مراسيل الزهري، فإن مراسيله ضعيفة جدًّا (138).

    ثالثًا: مرسل محمد بن علي بن الحسين:
    فيه علي بن أبي علي اللهبي (139)، منكر الحديث (140)، قال ابن عساكر: " هذا مرسل، وعلي بن أبي علي اللهبي ليس بقوي في الحديث " (141) .

    رابعًا: مرسل قتادة:
    إسناده صحيح.

    * الحكم النهائي على الحديث:
    تبين أن الحديث لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا،
    ولم يصح إلا مرسلاً عن أربعة من التابعين: عكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن واسع، والزهري، وقتادة بن دعامة.

    تم - بحمد الله - يوم الجمعة، الثامن والعشرين من جمادى الآخرة، عام ثمانية وعشرين وأربعمئة وألف.


    ______________________________ _
    الهوامش:
    (110) انظر: تهذيب التهذيب (3/36).
    (111) الضعيفة (4/403، 404).
    (112) انظر: تقريب التهذيب (1509).
    (113) انظر: تهذيب التهذيب (11/271).
    (114) التاريخ الكبير (2/306).
    (115) الجرح والتعديل (3/35).
    (116) (8/173).
    (117) ولم يعرفه محقق المطالب العالية (14/732، 733)، على أنه قد ذكر احتمال أن الصواب في " الراوي ": الرازي.
    (118) (4/175).
    (119) الجرح والتعديل (7/198).
    (120) (2/643).
    (121) مسنده (1/169).
    (122) الجرح والتعديل (3/613).
    (123) انظر: تهذيب التهذيب (5/21).
    (124) أطراف الغرائب والأفراد (1/398).
    (125) انظر: تهذيب التهذيب (7/408).
    (126) انظر: لسان الميزان (3/31).
    (127) سؤالات الحاكم (ص145).
    (128) (9/153).
    (129) معرفة علوم الحديث (ص236، 237).
    (130) تاريخ بغداد (8/172).
    (131) انظر: تاريخ بغداد (8/388) وترجمته فيه طويلة، تذكرة الحفاظ (3/881، 882).
    (132) شرح علل الترمذي (2/624 ط.همام).
    (133) (1/294-الصحيح).
    (134) سؤالات السلمي للدارقطني (ص290-292)، سؤالات حمزة السهمي للدارقطني (ص74-76).
    (135) هدي الساري (ص14)، وهو من أعدل الأقوال في الرجل، لأنه لا بد من تمييز صحيح حديثه من سقيمه، وأولاء أهل التمييز والمعرفة والانتقاء .
    (136) تهذيب الكمال (23/356، 357).
    (137) انظر: تهذيب التهذيب (7/129).
    (138) انظر: شرح العلل لابن رجب (1/535).
    (139) لم يعين في المصادر، ورأيت الشيخ الألباني - رحمه الله - في الضعيفة (1930) عينه بالقرشي، وأحال إلى ترجمته في لسان الميزان، وقد فرّق ابنُ عدي في الكامل (5/183، 184) والذهبي في الميزان (3/147) بين القرشي واللهبي هذا. واللهبي نسبة إلى أبي لهب، وأبو لهب قرشي؛ فإن كانا واحدًا فالأمر قريب، وإن كانا اثنين؛ فإن تعيينه باللهبي أولى، لأن أبا حاتم ذكر - كما في الجرح لابنه (6/197) - أنه يروي عن جعفر بن محمد، وأنه يروي عنه ابن أبي فديك، والرواية التي بين أيدينا كذلك، وأما القرشي؛ فيذكرون في ترجمته أنه شيخ لبقية، وروى عن ابن جريج. وباللهبي عينه ابن عساكر، ويأتي قريبًا.
    (140) الجرح والتعديل (6/197).
    (141) تاريخ دمشق (4/176).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    656

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    جزاك الله خيراً ، ونفع بك ... دراسة نافعة .. ونتيجة موفقة .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    رفع الله قدركم وزادكم الله علماً وفضلاً
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ونفع بك

