تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

  1. #1

    افتراضي شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أما بعد

    فهذه بعض المقالات التي نشرها وينشرها فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي (مشرف قسم اللغة العربية بملتقى أهل الحديث) على صفحته في الفيسبوك تحت عنوان شذرات في اللغة والأدب

    وهذه المقالات تحوي علما جما وفوائد لغوية وأدبية
    مهمة, وقد أذن لي الشيخ أبو محمد أن أنشرها ـ جزاه الله خيراـ
    أرجو من الله عز وجل أن يبارك هذا الجهد وأن ينفعنا بما من الله به على الشيخ من علم

    قال فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي:

    في خزانة الأدب (1/76):
    (وقد أجمع علماء الشعر على أن جريرا والفرزدق والأخطل مقدّمون على سائر شعراء الإسلام، واختلفوا في أيهم أفضل. وقد حكم مروان بن أبي حفصة بين الثلاثة بقوله:
    ذهب الفرزدق بالفخار وإنما = حلو الكلام ومره لجريرِ
    ولقد هجا فأمضّ أخطلُ تغلبٍ = وحوى اللّهى بمديحه المشهور
    فحكم للفرزدق بالفخار، وللأخطل بالمدح والهجو، ولجرير بجميع فنون الشعر).


    ــ ــ ــ ــ

    في الكامل للمبرد (2/703):
    (وحدثني الزيادي قال: قيل لأعرابي: ألا تخضب بالوَسْمَةِ، فقال: لِمَ ذاك? فقال: لتصبُوَ إليكَ النساءُ، فقال: أما نساؤنا فما يبغينَ بنا بدلاً، وأما غيرهن فما نلتمس صبوته).

    قلت: ما أجمل هذا المنطق الجليّ، والعفاف الفطري.



    ــ ــ ــ ــ

    ما أجمل أن تكون العقيدة حاكمة على كل الأقوال والأفعال!
    أورد البغدادي في خزانة الأدب (1/184) بيتا لأعشى قيس، من قصيدة له ينفّر فيها عامر بن الطفيل، على ابن عمّه علقمة بن علاثة الصحابي، رضي الله عنه.
    ثم قال بعد أن شرح البيت، وأشار إلى القصيدة: (ولولا أنها في صحابيّ لأوردت منها أبياتا).



    قلت: أين أدباء اليوم الذين يشتمون في كتاباتهم خالقَهم سبحانه وتعالى بأقذع الشتائم، من هذا الالتزام الفكري الذي ينطلق من عقيدة راسخة، لا تغيرها الأحوال والمقامات؟
    فائدة:
    المُنافَرَةُ عند العرب أَن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه ثم يُحَكِّما بينهما ثالثا. ويقال: (نَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما على صاحبه تَنْفِيراً) أَي قضى عليه بأنه الغالب.
    ــ ــ ــ ــ

    في زهر الآداب للحصري:
    (ذكر عُتبة بن أبي سفيان كلامَ العرب فقال: إن للعرب كلاماً هو أرقّ من الهواء، وأعذب من الماءِ. مرق من أفواههم مُروقَ السهام من قِسيّها، بكلمات مؤتلفات، إنْ فُسِّرت بغيرها عطِلتْ، وإن بدلت بسوَاها من الكلام استصعبَت. فسهولةُ ألفاظِهم توهِمُك أنها ممكنة إذا سمعت، وصعوبتها تعلمك أنها مفقودة إذا طُلِبت.



    هم اللطيف فهمهم، النافعُ علمهم، بلغتهم نزلِ القرآن، وبها يدرَكُ البيان، وكلُّ نوع من معناه مُبَاينٌ لما سواه، والناسُ إلى قولهم يصيرون، وبهداهم يأتمّون، أكثر الناسِ أحلاماً، وأكرمهُم أخلاقا).

    ــ ــ ــ ــ

    أورد ابن الأزرق الغرناطي في (روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام) (ص99) قول أبي بن كعب رضي الله عنه: (تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه). ثم قال:
    (واللحن هنا يراد به النحو كما حكى ابن الأنباري عن يزيد بن هارون أنه لما حدث بأن عمر رضي الله عنه كتب أن تعلموا الفرائض والسنة واللحن كما تعلمون القرآن. قيل له: (ما اللحن؟) قال: النحو).


    ــ ــ ــ ــ
    وقال ابن الأزرق الغرناطي في (روضة الإعلام) أيضا:
    (ومن عدم الاعتبار بزينة الملبس إذا عري صاحبه من هذا العلم (أي علم العربية)، وأنه حقيق بأن لا يلبس ما لا يستر عوراء جهله فضلا عن الزينة، ما يروى أن رجلا حسن الشارة، جميل البزة. وقف على المبرد، فسأله عن مسألة، فأحال ولحن، فقال له المبرد:
    يا هذا أنصِفنا من نفسك! إما أن تلبس على قدر كلامك، أو تتكلم على قدر لباسك).



    ــ ــ ــ ــ

    يقول العلامة الطناحي في مقال له في نقد (ذيل الأعلام) للعلاونة:
    (يضاف في ترجمة ''محمود حسن إسماعيل'' أنه كان من أخلص أصدقاء شيخنا ''محمود محمد شاكر''، وقد سألت الشيخ مرة – وقد قرأ علينا شعرا له هو شجي النغم – لماذا لم تواصل الشعر يا مولانا؟
    فقال: تركته لمحمود حسن إسماعيل ..).



    ــ ــ ــ ــ

    قال البغدادي في الخزانة (1/269):
    (واعلم أن الشعراء أربع طبقات:
    الأولى: جاهلي قديم.
    الثانية: المخضرم.
    الثالثة: إسلامي.


    وهم أربعة أقسام:
    شاعر خنذيذ (بالخاء والنون والذالين المعجمات على وزن إبريق) وهو الذي يجمع إلى جيد شعره رواية الجيد من شعر غيره.
    وشاعر مفلق وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره. والمفلق: معناه الذي يأتي في شعره بالفلق بالكسر وهو ...

    ــ ــ ــ ــ

    من لطائف عادات العرب أنهم كانوا يجعلون في يدي الملدوغ الحلي والجلاجل، حتى لا ينام فيدبّ السم فيه (الخزانة 2/458).
    وبه يفهم قول الشاعر:
    يسهَّد في ليل التِّمام سليمُها = لحليِ النساءِ في يديه قعاقعُ

    فيه أمور:
    - البيت للنابغة الذبياني من قصيدة.
    - ليل التِّمام (بكسر التاء): هو أطول ليل في السنة.
    - السليم: هو الملدوغ، يسمونه السليم تفاؤلا.
    - ارتكب الشاعر في عجز البيت القبض في مفاعيلن فصارت مفاعلن. نبهتُ عليه لأن بعض الناس لا تستسيغ أذنه هذا الزحاف في البحر الطويل.



  2. #2

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    العامية في القنوات الفضائية


    من العجائب – وعجائب الزمان جمة – أن يتكلم منتسب إلى الأدب العربي، في قناة فضائية إسلامية، عن أحمد شوقي والشعر العربي ونحو ذلك، بـ .. اللهجة العامية المصرية!
    إذا استعملت العامية في مثل هذا المقام، فمتى تستعمل الفصحى؟
    (إن الدعوة إلى التيسير في الخطاب الدعوي، لجذب الجماهير الغافلة، قد أدى إلى ظهور لغة هجينة – بين الفصحى والعامية - تساهم في تدني الذوق اللغوي العام، عند جماهير المنتسبين إلى لغة القرآن.
    إن مما يطلب من الداعية أن يساهم في تعليم الجماهير ورفع مستواها الفكري، دون أن يقع في مزلق الخطاب ''النخبوي'' المتخصص. والمشاهد اليوم نوع من التيسير المجحف باللغة والفكر، يسف فيه الداعية إسفافا بالغا، بدعوى الهبوط إلى مستوى الجمهور.
    إن على الدعاة الذين ينهدون بأعباء نشر كلمة الإسلام، وتبليغها إلى القلوب والعقول، أن يجعلوا من العربية السليمة من أوضار العجمة، وسيلتهم الأولى في خطاب الجمهور، لا يعدلون عنها إلى العاميات المبتذلة التي تفرق ولا توحد، إلا لضرورة معتبرة، أو حاجة متيقنة.
    أليس غريبا أن تجد الفضائيات الإسلامية تعج بألوان من العامية، التي تؤذي الآذان والعقول، وتمسخ الوعي الفكري؛ بدلا من أن تكون منارة لنشر العربية، وتعليمها وحث الناس على حبها والتعلق بها، كما يتعلق الغريق بطوق النجاة؟).
    ما بين القوسين من مقالة لي، في طور النشر – إن شاء الله تعالى.


    ـ ـ ـ ـ


    نظر سليمان بن عبد الملك في المرآة فقال: (أنا الملك الشاب).
    فقالت له جارية له:
    أنتَ نعمَ المتاعُ لو كنتَ تبقى = غيرَ أنْ لا بقاءَ للإنسان
    ليس فيما بدا لنا منكَ عيبٌ = كان في الناس غير أنَّك فاني
    (تفسير القرطبي 6/266)


    ـ ـ ـ

    ذكر ابن الأثير في كتابه النفيس (المثل السائر) لونا من ألوان البلاغة، سماه (الاستدراج). قال:
    (وهذا الباب أنا استخرجته من كتاب الله تعالى، وهو مخادعات الأقوال التي تقوم مقام مخادعات الأفعال. والكلام فيه وإن تضمن بلاغة فليس الغرض ههنا ذكر بلاغته فقطِ بل الغرض ذكر ما تضمنه من النكت الدقيقة في استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم).


    وذكر من أمثلته قوله تعالى: ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ).
    ثم قال رحمه الله: (ألا... ترى ما أحسن مأخذ هذا الكلام وألطفه فإنه أخذهم بالاحتجاج على طريقة التقسيم. فقال: لا يخلو هذا الرجل من أن يكون كاذباً فكذبه يعود عليه ولا يتعداه أو يكون صادقاً. [ وإن يكن صادقاً ] يصبكم بعض الذي يعدكم إن تعرضتم له .. الخ).
    قلت: قد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال لبعض من شك في البعث: (إن كان الأمر كما تقول، فقد تخلصنا جميعاً؛ وإن لم يكن الأمر كما تقول، فقد تخلصنا وهلكتَ).
    ونظم المعري هذا المعنى بقوله:
    قال المنجمُ والطبيبُ ، كلاهما = لا تُحْشَرُ الأَجْسَادُ. قلت: إليكما
    إن صحّ قولكما فلست بخاسر = أو صحّ قولي، فالخسار عليكما
    وهذا الكلام – وإن كان ظاهره الشك – يحمل على مجادلة المخاطب، وجلبه إلى الحق بطريق تزيين الاحتياط وحسن النظر. يراجع محاسن التأويل عند قوله تعالى (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم – الآية).


    ـ ـ ـ

    قال الشاعر:
    عليك بأوساط الأمور فإنها = طريقٌ إلى نهج الصوابِ قويمُ
    ولا تك فيها مُفْرِطا أو مُفَرّطا = كِلا طرَفَيْ قصدِ الأمور ذميمُ
    قال البغدادي في الخزانة: (ولا أعلم قائل هذين البيتين).


    ـ ـ ـ

    ذكر أبو حيان في تذكرته شذوذ نداء الضمير، ونقل عن ابن عصفور قوله: (ولا ينادى المضمر إلا نادرا، والأسماء كلها تنادى إلا المضمرات؛ أما ضمير الغيبة وضمير المتكلم فهما مناقضان لحرف النداء، لأن حرف النداء يقتضي الخطاب؛ ولم يجمع بين حرف النداء والضمير المخاطب لأن أحدهما يغني عن الآخر ..).
    ثم قال أبو حيان:
    (فكلام جهلة الصوفية في نداء الله تعالى: (يا هو)، ليس جاريا على كلام العرب).


    ـ ـ ـ
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (كما في مجموع الفتاوي 13/207):
    (والعربية إنما احتاج المسلمون إليها لأجل خطاب الرسول بها، فإذا أعرض عن الأصل كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار).
    قلت: آن لنا أن نفهم أن الذي حفظ العربية من الاندثار، والعرب من الذوبان في غيرهم، إنما هو الإسلام. كان هذا صحيحا في سابق الأيام، وهو الآن صحيح، وسيبقى كذلك إلى ما شاء الله أن يبقى.


