الأخ الفقير أغناك الله بالعلم ورفع عنك الجهل الأناة الأناة فإن العبارة التي كتبتها " التخلق بمقتضيات صفات الله ... " ليس فيها ما نقلت عن ابن القيم رحمه الله والرجاء اعادة النظر بارك الله فيك قال الشيخ ابن باز رحمه الله ... السؤال عما قاله بعض الخطباء في خطبة الجمعة من الحث على الاتصاف بصفات الله, والتخلق بأخلاقه هل لها محمل, وهل سبق أن قالها أحد .. إلخ كان معلوما ؟
والجواب : هذا التعبير غير لائق, , ولكن له محمل صحيح, وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبهاوذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها, بخلاف الصفات المختصة بالله ...
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح الواسطية : قوله (إن الله جميل يحب الجمال) والله جل وعلا (مقسط) ويحب (المقسطين) وهو جل وعلا (محسن) ويحب(المحسنين) هذه مسألة وهي امتثال العبد لصفات الله جل وعلا وتأثره بذلك وإتيانه بها ، الناس فيها ما بين جافٍ وغالٍ ، وأما أهل السنة فإنهم أثبتوا ذلك على ما جاء في النصوص .
بيان ذلك :
أن الصوفية والفلاسفة - يعني غلاة الصوفية والفلاسفة - يقولون إن الفلسفة هي التخلق بصفات الله على قدر الطاقة ، التخلق بصفات الله ، هكذا يجعلون الفلسفة اللي هي عندهم أعلى الحكمة ، عند الصوفية أن صفات الله جل وعلا تُمتثل وسواء في ذلك الصفات التي هي راجعة إلى الجمال أم الصفات التي هي راجعة إلى الجلال أم الصفات التي هي راجعة إلى الربوبية أم الصفات التي هي راجعة إلى الألوهية .
يقولون تمتثل ولذلك دخلوا في مسائل في الفناء إلى آخره يعني ليس هذا محل بيانه .
أهل السنة في هذا قالوا هذه المسألة ينظر إليها بمعرفة العبد لنفسه وبعلم العبد بربه جل وعلا فإن العبد إذا علم حق الله جل وعلا وعلم ما يستحقه جل وعلا من الصفات التي لا يشاركه فيها أحد وعلم الصفات التي أحب من عباده أن يتمثلوها في أنفسهم صار عنده الفرق ، وتارة يكون الفرق بالنظر إلى الدليل وتارة يكون الفرق بالنظر إلى علم العبد بصفات الله جل وعلا ، فمثلا ما ورد من الصفات نثبته ، نقول الله جل وعلا (محسن) وقد أثبت شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله تعالى في أسماء الله جل وعلا (المحسن) وقالوا الله جل وعلا هو المحسن ويحب المحسن من عباده فهذا يثبت ، نقول يتمثل العبد بهذه الصفة ويتأثر بها ويفعل ما يستطيع من ذلك .
(الرحمة) الله جل وعلا (رحيم) ويفعل ذلك (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) .
كذلك (الجمال) (إن الله جميل يحب الجمال) فإذا كان الجمال بما يوافق الشرع فإن الله جل وعلا يحبه من العبد .
فإذن قالوا مدار ذلك على ما جاء في النصوص ، فإذا كان في النص ما يدل على امتثال العبد لصفات الله ، يعني بمعنى تمثله بها وفعله ما يستطيع من ذلك بما يناسب عبوديته فإنه يفعل ذلك لدلالة النصوص على ذلك ، وهذا بحث واسع ربما يطول الكلام فيه لكن هذه خلاصة الكلام .
ثم بارك الله فيك لابد أن تتأمل العبارة ولا تحكم إلا بعد النظر والإمعان فإن سياق الكلام فيه قرينة تدل على سلفيتي لا صوفيتي