    ومما يُضعَّف به الحديث كون متنه مُعارض بما هو مخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس
    "أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء" والله أعلم
    والمقصود من الحديث قلة الشيب في رأس النبي صلى الله عليه وسلم
    ...................
    تنبيه : الجمع يكون بين الأحاديث الثابتة فلا يجمع بين الحديث الصحيح والضعيف بل يرجح الصحيح على الضعيف
    فالجمع فرع التصحيح
    فيصار إلى الجمع إذا لم يتجه الطعن في سند أحد الحديثين المتعارضين ولم يمكن دفع صحته من الناحية الإسنادية فهنا يصار إلى الجمع كما وقع من العلماء الجمع بين بعض الأحاديث المتعارضة في الصحيحين ونحوها
    بخلاف ما نحن بصدده
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    كلام الشيخ طارق بن عوض الله على حديث شيبتني هود:
    وسأعقب كلامه بتعليقات يسيرة على بعض المواضع منه، قال -رعاه الله- في حاشية تدريب الراوي (1/435-445):

    هذا الحديث يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عليه:
    فرواه شيبان بن عبد الرحمن عنه ، فقال : " عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي بكر الصديق " .
    حدث به عنه هكذا: عبيد الله بن موسى، ومعاوية بن هشام.
    أخرجه الترمذي في " الجامع :" (3297) ، وفي " العلل الكبير " (ص357 - 358)، وابن سعد في " الطبقات " (1/2/138) ، وأبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (30) ، والحاكم في المستدرك (2/343 - 344) ، والدارقطني في " العلل " (1/200 - 201)، وأبو نعيم في " الحلية " (4/350) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " (1/357 - 358)، والضياء في المختارة .
    وقيل مثل ذلك عن : إسرائيل بن يونس ، وزهير بن معاوية ، ويونس بن أبي إسحاق ، وأبي الأحوص سلام بن سليم ، وأبي بكر بن عياش ، ومسعود بن سعد الجعفي .
    ولا يصح ذلك عنهم؛ إنما الصحيح عنهم : عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، أن أبا بكر - مرسلٌ ، بدون ذكر " ابن عباس " في الإسناد .
    فأما إسرائيل:
    فقد رواه عنه هكذاك سعيد بن عثمان الخزاز وإسماعيل بن صبيح .
    أخرجه الدارقطني في " العلل " (1/201 - 202) وكذلك رواه عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل .
    أخرجه ابن سعد (1/2/138) عن عبيد الله ، عن شيبان وإسرائيل ، عن أبي إسحاق ، به .
    وكذلك رواه النضر بن شميل ، عن إسرائيل ، من رواية عبد الله بن محمد بن ناجية ، عن خلاد بن أسلم ، عن النضر بن شميل ، عن إسرائيل ويونس ، عن أبي إسحاق ، به .
    أخرجه الدارقطني (1/202) .
    واختلف فيه على خلاد .
    فرواه أحمد بن محمد بن المغلس ، عن خلاد ، عن النضر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، قال : قال أبو بكر - فذكره مرسلاً .
    أخرجه الدارقطني (1/203) .
    وقال : " لم يذكر فيه « ابن عباس » ، وهو الصواب عن إسرائيل " .
    وخالفهم - أعني : من رواه عن إسرائيل بذكر " ابن عباس " - أصحاب إسرائيل ، عن إسرائيل ، فرووه عن أبي إسحاق ، عن عكرمة - مرسلاً ، عن أبي بكر ، لم يذكروا فيه : " ابن عباس " .
    قاله الدارقطني (1/196) .
    ثم أسنده (1/203 - 204) عن وكيع ، وعبد الله بن رجاء ، ومخول بن إبراهيم ، عن إسرائيل ، كذلك مرسلاً .
    وأما يونس:
    فقد رواه عنه هكذا موصولاً : النضر بن شميل.
    وقد تقدمت روايته في حديث إسرائيل ، مع الاختلاف في ذكر " يونس " .
    وخالفه القاسم بن الحكم العرني ، فقال : عن يونس ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، قال : قال أبو بكر - فذكره مرسلاً ، كمثل ما رجحه الدارقطني عن إسرائيل .
    أخرجه الدارقطني (1/205) .
    وهو الصواب أيضًا عن يونس.
    وقال ابن سعد في الطبقات (1/2/138) : أخبرنا يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، قال : قيل : يا رسول الله - فذكر نحوه .
    وهذا؛ ليس من الخلاف الذي يضر، بل هو مما يؤكد الإرسال (1).
    وقيل: عنه ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، قال : قال أبو بكر .
    يرويه محمد بن عيسى بن حيان ، عن الحسن بن قتيبة ، عن يونس.
    أخرجه الدارقطني (1/209) .
    ولا معنى لذكر " علقمة " هنا ، وهو تصحيف ظاهر ، ولعله من ابن حيان هذا ؛ فإنه ضعيف جدًّا .
    وأما زهير :
    فقد رواه عنه هكذا موصولاً : الحسن بن محمد بن أعين .