    ـ ـ ـ
    في أمالي أبي علي القالي:
    (.. عن أبي عبيدة قال: خرج جرير والفرزدق مُرتدفين على ناقة إلى هشام بن عبد الملك، فنزل جرير يبول. فجعلت الناقة تتلّفت فضربها الفرزدق وقال:
    إلام تلّتفتين وأنت تحتي = وخيرُ الناس كلّهم أمامي
    متى تردي الرّصافة تستريحي = من التهجير والدّبر الدّوامي


    ثم قال: الآن يجيء جرير، فأنشدهُ هذين البيتين فيردّ عليّ:
    تلفّتُ أنها تحت ابنِ قينٍ = إلى الكيرين والفأس الكهام
    متى ترد الرّصافة تُخزَ فيها = كخزيك في المواسم كلّ عام
    فجاء جرير والفرزدق يضحك، فقال: ما يضحكك يا أبا فراس؟ فأنشده البيتين، فقال جري...ر:
    تلفت أنها تحت ابن قين ..
    كما قال الفرزدق سواءً.
    فقال الفرزدق: واللّه لقد قلت هذين البيتين.
    فقال جرير: أما علمت أن شيطاننا واحد).

    ـ ـ ـ
    في خزانة الأدب (3/191) عند شرح أبيات للنابغة الذبياني يشبه ناقته بثور وحشي يصارع بعض كلاب الصيد:
    (قال ابن قتيبة في أبيات المعاني: من عادة الشعراء إذا كان الشعر مديحا وقال: كأن ناقتي بقرة أو ثور أن تكون الكلاب هي المقتولة. فإذا كان الشعر موعظة ومرثية أن تكون الكلاب هي التي تقتل الثور والبقرة: ليس على أن ذلك حكاية قصة بعينها).





  3. #3

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    طلب مني بعض الأفاضل برنامجا علميا للتمكن من علوم العربية، عن طريق القراءة والدراسة. فأجبته بهذا البرنامج المقترح الذي ينتقل بمتبعه من درجة المبتدئ إلى درجة المتمكن من هذه العلوم.
    ولم أقسم البرنامج إلى مراحل، كما اعتاده كثير من الذين يضعون مثل هذه البرامج، لكن يمكن اعتبار كل نقطة منه مرحلة مستقلة بذاتها.
    هذا البرنامج الكامل قد يستغرق بضع سنوات، لكن لا يلزم إنهاؤه، بل ما أنجزه الطالب منه فهو خير وبركة، ومن أتمه فهو إن شاء الله من أهل التخصص في علوم العربية.

    علم النحو:
    -قراءة الأجرومية بشرح محيي الدين عبد الحميد، ولا تزد عليه شرحا غيره.
    -تلخيص كتابي شرح شذور الذهب وشرح قطر الندى لابن هشام (كراسة واحدة تجمع فيها أهم مقاصد الكتابين)، مع الاعتناء بإعراب الشواهد والتعليقات النافعة للشيخ محيي الدين عبد الحميد.
    -قراءة كتاب الغلاييني (دروس اللغة العربية).
    -حفظ الألفية مع مطالعة شرح ابن عقيل.
    -تلخيص كتاب مغني اللبيب.
    -دراسة الألفية باعتماد شرح ابن عقيل والأشموني وتوضيح ابن هشام ودليل السالك (إعداد كراسة تجمع أهم ما في هذه الشروح).
    التوسع:
    ·النحو الوافي.
    ·شرح الرضي على الكافية.
    ·شرح ابن يعيش على المفصل.
    ·شرح التصريح على التوضيح.

    علم الصرف:
    -تلخيص كتاب شذا العرف (كراسة).
    -قراءة كتاب التطبيق الصرفي.
    -دراسة متن لامية الأفعال بشرح بحرق الكبير.
    -دروس التصريف للشيخ محيي الدين عبد الحميد.
    -تلخيص كتاب المغني في تصريف الأفعال للشيخ عضيمة (كراسة).
    التوسع:
    ·شرح الرضي على الشافية.
    ·الممتع لابن عصفور.

    علم البلاغة:
    -قراءة كتاب البلاغة الواضحة (مع العمل على التمرينات).
    -تلخيص كتاب جواهر البلاغة للسيد هاشمي.
    -حفظ الجوهر المكنون مع دراسة شرحه حلية اللب المصون.
    التوسع:
    ·قراءة متن التلخيص بشرح البهاء السبكي والشرح المختصر للسعد.

    تنبيه: البلاغة فن يكتسب من مطالعة كتب الأدب.

    علم العروض والقوافي:
    -قراءة ميزان الذهب في صناعة شعر العرب.
    التوسع:
    ·شرح الإرشاد الشافي على متن الكافي.

    علم اللغة:
    -قراءة كتاب دراسات في فقه اللغة لصبحي الصالح.
    -قراءة المصباح المنير للفيومي.
    -قراءة القاموس المحيط
    -قراءة الصحاح للجوهري.

    التوسع:
    ·لسان العرب لابن منظور.
    ·تاج العروس للزبيدي.
    -حفظ موطأة الفصيح.

    علم الأدب:
    وهو بحر لا ساحل له.
    لكن قد يغني عن كثير من المؤلفات فيه، قراءةُ الكتب التالية بهذا الترتيب:
    ·جمهرة خطب العرب.
    ·أدب الكاتب لابن قتيبة.
    ·البيان والتبيين للجاحظ.
    ·أمالي أبي علي القالي.
    ·شرح الحماسة للمرزوقي.
    ·الكامل للمبرد.
    ·شرح الزوزني على المعلقات السبع.
    ·العقد الفريد لابن عبد ربه.
    ·الأغاني للأصبهاني.
    ·شرح ديوان المتنبي للبرقوقي.
    ·الخ.

    والحمد لله رب العالمين.

