تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: شرح القوافي لألفية زين الدين العراقي او (( كَيفَ تُصبِحُ مُحَدِّثاً في أربَعينَ يوماً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي شرح القوافي لألفية زين الدين العراقي او (( كَيفَ تُصبِحُ مُحَدِّثاً في أربَعينَ يوماً

    كَيفَ تُصبِحُ مُحَدِّثاً في أربَعينَ يوماً...
    --------------------------------------------------------------------------------
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه الى يوم الدين....
    فحرصا منا على نشر ما هومعلوم من الدين بالضرورة في وقت عزّ فيه مثل هذه العلوم فاصبحنا جسدا عديم الروح او روحا مقطوعة الاوصال....
    و ما هذا و لا ذاك الا باستبدالنا الذي هو ادنى بالذي هو خير و ما كان لله فهو خير خالص يتفاوت قربه و بعده...
    و اعلموا ان العلم لا يكون الا لله تعالى و هذا سرّ بقائه و ثباته و الاّ لهو اشد تفلتا من البعير عند ذبحه...و ما كان لله و حال عليه الحول و قبل ذلك بلغ النصاب ففيه الزكاة وجوبا"و نصابه(بلغوا عني و لو آية) ....
    ثم علوم هذا الدين متنوعة بحيث سدّت الابواب و قالت هيت لك فاختر ايسرها او اقربها و مرّ على البقية مرور الحاج بين الصفا و المروة او مكثه عند جبل عرفة و الحج عرفة...
    و عليك بجمع تقديم فهو سنة المرسلين فاجمع بين علم الحدث و علم النحو و الصرف و غيرها....
    و اخترتُ لك من العلوم انفعها و ايسرها و من السبل اقصرها و افضلها فلا تمرّعليك اربعين الا و انت محدثا كالذهبي و العسقلاني و زين الدين...(و المحدث يقاس بزمانه فتنبه)...
    و اعلم ان بداية الاربعين يوما مقداره سنة و غيره شهرا ثم اسبوعا و البقية كسائر ايامنا فاقدر لها قدرها....
    و لا تدع يأجوج و مأجوج و افراخهما (العجب)و(الكبر)من ك يقتربان فلا ماء" ابقوا و لا زرعا احيوا و متى كان العجب رداءك و الكبر قميصك فعلى الدنيا سلام فكبر على نفسك اربعا او تسعا و لا تقترب من البقيع فهي مرتع للعبيد حيث فيها رياض البساتين....
    ثم احذر فتنة الدجال او رمزه(الطعن في العلماء) و اياك من سيف الحجاج و لسان ابن حزم رحمه الله و عليك بمكة و المدينة فعلى ابوابها ملائكة الجبار....
    فان رأيته يتجوّل في قريتك فاخرج منها و لا تنس القيود و الاغلال لزوجك و اختك ممن هم ضعفاء الايمان فلا تقترب منه فانه يحيي الاموات و يميت الاحياء وينجب الارض و يبكي السماء و يعمي البصير و يشغل الدّهماء فعليك بناره(ان تواضع للعلماء) و لا تخف بعد ذلك فتنة....
    و اعلم انّ السخاوي و ابن معين و شعبة و احمد و ابو حاتم و الترمذي و النسائي.....و الالباني اسلافك و ائمتك فلا تتقدم عليهم بقول او تستدرك بفعل الا و انت مغمور بالادب فترحم عليهم اولا و اعتذر لهم ثانيا و اذكر محاسنهم ثالثا....
    فالذي فاتهم قليل بالنسبة للذي لم تدركه و لا تشغل نفسك بعيوبهم فعيبهم منقبة لهم و ذكرها سلّم للهاوية و سلبها في اسفل سافلين فعيبهم يقارن مع كمهم و انت لا كمّ لك ما زلتَ عنبا لم يخلل او عصفورا لم يريّش....
    ثم حذاري من تقريب لك و هذا متساهل و آخر شديد فتقريب ابن حجر ميزان سليم مضى فيه سنين تلو سنين...
    فلا تقتحم ميدان فيه مبارزة الكبار فتموت تحت الارجل و الغبار و يموت ذكرك في الاولين و يسبّك الاخرين......
    فان نجوت من هذا كله فانت على المحجة البيضاء فسر على بركة الله و لا تخف فوتا فان ربك لا يظلم احدا..
    و اخيرا و ليس آخرا فاحفظ هذه المقدمة و تزين بها فاجعلها قلادة في عنقك او خاتما في اصبعك و تذكر انك واحدا لست تملك قلوب الخلق و جلبهم اليك فبصلتك بالله يُعرف شخصك و ينشر فضلك....
    مدخل:
    علم الحديث من العلوم التي يفتقر اليها المفسر و الفقيه....فلا يسع هذا و لا ذاك الا بالعودة الى حكم اهل الاختصاص و الاّ ما بني على ضعيف او موضوع فهو صرح من ماء....
    و لذا امسكتُ على الجرح و لا يصح في المسح على الجبيرة حديث...
    و قمتُ بسرد ابيات لترطيب المقام وترتيب المقال فبالحفظ مشروط الفلاح و النجاح و ان الله تعالى يحب العمل الدؤم و ان قلّ....
    اعتمدتُ في الشرح ما استقر من العلوم في فؤادي فلم استعن بكتاب و حيث كان ذكرتُ الكاتب و الكتاب...
    فالف بيت من الشعر الموزون يتناول فيه المؤلف مختلف العلوم و الفنون ففيه الدرر المكنون و الجوهر المصون..
    خطوة و خطوة و المذاكرة سدّ للفجوة و المجادلة كبوة او هفوة....
    هذا و قال المؤلف رحمه الله تعالى...