    أخرجه الدارقطني (1/202) .
    وخالفه أحمد بن عبد الملك الحراني ، فرواه عن زهير ، بدون ذكر " ابن عباس " .
    أخرجه الدارقطني (1/204) .
    وذكر (1/196) أن أصحاب زهير رووه هكذا مرسلاً عن زهير.
    وأما أبو الأحوص:
    فقد رواه عنه هكذا موصولاً : بقية ، ومسدد بن مسرهد ، والعباس بن الوليد النرسي (2).
    أخرجه الدارقطني في " العلل " (1/203) ، والحاكم (2/476) ، وأبو يعلى (1/102 - 103) .
    وخالفهم : عمرو بن عون ، وعفان بن مسلم ، وإسحاق بن عيسى ، وخلف بن هشام ، فرووه عن زهير ، بدون ذكر " ابن عباس " .
    أخرجه ابن سعد (1/2/138) ، وأبو يعلى (1/102) ، والدارقطني (1/205) ، والشجري في " الأمالي " (2/241) .
    وذكر الدارقطني (1/196) أن أصحاب أبي الأحوص هكذا رووه عنه ، مرسلاً.
    وأما أبو بكر بن عياش :
    فقد رواه عنه هكذا موصولاً : طاهر بن أبي أحمد الزبيري ، من رواية عبد الكريم بن الهيثم ، عنه .
    أخرجه الدارقطني (1/203) .
    وخالفه إبراهيم بن إسحاق الصواف، فرواه عن طاهر بن [أبي] أحمد، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة مرسلاً.
    أخرجه الدارقطني (1/205) .
    ثم قال : " وكذلك رواه أبو هشام الرفاعي وغيره ، عن أبي بكر بن عياش - مرسلاً " .
    ثم أسند رواية أبي هشام .
    قلت: وكذلك رواه هاشم بن الوليد الهروي، عن أبي بكر بن عياش مرسلاً .
    أخرجه الترمذي عقب (3297) (3).
    وقد ذكر الدارقطني أيضًا (1/196) أن أصحاب أبي بكر بن عياش ، هكذا رووه عنه ، مرسلاً .
    وأما مسعود بن سعد الجعفي:
    فقد رواه عنه هكذا موصولاً : أبو نعيم الفضل بن دكين ، من رواية أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي عنه ، عنه .
    أخرجه الدارقطني (1/203) .
    وخالفه أصحاب أبي نعم ، عنه ، فرووه عن أبي نعيم ، مرسلاً .
    قاله الدارقطني (1/196) .
    ثم أسنده (1/206) من طريق محمد بن الحسين الحنيني ، والسري بن يحيى ، والهيثم بن خالد أبي صالح ، عن أبي نعيم ، عن مسعود بن سعد - مرسلاً .
    قلت: وتابعهم ابن سعد في " الطبقات " (1/2/138) .
    ثم رواه ابن سعد عن أبي نعيم وعبد الوهاب بن عطاء ، قالا : حدثنا طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، قال : قال بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر نحوه .
    وهذا أيضًا يقوي الإرسال.
    فقد تبين بهذا كله أن الصواب من رواية هؤلاء الستة الإرسال، وأن من روى الحديث عنهم موصولاً فقد أخطأ.
    فروايتهم مقدمة على رواية شيبان الموصولة، من دون شك؛ لأنهم أكثر وأثبت. على أن شيبان أيضًا ، قد ذكر أبو حاتم الرازي ما يدل على أن روايته رويت عنه أيضًا بالإرسال ، كما سيأتي في كلامه .
    وأيضًا؛ مما يقوي الإرسال - بخلاف ما سبق ذكره :
    أن عبد الملك بن سعيد بن أبجر رواه أيضًا عن أبي إسحاق مرسلاً.
    ذكره الدارقطني (1/196) .
    ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " (3/368) ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فذكره.
    بدون ذكر " ابن عباس " ، ولا " عكرمة " .
    وأيضًا ؛ مما يقوي الإرسال: أنه روي مرسلاً من أوجه أخرى ، وقد ذكرت وجهين في غضون الكلام على حديث يونس وكذا حديث مسعود بن سعد .
    وممن روي عنه أيضًا مرسلاً : محمد بن واسع ومحمد بن الحنفية (4) .
    أخرج حديثهما ابن سعد (1/2/138).
    هذا؛ وقد قيل عن أبي إسحاق غير ذلك ، وكلها أوهام .
    فقيل : عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    قاله محمد بن بشر ، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق .
    أخرجه الترمذي في " الشمائل " (41) ، وأبو يعلى (2/184) ، وأبو نعيم في " الحلية " (4/350) ، والدارقطني في العلل (1/206 - 207) .
    من طريق محمد بن عبد الله بن نمير وحميد بن الربيع وسفيان بن وكيع ، عن محمد بن بشر.
    وقرن حميد بن الربيع في روايته مع محمد بن بشر، عبد الله بن نمير.
    ورواه شهاب بن عباد ومحمد بن مهاجر ، عن محمد بن بشر ، عن علي بن صالح ، فذكرا فيه: " أبا بكر الصديق " ، فقالا : " عن أبي جحيفة ، قال : قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ... " الحديث .
    أخرجه الدارقطني (2/207 - 208) .
    وقال الدارقطني (1/197) : " وحدث به محمد بن محمد الباغندي ، عن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن محمد بن بشر ، فوهم في إسناده في موضعين:
    فقال : " عن العلاء بن صالح "، وإنما هو : علي بن صالح بن حي ،
    وقال : " عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن أبي بكر "، وإنما هو : عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، عن أبي بكر ".
    وفي " مسائل أحمد " لأبي داود (1878) :
    " سمعت أحمد يقول : محمد بن بشر كان صحيح الكتاب وربما حدث من حفظه ، فذكرت له : أنه حدث عنه بحديث علي بن صالح، عن أبي بكر، أعني: حديث علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة: قال أبو بكر: أراك قد شبت يا رسول الله، فقال: «شيبتني هود وأخواتها»؟ فقال: قد كتبته ، يعني: عن ابن بشر ، عن علي بن صالح ، عن أبي جحيفة ، وليس فيه: عن أبي بكر ، وهو عندي وهمٌ ، إنما هو أبو إسحاق عن عكرمة " .
    وقيل : عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ، عن أبي بكر .
    قاله : زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق .
    أخرجه أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (32) ، والدارقطني (1/208) .
    من طريق عبد الرحيم بن سليمان ، عن زكريا .
    وخالفه أبو معاوية ، فرواه عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق بن الأجدع ، عن أبي بكر .
    قال ذلك هشام بن عمار ، عن أبي معاوية .
    أخرجه الطبراني في " الأوسط " (8269) ، والدارقطني (1/208) ، وأبو بكر الشافعي في " فوائده " كما في هامش " العلل " (1/198).
    وقال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق عن مسروق عن أبي بكر ، إلا زكريا بن أبي زائدة، تفرد به أبو معاوية " .
    قلت: سيأتي ذكر من تابعه.
    لكن ؛ ذكر الدارقطني (1/198) أن هشامًا اختلف عليه؛ فقيل: عنه ، عن أبي معاوية ، عن زكريا ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن أبي بكر .
    قال الدارقطني : " ذكر الشعبي وهمٌ ؛ إنما هو : أبو إسحاق السبيعي " .
    فرجع الحديث إلى السبيعي .
    قلت : وذكر الدراقطني لأبي معاوية متابعين (1/197 - 198) وهما: أبو أسماة ، وأشعث بن عبد الله الخراساني.
    ثم قال : " قال ذلك إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي أسامة عن زكريا، وقاله نصر بن علي عن أشعث بن عبد الله عن زكريا " .
    وخالفهم محمد بن سلمة النصيبي ، فرواه عن أبي إسحاق السبيعي ، عن مسروق، عن عائشة ، عن أبي بكر.
    أخرجه الدارقطني (1/208 - 209).
    قلت: وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ في " مسائل أحمد " (2154) :
    " سمعت أبا عبد الله يقول : حديث أبي بكر في الشيب، ليس هو من حديث مسروق ".
    وفي " العلل " لابن أبي حاتم (1894) :
    " سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار ، عن أبي معاوية الضرير ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، عن أبي بكر الصديق ، قال: قلت: يا رسول الله، لقد أسرع الشيب إليك؟ فقال: «شيبتني هود والواقعة» الحديث.
    قال أبي: يروى عن زكريا ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، أن أبا بكر .
    ورواه محمد بن بشر ، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة .
    ورواه شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ...؛ وهذا أشبهها بالصواب. والله أعلم " .
    ورواه عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز ، عن أبي إسحاق ، واختلف عنه.
    فرواه جبارة بن المغلس ، عنه ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي ، عن أبي بكر.
    أخرجه الدارقطني (1/210).
    ورواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن جبارة ، عن عبد الكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه .
    أخرجه الدارقطني (1/209) وابن مردويه فيه " منتقى من حديث أبي محمد عبد الله بن محمد بن حيان " (13/1).
    ورواه محمد بن الليث الجوهري ، عن عبد الكريم ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه، مثل رواية ابن أبي شيبة ، عن جبارة .
    أخرجه الشجري في الأمالي (2/241) .
    وقيل: عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، عن أبي بكر .
    قاله أبو شيبة يزيد بن معاوية النخعي ، عن أبي إسحاق .
    أخرجه الدارقطني (1/210) .
    وقيل : عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود .
    قاله عمرو بن ثابت ابن أبي المقدام (5)، عنه .
    أخرجه الطبراني (10/125 - 126) ، والدارقطني (1/210) ، والشجري (2/241) .
    قال محمد بن محمد التمار : ثنا أبو الوليد - هو : الطيالسي -: ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر، به .
    أخرجه الطبراني في " الكبير " (17/286 - 287) ، عنه .
    والتمار هذا؛ ذكره ابن حبان في " الثقات " (9/153) ، وقال : " ربما أخطأ "، فأخشى أن يكون هذا من أخطائه.
    وقال سعيد بن سلام : حدثنا عمر بن محمد ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، به ، وزاد : " الواقعة ، والحاقة ، وإذا الشمس كورت " .
    أخرجه الطبراني - كما في " التفسير " لابن كثير (4/236) .
    وسعيد بن سلام هذا ، هو العطار ، وهو كذاب .
    وروي عن معاوية بن هشام : حدثنا شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبي سعيد : قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله - الحديث .
    أخرجه البيهقي في " الدلائل " (1/358) .
    ومعاوية بن هشام عنده أوهام ، على أني لم أتحقق من بعض الرواة دونه .
    والمحفوظ : عن شيبان مرسلاً كما تقدم .
    ورواه الحسن بن محمد الطنافسي ابن أخت يعلى بن عبيد ، عن أبي بكر بن عياش ، عن ربيعة الرأي ، عن أنس ، قال : قال أبو بكر : يا رسول الله - الحديث .
    أخرجه الدارقطني في " العلل " (1/211) .
    وهذا وهم ، والمحفوظ عن أبي بكر بن عياش مرسلاً ، كما تقدم أيضًا .
    وقال البزار في " مسنده " (29) :
    " رواه زائدة بن أبي الرقاد ، عن زياد النميري ، عن أنس ، عن أبي بكر ، أنه قال: يا رسول الله قد شبت ، قال: «شيبتني هود وأخواتها» ".
    قال : " وهذا الحديث فيه علتان: إحداهما: أن زائدة منكر الحديث. والعلة الأخرى: فقد رواه غير واحد عن زائدة ، عن زياد ، عن أنس ، أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -...؛ فصار الخبر عن أنس ".
    ورواه يزيد الرقاشي ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    أخرجه ابن سعد (1/2/138 - 139) ، وابن عدي (2/664) .
    والرقاشي متروك .
    ورواه محمد بن غالب تمتام : حدثنا محمد بن جعفر الوركاني : حدثنا حماد بن يحيى الأبح ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمران بن حصين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    أخرجه الخطيب في " التاريخ " (3/145) .
    وهو خطأ ، أخطأ فيه تمتام ، وقد ساق الخطيب حكاية عن الدارقطني من طريق السهمي عنه تتضمن شرح علة هذا الحديث ، وأنه هو هو حديث الرقاشي السابق عن أنس ، إلا أن تمتامًا دخل عليه حديث في حديث .
    والقصة بتمامها في " سؤالات السهمي للدارقطني " (9) ، أذكرها لما احتوته من فوائد مهمة:
    قال السهمي: سئل الدارقطني عن محمد بن غالب تمتام؟ فقال : ثقة مأمون إلا أنه كان يخطئ ، وكان وهم في أحاديث، منها : أنه حدث عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود وأخواتها»، فأنكر عليه هذا الحديث موسى بن هارون وغيره، فجاءه بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك. فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي .
    قال السهمي : وسمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : كان يتقى لسان تمتام .
    قال : قال لنا أبو الحسن الدارقطني: والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود»، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه عليه. وأما لزوم تمتام كتابه وتثبته فلا ينكر، ولا ينكر طلبه وحرصه على الكتابة .
    قال السهمي : وسمعت أبا الحسن يقول: «شيبتني هود والواقعة» مُعتلَّةٌ كلها .
    قلت: وقفال الدارقطني في موضع آخر : " إنه حديث موضوع " ، وكذلك قال موسى بن هارون .
    قال الذهبي في " السير " (13/391 - 392) :
    " يريد : موضوع السند ، لا المتن " . وراجع : كتابي " الإرشادات " (ص351 - 352) .
    وقال البزار (92) :
    " وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ... والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق ، وأكثرها : «أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -»؛ فصارت عن الناقلين ، لا عن أبي بكر ، إذ كان أبو بكر هو المخاطب " .
    يعني : أنها مرسلة .
    فهذا هو الراجح في هذا الحديث ، وهو الذي يدل عليه كلام أهل العلم كأحمد بن حنبل وأبي حاتم والدارقطني وغيرهم . والله أعلم .


    انتهى كلام الشيخ طارق -وفقه الله-.

    التعليقات:
    (1) وقع سقطٌ في نقل الشيخ عن الطبقات، فابن سعد يروي عن عثمان بن عمر عن يونس، لا عن يونس مباشرة.
    وظاهر كلام الشيخ -رعاه الله- أنه يعتبر يونس في الأسانيد السابقة واحدًا (يونس بن أبي إسحاق السبيعي)، وهو كذلك في الإسنادين الأولين، أما الثالث (إسناد ابن سعد)؛ فالأظهر أنه يونس بن يزيد الأيلي، فهو الراوي المشهور عن الزهري، وعثمان بن عمر العبدي يروي عنه، وروايته عنه في البخاري وغيره.
    ولو كان يونس هنا هو ابن أبي إسحاق، لما فاتت هذه الرواية الدارقطني في ذكرِهِ طرق الحديث في العلل.
    (2) ليست رواية العباس بن الوليد كما ذكر الشيخ -وفقه الله-، بل هي بإسقاط ابن عباس -رضي الله عنهما-.
    (3) ويُنتبه لما سبق التنبيه عليه في البحث الأصلي (هامش رقم: 3).
    (4) جاء إسناد ابن سعد لهذا المرسل هكذا: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. ولم أقف على ابنٍ لابن الحنفية يروي عنه اسمه جعفر، وقد جاء في ترجمة علي بن أبي علي اللهبي (الراوي عن جعفر هنا) في ميزان الاعتدال (3/148): عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي...
    ولو كان جعفر بن محمد شيخ علي بن أبي علي= هو جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب (ابن ابن الحنفية)، لما ذُكر عليٌّ -رضي الله عنه- في الإسناد.
    فالأقوى: أن جعفر بن محمد المذكور في الإسناد هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والمرسِلُ هو أبوه، المسمى: محمد بن علي الباقر.
    (5) أبو المقدام كنية ثابت والد عمرو، لا كنية أبيه.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    الشيخ أبا معاذ: وإياك، بارك الله فيك.
    شيخنا الفاضل أبا الحارث: وإياكم، جزاكم الله خيرًا.
    الشيخ أمجد: وإياك، وتعليقك مهم، أحسن الله إليك.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    جزاك الله خيرا ، وزادك من فضله وإحسانه
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    الشّيخ الكريم / مُحمَّد بن عبد اللَّـه ـ المحترم ـ :

