الموضوع: حديث : " لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية "

حديث : " لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية " .

[ حديث ضعيف ]

يروي من أربعة طرق :

الطريق الأول : هشام بن الغاز عن مكحول:

و اختلف عن هشام :

أ- فتارة يرويه عن مكحول عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعا ، رواه عنه :

1- عبد القدوس بن الحجاج الخولاني [و هو صدوق] :أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (817) و (824) .

2- يحيى بن حمزة الحضرمي [ثقة رمي بالقدر] :أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4466) ، و أبي يعلى الموصلي في "مسنده" (870) .

ب- و تارة يرويه عن مكحول ، عن أبي ثعلبة الخشني ، عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعا ، رواه عنه :

1- ابن غنيم البعلبكي [لم أعرفه] : أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة و التاريخ" (1/295) ، و من طريقه البيهقي في "الدلائل" (6/467) ، و ابن عساكر في "تاريخه" (68/41) .

2- صدقة بن عبد الله السمين [و هو ضعيف منكر الحديث] : أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (63/336) .

الخلاصة : الصواب فيه أنه عن مكحول ، عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعا ، و هذا اسناد ضعيف على كل حال ، لأنه منقطع مكحول الشامي لم يسمع من أبي عبيدة بن الجراح .

الطريق الثاني : سليمان بن أبي داود عن مكحول :

أخرجه البزار في "مسنده" (1284) :وَحَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ.

قال البزار : "وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ" .

قلت : و هذا اسناد منكر فيه سليمان بن أبي داود وهو واه منكر الحديث .

الطريق الثالث : الأوزاعي عن مكحول :

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (رقم 616-بغية الباحث) ، و أبي يعلى الموصلي في "مسنده" (871) فقالا : حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن مكحول ، عن أبي عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد " .

قلت : و هذا اسناد ضعيف فيه :
1- الوليد بن مسلم : ثقة الا أنه يدلس و يسوي و قد عنعن .
2- الانقطاع بين مكحول و أبي عبيدة بن الجراح .

الطريق الرابع : هشام بن عروة عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي عبيدة :
أخرجه محمد بن الحسين الحاجي البزاز في "فوائده" كما في "أخبار قزوين" للرافعي (1/475) : فقال أنبأ أبو الحسين محمد بن عمار البزاز ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة ثنا أحمد بن علي بن الفضل الخزاز ثنا عبيد بن صدقة النصيبي ثنا محمد بن سليمان حدثني صدقة بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن جابر عن أبي عبيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى ثلمه رجل من بني أمية".

قلت : و هذا اسناد منكر فيه صدقة بن عبد الله السمين ، و هو ضعيف منكر الحديث .


و كتبه
أبو عبد الله السكندري
(طويلب علم دون العشرين)

ضمن موسوعة "تنزيه السنة الشريفة عن الأحاديث الموضوعة و الضعيفة"

بارك الله فيك ، وزادك علماً .
والحديث ضعيف لا يصح ،
ولكن أحببت أن أنبه أن للحديث طرق أخرى ، منها
1- ما رواه أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية "
رواه ابن أبي شيبة (37027) حدثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف ، عن أبي خلدة ، عن أبي العالية ، عن أبي ذر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم به
ورواه البيهقى فى الدلائل (6/466-467) وقال : فى هذا الإسناد إرسال بين أبى العالية وأبى ذر .

2- وما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اعطف على ابن عمى على " فأتاه جبريل قال : أوليس قد فعل بك ربك ، قد عضدك بابن عمك على وهو سيف الله على أعدائه ، وبأبى بكر الصديق وهو رحمة الله فى عباده ، وعمر الفاروق . فأعدهم وزراء وشاورهم فى أمرك وقاتل بهم عدوك ، ولا يزال دينك قائما حتى يثلبه رجل من بني أمية .

رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" وبين أنه موضوع .

وذكره السيوطي في "الآليء" وابن عراق في " تنزيه الشريعة " وفيه زكريا بن يحيى بن حوثرة وعمر بن الأزهر العتكى والأليق نسبة هذا الحديث إلى زكريا .

قال ابن عراق : يعنى لأن زكريا غال فى التشيع وله أحاديث وضعها فى مثالب الصحابة والله تعالى أعلم .

3- وقال المتقي في الكنز : ورواه نعيم بن حماد في الفتن عن ابن عمر ، وفيه سعيد بن سنان واه .

جزاكم الله خيرا أخي الكريم

هل أنت الأخ الفاضل عبد الرحمن نور الدين

حفظك الله ورعاك ، وجعل الجنة مثوانا ومثواك

نعم ، لا أكتب باسمي إلا في ملتقي أهل الحديث فقط

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد السكندرى

الطريق الرابع : هشام بن عروة عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي عبيدة :

أخرجه محمد بن الحسين الحاجي البزاز في "فوائده" كما في "أخبار قزوين" للرافعي (1/475) : فقال أنبأ أبو الحسين محمد بن عمار البزاز ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة ثنا أحمد بن علي بن الفضل الخزاز ثنا عبيد بن صدقة النصيبي ثنا محمد بن سليمان حدثني صدقة بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن جابر عن أبي عبيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى ثلمه رجل من بني أمية".

قلت : و هذا اسناد منكر فيه صدقة بن عبد الله السمين ، و هو ضعيف منكر الحديث .

أخافُ أن يكون هذا الطريق آفته: التّصحيف والتّحريف..
فإذا قُوِّمَ ؛ عاد إلى الطريق الأول :
" محمد بن سليمان بن أبي داود، حدثنا صدقة بن عبد الله،
عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة ".
ومن هذا الطريق رواه ابن عساكر في تاريخه.
والله أعلم

بعض الاضافات:

1- مكحول عن ابي ثعلبة: منقطع، قاله ابن عساكر وغيره
2- مكحول عن ابي عبيدة قال ابن طولون: ((هذا منقطع بين مكحول وأبي عبيدة، بل معضل)) [قيد الشريد له ص37]
3- طريق ابي العالية عن ابي ذر مرسل وبينهما هنا ابو مسلم وقال الدوري: ((سألت ابن معين: أسمع أبو العالية من أبي ذر؟ قال: لا، إنما يروى عن أبي مسلم عنه. قلت: فمن أبو مسلم هذا؟ قال: لا أدري)) [تاريخ الدوري 120/4]
4- قال البخاري في التاريخ الأوسط (158) : ((حدثني محمد حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد عن المهاجر بن أبي مخلد حدثنا أبو العالية قال : وحدثني أبو مسلم ، قال : كان أبو ذر بالشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فغزا الناس فغنموا، والمعروف أن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان وعليها معاوية ومات يزيد في زمن عمر ولا يعرف لأبي ذر قدوم الشام زمن عمر رضي الله عنه))
5- قال البخاري : ((والحديث معلول)) [قيد الشريد لابن طولون ص38] و [البداية والنهاية 11/649]
6- ((أول من يغير سنتي رجل من بني أمية)) حسنه الشيخ الالباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة [4 / 329] وقال: (( أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( 7 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عوف عن المهاجر أبي مخلد عن أبي العالية عن أبي ذر أنه قال ليزيد ابن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره.
قلت : و هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر و هو ابن مخلد أبو مخلد ، قال ابن معين : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الساجي : " صدوق " . و قال أبو حاتم : " لين الحديث ليس بذاك و ليس بالمتقن ، يكتب حديثه " قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن ... )) قلت: هو كما قال الشيخ في الاوائل لابن ابي عاصم [ص77 ح:63] وهو عند ابن ابي شيبة في المصنف [102/14 ح:37027] والدولابي في الكنى والاسماء [508/2] وابن عدي في الكامل [97/4] وقد تقدم ان ابا العالية لم يسمع من ابي ذر فلعل الشيخ -رحمه الله- خفي عليه قول ابن معين السابق

والله أعلم

بارك الله في أخينا أحمد.
ومن باب الفائدة: فإني أنقل تخريج هذا الحديث من كتابنا ( الرحمات ) فأقول:

قال أبو يعلى في ( مسنده ) [رقم/870 ] حدثنا الحكم بن موسى حدثنا يحيى بن حمزة عن هشام بن الغاز عن مكحول : عن أبي عبيدة أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية ).
----------------------

870- منكر: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن [رقم/ 817،824]، وابن منيع في «مسنده» كما في «المطالب العالية» [18/ 284/طبعة العاصمة]، من طريق هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي عبيدة به ...
قلتُ: وهذا إسناد منقطع معلول! وفيه علتان:
1- الأولى: مكحول الشامي ما أدرك أبا عبيدة ولا هذه الطبقة من الصحابة أصلا!!
وبهذا أعله الهيثمي في المجمع [435/5]، فقال: « رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يدرك أبا عبيدة».
وقال الحافظ في ‏‏‏«المطالب العالية»: « رجاله ثقات ، إلاَّ أنه منقطع».
وقال الشهاب البوصيري في ‏«‏إتحاف الخيرة‏»‏‏ [8/ 85]، : « رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ».
وقال ابن كثير في «جامع المسانيد» [1/ 6]: « وهذا منقطع بين مكحول وأبي عبيدة، فإنه لم يلقه»، وقال في «البداية» [8/ 231]: «وهذا منقطع بين مكحول وأبي عبيدة بل معضل».
وكذا جزم العلامة محمد بن يوسف الصالحي بانقطاع إسناده في ( السيرة الشامية الكبرى )، وهو كما قالوا.
2- والثانية: الاختلاف في إسناده؟
فرواه يحيى‏ بن حمزة وعبد القدوس بن الحجاج عن هشام بن الغاز على الوجه الماضي.
وخالفهما ابن غنيم البعلبكي! فرواه عن هشام فقال: عن مكحول عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة به ...!!
فزاد فيه واسطة بين مكحول وأبي عبيدة!
هكذا أخرجه الفسوي‏‏‏‏ في المعرفة [1/ 294- 295]، ومن طريقه‏ البيهقي في «دلائل النبوة» [6/ 467/الطبعة العلمية]، وكذا ابن عساكر في تاريخه [41/68]، من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني عن ابن غنيم به ...
قلتُ: وابن غنيم هذا شيخ غائب لا أعرفه إلا بهذا الحديث؟ وقد ترجمه ابن ماكولا في: «إكماله » [140/6]، ولم يزد على قوله: (ابن غنيم البعلبكى روى عن هشام بن الغاز حدث عنه محمد بن سليمان بن أبى داود الحرانى). وكذا ترجمه ابن عساكر في «تاريخه» ونقل كلام ابن ماكولا ولم يزد عليه شيئًا بما يفيد معرفة حال الرجل؟
والراوي عنه: محمد بن سليمان شيخ صدوق متماسك.
وسماع مكحول من أبي ثعلبة غمز فيه بعضهم أيضًا، وبهذا أعله الذهبي، فقال في «تاريخ الإسلام» [5/ 273/طبعة دار الكتاب العربي]، : «لم يلق مكحول أبا ثعلبة، وقد أدركه».
وقد توبع ابن غنيم على هذا الوجه الماضي: تابعه صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة به ...
أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» [63/ 336] من طرق عن أبي حامد الأزهري أخبرنا الحسن بن محمد المخلدي أخبرنا أبو بكر الإسفرايني عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا محمد بن غالب الأنطاكي حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود حدثنا صدقة به...
قلت: صدقة هذا أحد علماء الشام، إلا أنه كان منكر الحديث عندهم، ومن وثقه فإنما لعلمه وصلاحه وعدالته، أو لكونه لم يخبر حديث الرجل جيدًا، وقد قال عنه شيخ الحفاظ أبو عبد الله ابن حنبل: ( ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر، و ما كان من حديثه مرسلا عن مكحول فهو أسهل، و هو ضعيف جدا) .
وقال فى موضع آخر : (ضعيف ، ليس يسوى حديثه شيئا ، أحاديثه مناكير). وهو من رجال: «التهذيب» وذيوله.
وقد خولف محمد بن غالب الأنطاكي- وهو شيخ صالح الحديث إن شاء الله- في سنده عن محمد بن سليمان بن أبي داود!
خالفه عبيد بن صدقة النصيبي، ورواه عن محمد بن سليمان فقال: عن صدقة بن عبد الله‏‏ عن هشام بن عروة عن أبيه عن جابر عن أبي عبيدة به...!
هكذا أخرجه محمد بن الحسين الحاجي البزاز في ‏«‏فوائده‏»‏� � كما في «تاريخ قزوين» [1/ 475/الطبعة العلمية]، ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة ثنا أحمد بن علي بن الفضل الخزاز ثنا عبيد بن صدقة النصيبي به ...
قلت: وهذا إسناد كأنه موضوع!
وعبيد بن صدقة شيخ لا يُعرف؟ كما قاله ابن القطان الفاسي، وتعقبه الحافظ في اللسان [186/3]، بكون حديثه عند العقيلي [287/3]، في ترجمة «عمرو بن الجبار» لكن انقلب عليه -يعني على ابن القطان!- فعنده ‏«‏صدقة بن عبيد»‏‏ والصواب: «عبيد بن صدقة».
قلت: يحتمل أنه غيره؟ ثم قال الحافظ: ‏«‏وهو لا بأس به !‏»‏‏ كذا قال! ولا أدري من سبقه بتمشية حال عبيد بن صدقة؟! وربما ظنه «صدقة بن عبيد الله المازني»، وليس به، على أن الطريق إليه عند الحاجي فيه من لم أهتد إلى‏ ترجمته بعد؟
فالآفة: إن لم تكن من ابن صدقة، فهي ممن دونه؟! وينجو من تبعته صدقة بن عبد الله، وإلا كانت الرواية الماضية من معضلات صدقة بن عبد الله! ويكون قد تلوَّن في روايته واضطرب! وقد مضى أنه شيخ منكر الحديث. والإسناد الماضي ظاهر التوليد عندي!
ثم جاء سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ- وهو إمام مأمون- وخالف الجميع! ورواه عن مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فقَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ به ...!
هكذا أخرجه البزار [4/رقم/ 1284]، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ به ...
قال البزار: «وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ – - إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ».
قلت: إن كان البزار لم يغلط فيه، وحفظه محمد بن سليمان عن أبيه؛ فالإسناد تالف! والآفة من «سليمان بن أبي داود» وهو الحراني والد محمد بن سليمان، وهو شيخ مهجور الحديث عندهم، وترجمته في «الميزان» و«لسانه».
وبه أعله الحافظ في « مختصر زوائد مسند البزار»، فقال: « سليمان بن أبي داود ضعفه النسائي , والصواب منقطع كما فى رواية ابى يعلى».
وهو كما قال.
والوجه الأول في هذا الحديث: هو المحفوظ، لا سيما وقد توبع عليه هشام بن الغاز:
تابعه الأوزاعي عند الحارث في «مسنده» [2/ رقم/ 616 / زوائده]، والمؤلف [رقم/ 871]، كلاهما من طريق الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن مكحول عن أبي عبيدة به ... وزاد في آخره: « يقال له يزيد».
قلت: والوليد كان يدلس عن الأوزاعي ويسوي‏‏‏‏، ولم يذكر فيه سماعه؟ هذا مع الانقطاع الذي بين مكحول وأبي عبيدة!
وللحديث شواهد لا يثبت منها شيء؟ منها:
1- حديث أبي ذر مرفوعًا بلفظ: ‏«‏أول من يغير سنتي رجل من بني أمية!‏»‏‏ أخرجه ابن أبي عاصم في «الأوائل» [رقم/ 63]، وابن أبي شيبة [رقم/35877]، وابن عدي في الكامل [164/3]، وغيرهم.
وقد حسنه الإمام في الصحيحة [329/4]، لكنه معلول بالانقطاع، كما قاله ابن كثير في «البداية» [229/6]، بل واختلف في سنده أيضًا، كما تراه عند ابن عساكر في تاريخه [250/65].
2- وحديث ابن عباس مرفوعًا عن جبريل –عليه السلام- أنه قال للنبي : « ولا يزال دينك قائما حتى يثلبه رجل من بني أمية».
أخرجه الحاكم-كأنه في «تاريخ نيسابور»- كما في «اللألئ المصنوعة» [1/ 292]، ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» [1/ 336]، من طريق زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى بْن حويثرة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن نوح السَّعْدِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن الْأَزْهَر الْعَتكِي عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس به ...
قال ابن الجوزي: « هذا حديث لا يصح عن رسول الله ، فأما عمرو بن الأزهر: فقال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني كذاب. وقال ابن حبان: كان يضع على الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وأما زكريا بن يحيى: فقال يحيى: هو رجل سوء يحدث بأحاديث يستأهل أن يحفر له بئر فيلقى فيها. قال ابن عدى: كان يحدث بأحاديث في مثالب الصحابة. قلت والأليق نسبة هذا الحديث إليه».
قلت: فالإسناد ساقط مهتوك الأستار! كأنما بُنِي على شفا جُرُفٍ هارٍ فانْهَار!
ولا يثبت في هذا الباب شيء مرفوع.

انتهى بحروفه من ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [رقم/870 ].

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري

قلتُ: وهذا إسناد منقطع معلول! وفيه علتان:

لا يستقيمُ تعليله بالاختلاف في إسناده ..
وهو الإسناد المحفوظ ..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري

والوجه الأول في هذا الحديث: هو المحفوظ

فما ذُكِرَ من أوجهٍ خلافه..هي المعلولة بهذا المحفوظ.
فأنت -لله درك-
بيّنتَ وهنَها، وأبنتَ وهاءَها، وكشفتَ عورَها..
بحيثُ صارتْ لا تثبتُ أمام إسناد المحفوظ
ولا تقوى لمصادمته فكيف بإعلاله ؟!!