بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد، ثم أما بعد..
فهذه مقدمة الإمام الحافظ أبو نعيمٍ أحمد بن عبد الله الأصبهاني لمستخرجه على صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري رحمها الله تعالى ورضي عنهما.. أقدمها إليكم بحلة قشيبة أقرب إلى الصورة التي أرادها مؤلفها بإذن الله تعالى، بعيدة عن النقص الفاحش الذي اعترى طبعة الأخ فاروق حمادة، وعن التصحيف الشديد الممل في طبعة دار الكتب العلمية.
حيث أنه قد اعتمد الأخ الفاضل فاروق حمادة وفقه الله في إخراج طبعته على نسخةٍ هي منتخبٌ لمقدمة الإمام الحافظ أبو نعيم، وقد وهم وفقه الله فيما فهمه وتصوره من جعله القائم على اختصار الأسانيد والكلام هو الحافظ أبو نعيمٍ نفسه؛ وهذا منه خطأ وفقه الله.. فليس هذا الأمر إلا من صنيع منتخب هذه المقدمة ومستلها من المستخرج الأم؛ لا من صنيع الإمام رحمه الله.. ومتى كانت هذه عادة الحافظ أبو نعيم!! ومتى عهد عنه مثل هذا؟! ولا يعد هذا منهجاً لمؤلفي تلك الفترة في الغالب من الأئمة الحفاظ.
أما طبعة دار الكتب العلمية فلا تعدوا ميزتها سوى أنها حفظت النص كاملاً لمقدمة الإمام ومستخرجه؛ لكنها أفسدت هذه الميزة بكميات التصحيف والخطأ الخيالية التي لا تتجاوز أي صفحةٍ من صفحات الكتاب كله؛ بل أنه في الصفحة الواحدة ما يقارب الخمسة من التصحيفات والأخطاء.. فلذلك لم أثقل الحواشي ببيان ذلك.
ولكن وبفضل الله سبحانه وتعالى؛ وبحمدٍ منه وكرم؛ فقد اجتهدت في تحرير مقدمة الإمام الحافظ أبو نعيم بصورة هي بإذن الله ما أرادها في تصنيفه لكتابه؛ مصححة مدققة.
وقد اقتصرت على إخراج المقدمة فقط لأسباب:
- أهميتها وقيمتها.
- كون المطبوع منها مستقلاً ناقصٌ جداً.
- سهولة إخراجها في مقابل المستخرج كله.. فما لا يدرك كله لا يترك جله.
فاللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم يا حي يا قيوم.. وبالمناسبة فقد اقتصر عملي على تصحيح وتصويب النص فقط؛ أما التخريج فلعله يأتي في عملٍ آخر أوسع وقتاً بإذن الله.