    البشير عصام المراكشي


    ـ ـ ـ



    في الأنيس المطرب:
    (خرج الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي مع وزيره أحمد بن عطية متنزها إلى بعض بساتين له بمراكش، فمر في طريقه بشارع من شوارع المدينة، فإذا بطاق في دار عليه شباك خشب قد قابله منه وجه جارية كأنه الشمس الضاحية قد بادرت الطاق تنظر إليه، فنظر إليها عبد المومن فأعجبه حسنها، وحلت من قلبه كل المحل، فقال ارتجالا:



    قدّت فؤادي من الشباك إذ نظرتْ
    فقال ابن عطية:
    حوراءُ ترنو إلى العشاق بالمقلِ
    فقال عبد المومن:
    كأنما لحظُها في قلب عاشقها
    ...فقال ابن عطية:
    سيفُ المؤيد عبدِ المؤمن بن علي.
    فطرب عبد المؤمن واستحسن إجازة وزيره، فخلع عليه وأمر له بمال جزيل).
    قلت: اشتهر في كتب الأدب والتاريخ، قول الشاعر في مطلع قصيدة يمدح بها هذا الملك:
    ما هزَّ عِطفَيه بين البيض والأسل مثلُ الخليفة عبد المؤمن بن علي
    وهذا من الشعر الذي تطرب ألفاظه أيما طرب، ويسعى الشعراء إلى مثله فلا يتفق لهم إلا لماما !

    ـ ـ ـ
    من الكلام الذهبي للعلامة محمود الطناحي رحمه الله قوله تحت عنوان (جيل المتون):(على أن أخطر ما في هذه القضية أن يقترن تعليم النحو من خلال المذكرات والمختصرات بالطعن على أئمة النحاة والإزراء بتصانيفهم وغياب المنهجية في تآليفهم ومحاكمتهم إلى مناهج غربية ظهرت بعدهم بقرون.


    ـ ـ ـ

    في الكامل للمبرد أن الأصمعي أراد أن يعلم هل لفظة استخذى مهموزة أم غير مهموزة (استخذى بمعنى خضع)، قال:
    (فقلت لأعرابي: أتقول: استخذيْتُ أم استخذأتُ؟ قال: لا أقولهما، قلت: ولِمَ؟ قال: لأن العرب لا تستخذي، وهذا غير مهموز).



    ـ ـ ـ

    وفي الكامل للمبرد أيضا:
    (قال الأصمعي: وقلت لأعرابي: أتهمِز الفارَةَ؟ قال: تهمِزُها الهرّةُ!).

  4. #4

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    من الكلام الذهبي للعلامة محمود الطناحي رحمه الله قوله تحت عنوان (جيل المتون):
    (على أن أخطر ما في هذه القضية أن يقترن تعليم النحو من خلال المذكرات والمختصرات بالطعن على أئمة النحاة والإزراء بتصانيفهم وغياب المنهجية في تآليفهم ومحاكمتهم إلى مناهج غربية ظهرت بعدهم بقرون.


    ومما لا شك فيه أن أساتذتنا الأفاضل، وزملاءنا الأكرمين الذين يدورون في هذا الفلك إنما ينتمون جميعا إلى الجيل العظيم: جيل المتون والحواشي، نعم كلهم من جيل الحفظة ... حفظة القرآن الكريم والمتون والمنظومات، وهذا شيء أعرفه تماما، وبخاصة عند أبنا...ء كليتي: دار العلوم، من الجيل الذي سبقني والذي زاملني والذي جاء بعدي بقليل، فهؤلاء جميعا قد تعلموا النحو من خلال الكتاب القديم، على هذا السياق، وبذلك الترتيب: التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية – تنقيح الأزهرية للشيخ خالد الأزهري – قطر الندى وبل الصدى – شذور الذهب في معرفة كلام العرب، كلاهما لابن هشام – شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك – أوضح المسالك على ألفية ابن مالك لابن هشام – شرح الأشموني على ألفية ابن مالك مع حاشية الصبان عليه.
    وبهذه المسيرة الأصيلة الضخمة استطاع أساتذتنا وزملاؤنا أن يفقهوا النحو ويبرعوا فيه ثم يكتبوا مذكراتهم ومختصراتهم. وأيضا نقدهم للفكر النحوي. ولو أنهم تربوا من أول أمرهم على المذكرات وتعلموا من المختصرات لما فقهوا ولما برعوا، ولما كتبوا ''نحوهم الكافي والشافي والصافي والوافي'') انتهى.


    ـ ـ ـ

    جمع (ليلى)



    جمع (ليلى)




    سألني أحد الأفاضل عن جمع (ليلى)، علم المرأة المعروف. فأجبتُ:
    جمعها (ليالٍ).
    وذكروا في المعاجم قول الراجز:
    لم أَرَ في صَواحِبِ النِّعالِ
    اللاَّبِساتِ البُدَّن الحَوَالي
    شِبْهاً لِلَيْلى خِيرةِ اللَّيَالي
    وسئلت: وهل يلتبس ذلك بجمع (ليلة)؟ فأجبتُ:
    أولا: جمع ليلى (وهي مؤنث ألْيل) على ليال قياسي، إذ ما احتوى على ألف التأنيث المقصورة يجمع على فعالي، نحو حبلى حبال.
    وأما جمع ليلة على ليال فسماعي مخالف للقياس، لكن قالوا: توهموا أن الواحدة ليلاة، فجمعوها على ليال (لأن فعلاة تجمع قياسا على فعالي، نحو: موماة وموام).
    ثانيا: الالتباس وارد في كثير من الكلمات العربية، وهذا من ثراء اللغة، ومما يفتح الباب لكثير من المحسنات اللفظية المذكورة في علم البلاغة.
    ثالثا: الحاجة إلى جمع أسماء الأعلام نادرة. فالغالب أن تستعمل (ليال) في جمع (ليلة). وإن كانت في جمع (ليلى) دل السياق عليها ولا بد، كما يدل السياق على ذلك في الرجز الذي نقلته.
    والله أعلم.


    ـ ـ ـ


    في معجم الأدباء (4/1817):
    (.. وحضر مجلس أبي عبيدة رجل فقال: رحمك الله أبا عبيدة ما العنجيد؟ قال: رحمك الله ما أعرف هذا، قال: سبحان الله أين يذهب بك عن قول الأعشى:
    يوم تبدى لنا قُتَيلةُ عن جيـ == ـدٍ تليعٍ تزينه الأطواق
    فقال: - عافاك الله - عن حرف جاء لمعنىً، والجيد: العنق.


    ثم قام آخر في المجلس فقال: أبا عبيدة - رحمك الله - ما الأودع؟ قال: عافاك الله ما أعرفه. قال: سبحان الله أين أنت عن قول العرب (زاحم بعودٍ أو دع)؟ فقال: ويحك، هاتان كلمتان. والمعنى أو اترك أو ذر.
    ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام رجل فقال: رحمك ا...لله أخبرني عن كوفا، أمن المهاجرين أم من الأنصار؟
    قال: قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم ولست أعرف فيهم كوفا. قال: فأين أنت عن قوله تعالى: (والهدى معكوفا).
    قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه واشتد ساعياً في مسجد البصرة يصيح بأعلى صوته: (مِن أين حُشرت البهائم عليَّ اليوم؟)). انتهى
    اللهم لا تبتلنا بمثل هذه الجهالات!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    جزاكم الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  6. #6

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    أربع هنات في مطلع الشمقمقية
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
    قال الزركلي في ترجمة ابن الونان من الأعلام (1/243):
    وعرفت قصيدة له بالشمقمقية.
    وهي 275 بيتا فيها الغث والسمين، مدح بها أمير المؤمنين عبد الله بن إسماعيل العلوي.
    اشتهرت وشرحها جماعة، منهم الناصري السلاوي صاحب الاستقصا، في مجلدين مطبوعين، والمكي بن محمد البطاوري سمى شرحه (اقتطاف زهرات الافنان من دوحة قافية ابن الونان - خ) عندي في مجلدين.
    وأول القصيدة: (مهلا على رسلك حادي الأينق * ولا تكلفها بما لم تطق)
    قلت: وفي هذا البيت أربع هنات بينات.
    انتهى كلام الزركلي

    ولما كنت لا أمتلك غير شرح العلامة عبد الله كنون - وهو مختصر جدا لم يذكر فيه شيئا من هذه الهنات - فقد تأملتُ هذا البيت رجاء الظفر بها، فوجدت ما يلي:

    1- قوله (حادي) هو بتسكين الياء، ولا يستقيم الوزن بغير ذلك. والصواب أن تكون الياء مفتوحة، لأنه منادى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

    2- قوله (الأينق) جمع قلة - ففي الألفية:
    أفعلة أفعل ثم فعله * ثمتَ أفعال: جموعُ قله
    والقلة من الثلاثة إلى العشرة.
    مع أنه أراد الكثرة، بدليل السياق، وما يأتي من الأبيات.

    3- قوله (ولا تكلفها بما) فعدى فعل (كلف) بالباء، مع أنه إنما يتعدى بنفسه، كما قال تعالى:
    (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
    وفي تاج العروس: (والتَّكلِيفُ : الأَمْرُ بما يَشُقُّ علَيْكَ وقد كَلَّفَه تَكْلِيفاً).

    4- قوله (بما لم تطق) فيه نظر من جهة المعنى، والأصل أن يقول: (ولا تكلفها ما لا تطيق)، إذ لا يمتنع تكليفها ما لم تطق في الماضي، بشرط أن تتوفر لها الاستطاعة في الحال والمستقبل.
    فتأمله.

    5- قوله (الأينق) مع قوله (بما لم تطقِ) فيه أمران من جهة علم القافية:
    أولهما: أن القافية الأولى من المتدارك والثانية من المتراكب.
    وثانيهما: اختلاف حركة ما قبل الروي، وهذا من السناد عند من يعمم، فيجعل السناد كل اختلاف فيما قَبْلَ الرّويِّ وما بَعْدَه من حركة أو حرف.

    قلت: والذي أراه أنه ليس في هذه الهنات ما يستحق الإنكار الشديد، فكأن الزركلي - رحمه الله - بالغ قليلا في النقد.
    والمطلوب من الإخوة إبداء الرأي حول هذا الذي بدا لي، أو الرجوع إلى كلام الشراح لعلهم بينوا وأضافوا ما لم يخطر لي ببال.
    والله أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    جزاكم الله خيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    جزاكم الله خيرا .
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  9. #9

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    عن العامية مرة أخرى


    من أول حلقات الدعوة إلى العامية، وإحلالها مكان الفصحى: استخدام العامية في لغة الصحافة. وممن تولى كبر ذلك عبد الله النديم في مجلة (الأستاذ) التي كان في كل عدد من أعدادها مقال أو أكثر باللهجة الدارجة (العلمانية).
    لقد صارت عيوننا تتأذى بكثرة ما تراه من المقالات المنشورة على الشبكة باللهجة العامية، من تأليف رجال محسوبين على التدين والالتزام الشرعي.
    فهل ترضى أيها الكاتب المسلم الحاملُ لهم الدين، والمتطلعُ لرفعة الأمة، أن يقال عنك: إنك من أوائل من نشر مقالات في موضوعات دينية باللهجة العامية على الشبكة العنكبوتية؟
    وهل ترضى أن تكون في خانة واحدة مع الذين يحملون راية الطعن في الدين، عن طريق هدم لغته، وتقويض بنيانها الباذخ؟

  10. #10

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    لايك وشير وأخواتهما

    دخلت الموقع اليوم (السبت 21 من ماي 2011 )، فوجدت أحد الأفاضل يقول: (لايك) وآخر يقول (شير)، فانتابتني تلك الزعارة التي يجرها عليّ أن أرى العربية مهيضة الجناح، مهضومة الحقوق. وكدت أهم بأمر سوء، لولا أنني تداركت بهذه الخاطرة.
    يا أيها الحبيب .. ما الذي يمنعك أن تذكر هذه الألفاظ بأسمائها العربية؟
    وإن هان عليك أمر هذه اللغة المسكينة – ومن أشد العار أن يهون عليك أمرها – فلا أقل من أن تستحضر أن لك أحبابا لا يفقهون من لغة شكسبير التي ترطن بها قليلا ولا كثيرا .. ولتستحضر أيضا أن من أحبابك من لا يعرف هذه الاصطلاحات إلا بلغة موليير، أو بلغة غيره من الأعاجم المتسلطين على رقاب الأنام؛ فماذا لو قرر هؤلاء أن يسلكوا سبيلك، ويفعلوا فعلك؟ أفتضيع لغتنا بين اللغات، ويتفرق دمها المسفوح بين الشعوب والأمم؟
    هداك الله لمحبة الفصحى، وذب عن لسانك العجمة وهذر العوام.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    بارك الله فيك و أصلحك .
    وأسوء الناس تدبيراً لعاقبة ـ من أنفق العمر فيما ليس ينفعه

    قال ابن رجب ( العلم وسيلة لكل فضيلة )

  12. #12

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهر العمر مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك و أصلحك .
    آمين وفيك بارك

  13. #13

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    تنبيه على أخطاء في علم الصرف

    يعد علم الصرف من أهم علوم اللغة، وأعظمها شأنا، لأنه متعلق بدراسة بنية الكلمة العربية قبل تركيبها. ولا شك أن هذا مقدم على دراسة الكلام حال التركيب.
    ومع ذلك فإن اهتمام الطلبة بهذا الفن قليل، والأخطاء الشائعة فيه كثيرة لا تحصى.
    ومن أمثلة ذلك الأخطاء الواقعة في تصريف بعض الأفعال المشهورة التي يكثر استعمالها في المنطوق والمكتوب.
    فيقع الخلط مثلا بين تصريف الفعل الناقص المعتل الآخر بالياء، والمعتل الآخر بالألف.
    فالأول مثل نسِي وخشِي ورضِيَ وما أشبهها، والثاني مثل رمَى وسعَى وقضَى وأضرابها.
    فتقول (وأكتفي بالمواضع التي يقع فيها الإشكال والخطأ):
    نسِـيتُ / نسِيَتْ / نسِيا / نسُـوا / نسِـينَ الخ
    وفي القرآن الكريم (نسُوا الله فنسِيَهم).
    وتقول:
    رمَـيْتُ / رمَتْ / رمَـيا / رمَوْا / رمَـين
    فمن الأخطاء الشائعة قول القائل مثلا: (نسَوْني ونسَيتُ وقضُوا وقضِيتُ الخ).
    ومن ذلك قولهم مثلا (المسلمون صلُّوا الظهرَ) بضم اللام، والصواب بفتحها (صلَّوْا). أما (صلُّوا) بالضم فهي أمر للجماعة، تقول: (أيها المسلمون: صلُّوا الصلواتِ في أوقاتها).
    ومن الدقائق التي لا يتفطن لها كثير من المتكلمين أن بعض الأفعال تأتي على (فعِل وفعَل) ولكن باختلاف المعنى. فحدث عن الخبط ولا حرج!
    من ذلك: رقِيَ يرقَى بمعنى صعِد، ورقَى يرقِي من الرقية. قال ابن المرحل رحمه الله:
    وقد رقَيت رقية هذا الصبي = أرقيه من عينٍ ولسع عقرب
    وقد رقِيتُ طالعا في السلّم = أرقَى رُقِيّا أي صعِدتُ فاعلمِ
    ومثل ذلك أسَى الجرح أصلحه وأسِيَ على ما فات حزن. وروَى الحديث يرويه، وروِيَ من الماء يروَى.
    وعلى العموم فالكلام في هذا الموضوع طويل الذيل عظيم النفع وإنما ذكرت منه ما خطر الآن ببالي.
    وأنصح نفسي وإخوتي وأخواتي من طلبة العلم بالبعد عن العامية في الكتابة والنطق، فإنها تقتل الذوق العربي، وتمنع الذهن من تفهم مثل هذه اللطائف التي تعج بها الفصحى. كما أنصح بعدم الترخص في الكلام، وعدم اتباع لغات العوام، وهذيان وسائل الإعلام. وأنصح أخيرا بالحرص على تعلم علوم العربية من نحو وصرف ولغة وبلاغة وعروض وهجاء وأدب.
    والله الموفق

  14. #14

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    قُل (حارَ أو تحيّر في الأمر)، ولا تقل (احتار). وذلك لأن صيغة (افتعل) سماعية، ولم ترد هذه الصيغة من (حار).
    وتساهل بعض المعاصرين، فأجازوا (احتار) لشهرتها وكثرة دورانها على الألسنة. والصواب بخلاف ما قالوه.

  15. #15

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    من المظاهر المتكررة في الفصول الدراسية الابتدائية، قراءة التلاميذ الأعداد بصوت واحد مع معلمهم:
    (واحدٌ – اثنان ..... عشرة – إِحْدى عشَر ..).
    وهذا خطأ شائع، إذ لا وجود لهذا المركب (إحْدى عشَر) في اللغة، وإنما هو ملفق من لفظين صحيحين:
    • (أَحَدَ عَشَر) في المذكر.
    • (إِحْدَى عَشْرَةَ) في المؤنث.
    ... فتقول: (جاء أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة). وفي القرآن (أحد عشر كوكبا).
    وتنبّهْ إلى تسكين الشين في (عشرة) وفتحها في (عشر).
    وتقول أيضا (اِثْـنا عَـشَـر رجلا واثْـنَـتا عشْرة امرأة) في حالة الرفع، و(اِثْـنَي عَـشَـر رجلا واثْـنَـتَي عشْرة امرأة) في حالتي النصب والجر.
    (أما (أحدَ وإحدى) فلا تغيير فيهما بحسب تغير الإعراب).
    وسيأتي في موضوع آخر – إن شاء الله – فوائد في العدد وتمييز العدد، وما أكثر الأخطاء فيهما.

  16. #16

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    تتمة الكلام عن العدد:
    أما في التذكير والتأنيث فإن العدد يكون بعكس المعدود من ثلاثة إلى عشَرة.
    فتقول: ثلاثة رجال، وتسعة كتب، عشرة شيوخ.
    وتقول: ثلاث نسوة، وسبع ورقات، وعشر جهات.
    وسبق بيان القاعدة في (أحد عشر واثني عشر).
    ... وأما ما بين ثلاثة عشر وتسعة عشر، فيكون الجزء الأول بعكس المعدود، والجزء الثاني موافقا له.
    فتقول: ثلاثةَ عشَر كتابا وتسعةَ عشَرَ رجلا.
    وتقول: ثلاثَ عشْرةَ ورقةً وتسعَ عشْرةَ امرأةً.
    وأما ما بعد العشرين فالأمر فيه يسير، لاستعمال أداة العطف.
    مثال ذلك: خمسةٌ وثلاثون رجلا، وتسعٌ وأربعون امرأة.
    أرأيت أسهل وألذ من هذا؟ ففيم الغلط فيه؟
    بقي أمران: الإعراب (متى يكون المعدود منصوبا ومتى يكون مجرورا) والإفراد والجمع (متى يكون مفردا ومتى يكون مجموعا).

  17. #17

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    ما الحكم إذا تقدم المعدود على العدد؟
    قال بعض العلماء المتأخرين بجواز الوجهين، أي الموافقة والمخالفة في التذكير والتأنيث. فتقول: (رجال ثلاثة ورجال ثلاث).
    منهم الصبان في حاشيته قال: (فلو قُدّم (يعني المعدود) وجعل اسم العدد صفة جاز إجراء القاعدة وتركها كما لو حذف).
    وقال: (كما نقلها الإمام النووي عن النحاة، فاحفظها فإنها عزيزة).
    والذي وقفت عليه من كلام النووي رحمه الله إنما هو في حالة حذف المعدود، ذكر...ه عند شرح حديث (بست من شوال). وله أيضا كلام في المجموع ليس صريحا في حالة تقدم المعدود. كما أنه لا ينسب لنفسه شيئا، وإنما يحيل على النحاة. وهذه كتب النحاة المتقدمين ليس فيها ذكر لهذا الأمر.
    ومنهم الشيخ محيي الدين عبد الحميد، فإنه قال في حاشيته على الإنصاف: (وفي هذه الحال يتنازعك أصلان: أحدهما أصل العدد ومعدوده الذي بينّاه، وثانيهما أصل النعت ومنعوته وهذا يستلزم تأنيث النعت إذا كان منعوته مؤنثاً، وتذكير النعت إذا كان منعوته مذكراً وأنت بالخيار بين أن تستجيب للأصلين، نعني أنه يجوز لك أن تراعي قاعدة العدد والمعدود فتذكّر اسم العدد مع المعدود المؤنث فتقول: الرجال العشرة. ويجوز لك أن تراعي قاعدة النعت مع منعوته فتذكّر اسم العدد مع المنعوت المذكر فتقول: الرجال العشر، وتؤنث مع المؤنث فتقول: النساء العشرة. وعلى هذا يكون قول الشاعر:
    (وقائع في مضر تسعة)
    قد جاء على أحد الطريقين الجائزين له، وهو طريق النعت مع منعوته)اهـ.
    وقال في حاشية أوضح المسالك:
    (الصورة الثانية: أن تذكر المعدود ثم تصفه باسم العدد، وهذه الصورة تتجاذبها قاعدتان: الأولى قاعدة العدد مع المعدود وهي تقتضي تأنيث العدد مع المعدود المذكر وعكسه، فتقول تطبيقاً لها (عندي رجال ثلاثة) و(عندي فتيات ثلاث) والقاعدة الثانية قاعدة الصفة مع الموصوف وهي تقتضي موافقة الصفة للموصوف في التذكير والتأنيث، فتقول تطبيقاً لها (عندي رجال ثلاث) و(عندي فتيات ثلاثة) فلما تجاذبت هذه الصورة قاعدة العدد مع المعدود وقاعدة النعت مع المنعوت جاز لك أن تراعي الأولى فتؤنث العدد مع المعدود المذكر وتذكر العدد مع المعدود المؤنث، وجاز لك مراعاة الثانية فتذكر العدد مع المعدود المذكر وتؤنث العدد مع المعدود المؤنث)اهـ.
    وهذا الذي ذكره الشيخ محيي الدين عبد الحميد مبني على أمرين:
    - أولهما: أن الصورة تتجاذبها قاعدتان نحويتان، هما قاعدة العدد والمعدود، وقاعدة النعت والمنعوت. فجاز الوجهان لأجل ذلك. وهذا ملحظ قوي.
    - والثاني: الاستدلال بالشاهد الشعري. وهو قول الشاعر (من المتقارب):
    وقائعُ في مضر تسعة = وفي وائل كانت العاشره
    (وقائع) و(تسعة) كلاهما مؤنث.
    وهذا شاهد يتيم على الجواز، مع ما يرد عليه من احتمال الضرورة.
    كما أن بعض أهل العلم حمله على التضمين، فكأنه ضمن (الوقائع) معنى (الأيام) وهي مذكرة.
    وذهب تقي الدين السبكي في كتابه (إبراز الحكم من حديث رفع القلم) إلى التفريق بين الصورة التي يكون المعدود فيها هو الأيام والليالي، وصورة ما سوى ذلك.
    قال رحمه الله: (إن حذف التاء إنما جاء عند حذف المعدود المذكر إذا كان المعدود هو الأيام خاصة دون ما سواها من المذكر).
    وقال أيضا: (هذا كله في الأيام والليالي، أما إذا كان المعدود مذكرا أو مؤنثا غيرها فلا وجه إلا مطابقة القاعدة الأصلية من إثبات التاء في المذكر وحذفها في المؤنث ذكرت المعدود أو حذفته، .. إلى أن قال: والقول بجواز حذف التاء في مثل ذلك يحتاج إلى نقل، ولا يكاد يقدر عليه).
    وهذا التفريق الذي ذكره محل نظر، ولم أر من قال به من النحاة.
    وملخص المسألة: أن وجه المخالفة هو الفصيح الذي لا خلاف في صحته، وهو كثير في شواهد اللغة، كما في قوله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة).
    أما وجه الموافقة فمن أهل العلم من أنكره، وليس له سوى شاهد واحد مع ما فيه من الاحتمال. فغايته أن يكون جائزا، لكن الوجه الآخر أصح منه وأفصح.
    والله أعلم.


    أضاف الشيخ عصام (هذه الخلاصة جاءت بعد بحث، ثم مذاكرة مع أخينا الأستاذ وائل العوضي وفقه الله.)

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    ما شاء الله .. اختيارات رائعة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله العسري المغرب مشاهدة المشاركة

    ما أجمل أن تكون العقيدة حاكمة على كل الأقوال والأفعال!
    أورد البغدادي في خزانة الأدب (1/184) بيتا لأعشى قيس، من قصيدة له ينفّر فيها عامر بن الطفيل، على ابن عمّه علقمة بن علاثة الصحابي، رضي الله عنه.
    ثم قال بعد أن شرح البيت، وأشار إلى القصيدة: (ولولا أنها في صحابيّ لأوردت منها أبياتا).

    قلت: أين أدباء اليوم الذين يشتمون في كتاباتهم خالقَهم سبحانه وتعالى بأقذع الشتائم، من هذا الالتزام الفكري الذي ينطلق من عقيدة راسخة، لا تغيرها الأحوال والمقامات؟
    والبغداديُّ - إلى جانبِ هذا الالتزامِ الفِكْريِّ الذي ينطلِق من عقيدةٍ راسخة - هو ممتثِلٌ للهدْي النبوي في النَّهْي عن إنشاد هذه القصيدة وما يماثلها.
    وبيان ذلك..
    أنَّ بيت الأعشى الذي قال عنده البغدادي كلامَه هذا هو:
    أتانِي وَعيدُ الحُوصِ مِن آلِ جعْفرٍ * * * فيا عبدَ عمْرٍو لو نَهيتَ الأحاوِصَا
    وهو في المنافرة التي كانت بين علقمة بن عُلاثة وعامر بن الطفيل.
    فأما عامر بن الطفيل فقد حادَّ الله ورسوله، وكاد هو وأرْبدُ بن قيس لرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم، فدعا عليهما النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - بقوله: ((اللهم اكفِنِيهما بما شئت))، فأنزل الله تعالى على أربد صاعقة، وأخذت عامرًا الغُدَّة، فمات بها ميتةً سيّئة، وكان يقول: غُدَّة كغُدَّة البعير وموْتٌ في بيت سلوليّة.
    وأمَّا علقمةُ بن عُلاثة - بتخفيف اللام - فمعدود في الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم... ارتدَّ بعد عودة النبي - صلّى الله عليه وسلّم - من الطائف ولحق بالشام، ثمَّ عاد إلى الإسلام في عهد أبي بكر بعد أن هُزم ... ومات بعد أن حسُن إسلامه.
    وقد روَى الرواة عن محمد بن مسلمة - رضي الله عنه - .... ...
    قال الإمام عبد القاهر الجرجاني في "دلائل الإعجاز":
    ومن المحفوظِ في ذلك حديثُ مُحمَّدِ بنِ مَسلمةَ الأنصاريِّ، جمعَه وابنَ أبي حَدْرَدٍ الأسلميَّ الطريقُ، قال: فتذاكرْنا الشكرَ والمعروفَ.
    قال: فقال محمدٌ: كنّا يومًا عندَ النبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - فقال لحسان بنِ ثابت: ((أنشِدْني قصيدةً من شعرِ الجاهليّةِ، فإِنّ اللّهَ تعالى قد وضَع عنا آثامَها في شعرِها وروايته))، فأنشَدَهُ قصيدةً للأعشى هَجا بها علقمةَ بنَ عُلاثةَ:
    علقمُ ما أنتَ إِلى عامرِ * * * النَّاقِضِ الأوتارَ والواترِ
    فقال النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم -: ((يا حَسّانُ، لا تَعُدْ تُنشدُني هذه القصيدةَ بعدَ مجلِسِكَ هذا))، فقال: يا رسولَ الله، تَنهاني عن رجُلِ مُشركٍ مقيمٍ عندَ قيصر؟ فقال النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم -: ((يا حَسّان، أشكرُ النّاسِ للناسِ أشكرُهم لله تعالى، وإِنَّ قيصرَ سأل أبا سفيانَ بنَ حربٍ عنّي فتناولَ منِّي - وفي خبرٍ آخر فشعَّثَ مني - وإِنّهُ سألَ هذا عني فأحْسَنَ القَوْلَ)).
    والقصَّة أيضًا في "خزانة الأدب"، وفيها: ((لا تُنشِدني مِثلَ هذا بعد اليوْم)).
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله العسري المغرب مشاهدة المشاركة
    من لطائف عادات العرب أنهم كانوا يجعلون في يدي الملدوغ الحلي والجلاجل، حتى لا ينام فيدبّ السم فيه (الخزانة 2/458).
    وبه يفهم قول الشاعر:
    يسهَّد في ليل التِّمام سليمُها = لحليِ النساءِ في يديه قعاقعُ

    فيه أمور:
    - البيت للنابغة الذبياني من قصيدة.
    - ليل التِّمام (بكسر التاء): هو أطول ليل في السنة.
    - السليم: هو الملدوغ، يسمونه السليم تفاؤلا.
    - ارتكب الشاعر في عجز البيت القبض في مفاعيلن فصارت مفاعلن. نبهتُ عليه لأن بعض الناس لا تستسيغ أذنه هذا الزحاف في البحر الطويل.
    ألا يحسُن في هذا النقل أن تُساق الأبيات على هذا النحو:
    فبِتُّ كأنّي ساورتْني ضئيلةٌ * * * من الرُّقْش في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
    يُسهَّدُ من ليْل التمام سليمُها * * * لِحلْيِ النساء في يديْهِ قعاقِعُ
    تَناذَرَها الرَّاقُونَ من سُوء سُمِّها * * * تُطلِّقُهُ طوْرًا وطورًا تُراجِعُ
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  20. #20

    افتراضي رد: شذرات في اللغة والأدب - فضيلة الشيخ عصام البشير المراكشي المغربي

    في (الغيث المسجم):
    (وما أحسن قول من قال: دخول (لم) على المضارع كدخول الدواء المسهّل على الجسد: إن وجد فضلة أزالها وإلا أضعف البدن؛ وكذا إن كان المضارع فيه علة متوسطة أو متطرفة أذهبها، وإن كان صحيحا أضعفه لأنه ينقله من الحركة إلى السكون).

    وشرحه أن الفعل المضارع له أحوال ثلاثة:
    - أن يكون صحيحا (أي سالما من العلة)، مثل: يكتبُ. فإذا دخل عليه الجازم، انتقل آخره من الحركة إلى السكون، فصار: (لم يكتبْ).
    - أن يكون معتل الآخر، مثل: (يدعو ويرمي). فإذا دخل عليه الجازم، حذف حرف العلة: (لم يدعُ ولم يرمِ).
    - أن يكون في وسطه حرف علة، مثل (يقول ويسير)، فإذا دخل عليه الجازم، سكن آخره (يقولْ ويسيرْ) فالتقى ساكنان أولهما حرف علة، فحذف (لم يقلْ ولم يسِرْ).

    ]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •