تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: جواب الأخ ( أبو القاسم ) لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي جواب الأخ ( أبو القاسم ) لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    بعض أجناس البراهين على صحة الإسلام العظيم *
    اعلم - سددك الله لإصابة الحق-..أن الأدلة على صحة الإسلام وبطلان ما عداه كثيرة جدا..يتكشف منها للمرء بقدر تجرده في البحث وصدقه في تلمّس الحق..وسأذكر بعض أجناس الأدلة(ومعنى كونها جنساً أنه يندرج تحتها أفراد كثيرة جداً أو مؤداها يشير إلى دلائل أخرى ..)
    " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ,"قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً"
    الدليل الإعجازي في التحدي بالإتيان بمثل القران أو سورة منه.. والتحدي ما يزال مشرَعا لم تغلق أبوابه ,وأنت ترى العالم كيف يعادي الإسلام ويعدو بكل ما أوتي من قوة لتقويضه , فلم يمكنهم عبر العصور المتوالية تأسيس منظمة مكونة من كبار اللغويين الكافرين لتوليف سورة صغيرة على الأقل تفوق نظم القران بالاحتكام إلى قواعد اللسان العربي والبلاغة ,وهذا التحدي لا تجده في غير الإسلام.قال الإمام ابن تيمية (كان الكفار من أحرص الناس على إبطال قوله، مجتهدين بكل طريق يمكن، تارة يذهبون إلى أهل الكتاب فيسألونهم عن أمور من الغيب، حتى يسألوه عنها، كما سألوه عن قصة يوسف، وأهل الكهف، وذي القرنين، كما تقدم. وتارة يجتمعون في مجمع بعد مجمع على ما يقولونه فيه، وصاروا يضربون له الأمثال، فيشبهونه بمن ليس مثله لمجرد شبه ما، مع ظهور الفرق. فتارة يقولون: مجنون، وتارة يقولون: ساحر، وتارة يقولون: كاهن، وتارة يقولون: شاعر. إلى أمثال ذلك من الأقوال، التي يعلمون هم وكل عاقل سمعها أنها افتراء عليه .فإذا كان قد تحداهم بالمعارضة، مرة بعد مرة، وهي تبطل دعوته، فمعلوم أنهم لو كانوا قادرين عليها لفعلوها؛ فإنه - مع وجود هذا الداعي التام المؤكد - إذا كانت القدرة حاصلة، وجب وجود المقدور، ثم هكذا القول في سائر أهل الأرض فهذا القدر يوجب علما بينا لكل أحد بعجز جميع أهل الأرض، عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، بحيلة وبغير حيلة .وهذا أبلغ من الآيات التي يكرر جنسها كإحياء الموتى؛ فإن هذا لم يأت أحد بنظيره( .وليس الأمر في عدم قدرتهم فحسب..فهذا برهان جازم بلاشك ولكن في التوكيد الحاسم من الله العلي أنهم لن يفعلوا ذلك ..ومن أين لمحمد لو كان مجرد دعيٍّ كما يزعمون أن يتجاسر ويعرض دعوته لهذه المغامرة ويخاطر بمستقبل رسالته ؟ على أنه صلى الله عليه وسلم لم يتحد الناس بأحاديثه هو ,فكلامه غير معجز وإن كان بلغ في الفصاحة أعلاها في الحكم الإجمالي..فتأمل هذا جيدا تدرك وجوهًا أخرى في تقرير البرهان.
    "
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا "
    مجرد خلو القرآن من أي خطأ بحيث يتعذر على أي معاند إثبات ما يزعمه خطأً..مع استحضار أن عمره نحو 1400 سنة ,وأنه شمولي في مباحثه لجوانب الحياة ..فهذا بحد ذاته برهان يقيني على كونه إلهياً..فإنك لن تظفر بكتاب بحجم المصحف قط طرق جميع أقضية القران..إلا وفيه مخالفات للواقع أو العقل أو العلم أو البداهة أو الحس أو جميع ذلك, وانظر إن شئت في مصداق ما أقول :ما يسمى بالكتاب المقدس عند النصارى, وكتب الأديان الوثنية, وكذا الفلسفية التي تمثل عند الجاحدين مدوّنات عبقرية..فلن يصفو لك منها إلا المنهل الرويّ:القران , وكذلك السنة الصحيحة
    "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"الدليل العلمي المتعلق بالكشوفات الحديثة وهي كثيرة جدا في شتى العلوم..ولست أعني به ما قد يتكلفه بعض المحبين للإسلام فيسيئون إليه من حيث أرادوا الإحسان بتأويل متعسف لبعض الآيات,فهذا شأنهم وغلطهم ,والقرآن بريء من وصفهم..ولكن أردت نصوصا محكمة بيّنة لايملك المنصف إزاءها إلا إعلان الاندهاش, وكثير من علماء الغرب ومثقفيهم إنما أسلم من أجل هذا ,وقارن ذلك بالأديان الأخرى..ونحن المسلمين مستعدون للتحدي ولله الحمد..وأنصح هنا بمناظرة دكتور ذاكر مع دكتور كامبل حول العلم بين القران والإنجيل.كما ينظر كتاب موريس بوكايالطبيب النصراني الفرنسي والعالم بالآثار الذي أسلم بعددراسة مقارَنة..
    " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "
    الدليل التاريخي المتعلق بالنبوءات المستقبلية..إذ لم يأت شيء واحد فقط على خلاف ما قاله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا دليل متجدد حيوي مع تعاقب الأيام فالتمسه في أحاديث أشراط الساعة تجده كفلق الصبح
    بخلاف ما تجده في تنبوءات ما يسمى بـ"الكتاب المقدس" فما صح منها قليل جدا وهذا الذي صح منها فلكونه مما لم تمسه يدُ التحريف للكلم عن مواضعه
    -"
    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "
    دليل حفظ الكتاب والسنة بالأسانيد المتصلة المتضافرة إلى يومنا هذا, و لا تجد مثل ذلك في أي دين آخر..يقول مرجليوث : " ليفخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم" وهذا دليل قوي جداً لو يعقل المبطلون..فإن الله قيّض لهذا الدين خاصة هذا العلم الشريف ,كشفوا به الأخبار ونخلوها حتى انماز صحيحها من سقيمها فامتازت هذه الأمة بمخزون هائل "أرشيف" في أحوال الرجال وموقع كل واحد من الصدق والعدالة والضبط والإتقان..هذا ولن يسع الناظر فهم هذا الدليل على وجهه حتى يطلع على علم الحديث والرجال والعلل ولك أن تتصور أن آلاف المسلمين اليوم ومن قبل, عبر القرون لديهم أسانيد متصلة بالقران عن شيوخهم جيلا بعد جيل وكابرا عن كابر .وفي كل طبقة آلاف مؤلفة وهذا السند متصل برأس الهرم رسول الله .. رغم محاولات التحريف من قبل الحاقدين على الإسلام..والمستم رة إلى عصرنا الحديث بل إنه لا يعرف دين على وجه الأرض يحفظ الأطفال فيه كتابه المقدس عن ظهر قلب وفي كل أصقاع المعمورة سوى كتاب الله عز وجل ..وإنما يفطن لهذا المعنى من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ,وفي حديث عياض بن حمار رضي الله عنه في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "يقول الله تعالى: إني مبتليك ومبتلٍ بك، ومنزلٌ عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان" فهو غير قابل للتحريف مهما صنعوا
    "
    وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "
    التوراة والأناجيل الحالية على ما فيها من تحريف هي نفسها من أدلة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم..ويمكن بيان ذلك بالتفصيل في النبوءات التي يحتويها العهدان القديم والجديد وفي بعضها إشارات جلية لا تقبل الشك في أن المقصود هو محمد عليه الصلاة والسلام,ولهذا كان هذا من أعظم أسباب إسلام القساوسة خاصة والشواهد الواقعية على ذلك كثيرة,خصوصا مع النظر في مجموع الأناجيل المتوافرة.. قال الله عز وجل "ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب" يعني علم كتاب اليهود والنصارى ..على أن هذه الأناجيل الموجودة التي فيها الشواهد منقولة عن نسخ يونانية وعبرية أو تراجم ليست عربية ..فهل ذهب الرسولووضع اسمه أو أوصافه فيها كلها ! هذا وهو أمي بأبي هو وأمي
    وتدبر قول الله تعالى : "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ.."
    بل تالله لقد ورد ذكر وصف صحابته في كتبهم كما أشار الله لذلك بقوله جلثناؤه "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"وما يزال وصفهم إلى يومك هذا بالقديسين في كتابهم..مع العلم أنه حتى على لو لم يكن رسول الله محمد نبياً على حد زعمهم فإن مجيئه كان حدثا هز الوجدان العالمي باتفاق وتغير به وجه الزمان فحين تجد مفسريهم يتحاشون ذكره حتى على سبيل النبوءة التي لا تنسب له رسالة تعلم أنهم كما حكى الله عنهم "يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون"فإنه لا يخلو إما أن يكون صادقاً وحينئذ لا خفاء أنه أهم من جميع النبوءات المذكورة بشهادة الواقع وكونه آخر الأنبياء وإن كان كاذباً ففتنته أعظم من كل فتنة بما فيها الدجال لأن أتباعه كثيرون جداً بما يحيل العقل معه ألا يرد له ذكر في أخبار الأنبياء الذين حكوا عن أحداث آخر الزمان .
    -" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
    الدليل الفطري وتقريره كالآتي:هناك حاجة فطرية في كل نفس لايمكن إنكارها تبحث عن الدين الحق..وهي فرع عن وجود الله تعالى..وقد ثبت بطلان الأديان (اليهودية والنصرانية والوثنية ) لتناقضاتها الصارخة وأغلاطها الفادحة فلم يبق إلا الإسلام..وفق الاستبعاد المنطقي, ولا يخفى صحة الإثبات العقلي بهذا
    "
    وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ"
    الدليل التشريعي في شمول أحكامه للاقتصاد والسياسة والمعاملات والمواريث وللنظام الأخلاقي المتكامل والجنايات والموازنة بين مطالب الروح والجسد ..إلخ. وهذه الأحكام ليست صالحة لكل زمان ومكان فحسب ,بل لا تصلح الدنيا إلا بها,ولا يُعرف دين آخر يتصف بهذه الميزة مطلقاً سوى الإسلام..هذا الشمول ليس من جهة طرقه عامة مناحي الحياة إلى درجة بيان آداب الزيارة والجماع والطهارة..كما قال اليهودي لسلمان الفارسي"قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة!"..إلخ بل هي في ذاتها أحكام سامقة منسجمة مع حاجات النفس والبدن معاً وتوازن بين حقوق الفرد والمجتمع والراعي والرعية وشهد بذلك كثير من منصفي الغرب والحمدلله تعالى ,فعلم أن هذا الدليل ملموس حتى من الكافرين بل من أشد الناس الناس عداوة للمؤمنين , وإنما يؤتى الغافل من قبل جهله فلا يظهر له وجه كونه دليلا, وجهله ليس حجة على من يعلم.
    -"
    لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
    أعني دليل الثبات على الإسلام..فمهما قلبت في التاريخ لن تعثر على عالم معتبر كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حزم وابن تيمية وغيرهم ممن ترك الإسلام وارتد ..بل لا تجد من دونهم ارتد ممن هم في رتبة تلاميذهم ولا من دونهم ولا من دونهم..وإنما الأمر كما قال مسمر وهو عالم غربي:الغربي لا يصير عالماً إلا إذا ترك دينه,بخلاف المسلم فإنه لا يترك دينه إلا إذا صار جاهلاً..وقد استدل هرقل عظيم الروم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم على صدق الرسالة المحمدية بهذا فسأل أبا سفيان فقال:فهل يرتد أحد منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قال : لا ..ثم قال هرقل بعدما فرغ من الأسئلة:وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فذكرت أن لا ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب, وما يحكى من حالات فهي نادرة من جهة والنادر لاحكم له ولا يخرم القاعدة ..ثم هذه الحالات النادرة في غالبها لأناس يجهلون حقيقة الإسلام ,ويستبين معنى هذا الدليل بمقارنة المغيرين لدينهم من الملل الأخرى على اختلاف طبقاتهم
    " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنّ َهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
    وهذا دليل التمكين والظهور ففي مدة يسيرة جداً لا تساوي شيئا في تاريخ الأمم ونهوض الحضارات بلغ الإسلام ما بلغ الليل والنهار فغطى وجه الأرض من الصين شرقاً إلى تخوم أوروبا غرباً ومن البلقان شمالا إلى البحر العربي جنوباً ..كل ذلك ولما تنقض بعد, خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان الراشد رضي الله عنه
    "
    اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ .." ,,, " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "..
    ..
    فإن الدين الوحيد الذي يقدم صورة تنزه الله عن كل نقيصة وتنسب إليه كل كمالٍ وجلالٍ..هو الإسلام بلا ريب..فهو وسط بين نقيضين ..بين تمثيل أهل الكتاب ربهم ونعته بالمعايب البشرية كالندم والتعب والبداء الدال على الجهل "بدو الشيء بعد أن لم يكن باديا "..وبين الفلاسفة المعطلين للباري من أي صفة كمال فهو عندهم كيان تجريدي أقرب للمعدومات..فكان أهل الحق بذلك وسطاً بين من يجعل الله صنماً ومن يجعله عدماً, وبضدها تميز الأشياء وبمعرفة مسالك الضلالة ينماز لك الحق صافيا من غير شوب..
    فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "
    "وَلَوْ تَقَوّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
    الدليل المتعلق باستحالة غفلة الله عمن يتكلم باسمه كذباً ويفتري عليه , فإن هذا مناف لحكمته المشهودة في صنعته الكونية
    ومن يظن أن الله تعالى يمكن أن يترك من يدعي أنه مرسل من قبله وهو كذوب ..فإنه قد طعن في كمال الله سبحانه وتعالى وقارن هذا إن شئت بكل الكذبة من مدعي النبوة..وكيف يخزيهم الله ويفضحهم ولا يؤيدهم ويكشف زيف دعاويهم..يقول العلامة ابن القيم في بيان هذا المعنى (وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة ، فقلت له في أثناء الكلام : أنتم بتكذيبكم محمدا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة ، فعجب من ذلك وقال : مثلك يقول هذا الكلام ؟ فقلت له : اسمع الآن تقريره ؛ إذا قلتم : إن محمدا ملك ظالم ، وليس برسول من عند الله ، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة ، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا ، وأُوحي إلي كذا ؛ ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء، ومعاداة أممهم ، ونسخ شرائعهم ؛ فلا يخلو إما أن تقولوا : إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه . أو تقولوا : إنه خفي عنه ولم يعلم به . فإن قلتم : لم يعلم به . نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من علم ذلك أعلم منه ، وإن قلتم : بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه . فلا يخلو إما أن يكون قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا ، فإن لم يكن قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادرا وهو مع ذلك يعزه وينصره ، ويؤيده ويعليه ويعلى كلمته ، ويجيب دعاءه ، ويمكنه من أعدائه ، ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف، ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له ، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلا عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه ، وهذه عندكم شهادة زور وكذب ،فلما سمع ذلك قال : معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق (
    "
    وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
    والمقصود هنا ملاحظة أحوال الرسول وسيرته العاطرة..وامتناع أن يكون كاذبا من جهة وأن يكون متهماً في نفسه أوعقله باتفاق العقلاء من جهة أخرى..وشرح ذلك يطول لأنه لا يوقف على حقيقة هذا الدليل إلا من درس سيرته الصحيحة وراقب مجريات الأمور ..
    وتابع الأحداث عن كثب فلعمري سيتبين له كلما تعمق في ذلك أنه نبي صادق مرسل من عند ربه مع ملاحظة أنه كان أمياً وأنه عرض عليه الجاه والمنصب والمال في سبيل صده عن رسالته فأبى وجاهد في الله حق جهاده آتاه الله منعة من كيد أعدائه وأظفره عليهم مع قلة إمكاناته وعصمه من الناس كافة حتى لقي ربه
    "
    وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ"
    معجزاتهالمادية المنقولة بالتواتر كانشقاق القمر وغيرها ,ولا يصح هنا أن ينبري من يقول :هذه لم نشهدها!..فإنما يقول هذا الأغبياء
    لأن هذا القران وهذه السنة نقلا أشياء كثيرة من هذا الجنس وكانت معروفة مشهورة متداولة وكان الكتاب يتلى عليهم بل كانوا يدعَون للإسلام بقراءة ما نزل منه والنبي صلى الله عليه وسلم مأمورٌ بدعوتهم به وجهادهم به مع حرصهم على معرفة ما جدّ منه..ولم ينكر أحد منهم شيئا من ذلك ولو أنكروا لبلغنا والقران نفسه هو أصدق ما دون افتراءاتهم كاتهام النبي بأنه كاهن أو مجنون ,بل لم يكن بمقدور الرسولأن يستخف عقول من يسمعه من مؤيدين ومناصرين أو معادين ليؤلف قصة انشقاق القمر او خروج الماء من بين أصابعه الشريفة أو غير ذلك من معجزاته المعروفة في كتب الدلائل في حين أن شيئا من ذلك لم يحصل! ثم هي منقولة بالتواتر إن كنت تعقل معنى التواتر!..ولو أنه تجرأ على ذلك مع كونه كذبا لانكشف أمره للصغار والكبار وهذا من البداهة بمكان عتيد..فتدبر!
    -
    ثم أقول في توضيح بعض ما سبق وإن كان هو برأسه دليلاً مستقلاً في غاية القوة
    أصدق الصادقين-------------------x-----------------أكذب الكاذبين
    تأمل في الرسم جيداً..إن مدعي النبوة أيا كان ليس له سوى احتمالين لا ثالث لهما:
    #
    إما أن يكون أصدق الصادقين (لأنه نبي أي أن الله تعالى اختاره وأرسله فهو أفضل من بعث فيهم بداهة(
    #
    وإما أن يكون أكذب الكاذبين (لأنه يكذب على الله عز وجل نفسه ويفتري عليه ويضل الناس باسمه(
    هذا التناقض الشاسع بين الطرفين يشبه التناقض بين البياض الناصع والسواد الحالك
    ومثل هذا البون العريض لا يمكن أن يكون ملتبساً على طالب الحق كما أن التفريق بين السواد والبياض لا يلتبس على المبصر ولهذا تجد الأدلة على صدقه كثيرة جداً وإن حاول المشككون الطعن في كل شيء,فهذا وارد في أي قضية ولا ينتمي لمعدن الأدلة..كما أن التكذيب بالرسول-صلى الله عليه وسلم- يعني القدح في الله نفسه! كما تقدم بيانه ,لأنه قد استقر في العقل السليم أن الله تعالى لا يمكن أن يمكّن لعبد من عباده يفتري عليه ويزعم أنه مرسل من قبله وبخاصة وهو يقول إنه أرسل للناس كافة وأنه لا نبي بعده ,ثم يكافئه بالعز والسؤدد والتمكين والظهور ودخول الناس في دينه أفواجاً إلخ في وقت يسير جداً في حساب الحضارات فلا يعلم له مثيل في صفحات الزمان,وإلا يكن ذا هو الحق فيلزم منه أن يكون الله -تعالى عن ذلك علواً كبيراً-
    أ-إما غافلاً
    ب-وإما عابثاً غير حكيم
    ج-وإما عاجزاً
    وكلها منتفية في حقه سبحانه وتعالى باتفاق الجميع, فهي دعوة إذن لفتح العقول لإبصار الأدلة وفتح القلوب للتخلص من النفسية الشكاكة في كل شيء.."
    أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور"
    أكتفي بهذا الآن مع الإشارة أن كل نقطة من هؤلاء تحتاج لشرح مسهب ببيان ما يندرج تحتها من أمور وعير ودلائل..وإن كانت البراهين أكثر من ذلك بكثير كما أشرت في طليعة الكلمة غير أني آثرت الاختصار ,وقد ينكشف لعمرو منها ألف دليل زيادة على ما يظهر لزيد بحسب تجرده وصدقه .. وثم ما يمكن تسميته أدلة خاصة وهي التي يدركها الخواص الذين متعهم الله بمنحة إشعارهم بمعيته لهم وتأييده إياهم..وقد يدركها غيرهم كما في ملاحظة أحوال بعض الشهداء وتكرمة الله لهم..وغير ذلك مما يطول بيانه..فالحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
    وكتب أبو القاسم ..


    *أصل هذه الرسالة جواب على سؤال ملحد :ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟
    مجموعة من كتبي وقف لله يحق لكل مسلم طبعها ، شريطة التقيد بالنص
    http://www.saaid.net/book/search.php...C7%E1%DD%CD%E1

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    450

    افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    مقال قيّم و برهان مسدد
    جزاكم الله خيرا
    و بارك في الشيخ ابو القاسم و وفقه الى كل خير.

  3. #3

    افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    جزاك الله خيرا شيخ ماهر
    { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا }

  4. #4

    افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    مقال رائع، وفقك الله

  5. افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    جزاكم الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    جزى الله الشيخين الفاضلين: ماهر الفحل وأبا القاسم خير الجزاء ونفع بهما وحفظهما
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    نجد
    المشاركات
    1,082

    افتراضي رد: جواب الأخ منيب المقدسي لسؤال : ما الدليل على صحة الإسلام دون غيره ؟

    رباه اغفر لقائل هذا البيان واجعل منزلته في عليين امين
    نظرت في دواوين السنة والأثر فلا أعلم امرأة صحابية ولا تابعية حُرّة ذكرت باسمها فلانة بنت فلان ثبت السند عنها صريحا أنها تَكشف وجهها للأجانبد.عبد العزيز الطريفي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •