هل تذكر معي أخي أيام الصبا، تلك الأيام البريئة، براءة شعاع الصبح من ظلمة الليل، وبراءة الملك من السيئة، أيام وكأنها قضيت في الجنة ، تعيش في عالمك الخاص، همومك صغيرة و طموحاتك كبيرة ، مشاكلك لا تتعدى حذاء قدمك، ترى أبويك هم دليلاك في هذا العالم الواسع ، وهما منقذاك اذا حل بك مكروه أو تخاصمت مع أعدائك ( طفل صغير) ، و حتى الذي لم يبتسم له القدر من الأطفال وعاش مآسي في صباه لم يكن يحس بها ذلك الاحساس القوي الذي ينكد له عيشه فهي لا تؤثر في قلبه وفي روحه ذلك التاثير القوي ، رحمة من الله بذلك الصبي الضعيف. فيا أيام الطفولة والصبا عليك مني السلام ولوكنت آملا في رجوعك لاتخذت لذلك الاسباب و لدعوت الله صباحا و مساء ، ولكن ذلك رجع بعيد و أمنية لا تتحقق حتى في الرؤى و الاحلام، فعسى الله أن نعيش أحسن من تلك الأيام في جنات الخلد و الاكرام.