    شكر اللَّـه لكم ،ونفع بكم، وجعلكم مباركين أينما كنتم .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    الفاضل آل عامر: وإياكم، نفع الله بكم.
    الفاضل سلمان: وإياكم، أحسن الله إليكم.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    أخي الكريم محمد - زاد الله محامدك - لعلك ترتب البحث في ملف وورد .
    وجزاكم الله خيراً
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  14. #14

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    الأخ الحبيب محمد بن عبد الله أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم تلقاه

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    شيخنا ماهرًا: آمين، أحسن الله إليكم.
    http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/shhod.rar

    الشيخ أبا رحمة: آمين، بارك الله فيك، ونفع بك.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    فائدة: إلى جانب مخالفة الليث بن سعد في روايته عن يونس، فإن في بعض حديث عثمان بن عمر عن يونس كلامًا، قال أبو داود -في مسائله عن أحمد (ص441)-: سمعت أحمد يقول: " عثمان بن عمر سمع من يونس، وفيها أحاديث مضطربة ".
    وزيادة أبي سلمة في رواية يونس عن الزهري فيها سلوك للجادة.

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    تبين أن الحديث لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا،
    ولم يصح إلا مرسلاً عن أربعة من التابعين: عكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن واسع، والزهري، وقتادة بن دعامة.
    سؤال للمشايخ
    محمد بن عبد الله و الدكتور ماهر الفحل
    هل يقال :
    يصح هذا الحديث متنا عن النبي صلى الله عليه وسلم على مذهب الإمام الشافعي بالإعتداد بالمرسل المشروط بالإعتضاد بغيره كما هو موضح في كتابه الرسالة ؟

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    ؟؟؟

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده


    بارك الله فيكم أبا عبدالله وشكر لكم هذا التحقيق


  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: تخريج حديث: " شيبتني هود... "، ودراسة أسانيده

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله مشاهدة المشاركة
    * الحكم النهائي على الحديث:
    تبين أن الحديث لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا،
    ولم يصح إلا مرسلاً عن أربعة من التابعين: عكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن واسع، والزهري، وقتادة بن دعامة.
    .
    جزم الشيخ محمد وفقه الله بعدم صحة هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر .
    فلو جزم بضعف الأسانيد لكان أحسن وأبعد عن المجازفة .
    وفي ظني لم يحكم أحد من الائمة على المتن بالرد, وإنما كلامهم على آحاد الأسانيد .

    وتأمل قول الذهبي كما نقله الشيخ طارق عوض الله من " السير " (13/391 - 392) :
    قال رحمه الله معلقا على قول الدارقطني " إنه حديث موضوع " !!
    قال الذهبي: " يريد : موضوع السند ، لا المتن " . اهـ

    قال الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة (ص235 ط دار النفائس):
    (1264)- فمن شاهد أصحاب رسول الله من التابعين فحدث حديثا منقطعا عن النبي اعتبر عليه بأمور :
    (1265)- منها أن ينظر إلى ما أرسل من الحديث فإن شركه فيه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله بمثل معنى ما روى كانت هذه دلالة على صحة من قبل عنه وحفظه .
    (1266)- وأن انفرد بإرسال حديث لم يشركه فيه من يسنده قبل ما يفرد به من ذلك .
    (1267)- ويعتبر عليه بأن ينظر هل يوافقه مرسل غيره ممن قبل العلم عنه من غير رجاله الذين قبل عنهم .
    (1268)- فإن وجد ذلك كانت دلالة يقوي به مرسله وهي أضعف من الاولى .
    ثم قال رحمه الله :
    وإذا وجدت الدلائل بصحة حديث بما وصفت أحببنا أن نقبل مرسله
    .اهـ

    قلت: وثناء الائمة على كتاب الرسالة للشافعي رحمه الله معلوم منثور في كتاب المصطلح والتراجم والسير وذلك مستلزم القبول لما تقدم من تقوية المرسل بمثله .

    قال الدكتور اللاحم في (شرحه لاختصار علوم الحديث ص132) :
    اعتضاد القوة هو أن ما جاء بالمرسل اعتضد فصح أو قوي أن ننسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أن يأتي مرسل ويأتي معه مرسل آخر، وهو الذي مر بنا في الحديث الحسن لغيره، وهو الذي تكلم عليه الشافعي وأطال في شروط قبول المرسل، ذكر أشياء، وقد تأتي مراسيل ومراسيل ومراسيل، مرسل ومرسل فيدل مجموعها على أن لهذا الحديث أصلا .اهـ
    والله اعلم بالصواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •