بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ..أشكرك على أريحيتك وكذلك هم أهل الإسكندرية .
حديث عبد الله بن عمرو :
أخرجه أحمد في "مسنده" (2/211) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2737) –ومن طريقه أبو بكر الكلاباذي في "بحر الفوائد" (ص 185) – ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (563) ، وابن شاهين في "الترغيب" (337) ، والحاكم في "المستدرك" (1681) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (729) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (945) .
كلهم من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبد الله بن المؤمل، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح ، يحدث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه بالحق، وهو يمين الله عزوجل التي يصافح بها عباده " .
على ما اقتبستُه هنا من تخريج أخينا الحبيب السكندري ملاحظات:
1- لفظُ الحديث المذكور؛ هو لفظ الجماعة - على اختلافهم في بعض ألفاظه واتفاقهم على معناها -
وجاء عند أحمد في "المسند" مختصرا ينتهي إلى قوله: "له لسان، وشفتان".
ليس فيه زيادة: "أن الركن يمين الله التي يصافح بها عباده".
فكان الواجب على المخرِّج الفاضل التنبيه على ذلك
لأن لفظة :"كلهم" المُصَدَّر بها الحديثَ، تستغرقُ جميع المُخرِّجين المذكورين،
بما فيهم الإمام أحمد وهو أول المذكورين.
قلتُ: الحديث كما جاء مختصراً عند أحمد دون تلك الزيادة
يشهدُ له حديثٌ عن ابن عباس -لم يذكرهُ الكاتب الفاضل- وهو حديثٌ صحيح سنذكره في موضعه -إن شاء الله-
فكأنّ هذا الاختصار -إن كان من عمل الإمام أحمد- كان لحاجة في نفسه؛
لم يصبر على مثل هذا الحديث بهذا السند فأدخله في "مسنده"..
لكن أنكر تلك الزيادة؛ فاقتصر على أوله ..وكان قد أخرج حديث ابن عباس الشاهد له.
2- البيهقيُّ رواه عن شيخه الحاكم ؛ أبي عبد الله الحافظ .
فكان الأحسن أن يقول: "رواه الحاكم، [وعنه]، أو [من طريقه] البيهقيّ "
ولو لم أجده يستعمل مثل هذا التعبير ، في تخريجاته... ما تعقبتُه ،
وإلاّ فقوله: "رواه الحاكم والبيهقي" استعمال صحيح أيضاً.
وعلى طالب علم الحديث أن يستحضر أسماء المصنفين وأنسابهم وكناهم وألقابهم وسني وفاتهم
ولا يكتفي باسم الشهرة ..حتى إذا مر باسم أحدهم في إسناد عرفه وتنبه له .
3- وقع في إسناد ابن الجوزي في مطبوع "العلل" سقط ٌ ؛
قال :أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِنْدَهْ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَدِّي أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ،
قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ ، قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ به.
قلتُ:
الحافظ أبا عمرو عبد الوهاب ابنُ الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة
لا يمكنه أن يحدّث عن الحافظ أحمد بن القاسم بن مساور؛ أبي جعفر الجوهري البغدادي ،
ولا أبوه الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق يمكنه أن يروي عنه ..
الجوهري قديم بالنسبة إليهما (ت 293هـ)، هو من شيوخ الطبراني وقد روى هذا الحديث عنه في "معجمه الأوسط"
الذي يمكن أن يرويه عن الجوهري من آل مندة هم:
المحدث أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن يحي بن مندة والد الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق،
أو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يحي بن مندة جدّ الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق.
فليُحرّر.
4- كان من الأفضل على الكاتب الفاضل -وقد عَنْوَنَ بحثَـه بـ:
(تخريج حديث : "الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، يصافح بها عباده")
أن يبين لقارئ بحثِـه أن المقصود بالركن في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هو نفس الحجر الأسود
فقد يشكل على بعضهم و يضنه خارجا عن حديث الباب ؛
قال السندي عند قوله يأتي الركن: "أي الحجر الأسود، لكونه في الركن فأريد الحال باسم المحل."
وبوّب ابنُ خزيمة بعد أن خرّج حديث ابن عباس :"ليبعثن الله هذا الركن يوم القيامة .."
"باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أراد بذكره الركن في هذا الخبر نفس الحجر الأسود لا غير.."
وخرّج تحته حديث ابن عباس بلفظ: "إن لهذا الحجر لسانا وشفتين."
والله أعلم فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان.