تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: النداء للغائب مثل يا رسول الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    45

    Exclamation النداء للغائب مثل يا رسول الله

    بسم الله الرحمن الرحيم وبهي نستعين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. ما حكم الشريعة المطهرة في كتابة بعض الناس على السيارات والمحلات ( كلنا فداء لك يا رسول الله مع أنني رأيتها في بلد التوحيد .. فهل يعد هذا من الشرك . إن كان كذلك فلم العلماء ساكتين عليه .. وإن كان لا يعد من الشرك فما معنى. المنادى هو المطلوب إقباله عند جميع النحاة.. بينوا لله سبحانه تأجروا عنده .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    النداء للغائب ليس شركا بإطلاق أخي الفاضل. منه ما هو شرك ومنه ما ليس كذلك. ألا ترى أن الغائب هذا قد يُتوسل إلى إسماعه بوسائل دلت العادة على سببيتها (كالهاتف وغيره)، فيخاطب بما يخاطب به الحاضر؟ بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبيل المجاز والاتساع اللغوي كما في حالتنا هذه، فلا يكون المنادي قاصدا للنداء على الحقيقة، وإنما يستحضره في إنشائه كما لو كان يراه ويخاطبه، وهذا له نظائر كثيرة في كلام الشعراء والأدباء، بل إن له مثالا في كلام فاطمة رضي الله عنها كما في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة عليها السلام : وا كرب أباه ، فقال لها : " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " ، فلما مات قالت : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، من جنة الفردوس ، مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دفن ، قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب"
    وله نظائر أخرى..
    والشرك حقيقته صرف ما لا يُصرف إلا لله، إلى غيره جل وعلا. وهذه العبارة ليست من هذا الباب في شيء، وإنما هي من باب بيان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإغاظة الكفار والمجرمين بذلك، مع خروج العبارة بصيغة الخطاب له كما لو كان حاضرا بيننا. فكيف يكون مشركا من يقول لمن يناديه (حاضرا كان أو غائبا): أفديك بنفسي يا فلان؟ كأنما يقول له: دعني أسلم نفسي إلى الشانئين في مكانك لأكون فداك.. فكيف يكون هذا من الشرك؟
    فالحاصل أنني أرجو ألا بأس بهذه العبارة والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    197

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    بارك الله فيكم و هل من نفس القبيل قول اليتيم عند التحسر على والديه" آه يا أمي " و جعا و لوعة ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دامو مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم و هل من نفس القبيل قول اليتيم عند التحسر على والديه" آه يا أمي " و جعا و لوعة ؟
    جزاك الله خيرا. نعم لعله كذلك، فمن الواضح أن المقصود هنا ليس إجابة النداء على الحقيقة.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    107

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    - لي تعليق من نقاط :
    - أولا : مقصد القائل بقوله : (( كلنا فداؤك يا رسول الله )) إنما هو التعظيم ، ومصدره المحبة لشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم ، فكأنه يقول : (( نحن نفديك حيا كنت أو ميتا )) ، وليس باعثه التوسل به ، أو الاستعانة به بعد وفاته ، فلا ينبغي التوسع في فهم العبارات ، بل الواجب حمل اللفظ على ما يتسع له من معنى ، وقبل ذلك على ما يريده قائله ، ولا حرج - من الناحية الشرعية - في التفوه بهكذا عبارات ، أو كتابتها ، إذ جميع أهل الملة الإسلامية فداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، خاصة وأن هذه العبارة وأمثالها إنما تقال أو تكتب جراء الحملة الصليبية على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وما يوجه إليه من إساءات ، فالواجب على المسلمين أن يدافعوا عن رسولهم الكريم عليه الصلاة والسلام ، وهذا له أصله في الشرع الحنيف ، كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين ))، وقبل ذلك قال الله تعالى :(( ‏النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم‏ ))، الآية .


    - ثانيا : فتوى الشيخ عبدالكريم الخضير ، ونص سؤالها وجوابها :
    - (( يقول: هناك من الإخوان من ألبس عليه، أو من التبس عليه قولهم: كلنا فداك يا رسول الله، ويرى أن ذلك من دعاء الأموات، فهلا من توضيح؟
    - الجواب : على كل حال هذا لا يقصد معناه، هذا أمر لا يقصد معناه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- فدى بعض أصحابه، فداهم بأبيه وأمه وهم أموات، نعم، فالفداء بالميت من الحي أو العكس لا إشكال فيه -إن شاء الله تعالى-؛ لأنه لا يقصد معناه، فكون النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول لسعد: ((فداك أبي وأمي)) أبوه وأمه قد ماتا، فما معنى التفدية هنا؟ إنما يقصد بذلك تعظيم الشخص، ورفع قدره، وعلو شأنه من غير أن يقصد حقيقة اللفظ، فلا يظهر فيها شيء -إن شاء الله تعالى ))، أهـ.، والله ولي التوفيق .

  6. #6

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    النداء للغائب ليس شركا بإطلاق أخي الفاضل. منه ما هو شرك ومنه ما ليس كذلك. ألا ترى أن الغائب هذا قد يُتوسل إلى إسماعه بوسائل دلت العادة على سببيتها (كالهاتف وغيره)، فيخاطب بما يخاطب به الحاضر؟ بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبيل المجاز والاتساع اللغوي كما في حالتنا هذه، فلا يكون المنادي قاصدا للنداء على الحقيقة، وإنما يستحضره في إنشائه كما لو كان يراه ويخاطبه، وهذا له نظائر كثيرة في كلام الشعراء والأدباء، بل إن له مثالا في كلام فاطمة رضي الله عنها كما في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة عليها السلام : وا كرب أباه ، فقال لها : " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " ، فلما مات قالت : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، من جنة الفردوس ، مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دفن ، قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب"
    وله نظائر أخرى..
    والشرك حقيقته صرف ما لا يُصرف إلا لله، إلى غيره جل وعلا. وهذه العبارة ليست من هذا الباب في شيء، وإنما هي من باب بيان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإغاظة الكفار والمجرمين بذلك، مع خروج العبارة بصيغة الخطاب له كما لو كان حاضرا بيننا. فكيف يكون مشركا من يقول لمن يناديه (حاضرا كان أو غائبا): أفديك بنفسي يا فلان؟ كأنما يقول له: دعني أسلم نفسي إلى الشانئين في مكانك لأكون فداك.. فكيف يكون هذا من الشرك؟
    فالحاصل أنني أرجو ألا بأس بهذه العبارة والله أعلم.
    بارك الله فيك أخي (أبوالفداء), ذكرت الأتصال عبر الهاتف وهذه لاعلاقة لها بالموضوع صحيح أنه غائب بجسمه ولكن يسمعك والكلام انما على من لايسمع وكما تعلم أن الملائكة تبلغ النبي سلام أمته عليه وهذا يعني أنه لايسمع وكذلك حديث ( انك لاتدري ما أحدثوا بعدك ), أما مسألة كون الكلام حقيقة ومجاز فهذه المسألة قد اختلف أهل العلم فيها والراجح أنه لامجاز في لغة العرب وبامكانك مراجعة كلام شيخ الاسلام في هذا وكلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله فانه نفيس, ولفظة يارسول الله يغلب عليها أنها من باب الاخبار عما في النفس وليس المناداة لأن مناداة الغائب هي من الجهل خصوصا أنا قد علمنا أنه لايسمع كما بينا من الأدلة أعلاه والله أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    ذكرت الأتصال عبر الهاتف وهذه لاعلاقة لها بالموضوع صحيح أنه غائب بجسمه ولكن يسمعك والكلام انما على من لايسمع
    بارك الله فيك، كلامي في هذه الجزئية كان من باب بيان أحوال الغائب المنادى لبيان أنها ليست كلها من الشرك، فشمل ذكر القسمين، والأمر هين.
    وكما تعلم أن الملائكة تبلغ النبي سلام أمته عليه وهذا يعني أنه لايسمع وكذلك حديث ( انك لاتدري ما أحدثوا بعدك )
    صحيح بارك الله فيك، ولا خلاف إن شاء الله.
    أما مسألة كون الكلام حقيقة ومجاز فهذه المسألة قد اختلف أهل العلم فيها والراجح أنه لامجاز في لغة العرب
    أحسنت بتقرير الخلاف، فإن كان نفي المجاز راجحا عندك، فهو مرجوح عند غيرك، وأخوك لا يقول به.
    وحتى على هذا القول فإن نفاة المجاز يجيزون التوسع في اللغة من حيث الأصل (أي استعمال اللفظة أو التركيب اللغوي لإرادة أكثر من معنى على معهود لسان العرب)، فلن يخالفوا في أن النداء ليس مرادا من هذه العبارة ونحوها. وشاهد ذلك قولك أنت:
    ولفظة يارسول الله يغلب عليها أنها من باب الاخبار عما في النفس وليس المناداة
    فلا خلاف إن شاء الله (ابتسامة)
    لأن مناداة الغائب هي من الجهل خصوصا أنا قد علمنا أنه لايسمع كما بينا من الأدلة أعلاه
    إن كانت المناداة بغرض الإسماع فنعم، وإلا فقد تقدم أن الأمر مما يجري على ألسنة العرب توسعا، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    بارك الله فيكم.
    قول فاطمة-رضي الله عنها-غير ما يسأل عنه الأخ الكريم، وإنما هو من باب الندبة، وهي نداء المتفجع عليه أو المتوجع منه.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    قول فاطمة-رضي الله عنها-غير ما يسأل عنه الأخ الكريم، وإنما هو من باب الندبة، وهي نداء المتفجع عليه أو المتوجع منه.
    صدقت، بارك الله فيك، ولكن علة القياس الذي عقدتُه بين القولين صحيحة، ألا وهي استعمال النداء دون إرادته على الحقيقة، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    النداء للغائب ليس شركا بإطلاق أخي الفاضل. منه ما هو شرك ومنه ما ليس كذلك. ألا ترى أن الغائب هذا قد يُتوسل إلى إسماعه بوسائل دلت العادة على سببيتها (كالهاتف وغيره)، فيخاطب بما يخاطب به الحاضر؟ بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبيل المجاز والاتساع اللغوي كما في حالتنا هذه، فلا يكون المنادي قاصدا للنداء على الحقيقة، وإنما يستحضره في إنشائه كما لو كان يراه ويخاطبه، وهذا له نظائر كثيرة في كلام الشعراء والأدباء، بل إن له مثالا في كلام فاطمة رضي الله عنها كما في البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة عليها السلام : وا كرب أباه ، فقال لها : " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " ، فلما مات قالت : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، من جنة الفردوس ، مأواه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دفن ، قالت فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب"
    وله نظائر أخرى..
    والشرك حقيقته صرف ما لا يُصرف إلا لله، إلى غيره جل وعلا. وهذه العبارة ليست من هذا الباب في شيء، وإنما هي من باب بيان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإغاظة الكفار والمجرمين بذلك، مع خروج العبارة بصيغة الخطاب له كما لو كان حاضرا بيننا. فكيف يكون مشركا من يقول لمن يناديه (حاضرا كان أو غائبا): أفديك بنفسي يا فلان؟ كأنما يقول له: دعني أسلم نفسي إلى الشانئين في مكانك لأكون فداك.. فكيف يكون هذا من الشرك؟
    فالحاصل أنني أرجو ألا بأس بهذه العبارة والله أعلم.
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا شيخ: الله سبحانه وتعالى جعلنا مؤمنين
    وخاطبنا بصفة الإيمان وأمرنا بطاعة الله ورسوله وقال(يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
    اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَوَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِوَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌوَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )سورة النساء59
    أولاً فنحن مؤمنون مأمورون برد المسئله المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة وهي مسألة النداء للغائب

    فوق الأسباب سواً ميتاً أو حياً ؟ فالكلام بالوسائل ألاتصالية مع الغائبين لا يسمى نداء للغائب لأنه بالهاتف والانترنت والقنوات الفضائية يصير الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً لاذتاً فنحن جئنا في السؤال يا رسول الله فكيف تقيس نداء الغائب فوق الأسباب على الكلام مع الغائب تحت الأسباب ألاتصالية وكيف تقيس نداء بيا رسول الله:مع انه قال الله تعالى في شانه( إنك ميت وإنهم ميتون ) على الكلام مع الحي بالهاتف والانترنت الحاضر سمعاً وعلماً وفهماً بالأسباب الغائب ذاتاً

    ثانياً أين قسم النداء الذي يكون شركاً كما قلت منه ما هو شرك ومنه ما ليس كذلك حتى يعرف النداء الشركي للغائب من النداء الغير شركي للغائب

    ثالثاُ يا شيخ أنت قلت بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبل المجاز والاتساع اللغوي كما في حالتنا هذه فلا يكون المنادى قاصد للنداء على الحقيقة. وإنما يستحضره في إنشائه كما لو كان يراه ويخاطبه : فهذا هو المهم الذي يجب أن يحذر المسلمون منه لان من مفاسد نداء الغائب فوق الأسباب جعل الغائب حاضراً كما أنت صرحت به جزآك الله خيراً كثيراً واليه أشرت في السؤال بقولي : مع أن المنادى : هو المطلوب إقباله عند النحاة

    رابعاً أنت قلت له نظائر كثيرة في كلام الشعراء والأدباء وما جئت بالمثال الواحد حتى تجعله دليلاً مع أن الله سبحانه وتعالى قال (والشعراء يتبعهم الغاوون)224 (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون)225 (وأنهم يقولون ما لا يفعلون)226 (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(سورة227) الشعراء : يعني الأغلبية كذلك فا الدليل بقولهم لا يكون حجة في العقائد

    خامساً أنت قلت في كلام الأدباء هل رأيت شخصاً أديباً من الصحابة رضي الله عنهم أو يمكن ذلك كلا وحاشا وما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم النداء بيا رسول الله بعد الموت أو بفداء لك يا رسول الله مع انه ثبت عنهم مرات وكرات في حياته في حضوره فداء بابي أنت وأمي يا رسول الله فلو كان هذا خيراً لسبقونا إليه ولنقلوا إلينا هذا النداء مع أنهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذا لا يحتج بكلام الأدباءفوق الصحابة رضي الله عنهم في باب العقائد.

    سادساً: حديث أنس رضي الله عنه(لما ثقل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جعل يتغشاه فقالت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏وا كرب أباه فقال لها ‏ ‏ليس على أبيك كرب بعد اليوم فلما مات قالت يا ‏ ‏أبتاه أجاب ربا دعاه يا ‏ ‏أبتاه من جنة الفردوس ‏ ‏مأواه يا ‏ ‏أبتاه إلى ‏ ‏جبريل ‏ ‏ننعاه فلما دفن قالت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏يا ‏ ‏أنس ‏ ‏أطابت أنفسكم أن ‏ ‏تحثوا ‏ ‏على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏التراب ‏)لا يستدل به على أن النداء للغائب يجوز أو يصح من وجوه

    الأولى أنها وصفت النبي صلى الله عليه وسلم في كلامها مرثية له وندبة عليه بإرجاع الضمائر الغائبة إليه مستتراً في أجاب ومبرزاً في دعاه ومأواه وننعاه ووصفته بمن الموصولة

    الثانية: أنها حاضرة إليه عليه الصلاة والسلام قبل دفنه فهو ما كان غائب عن أعينها لأنه دفن بعد ذلك وما نادت بعد دفنه ولو كانت حاضرة إلى قبره لكثرت احتياطها رضي الله عنها.

    سابعاً أنت قلت في تعريف الشرك : هو حقيقة صرف ما لا يصرف ألا لله إلى غيره : مع أن النداء للغائب فوق الأسباب صرف ما لا يصرف ألا لله لغيره جل وعلى لان النداء للغائب فوق الأسباب يجعل الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً شريكاً لله في هذه الصفات الخاصة به جل وعلى كما هي عقيدة أكثر الصوفية والشيعة لذلك ينادون بيا رسول الله ويا زينب ويا علي ويا حسين ويا عبد القادر الجيلاني ويبكون محبة للرسول الله صلى الله عليه وسلم وزينب وعلي وحسين رضي الله عنهم

    ثامناً: أنت قلت يا شيخ ( وإنما هي من باب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإغاظة الكفار والمجرمين بذلك مع خروج العبارة بصيغة الخطاب له كما لو كان يراه حاضراً بيننا) فهل محبة الله والرسول تكون في الإخلاص والأتباع أم في الشرك والابتداع
    وكذلك أغاظت الكفار والمجرمين تكون بالإخلاص لله والإتباع لرسول الله لا بالشرك والابتداع . مع أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم دين لاشك وكذلك أغاظت الكفار والمجرمين وديننا موقوف على الدليل من الكتاب والسنة فنذهب إلى الكتاب والسنة وهما أصول المؤمنين وأساسهم في الدين والدنيا
    فهل النداء بيا رسول الله بعد موته ونقله من الدنيا إلى الآخرة عليه دليل من الكتاب والسنة أو عمل السلف الصالحين المحبين له من جميع الأمة حتى تكون محبة مع الرسول وإلا فيكون الغلو في حب الصالحين كما هو نوع من الشرك : وهل النداء بيا رسول الله تكون أغاظة الكفار والمجرمين لو كان بالدليل ام فرحتهم يفرح به الكفار والمشركون إذا كان بغير دليل مع إنني لا أرى عليه الدليل
    قال الله سبحانه وتعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )31) آل عمران وقال تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمً)سورة النساء 65) يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 )سورة البقره : فأي شخص يحب الله ورسوله: يطيعهما بالإخلاص والإتباع : قال الشافعي رحمه الله (تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع إن كان حبك صادقا لاطعته إن المحب لمن يحب مطيع )
    وهل في النداء لرسول الله صلى الله إليه وسلم بعد الموت بعيداً عن قبره إتباع له : لا كلا وحاشا
    لأنه ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : النداء للغائب أبدا : وما جاء في حق سعد رضي الله عنه وغير ذلك من الأحاديث مثله فكلها ضعيفة:
    مع إننا نحن مأمورون بالإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    تاسعاً أنت قلت يا شيخ سامحك الله ( بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبيل المجاز فلا يكون المنادي قاصداً للنداء على الحقيقة بل يستحضره في إنشائه ويخاطبه ) فهذه بعينها حقيقة النداء للغائب حتى يجعل الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً كما قلنا من قبل : أن المنادى هو المطلوب إقباله وحضوره بحرف من حروف النداء مع أن الياء أم حروف النداء في هذا الباب
    أما النداء للحاضر والمخاطب فلا إشكال فيه بل هو خارج عن البحث
    عشراً : على سبيل المثال لو قلنا بالمجاز بالخصوص في المسائل ألإعتقادية كما تقول : لفتحنا أبواب الفتن لأن كل إنسان إذا وقع في أي المشكلة أو صعبت عليه أي الكلمة يذهب من الحقيقة الى المجاز وبالعكس ويأول الكلمة ألى ما تشتهي نفسه ويثبت به مسئلته ومقصوده
    فكيف نرد على الصوفية والشيعة وجميع الفرق الباطلة فلكل واحد منهم متمسك إما بالمجاز أو الحقيقة في بعض الأوقات أو التأويل أو التشبيه أو القياس الباطل : ومن هذه الأبواب تخرج الشركيان والبدعات وجميع الخرافات لأنهم خرجو من المحاكمة إلى الكتاب والسنة إلى محاكمة المجاز والتأويل والتشبيه حتى والتعطيل .
    مع إنا نحن العرب نعرف حرف النداء والمنادى ومعناهما ومعنى المجاز والحقيقة : فلا نذهب إلى الشبهات والهفوات
    والله سبحانه وتعالى نهانا بعد الإيمان : عن الشبهات حتى قال :( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 )سورة البقرة ) مع أن راعنا كلمة معناها طيبة عند المؤمنين لغةً لكن لفرحة اليهود بها بينهم نهى المؤمنين عنها : فعلينا أن ننهى أنفسنا عن هذه الشبهات والتأويلات والمجازات ونعمل بالحقائق حتى يحبنا الله ورسوله بالإخلاص والإتباع . فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان كما جاء في كتاب الإيمان للبخاري : عن ابي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ) 14 ( وعن انس رضي الله عنه الحديث بعينه وزاد في أخره (والناس أجمعين ) 15 ولأجل هذه المحبة يفتدي المؤمن بماله ووقته وروحه على أتباعه : فصار الحال كما نرى : أن كل من ينتسب إلى الإسلام يدعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم : فكيف نعرف الحق من الباطل : فنذهب إلى كتاب الله إلى كلمة مميزة بين الحق والباطل وهي ( فاتبعوني يحببكم الله)
    فالإتباع يكون بالاعتقاد والقول والعمل بما جاء به رسول الله صلى عليه والسلم لا بكتابة فداء لك يا رسول الله على الدكاكين والمحلات والسيارات والجدران والمحاريب كالصوفية والشيعة وأتباعهم
    مع أننا لو سلمنا أن نداء الغائب هذا وكتابة فداء لك يا رسول الله لأجل المحبة كما تقول فالا يخلو هذا من أمرين الأول أن يقصد معناه الأصلي فلا يخرج من الشرك : والثاني وإن لم يقصد معناه الأصلي فاقل الشيء تكون بدعة لأن المحبة لرسول الله صلى الله عليه والسلم : عبادة والعبادة بلا دليل بدعة :
    واما نداء اليتيم وعامة الأطفال لأمهاتهم لا يستدل به لأنهم غير مكلفين بالدين مرفوع عنهم القلم
    فعلينا أن نرجع في مسائل العقائد إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ونرجع في معاني الحروف إلى أصول النحو والصرف وعلم البلاغة والأدب :....: لذلك نتمنى من مشايخنا وعلمائنا أن يشاركوا معنا ويساعدونا في المسائل ألاعتقاديه حتى يزيدوا في علمنا عليها ويبعدوا الأمة الإسلامية عن التهاون في العقيدة السلفية ترحماً وشفقةً على المسلمين ودعوة للكافرين : هذا فإن أصبنا فمن الله وحده سبحانه وتعالى وإن أخطانا فمن الشيطان

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    بارك الله فيكم.
    لعل من هذا الباب اختلافَ أهل العلم في قول المصلّي في التشهد (السلام عليك أيها النبي) أعني بعد موته صلى الله عليه وسلم.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    وذكر الطحاويّ في بيان مشكِلِ الآثار أنّ مما يدل على هذا المعنى-أعني نداءَه بعد موته في التشهد-ما جاء عند زيارة المقابر في السلام على الأموات من قوله : (السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ...) قال الطحاويّ-رحمه الله-: (ففي هذا الحديث أن رسول الله قد سلم على أهل المقبرة، وهم موتى كما كان يسلم عليهم، وهم أحياء، وإذا جاز ذلك في أهل المقبرة، كان في رسول الله أجوزَ، وهذا معنى حسن، والله نسأله التوفيق) ط الشاملة.
    وقال الكشميري في العرف الشذي في شرح سنن الترمذي: (وقال السبكي في شرح المنهاج: كان جمهور الصحابة يقولون بالخطاب في الحالين خلاف ابن مسعود وتبعه، وأقول: إن ألفاظ الخطاب في لسان العرب لاستحضار المخاطب تخييلاً، ولا يجب علم المخاطب، كما يقال: واجبلاه واويلاه يا زيداه للميت، فعلى هذا لا يدار الخطاب على حالة الحياة، وفي المفصل: المنادى ما يدخل عليه لفظ النداء) ط الشاملة.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    بسمك اللهم.
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا شيخ: الله سبحانه وتعالى جعلنا مؤمنين
    وخاطبنا بصفة الإيمان وأمرنا بطاعة الله ورسوله وقال(يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
    اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَوَأُوْ لِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِوَالرّسُو لِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌوَأَحْسَن ُ تَأْوِيلاً )سورة النساء59
    أولاً فنحن مؤمنون مأمورون برد المسئله المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    جعلني الله وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
    أولاً فنحن مؤمنون مأمورون برد المسئله المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة وهي مسألة النداء للغائب فوق الأسباب سواً ميتاً أو حياً ؟ فالكلام بالوسائل ألاتصالية مع الغائبين لا يسمى نداء للغائب لأنه بالهاتف والانترنت والقنوات الفضائية يصير الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً لاذتاً فنحن جئنا في السؤال يا رسول الله فكيف تقيس نداء الغائب فوق الأسباب على الكلام مع الغائب تحت الأسباب ألاتصالية وكيف تقيس نداء بيا رسول الله:مع انه قال الله تعالى في شانه( إنك ميت وإنهم ميتون ) على الكلام مع الحي بالهاتف والانترنت الحاضر سمعاً وعلماً وفهماً بالأسباب الغائب ذاتاً
    أين رأيتني أقيس يا أخي الفاضل؟
    على أي حال دعنا من هذه الجزئية فقد خرجَت بنا عن الموضوع ولم يفهم بعض الإخوة موردها في هذا الكلام، فتجاوزوها أصلحنا الله وإياكم.
    أين قسم النداء الذي يكون شركاً كما قلت منه ما هو شرك ومنه ما ليس كذلك حتى يعرف النداء الشركي للغائب من النداء الغير شركي للغائب
    في الفقرة الأخيرة أيها الفاضل، ذكرت حقيقة الشرك (والمفهوم أن ما يكون من النداء بهذا المعنى فهو من الشرك)، فراجعها غير مأمور.
    أنت قلت بل إن من نداء الغائب ما يكون من قبل المجاز والاتساع اللغوي كما في حالتنا هذه فلا يكون المنادى قاصد للنداء على الحقيقة. وإنما يستحضره في إنشائه كما لو كان يراه ويخاطبه : فهذا هو المهم الذي يجب أن يحذر المسلمون منه لان من مفاسد نداء الغائب فوق الأسباب جعل الغائب حاضراً كما أنت صرحت به جزآك الله خيراً كثيراً واليه أشرت في السؤال بقولي : مع أن المنادى : هو المطلوب إقباله عند النحاة
    أخي الكريم، هل تتفق معي على أن اللغة تقبل الاتساع وإطلاق الكلام مع إرادة مجازه لا حقيقته (أو إرادة وجه دون وجه في المعنى) أم لا تتفق؟ فإن نفيت هذا فقد انتهى الحوار بيننا! أما كلامك في أن المسلمين يجب أن يحذروا من نداء الغائب فالعبرة بالمعنى الذي يعرف بمجموع القرائن، فما كان باطلا أو مفضيا إلى الشرك حذرنا منه وما لم يكن كذلك فلا نحتظر على عباد الله واسعا يا أخانا الفاضل!!
    ما ذكرتَه من تعريف المنادى عند النحاة فهو حقيقة النداء وهو أصل المراد منه، وما في هذا تنازعنا أصلا، لأننا نقرر أن هذا النداء من المجاز! فإن كنت ممن يقولون (لا مجاز في اللغة)، فلا بأس: هي حقيقة أخرى إذن غير حقيقة النداء، مما يجري على لسان العرب من المعاني وكانت له نظائره! فهل الرجوع إلى لسان العرب في تصور الكلام العربي داخل عندك في عموم الاحتكام إلى الكتاب والسنة أم ليس بداخل؟؟
    أنت قلت له نظائر كثيرة في كلام الشعراء والأدباء وما جئت بالمثال الواحد حتى تجعله دليلاً مع أن الله سبحانه وتعالى قال (والشعراء يتبعهم الغاوون)224 (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون)225 (وأنهم يقولون ما لا يفعلون)226 (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)(سورة227) الشعراء : يعني الأغلبية كذلك فا الدليل بقولهم لا يكون حجة في العقائد
    سبحان الله! وهل قلت لك خذ عقيدتك من شاعر؟؟
    يا أخي الفاضل، المبحث الآن مبحث لغوي صرف كما أرجو ألا يخفى على طالب علم!
    فهل تجيز الرجوع إلى المعاجم وأشعار العرب لمعرفة أساليبهم في الكلام ومن ثمّ تحقيق الفهم الصحيح لمرادات المتكلم بهذا اللسان من ألفاظه وأساليبه؟
    فإن كان جوابك إيراد قوله تعالى: ((والشعراء يتبعهم الغاوون))، فلا أستجيز المواصلة معك، وإلى الله المشتكى!
    وأما إن كان جوابك بنعم أجيز ذلك، كما أرجو أن يكون، فدعني أسألك:
    هل نداء الجماد نداء حقيقي أم مجازي؟ الذي ينشئ في كلامه نداءً للجماد الذي لا حياة فيه، هل يقال إنه يريد إقباله وإجابته كما هو تعريف النداء عند النحاة؟
    فهذا امرؤ القيس يقول مناديا الأطلال:

    أَلا عِمْ صَباحاً أَيُّها الربْعُ وانْطِقِ ......... وحَدِّثْ حديثَ الرَّكْبِ إِنْ شئتَ واصْدِقِ

    فهل يريد إقبال الأطلال وإجابتها على الحقيقة؟
    ويقول مخاطبا الليل:

    أَلا أيُّها الليلُ الطويل ألا انجلِ ......... بِصُبْحٍ وما الإِصْباحُ منكَ بأَمْثَلِ

    فهل هذا نداء حقيقي أم مجازي؟؟ وهل مثل هذا يكون من الشرك عندك، إذ يخاطب المتكلمُ به ما يدري أن الأسباب تمنع إجابته وإقباله على الحقيقة؟
    نعوذ بالله من الغلو والتنطع!
    وهذا الأحوص (الشاعر الأموي) يقول:

    سَلامُ اللهِ يا مَطَرٌ عليها .............. وليسَ عليكَ يامَطَرُ السَّلامُ

    فهل الأحوص يقصد نداء المطر على الحقيقة؟؟
    فإذا ما تأملت هذه الأمثلة، فلا ترجعنّ إلي بقولك إن هذا نداء للجماد وليس نداء للغائب، ونحن إنما نتكلم في نداء الغائب! أو بمثل قولك إن امرأ القيس كان في الجاهلية وكلامنا في الإسلام! فإنما أردت أن أضرب لك مثالا لإطلاق النداء وإرادة مجازه دون حقيقته، فتأمل في وجه ذلك جيدا! وإلا فلا أحسبك تشترط على قارضي هذه الأبيات حتى لا يكون كلامهم من الشرك، أن يقف امرؤ القيس مواجها الأطلال مباشرة حتى يُسمعها نداءه ولا يكون من "نداء الغائب فوق الأسباب"، أو أن ينادي الأحوص المطر في حال جريانه على وجهه لا في غيابه حتى لا يكون من ذاك الباب!!! ولا أرجو أنك تشترط على كل من كتب نداء أدبيا لجماعة من الناس – أيا ما كان مضمونه وغرضه - أن يذهب إليهم ليخاطبهم عيانا بما كتب، أو أن يحرص على أن تكون تحته أسباب توصل إلى تحقق ذلك حتى يقبل عليه المنادى ويجيبه، فيسلم بذلك من الشرك!!
    فإن تقرر أنه ليس كل نداء لغائب أو حتى لحاضر في اللغة يراد على حقيقته وعلى الوجه الذي عرفه النحاة ولابد، بقي عليك أن تثبت أن هذا النداء بعينه في هذه العبارة بعينها، مراد على حقيقته ممن يتكلمون به. فإنني لا أحسب أحدا ممن يكتبونه أو يتكلمون به يقصد به الإقبال والاستماع من النبي عليه السلام أصلا! فإن تجشمت عناء ذلك وتكلفته وأتيت بدليلك فيه، فاثبت لنا بعدُ أنه يكون إذن من الشرك! ونقول لو ثبت أن النداء مراد على حقيقته هنا فإن غايته أن يكون بدعة (لا شركا) لبطلان الدليل الذي يتعلق البعض به في كون أعمالنا تعرض على النبي عليه السلام وتوصلها الملائكة إليه! ولأن الخطاب يخلو – كما هو واضح بجلاء من مجرد تدبر معناه - مما لا يجوز صرفه إلا لله تعالى!
    فهل تصبر على هذه المسالك في النظر والفحص في أقوال الخلائق وتصورها قبل الحكم عليها أم لا تصبر يا أخانا الفاضل؟
    أسأل الله أن يرزقنا وإياك الحلم والعلم والروية ودقة النظر!
    أنت قلت في كلام الأدباء هل رأيت شخصاً أديباً من الصحابة رضي الله عنهم أو يمكن ذلك كلا وحاشا وما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم النداء بيا رسول الله بعد الموت أو بفداء لك يا رسول الله مع انه ثبت عنهم مرات وكرات في حياته في حضوره فداء بابي أنت وأمي يا رسول الله فلو كان هذا خيراً لسبقونا إليه ولنقلوا إلينا هذا النداء مع أنهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذا لا يحتج بكلام الأدباءفوق الصحابة رضي الله عنهم في باب العقائد.
    وهل "الأدب" هذا حرام أو منكر أو بدعة في الدين يا أخي المحترم؟ ما أسهل التعلق بعبارة "لو كان خيرا لسبقونا إليه"، وما أكثر ما يرتكب باسمها من جنايات على العلم ومن تضييق على عباد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
    اعلم وفقني الله وإياك للرشاد، أننا لا نتكلف البحث فيما أثر عن الصحابة رضي الله عنهم إلا في شيء لا تثبت مشروعيته أو صحته إلا بنص أو ما في حكمه! فإذا كان مخالفك يتعلق بدعوى أن المعنى المبحوث ههنا باق على الإباحة الأصلية، فلا يقال له أثبت لنا ذلك بالإتيان بمثله من مأثور الصحابة! هذه مغالطة واضحة! وجوابها أن يقال للنافي: أثبت أنت دعواك المنع بنص أو أثر أو دليل معتبر، فإنما البينة على المدعي! نحن نقول إن هذا الأمر لا بأس به وليست فيه شبهة شرك، فلا يقال لنا إن لم تأتوا بمثله من مأثور الصحابة فلا يحل لكم اقترافه، إذ لو كان خيرا لسبقوكم إليه!!
    فإذا علمتَ هذا، فأعد النظر في قولك "إنه لا يُحتج بكلام الأدباء فوق الصحابة في العقائد"، يتبين لك ما فيه من حيدة ومصادرة بل تشويش على المطلوب!!
    أنها وصفت النبي صلى الله عليه وسلم في كلامها مرثية له وندبة عليه بإرجاع الضمائر الغائبة إليه مستتراً في أجاب ومبرزاً في دعاه ومأواه وننعاه ووصفته بمن الموصولة
    حيدة أخرى! فإنه لو كان مطلق نداء الغائب بالندبة أو غيرها من الشرك ما كفاها هذا الذي تقول، رضي الله عنها، وإنما لوجب عليها الامتناع عنه جملة واحدة!! نعم توجهَت إليه بنداء ثم أتبعت ذلك بضمير الغائب، فكان ماذا؟؟ يعني لو جاء أصحاب هذه العبارة محل البحث هنا فكتبوا مثلا: "فداك أبي وأمي يا رسول الله! اللهم اسقنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا"، بهذا ينتفي وجه كون النداء من الشرك عندك، لأنهم جمعوا الضميرين في كلامهم، المنادى والغائب؟ ما أعجب هذا التقعيد!
    أنها حاضرة إليه عليه الصلاة والسلام قبل دفنه فهو ما كان غائبا عن أعينها لأنه دفن بعد ذلك وما نادت بعد دفنه ولو كانت حاضرة إلى قبره لكثرت احتياطها رضي الله عنها.
    تكلف لم أر مثله! إذن شرط النداء حتى لا يكون شركا عندك أن يكون المنادَى حاضرا جسدُه بإزاء عين المنادِي؟ سبحان الله! في أول مشاركتك الطويلة هذه نفيتَ اعتبار المخاطب عبر الهاتف غائبا لأنه حاضر بالحس والسمع وإن غابت صورته وجسده، والآن تزعم أن مجرد حضور الجسد دون الحس والسمع يخرج به المنادى من كونه غائبا، فأي تناقض بعد هذا؟
    أنت قلت في تعريف الشرك : هو حقيقة صرف ما لا يصرف ألا لله إلى غيره : مع أن النداء للغائب فوق الأسباب صرف ما لا يصرف ألا لله لغيره جل وعلى لان النداء للغائب فوق الأسباب يجعل الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً شريكاً لله في هذه الصفات الخاصة به جل وعلى كما هي عقيدة أكثر الصوفية والشيعة لذلك ينادون بيا رسول الله ويا زينب ويا علي ويا حسين ويا عبد القادر الجيلاني ويبكون محبة للرسول الله صلى الله عليه وسلم وزينب وعلي وحسين رضي الله عنهم
    قد تقدم أننا نفرق بين ما كان من النداء على قصد الإسماع وطلب الإجابة من السامع، وما كان على خلاف ذلك! هذا بصرف النظر عما في مضمون النداء نفسه، وهو باب آخر للنظر. وقد نقل أحد الأفاضل فتوى الشيخ عبد الكريم الخضير في هذه العبارة التي نحن بصددها، وأجاب بمشروعيتها، فهل تفهم من هذا أن الشيخ حفظه الله يجيز نداء الغائب بخرق الأسباب واعتقاد سماعه وإجابته فوق الأسباب كما يستغيث هؤلاء المذكورون بأصحاب القبور؟؟ أرجو أن لا!
    فهل محبة الله والرسول تكون في الإخلاص والأتباع أم في الشرك والابتداع
    أسأل الله أن يهديني وإياك إلى تمام الإخلاص وحسن الاتباع وأن يعيذني وإياك من الشرك والابتداع!
    شكر الله لك ما سقته من موعظة في حقيقة الاتباع والمحبة، ولكن لا داعي لهذا في مقام المباحثة العلمية وتمحيص الأدلة حتى لا تطول بنا الموضوعات، فإن هذا الذي سقتَه في هذا المعنى يا رعاك الله أرجو أن يكون ظنك بأخيك هذا وبالعلامة الخضير حفظه الله وبغيرنا ممن يقولون بما نقول أننا لا نماري فيه، والله المستعان!
    فهذه بعينها حقيقة النداء للغائب حتى يجعل الغائب حاضراً سمعاً وعلماً وفهماً كما قلنا من قبل : أن المنادى هو المطلوب إقباله وحضوره بحرف من حروف النداء مع أن الياء أم حروف النداء في هذا الباب
    أرجو أن فيما تقدم من الجواب كفاية!
    على سبيل المثال لو قلنا بالمجاز بالخصوص في المسائل ألإعتقادية كما تقول : لفتحنا أبواب الفتن لأن كل إنسان إذا وقع في أي المشكلة أو صعبت عليه أي الكلمة يذهب من الحقيقة الى المجاز وبالعكس ويأول الكلمة ألى ما تشتهي نفسه ويثبت به مسئلته ومقصوده فكيف نرد على الصوفية والشيعة وجميع الفرق الباطلة فلكل واحد منهم متمسك إما بالمجاز أو الحقيقة في بعض الأوقات أو التأويل أو التشبيه أو القياس الباطل : ومن هذه الأبواب تخرج الشركيان والبدعات وجميع الخرافات لأنهم خرجو من المحاكمة إلى الكتاب والسنة إلى محاكمة المجاز والتأويل والتشبيه حتى والتعطيل .
    أخي الفاضل، اللغة علم – بل علوم – له أهله الضابطون له! فإن كنت من نفاة المجاز، فليس لك أن تدعي أن القائلين به في اللغة – وهم الكثرة الكاثرة من علمائها (وأخص منهم أهل سنة لا أهل الضلالة) - لا دراية لهم بكيفية تمحيص الأقوال وتحقيق ما كان منها مرادا على حقيقته وما كان منها مرادا على المجاز!! المعنى المراد – سواء كنتَ من نفاة المجاز أو مثبتته – إنما يعرف بالقرائن والسباق واللحاق وغير ذلك من أدلة اللغة، فلا يلزمني – بارك الله فيك – أن أجيبك عن سؤالك هذا "كيف يرد أصحاب المجاز على كذا وكذا" في فقرة أو فقرتين!
    فلتنظر ذلك في مظانه، علمنا الله وإياك ما ينفعنا!
    والله سبحانه وتعالى نهانا بعد الإيمان : عن الشبهات حتى قال :( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 )سورة البقرة ) مع أن راعنا كلمة معناها طيبة عند المؤمنين لغةً لكن لفرحة اليهود بها بينهم نهى المؤمنين عنها : فعلينا أن ننهى أنفسنا عن هذه الشبهات والتأويلات والمجازات ونعمل بالحقائق حتى يحبنا الله ورسوله بالإخلاص والإتباع
    أخي الفاضل، ليس ما أوردته بسوق هذا الآية الكريمة مما نحن فيه في شيء! فنحن نتفق على أن الكلمة المشتركة التي تحتمل معنيين، أحدهما خبيث والآخر صالح، ينبغي تركها لغيرها مما لا اشتباه فيه، عند الكلام في دين الله تعالى! وقد دلت القرائن على أن بني إسرائيل يريدون المعنى الخبيث – لعنهم الله – فنزل النهي لنا في القرءان عن استعمال الكلمات المشتبهة التي قد يُفهم منها وجه خبيث! فإن كنت ترى أن العبارة التي بين أيدينا فيها من الألفاظ ما يحتمل وجها خبيثا، فلتأتنا بالبينة على ذلك، يرحمك الله!
    فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان كما جاء في كتاب الإيمان للبخاري : عن ابي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( فو الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ) 14 ( وعن انس رضي الله عنه الحديث بعينه وزاد في أخره (والناس أجمعين ) 15 ولأجل هذه المحبة يفتدي المؤمن بماله ووقته وروحه على أتباعه : فصار الحال كما نرى : أن كل من ينتسب إلى الإسلام يدعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم : فكيف نعرف الحق من الباطل : فنذهب إلى كتاب الله إلى كلمة مميزة بين الحق والباطل وهي ( فاتبعوني يحببكم الله)
    مرة أخرى أكرر: لا تعد إلى الخطابة والوعظ بارك الله فيك، فإنه يطيل الرد ويثقل الصفحة ولا يحقق لك ما تريد، هدانا الله وإياك إلى أقوم السبل!
    فالإتباع يكون بالاعتقاد والقول والعمل بما جاء به رسول الله صلى عليه والسلم لا بكتابة فداء لك يا رسول الله على الدكاكين والمحلات والسيارات والجدران والمحاريب كالصوفية والشيعة وأتباعهم
    لا نخالفك في هذا بالجملة أيها فاضل، ولكن لا يكون تفريط أولئك الذين يكتبون هذه الكلمة فيما يجب عليهم من حسن الاتباع والعمل بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم = دليلا على نكارتها في نفسها وأنها من الشرك!!!
    مع أننا لو سلمنا أن نداء الغائب هذا وكتابة فداء لك يا رسول الله لأجل المحبة كما تقول فالا يخلو هذا من أمرين الأول أن يقصد معناه الأصلي فلا يخرج من الشرك : والثاني وإن لم يقصد معناه الأصلي فاقل الشيء تكون بدعة لأن المحبة لرسول الله صلى الله عليه والسلم : عبادة والعبادة بلا دليل بدعة :
    غلط!
    إنشاء الكلام الأدبي بما مفهومه محبة النبي عليه السلام ليس من البدعة في شيء، وهذا مما لا نزاع بيننا ولا بين اثنين من المسلمين فيه، فآل الأمر إلى تحرير محل النزاع بيني وبينك في هذا النداء المجازي محل البحث! فالآن غايتك إثبات أن هذه الصيغة بعينها التي ظاهرها النداء = منكرة بدليل كذا وكذا، لا أن يقال إن مجرد التعبير عن محبة النبي عليه السلام بما لم يؤثر = بدعة لأن العبادة توقيفية! ثمة فرق دقيق بين الاستدلال بأصل كلي في كون هذا الجنس من الأفعال بدعة لعدم النص عليه من كتاب أو سنة أو مأثور الصحابة، وبين الاستدلال بدليل جزئي على نكارة فعل من أفعال ذلك الجنس لدخوله في الشرك أو فيما يفضي إليه، والله يحفظنا وإياك من الشرك والبدع وأهل البدع، آمين!
    واما نداء اليتيم وعامة الأطفال لأمهاتهم لا يستدل به لأنهم غير مكلفين بالدين مرفوع عنهم القلم
    عجيب والله! أتخترع الدليل تضعه على لسان مخالفك ثم ترد عليه؟ من الذي استدل بنداء الطفل لأمه على ما نحن فيه أيها الفاضل؟ وأين ظهر ذلك في هذه الصفحة؟
    فعلينا أن نرجع في مسائل العقائد إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ونرجع في معاني الحروف إلى أصول النحو والصرف وعلم البلاغة والأدب
    صدقت، وهذا ما أحسب أننا بصدده ههنا! نرجع إلى أصول النحو والصرف وعلم البلاغة والأدب، والله يهدينا وإياك للصواب!
    وفي الختام أتوجه إليك بنصيحة من أخ لك محب، فإنني أراك حريصا على محاربة الشرك وصيانة جناب التوحيد، ذا غيرة وحمية في ذلك، وهذه خصلة مباركة أحمدك عليها ولا أزكيك على الله! ولكن يا أخي الفاضل اعلم أن الإسلام وسط بين طرفين، إفراط وتفريط، والتنطع في الدين مهلكة لصاحبه عافانا الله وإياك!