    يقولُ راجي ربّهِ المُقتَدرِ
    عبدُ الرّحيمِ بنُ الحسينِ الأثري


    بداية شرع المؤلف بذكر افتقاره الى الله تعالى و اختار ياء المضارعة لعلمه و اعلامه انه لم و لن ينفكّ عن هذا الافتقار ما دام عبد لله تعالى...
    ثم اختار الرجا على الخوف عملا باحسان الظن بالله تعالى كما صح من حديث قدسي قوله تعالى(انا عند ظنّ عبدي بي.....) و فيه دلالة ان عمله هذا خالصا لوجه خالقه فلم يرتج سواه حيث الشرك...
    ثم تحدث عن رجائه و اخلاصه و ما يدور في نفسه من شروعه في الفيته و ليس هذا رياء لمن جاهده فانما الاعمال بالنيات....
    و الرجا و الخوف من المنازل الدقيقة فايهما طغى هلك صاحبه و لربما يحتاج المرء ان يقوي جانبا على جانب بحسب ما يقتضيه المقام وكنا ذكرنا بعضا منها في رسالتنا(وصية عمرو رضي لله عنه)
    ثم عدّ صفة من صفات هذا الخالق الكريم و اختار القدرة على غيرها مما يتناسب مع صدر بيته...
    فالله وحده قادر على ان يسلب نعمتا الرجا و الخوف او ان يمنحهما لمن يشاء من عبيده فجميع القلوب بين اصبعين من اصابعه يقلبها كيف يشاء...
    و هنا اعمل جانب تفصيل الاثبات فقال(المقتدر) عملا بقوله تعالى(ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)
    فالاثبات يكون مفصلا كالسميع و البصير و غيرهما و النفي يكون مجملا(ليس كمثله شيء)...
    (عبد الرحيم) فشرع في ذكر اسمه فهو ابو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الحافظ العراقي
    و معروف لغة ان الف(ابن) تحذف بين اسمين علميين....
    (الاثري) نسبة الى الاثر و هو الحديث على اختلاف في تعريفه نذكره في موضعه ان شاء الله تعالى....
    يتبع ان شاء الله تعالى مع البيت الثاني....

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    816

    افتراضي

    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    و اياك جزاك الباري خيرا...
    و اليك التتمة:

    ثم قال رحمه الله:

    من بعدِ حمدِ اللهِ ذي الآلاءِ
    على امتنان جلُّ عن احصاءِ


    ابتدأ حديثه بمفتاح التوفيق فحمد الله اولا و آخرا و هذه بداية الاخلاص....
    ثم عبر عن الخالق بلفظ الالوهية لا الربوبية حيث اولاهما تتضمن الثانية لا محالة ثم كانت(أي الاولى) مفترق للطرق و فيصل الله تعالى بين عباده...

    فلم تختلف قريش عن ربوبية خالقها طرفة عين(و لئن سألتهم من خلق السموات و الارض ليقولن الله...) و جلّ ما كانوا عليه صرف واحبات العبد نحو الله الى اصنام تُؤكل و تباع....

    ثم شرع بوصف الله الذي توجّه اليه بالحمد حيث كان صاحب النعم التي لا تعدّ و لا تحصى...
    و ذي بمعنى صاحب كما انها تأتي بمعنى الاسم الموصول ..
    أي صحاحب النعم و منها ضمنا توفيقه لشرح الالفية...

    و آلاء الله تعالى يجب اظارها فقد انكر سبحانه و تعالى كما في سورة الرحمن على الذي يخفونها بينما هي واضحة كرابعة الشمس في عين النهار (فبأي الاء ربكما تكذبان).
    ثم و من كان ذو الاء يجب ان يعبد لا غيره...

    جلّ أي عظم عطاؤه بحيث لا يحصى و ذلك قوله تعالى(و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)

    يتبع مع البيت الثالث ان شاء الله...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    ثمَّ صلاةٍ و سلامٍ دائمِ

    على نبيّ الخيرِ ذي المراحمِ


    فذكر المؤلف شكر الخالق بداية و اعقبها بالشكر على افضل الخلق...

    فكما انه لا يصح(اشهد ان لا اله الا الله) الا و هي مقرونة ايمانا و عملا ب(اشهد ان محمدا رسول الله) فكذلك شكر الباري ثم عبده صلى الله عليه و سلم.

    فبذكره تدخل الاسلام و يصح الصيام و القيام و الا فمثلك مثل الدواب و الهوام...

    و كيفية الصلاة و السلام معروفة و يوم الجمعة معروضة...

    و مضاف (الخير) محلاة ب(ال) و التي هي هنا للاستغراق فيدخل تحتها جميع اعمال البر و الخير..

    ثم ذكر صفة تتعلق بنبيّ الخير فقال(ذي المراحم) فكان صلى الله عليه و سلم رحمة مهداة و ذلك قوله تعالى (انّا ارسلناك رحمة للعالمين)
    يتبع ان شاء الله........

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    ثم قال رحمه الله تعالى...

    فهذه المقاصد المهمّة

    توضحُ من علم الحديث رسمه


    فاشار رحمه الله تعالى الى الفيته فهي كلها مقاصد بالغة الاهمية...

    فيجدر على طالب العلم عموما و طالب علم الحديث خصوصا الاعتناء بهذه المقاصد فمن دونها تزلّ الاقدام و تذهب الاعمال و تدوّن الاوزار....

    فلكل علم اصوله و مقاصده و العدول عن الاصل او المقصود هو المييول بعينه الى هوى مطاع و عندها الهلاك....

    و لاهميتها ان توضّح علم الحديث شكله و رسمه....

    و علم الحديث هو معرفة القواعد بحال الراوي و المروي قاله السخاوي....

    و هو علم الرواية و الدراية و سوف نبحر بعون الله تعالى فيهما....

    يتبع ان شاء الله....

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    نَظَمْتُهَا تَبْصِرَةً لِلْمُبْتَدِي
    تَذْكِرَةً لِلْمُنْتَهِي وَ المُسْنِدِ


    نظم المؤلف رحمه الله تعالى هذه الابيات على بحر من بحور اهل الشهر و هي(أي البحور) ستة عشر:
    1-الطويل
    2- المديد
    3- البسيط
    4- الوافر
    5-الكامل
    6- الهزج
    7- الرجز
    8- الرمل
    9- السريع
    10- المنسرح
    11-الخفيف
    12-المضارع
    13- المقتضب
    14-المجتث
    15-المتقارب
    16-المتدارك.

    و لهذه الالفية غايتنان ذكرها المؤلف في بيته هذا....
    فالاولى منها تبصرة و الاخرى تذكرة و على هذا اُطلق عليها (التبصرة و التذكرة)
    فلا يسع المبتدي الغنى عنها فهي بداية المنتهي و من اراد رسوخ القدم و ضياء الملكة فعليه بها....
    و من هنا تكون البداية عَلَمٌ لهذا العلم العزيز, و كذلك عليها تكلان المنتهي فيتذكرها بين الفنية و الاخرى ما تساقط عن تاريخ الذاكرة....
    و المسند الذي يعتني بالاسناد و بين المنتهي و المسند عموم و خصوص فالاول اعم و الثاني اخص حيث العوم يشمل علم الرواية و الدراية و الخصوص علم الرواية.....
    يتبع ان شاء الله تعالى.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    لَخَّصْتُ فِيهاَ ابْنَ الصَّلاَحِ أجْمَعَهْ
    وَزِدْتٌهاَ عِلمْاً تَراهُ مَوْضِعَهْ


    ابن الصلاح هو الامام الحافظ شيخ الاسلام ابو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الشافعي ...
    و المقصود كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث و هو المعروف بمقدمة ابن الصلاح او علوم الحديث...
    و المؤلف هنا يبين لنا الاسس التي مشى عليها في هذه الالفية بيد ان لكل كتاب مقدمة يحرص الكاتب من خلالها على توضيح خطته و تنوير معالمه, و لذا كانت مقدمة كل كتاب هي الغاية المنشودة و من دونها طلاسم و شعوذة لا تفهم المراد و لا تعي الخطاب.....
    و اكثر القراء اليوم لا يعتنون بمقدمات الكتب فاعتراهم النقص و الخطأ ....
    فلا ينفعك ايها الطالب اللبيب كتاب عار عن قواعد و اسس كاتبه, فاحرص كل الحرص ان تفهم المراد منه و بعد ذلك لا تخشى في الله لومة لائم....
    ثم ابتدع ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى بدعة لغوية حسنة تراها في أواخر كتبه حيث عصارة فوائده و افكاره...و هذه الخاتمة المبتدعة لا تقل اهمية عن سابقتها (المقدمة) و في كل خير....
    و لذا كان حري بالعراقي رحمه الله تعالى ان يبيّن لنا منهجه في الفيته هذه فشرع بقوله ( لَخَّصْتُ ....)
    و التلخيص هو نوع من انواع التأليف كما قيل ان التأليف سبعة:


    -1 - شيء لم يُسبق إليه فيؤلف

    -2- أو شيء ألف ناقصا قيُكمّل

    -3- أو خطأ فيصحح

    -4- أو مشكل فيُشرح

    -5- أو مطول فيُختصر

    -6- أو مفترق فيجمع

    -7- أو منثور فيرتب


    وجمعت في قوله


    ألا فاعلما أن التآليف سبعة *** لكل لبيب في النصيحة خالص

    بشرح لإغلاق وتصحيح مخطأ *** وإبداع خبر مقدم غير ناكص

    وترتيب منثور وجمع مفرّق *** وتقصير تطويل وتتميم ناقص

    ثم زاد في تلخيصه هذا علما جديدا (وَزِدْتٌهاَ عِلمْاً تَراهُ مَوْضِعَهْ) فبات كتابه يضم بين طيّاته نوعان من انواع التأليف (فالتلخيص والتأليف بما لم يسبق اليه....)
    يتبع ان شاء الله تعالى...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    فَحَيْثُ جَاءَ الفعلُ وَ الضَمِيرُ
    لِوَاحدٍ وَمَن لَهُ مَسْتُورُ



    بدأ المؤلف رحمه الله تعالى بتدوين ما التزمه في تلخيصه بذكره الخطة التي سار عليها...
    و منها مجيء الفعل للواحد كمثل(قال...جعل....ز اد...)
    او الضمير كمثل( عنده...كذا له...و عَدَّهُ....)
    و الضمير و الفعل لواحد لا للحماعة فلا ينطبق على ذلك (قسّموا....قصدوا... )للفعل الجماعي و لا(لهما...كلهم...)ل لضمير المتثنى و الجمع
    و يشترط في الفعل ان يكون فرديا و الضمير للفرد ان يكون فاعله او من يعود اليه الضمير مستور اي لم يذكر الفاعل....
    فان قال المؤلف( و زاد...) و لم يذكر الفاعل فالمقصود به ابن الصلاح و كذلك الضمير كما سيبين ذلك بعد هذا البيت...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    ورزقت الفردوس الأعلى
    آمــين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    و اياك جزاك ربي الفردوس اخي تامر...
    و اليك البقية:

    قال المؤلف:
    كَقَالَ أوْ أطْلَقْتُ لَفْظَ الشَيخِ ما
    أُريدُ الاّ ابْنَ الصَّلاحِ مُبْهَمَا


    و مثل المؤلف رحمه الله تعالى بذلك عن الفعل واقتصر على القول منه...

    ثم زاد ثالثا (لفظ الشيخ) بحيث يكون ابن الصلاح هو المقصود عند الاطلاق و ما عدا ذلك يقيّد...

    و من الاول قوله( و الرفع عند الشيخ ذو تصويب) و ايضا( قلت الشيخ لم يفصل)
    و من الثاني (افتى به الشيخ ابو اسحاقا)
    ففي الامثلة الاولى اطلق لفظ الشيخ و لم يبن عينه فالمراد ابن الصلاح
    و الاخرى قيد لفظ الشيخ و بيّن المراد منه فكان ابو اسحاق

    ثم قال:
    و انْ يَكُنْ لاثْنَيْنِ نَحْوَ التَزَمَا
    فَمُسْلِمٌ معَ البُخَاريِّ هُماَ


    اي ان وجد الفعل او الضمير مثنّى كقوله في الفعل(التزما)
    و كقوله في الضمير(ارفع الصحيح مرويهما)
    و( واقطع بصحة لما قد اسندا)
    فالمقصود عندها البخاري و مسلم و قدّم مسلم على البخاري ضرورة تتعلق بالشعر قاله السخاوي
    و الا فمذهب العراقي تقديم الامام البخاي على مسلم كما سيمر معنا ان شاء الله تعالى


    ثم قال:
    و اللهَ أرجوا في أموري كُلِّهاَ
    مُعْتَصِماَ في صَعْبِهاَ و سَهْلِهاَ


    و ختم مقدمته هذه بلجوئه الى خلقه عز و جل فافصح عن اخلاصه لله تعالى في الفيته هذه بل و في اموره كلها و من اوتى الاخلاص في عمله يرفعه...

    و من اعتصم بحبل الله تعالى في صعب الامور و سهلها فالنجاح و التوفيق حليفه
    و نسأل الله تعالى ان يجعل عملا هذا خالصا لوجه الكريم...اللهم آمين

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    لبنان
    المشاركات
    177

    افتراضي

    وَ أهْلُ هَذا الشَأنِ قَسَّموا السُّننْ
    الى صَحيحٍ وَ ضَعيفِ و حَسَنٍ


    و لكل فن اهله و القول قولهم فلا عبرة بقول غيرهم فللتفسير اهله و للغة اهلها و للفقه اهله و كذلك للحديث اهله...
    و عند الخلاف يرجع الى اهل الاختصاص بداهة و يمكن الجمع بين عدة فنون في آن واحد و عندها هو اهل لتلك الفنون...
    فاهل هذا الشأن هم اهل الحديث كالامام احمد و ابو داود و النسائي و الترمذي و البخاري مسلم و العسقلاني و السخاوي و غيرهم....
    فاهل الحديث قسّموا السنن من اقول و افعال النبي صلى الله عليه و سلم و اضف الى ذلك تقريره و صفاته الخُلقية و الخَلْقية الى اقسام....
    الى صحيح و ضعيف و حسن و هذا تقسيم اكثرهم و العبرة بقولهم بيد ان الامام احمد و غيره جعلوها اثنان لا ثالث لها و لذا كان الحسن عنده يشمل الضعيف قتنبه.
    و الصحة و الضعف من حيث النسبة و هو عمل ظنّي الا ما تواتر فيرتقي...و الظن انواع فاعلاه ما قام مقام اليقين كقوله تعالى(الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم...) فهو بمعنى اليقين و غير هذا بمعن الشك و الفيصل فيه تقدم ان المشددة و المخففة فالاولى بمعنى اليقين و الاخرى بمعنى الشك....
    اذا اعلى الظن ما كان بمعنى اليقين و يليه ما كان بمعنى الظن الراجح و عليه تبنى الاحكام فلا يعمل فيها الا ما وافق الظن الراحج....و تقسيم علماؤنا للحديث تصحيحا و تضعيفا من هذا المضمار و الله تعالى اعلم و احكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •