خيـولُ الشـام


عُمَـر بن عبدالله الفضلي جمادى الآخرة 1432هــ


خيولُ الشام لم تنس الصهيلا = فكيف ترومُ أمراً مستحيلا
معاذ اللهِ أن تئد الضحايا = وتبقى بعد من رحلوا طويلا
إلى الحسرات يا بشار فارحل = وخذ حسني أو ابنَ علي دليلا
تشبَّثْ ما استطعتَ فأنتَ ماضٍ = ويأبى اللهُ إلا أن تزولا
وكم أمرٍ ظَنَنَّاهُ محالاً = وبالإيمان والإصرار نِيلا
ويا ابن الظالم السفَّاح: ما لي = أراكَ تكرِّر الفعل الوبيلا
طواغيتُ الزمان أشدُّ ظلماً = ولم نشهد لمثلكما مثيلا
جعلتَ الجنةَ الفيحاءَ سجناً = وصادرت المشاعر والعقولا
وكنتَ .. فلم يكن فيها سلامٌ = وكان البؤس للأرواح غُولا
جثمت على ثراها نصفَ قرنٍ = وخنت الله فيها والرسولا
ولم تعرف من الإصلاح إلا = وعوداً تستخف بها العقولا
حملنا بعدها جُثَث الضحايا = ولم نحمل من البشرى فتيلا
ومَنْ يشربْ دم الأحرار يبقى = على مَرِّ الزمان به عليلا
بني سوريةَ الأحرارَ: ثوروا = على الطاغوت حتى يستقيلا
وبسم الله لا باسم الدعاوى = شهيدٌ من قضى منكم قتيلا
ولا تتفرقوا شِيَعاً، وردُّوا = لشام العزِّ ماضِيَها الجليلا
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ = ولم يدع الطغاة لكم بديلا
وإنَّ الحرَّ يَطَّلِبُ المنايا = ويأبى العيش في الدنيا ذليلا
جهادُ شريعة الطاغوت فرضٌ = فإياكم - أحبَّتنا - النُّكولا
وكم فتوًى نهيقُ الخزي فيها = وأخرى تملأ الدنيا صهيلا
تكاليفُ الكرامة حين تُقضى = يَضِنُّ بها الذي لَعِق الذيولا
ورأي الزور مهما زخرفوهُ = فلن تلقى له أبداً قبولا
ستبقى الشامُ للإسلام مأوًى = ويبقى ربُّنا بهما كفيلا