السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ابن عم لم يبلغ في التعليم أكثر من الحصول على الشهادة الابتدائية ، تزوج ورزقه الله ببنت ثم ولد ثم بنتين ، فلم يكن له من الذكور غيره ، وكان يحبه حبًا شديدًا ، ثم ابتلاه الله منذ عدة أيام في ولده هذا فمرض مرضًا خطيرًا - عافانا الله وإياكم - وتوفي هذا الولد أمس وقد حضرت غسله وتكفينه، وكنت أتخيل ولو لقدر بسيط أن الشهادة والدرجة العلمية قد تسهم في ثبات الرجل في المحن لكن سبحان الله عاينت من ابن عمي هذا ما جعلني أغير هذه القناعة وأتشكك فيها ، فقد مرض ولده هذا عدة أيام لم يسمع منه لفظة واحدة يشعر منها السامع بعدم الرضا ، بل لم يكن غير التسليم لقضاء الله وقدره.
وقد زرته وقضيت معه يوم الأربعاء الماضي إلى المغرب ، ثم عدت إليه مساء الجمعة الليلة التي صبيحتها يوم السبت عندما توفي ولده، عن عمر يناهز عشر سنوات وجلست معه إلى صلاة الفجر ، فوالله لم أسمع منه ولا من زوجته كلمة واحدة تدل على عدم الرضا ، لم أسمع منه غير قوله : (( أستغفر الله ، لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الحمد لله ، لا حول ولا قوة إلا بالله )) يردد ذلك باستمرار ، فعلمته أن يقول: (( إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، وأخلفني خيرًا )) فكان يقولها بعد ذلك ، فوالله غبطه غبطة شديدة على هذا الموقف الذي أسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناته وأن يأجره عليه ، وأن يخلف عليه خيرًا .
كتبت هذا الكلام طمعًا أن يتفضل إخواني على هذا الرجل وزوجته بالدعاء ، عسى الله عز وجل أن يتقبل منكم دعاءكم لأخيكم بظهر الغيب ، فإنه لا علاقة له بالنت ولا يعرفه.