    فلا أقول لك إلا كما قال حبيبك عليه السلام لأبي بكرة رضي الله عنه:

    زادك الله حرصا ولا تعد..

    والله أسأل أن يعلمني وإياك ما ينفعنا، والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    107

    افتراضي رد: النداء للغائب مثل يا رسول الله

    - لي تعليق من نقاط على بعض ما ورد أعلاه :
    - أولا : يقول صاحب المشاركة (( وإن كان لا يعد من الشرك فما معنى : المنادى هو المطلوب إقباله عند جميع النحاة ))، فيقال :
    - هذا التعريف للمنادى إنما هو من حيث اللغة ، فالمنادى لغة هو (( المطلوب إقباله أو هو المدعو ))، وأما المنادى في الاصطلاح فيُعرف بأنه :(( الاسم الذي يذكر بعد أداة نداء مذكورة أو محذوفة ))، وقد ذكر علماء اللغة أدوات النداء ، وأنها خمس ، صنفوها حسب قرب المنادى أو بعده وهي :
    1 -الهمزة وأي ، وتكون لنداء القريب : كقولك : أخالدُ ، أيُّها الضيف .
    2 -أيا وهيا ، وتكون لنداء البعيد : كقولك : أيا طالبُ ، هيا عبدَالله .
    3 - ويا ، وتكون لنداء القريب والبعيد على السواء ، لذا تصنف على أنها أم الباب ، أي باب النداء . (( انظر في هذا المعنى : شرح ابن عقيل ج 2 ص 233 )).
    - حين ذكر علماء اللغة حروف النداء ، إنما كان ذكرهم لها من استقراءهم للغة العربية ، إذ وجدوا أن حرف (( يا )) من استعمالات العرب لأغراض النداء ، وأن استعمالهم له يكون على وجهين :
    - أحدهما : يكون استعماله للقريب ، كقولك : يا أحمد هلم .
    - والثاني : يكون استعماله للبعيد ، أو من في حكمه ، كقولك : يا أحمد أين أنت ؟، تريد بذلك التفجع على وفاته ، أو التلهف على معرفة مكانه ، أو غير ذلك من أغراض نفسية ، تحتملها اللغة ، وأما من هو في حكم البعيد ، فكالنائم والساهي ، على ما ذكر علماء اللغة .
    - وعليه : فهل نقول هنا : إن الاستعمال للبعيد ، وما في حكمه ، لا يجوز ، بعلة عدم قرب الشخص منك ، وعدم مشاهدتك له ؟، أو نقول : بجوازه لدلالة استعمال العرب له ؟، لا شك أننا نقول بجوازه بحسب الوضع اللغوي ، والمجادل في هذا يعاني من علة السفسطة في المسلمات، وهنا نناقش الوضع اللغوي لأغراض النداء .
    - وعليه فتعريف علماء اللغة للمنادى بأنه (( المطلوب إقباله أو هو المدعو ))، إنما هو للتدليل على الغرض الذي من أجله وضعت حروف النداء ، أي على ما تدل عليه حروف النداء ، فالغرض الذي وضعت من أجله حروف النداء - عند العرب وهو ما تعرف عليه علماء العربية من خلال استقراءهم للغة - هذا الغرض هو (( طلب إقبال المنادى على من يناديه ))، ولكن هل طلب الإقبال لا بد أن يكون مشفوعا بالاستجابة من الطرف المدعو ؟،.
    إن الإقبال لا يعني بالضرورة أن المنادى لا بد أن يجيب المنادي ، ودلالة ذلك الوضع اللغوي ، فأشعار العرب تتضمن نداء الحبيب ، ونداء للأطلال ، وعدم إجابتهم لا يمنع الشاعر من أن يطلق ندائه للمدعو ، سواء كان حبيبا ، أم كان ملكا ، أم كان طلالا ، فعلماء اللغة يبينون الغرض من النداء ، وأن المقصد منه هو (( طلب إقبال المنادى على من يناديه ))، وهذا الطلب قد لا يعبأ به المنادى ، وقد لا يسمعه ، كما في مخاطبتهم للأطلال ، وعليه فعلماء اللغة لا يشغلهم أن يبينوا ما إذا كان المنادى يستجيب للنداء أو لا يستجيب ، فهذا ليس من شأنهم ، بل دلالة الوضع اللغوي تدل على أن المنادى قد لا يستجيب للمنادي ، كما في نداء الأطلال ، أو في نداء العشيقة ، وعندك أشعار ( كثير عزة )، وغيره ممن لا يحضرني ذكره .
    ثم يقال : بأن المنادى قد يكون إنسانا حقيقيا ، بل قد يخاطب الشاعر نفسه ، ويريد استدعاء مخاطبتها ، فيناديها على أنها شخص آخر ، وقد يكون أطلالا ، أو صورة خيالية يتخيلها المنادي ، وقد يكون حيوانا كالذئب ، أو الناقة ، أو الخيل ، أو غيرها ، مما تتسع له اللغة ، وهو الأمر الذي يدل عليه استعمال العرب في أشاعرهم ونثرهم .


    ثانيا : كأن صاحب المشاركة فهم من التعريف اللغوي للنداء ، وأنه (( طلب إقبال المنادى أو المدعو ))، أن هذا الطلب لا بد أن يُستجاب من قبل المنادى أو المدعو ، فهو محمول على حقيقته عنده ، فطالما المنادى أطلق ندائه فلا بد أن يجيبه المنادى ، وهذا معلوم بطلانه بالاستعمال اللغوي ، وإلا فهل الطلل المنادى يجيب ؟، ويقول كثير عزة :

    أنادي لجيراننا يقصدوا ،،،،،، فَنَقْضي اللُّبَانَة َ أوْ نَعْهدُ

    وعلى ما فرط ، تكون جملة (( يا رسول كلنا فداؤك أو نفديك أو نحوها ))، إنما هي طلب إقبال شخص الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – نحو المنادي بالإجابة ، أي أن هذا الطلب لا بد أن يجاب من شخص الرسول الكريم – عليه الصلاة والسلام – وهذا يستلزم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أحوال أمته - على ما تعتقده فرق الصوفية وغيرهم من القبورية - فأراد سد ذريعة الشرك – بحسب مقصده الطيب - ، بمنع إطلاق هذا التعبير ، وهذا أمر بين البطلان من الناحية اللغوية كما أسلفنا ، إذ ليس في اللغة العربية ما يدل على أن المنادي لا بد أن يجيبه المنادى وإلا لما كان النداء نداءً ، فالنداء في اللغة له أغراضه ، فقد يريد المنادي مجرد الشكوى ، وقد يقصد بندائه إرسال رسالة ، وقد يبتغي تذكر الصحب والخلان ، والذي يبين المراد هو سياق الكلام ، إذ لا يجوز أن يبتر الكلام عن سياقه وسباقه ، ولا عن مقصد قائله ، بحيث نحمل اللفظ ما لا يحتمل .

    ثالثا : يقول صاحب المشاركة (( وإن لم يقصد معناه الأصلي فأقل الشيء تكون بدعة لأن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : عبادة والعبادة بلا دليل بدعة ))، يقال :
    - البدعة – كما عرفها الشاطبي" طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعيةوهل تعبير الناس عن فداءهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم اختراع في الدين ؟، أو أنه مجرد إظهار محبتهم لرسولهم عليه الصلاة والسلام ، جراء ما يوجه إليه من إساءات ؟، ثم لماذا لا تنظر في الباعث على هذه الجملة ؟، وما الذي حث الناس على التفوه بها أو على كتابتها ؟، بتعبير آخر : لماذا تفصل السبب عن المسبب ؟، ثم أنه يلزم على قولك هذا : أن كل تعبير يعبر عن المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، لم يثبت شرعا ، يعد بدعة ، فعلى هذا من يقول (( أنني أحب الرسول )) مبتدع لأن هذا اللفظ لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام !، إذ (( محبته عبادة والعبادة بلا دليل بدعة )).

    رابعا : التكفير حكم شرعي ، والتكفير لا يكون بالظنون ، وله شروط مدونة في الكتب التي أفردت أحكامه ، فضلا عن دواوين الإسلام ، وهناك شروط تختص بالفاعل ، وأخرى تختص بالفعل ، وشروط في إثبات فعل المكلف ، ومن الشروط المتعلقة بالفعل : أن يكون الفعل مكفرا بلا شبهة .
    - وأين أنت من حديث الذي اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت ، بعد أن ذهبت راحلته ، فلما أفاق فإذا بخطامها بالشجرة فأخذه وقال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك ""، أخطأ من شدة الفرح ، فهذا الرجل تفوه بكفر ، ورغمها لم يكفر ، فما ظنك بمثل جملة (( يا رسول الله كلنا فداؤك )) ؟، ولو أنها كانت مطلقة لاحتمل الأمر ، لكنها مقيدة بما يبين معناها بجلاء ، أفيصح أن نجعل منها سببا لتكفير قائلها أو كاتبها ؟، وهي بينة المراد والمقصد ؟.

    خامسا : القول بأننا متعبدون بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، لا شك أنه صحيح ، ومما أعان السلف الصالح على فهم الكتاب والسنة – بعد صحبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام ومشاهدتهم أحوال التنزيل وأسباب النزول – هو أنهم عرب ، يدركون أهمية اللغة في فهم خطاب الشارع الحكيم ، وأين أنت من استشهاد ابن عباس بأشعار العرب على لغة القرآن ، وسؤالات نافع بن الأزرق ونجدة الحروري ، وقد أوردها السيوطي في الإتقان ، ويقول الإمام الشافعي – في الرسالة / 48 – (( فعل كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده ، حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ويتلو به كتاب الله ، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير ، وما أمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك ))، أهـ.

    - وانظر كتاب (( أثر العربية في استنباط الأحكام الفقهية من السنة النبوية )) د . يوسف العيساوي ، لتدرك مكانة اللغة ، وأنها تدخل دخولا أولويا في فهم السلف الصالح ، وإلا لما كانت لديهم المكنة في استنباط الأحكام الشرعية .

    سادسا : وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .




  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    حكم قول القائل " لبيك يا رسول الله " .


    السؤال:
    ما حكم قول ( لبيك يا محمد ) ، ( لبيك يا رسول الله ) ؟
    الجواب :
    الحمد لله
    أما قول القائل : " لبيك يا رسول الله " ، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا إشكال في جوازه ، وقد اشتهر ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقائع عديدة .
    روى البخاري (128) ومسلم (32) عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ : ( يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ) ، قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ،قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ - ثَلَاثًا – قَالَ : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ) .
    " قال ابن الأنبارى : معنى قوله : ( لبيك ) أنا مقيم على طاعتك ، من قولهم : لب فلان بالمكان وألب به إذا أقام به ، ومعنى سعديك من الإسعاد والمتابعة ، وقال غيره : معنى ( لبيك ) أى : إجابة بعد إجابة ، ومعنى سعديك : إسعادا لك بعد إسعاد ، قال المهلب : والإجابة بنعم وكل ما يفهم منه الإجابة كاف ، ولكن إجابة السيد والتشريف بالتلبية والإرحاب والإسعاد أفضل " انتهى من "شرح صحيح البخارى" (9 /50) .
    وينظر جواب السؤال رقم (21617) .
    وإذا كان مقررا أن النداء والخطاب إنما يكون للحي ؛ فلا ينادى إلا الحي الذي يسمع من يناديه ، ولا يخاطب كذلك إلا الحي الذي يسمع الخطاب ، ولا يطلب شيء إلا من الحي الذي يسمع ، ويقدر عادة على ما طلب منه .
    ومع أن الذي يظهر من حال من يقول أو يطلق هذا القول ، أو يجعله شعارا ، ويدعو إليه ، أنه يريد المبالغة في إظهار طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولزوم أمره ، وإغاظة من يعاديه أو يكرهه ؛ وهذا مقاصد شرعية حسنة مطلوبة ، إلا أن إيهام الكلام لمن لا يعرف المدلول البلاغي فيه ، بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن كشأن الأحياء يسمع من يناديه أو يخاطبه ، وربما انتقل من ذلك إلى دعائه وندائه أو الاستغاثة به ؛ لأجل ما تحمله العبارة من إيهام معنى باطل ، كان من المتوجه أن يترك مثل هذا الشعار ، ويستعاض عنه بالعبارات التي لا لبس فيها ولا إيهام ؛ لا سيما وأن "التلبية الحقيقية" لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونصرته التي يحبها ، وإغاظة عدوه وكارهه الحقيقية : إنما تكون بدوام طاعته ، ولزوم أمره ، وليست بمجرد الدعاوى والأقوال .
    سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
    توجد بعض الملصقات على المحلات مكتوب عليها : " لبيك يا رسول الله! "
    فهل تجوز هذه العبارة ؟ وهل هي شرك ؟ وما الواجب علينا نحوها ؟
    فأجاب :
    " لبيك " هذا لله عز وجل : ليبك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك .
    أما " لبيك يا رسول الله " : لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم ناداك ، وقال : يا فلان ، تقول : " لبيك يا رسول الله " ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم إذا دعاهم قالوا : لبيك يا رسول الله .
    أما بعد موته : فلا تقل :" لبيك يا رسول الله " ؛ تقول : لبيك اللهم لبيك " انتهى .
    http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=103827&st= 60

    والله أعلم .


    موقع الإسلام سؤال وجواب

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •