بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :
فإننا بمتابعتنا لأحوال البلاد السورية والأوضاع التي وصلت لها الحال هناك نتطلع إلى كل جهد يتم به إصلاح الحال وحقن الدماء إذ إن شأن الدم شديد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" رواه البخاري وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما" رواه البخاري كما نحث على كل جهد وتعاون يؤدي إلى إصلاح حال المسلمين هناك كما ورد في الحديث الشريف : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة" متفق عليه
كما اذكر الجميع هناك بأنه على كل واحد اجتناب آذية الآخرين أوظلمهم قال الله تعالى(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" ويجب على أصحاب الولايات في ذلك ما لايجب على غيرهم قال معقل بن يسار رضي الله عنه : سمعت رسول الله يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة" وفي رواية لمسلم "ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة" وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله يقول في بيتي هذا "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم.
كما أوصي جميع المسلمين ببذل الدعاءبإصلاح حال المسلمين فالدعاء سلاح عظيم قال الله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) وقال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) وقال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) وقال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ، ومن المعلوم أن التأييد والنصر بيد الله يعطيه من يشاء ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) فال تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) فاسأل الله أن يصلح الحال وأن يحقن الدماء وأن يهيء للأمة من أمرها رشدا وأن يجعلها تمتثل قول الله سبحانه ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا )وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه سعد بن ناصر الشثري في الأول من جمادى الأول