تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 29 من 29

الموضوع: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أما الأسئلة الأخري اذا سئل سائل مثلا هل يقدر سبحانه أن يجعل الواحد أكبر من الثلاثة نقول نعم لأنه قادر علي كل شيء وان زعمتم أن هذا ليس بشيء قلنا أنه سبحانه أخبر عن نفسه فقال (فعال لما يريد) فلو أراد ذلك سبحانه لفعله وان لم نستطع نحن تصور ذلك لأن العقل الذي نحكم به علي هذا أنه مستحيل والقانون الذي نقول به أن الواحد لا يمكن أن يكون أكبر من الثلاثة كل ذلك مخلوق وليس أزليا لنحكم به علي الشيء حكما مطلقا أنه غير ممكن الوجود أو أن معني وجوده نفسه باطل
    أخي الفاضل، المعاني الباطلة لا يجوز نسبتها إلى الله تعالى لأنها باطلة في نفسها لا لأنها لا يمكن تصورها!
    فقولك إن الواحد يمكن أن يكون أكبر من الثلاثة يلزم منه فساد معنى الواحد نفسه! (1) وقد تقدم أن التشكيك في ضروريات العقل لا يفضي إلا إلى السفسطة!
    قولك إن القانون الذي نحكم به مخلوق وليس أزليا صحيح من وجه وباطل من وجه.
    فهو صحيح من جهة أن الله قد ركب في عقولنا إدراك المعاني والحقائق، فهي من هذا الوجه مخلوقة. ولكنه باطل من جهة أن المعاني نفسها التي يدركها العقل بذلك هي حقائق وجودية وتجريدية إنما أدركناها بعدما تعلمنا أسماءها. هذه الحقائق منها ما هو ممكن ومنها ما هو ضروري. والذي يعنينا ههنا الحقائق التجريدية الضرورية التي تقوم عليها اللغة. ومن تلك الحقائق التجريدية قولنا (مثلا) إن المعدوم ليس بموجود، أي أن الصفتين متناقضتان، فلا تجتمعان ولا ترتفعان. هذا تناقض ضروري لا يمكن أن يتخلف فيما بين المعنيين أو الصفتين، إذ لو تخلف لبطلت اللغة نفسها (أو ما تعبر عنه من حقائق)، ولجاز حينئذ أن نقول إن الله معدوم وموجود معا! ومثال آخر، قولك إن الأزلي هو ما ليس قبله شيء! فإن العقل يقرر هذا المعنى من قبيل الضروريات التجريدية، فلا يعقل خلافه! فمن قال إن الله يمكن أن يخلق خلقا يجعلون الأزلي في لغتهم وعقولهم مسبوقا بشيء قبله، فقد أبطل بذلك معنى الأزلية وأبطل صفة من صفات الله تبارك وتعالى، فتأمل!
    فإن قلت إن هذه العقول التي قد يجعل الله فيها الأزلي مسبوقا، سيكون لمعنى الأزلية في لغتها لفظة أخرى، فقد أثبتّ بذلك ما نريده، وهو أن تلك المعاني التجريدية صحيحة في نفسها مهما اختلفت عليها الألسنة وأدوات الإدارك والتصور، لا يمكن أن تتبدل (وإلا جاز إبطال صفات الله كلها رأسا!!) وإنما ركب الله فينا العقول لتدركها على ما هي عليه.
    فقول القائل مجموع الواحد والواحد يساوي اثنين، هذا تركيب لمعاني لغوية تعبر عن حقائق تجريدية في الواقع لا يمكن أن تبطل في نفسها، فمهما غيرنا من تلك الألفاظ، فسيظل الواحد وما في معناه، مضافا إلى الواحد وما في معناه، يساوي الاثنين وما في معناها! فلا يعقل أن يقال لو شاء الله لجعل الواحد أكبر من الثلاثة، إذ لا معنى للواحد في اللغة (تبعا للضرورة التجريدية) إلا أنها ثلث الثلاثة! فلو صيره الله مساويا للثلاثة فإن معناه حينئذ يتغير ولابد فلا يبقى هو الواحد!
    والحاصل من هذا كله أن تلك المعاني التجريدية الضرورية لا تعلق لها بقدرة الله تعالى، وإلا لجاز أن يقال إن الله لو شاء لخلق عقولا تجيز انعدامه من الوجود، أو أن يصبح اثنين أو ثلاثة أو ثلاثين، أو أن ينقسم إلى قسمين، أو أن يفعل كذا وكذا مما هو باطل في معناه بتلك الضرورة التجريدية على أي لسان كان فهمها وإدراكها!
    أرجو أن تتأمل هذا الكلام جيدا بارك الله فيك، ففيه - إن شاء الله - رفع الإشكال ودفع الالتباس.
    --------------
    (1) ولو فسد هذا لانسحب معه بطلان معنى واحدية الله جل وعلا، واستواء الواحد بالثلاثة كما هي عقيدة النصارى، فتأمل ما يلزمك من إبطال صروريات العقل بارك الله فيك!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  2. #22

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أخي الكريم أبو الفداء لماذا تخلط بين ما تسميه أنت حقائق تجريدية وبين صفات الله فصفات الله سبحانه وتعالي أزلية
    فأنا أسألك سؤالا الحقيقة التي تقول أن الواحد زائد واحد يساوي اثنين هل هذه الحقيقة أزلية أم مخلوقة؟

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أخي الحقائق التجريدية - على المفهوم الذي تقدم تحريره - ليست بمخلوقة، وإنما خُلقت في الإنسان القدرة على فهمها وصياغتها في إطار لغته! فإن قلتَ إن لازم كلامي أني أثبت ذاتا أزلية مغايرة لله تعالى فقد عجزت عن فهم معنى (الحقائق التجريدية)! لسنا نتكلم عن ذوات وإنما عن معاني كلية لا تفهم إلا في الأذهان. فهي صحيحة ولابد قائمة ولابد ما وُجدت الأذهان التي تدركها! فلو جاز بطلانها في عالم غير عالمنا لجاز بطلانها بعموم ولفقدت "ضروريتها"، وإذن لبطل علينا إثباتنا لوجود خالقنا بل إثباتنا لوجود ذواتنا، ولخربت علينا عقولنا كما تقدم!
    فالسبب في إشارتي إلى صفات الله تعالى في كلامي الآنف = إلزامك بأنك إن زعمت إمكان وجود خلق لله تعالى يقلب تلك المعاني الكلية ويخالفها (أي لا يعقل في ضرورته العقلية إلا خلافها) فقد أجزت إبطال صفات الله تعالى بذلك! فإنه لا يسعك أن تقول إن صفات الله تعالى التي نعرفها كانت لها في يوم من الأيام معاني عند بعض خلقه بخلاف ما نعقله لها، كأن يعقل مخلوق ممن ركب الله فيهم العقل معنى كونه الواحد الأحد (مثلا) على ما نعقل نحن أنه معنى الثلاثة، فتأمل يا رعاك الله!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    وقد سبقت مناقشة مسألة أزلية الضروريات الرياضية من قبل في هذا الرابط:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10950
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    قدرة الله تعالى ليست مقيدة بالقوانين الطبيعية،بل الله تعالى يستطيع فعل الاشياء ويقدر عليها من دون توسط هذه القوانين، كما ان الله عز وجل فادر على الغاء هذه القوانين والعمل كما يشاء وهذه ما يدل عليه قوله تعالى(إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون)

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أخي (صادق صادق) كلامك خارج عن محل النقاش، فأعد تقليب النظر في المسألة بارك الله فيك.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #27

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    جزاك الله خيرا استاذنا ابو الفداء على التوضيح ......
    وأعجبني القول التالي من أنكر أزلية الضرورات العقليه يحرق بالنار فان اعترف بالالم فقد
    اعترف بازلية الضرورات العقليه فان لم يعترف احترق وارتحنا منه

    أكرر شكري لك فقد ازددت علما في هذه المسأله ....

  8. #28

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أولا شكرا للأخ عبد الرحمن علي مسألة الحرق
    ثانيا أخي أبو الفداء ليس في هذا الوجود الا خالق أو مخلوق وكل ماسوي الله فهو مخلوق سواء كان معاني تجريدية أو ضروريات عقلية أو ذوات قائمة
    ثالثا هذه الضروريات حتما هي شيء والله خالق كل شيء والله سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فلو أراد سبحانه تغيير ما تحسبه أنت ضروريات لفعل سبحانه
    رابعا حري بالعاقل أن يتأدب مع ربه وأن يحترم عقله بالزامه حدوده التي يستطيع أن يعمل فيها قبل أن يحكم علي قدرة الله بأن هناك ما هوممكن تتعلق به القدرة وماهو مستحيل عقلي لا تتعلق به القدرة حتي ولو حاول الفرار من هذا بزعمه أن المحال العقلي ليس بشيء!!! والله أخبر أنه علي كل شيء قدير ثم يخرج من هذا بأن القدرة لا تتعلق به!!!فالله سبحانه أخبر أيضا أنه فعال لما يريد فكل ما أراده الله فعله وماشاء الله كان لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يمكن أن تقيد فتقول: فعال لما يريد من الممكنات عقلا!! أو تقول أنه لا يريد أبدا هذا
    خامسا المشكلة الكبري والتي تتضح من معظم ردود اخواني أكرمهم الله أنه يقول لك اذا قلت كذا فسيخرج الملحد والنصراني ويقول كذا مالي أنا والملحدين والنصاري نحن نبتغي الوصول الي الحق بصرف النظر عن تخريف الملحدين والنصاري والرد علي هؤلاء يكون ردا شرعيا بالقران وبالسنة ففيهما الكفاية بعيدا عن السفسطة والانجرار معهم في تخريفهم

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: سؤال حول قدرة الله -عز وجل-والممكنات عقلا

    أخي الفاضل، كنت أظنك مستفهما مستشكلا تريد استيضاح المسألة، لكن اتضح لي أن الأمر ليس كذلك.
    ثانيا أخي أبو الفداء ليس في هذا الوجود الا خالق أو مخلوق وكل ماسوي الله فهو مخلوق سواء كان معاني تجريدية أو ضروريات عقلية أو ذوات قائمة
    وهل نفينا أنه ليس في الوجود (خارج الأذهان) إلا خالق ومخلوق؟ هذا لا ينازع فيه عاقل! ولكن المعاني المجردة الموجودة في الأذهان منها ما يعبر عن موجودات في الخارج، ومنها ما يعبر عن صفات تلك الموجودات وأحوالها وعلاقاتها! فلا يصح بالعقل أن يوجد مخلوق عاقل إلا وهذه الضروريات قائمة فيه، وهذا مطرد في كل كائن عاقل خلقه الله في الوجود! ولو أنك أبطلت أصول العقل (التي خلق الله فينا القدرة على إعمالها على الأسماء المرتبطة بتلك الموجودات وعلاقاتها في الخارج) لما جاز لك أن تقول إنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوق أصلا، إذ كيف عرفت الفرق بين معنى الخالق والمخلوق دون الاستناد إلى تلك الضروريات ابتداء؟؟ وهل ترى أنه يمكن أن يوجد كائن عاقل من مخلوقات الله يرى خلاف ذلك المعنى، لاختلاف ضروريات عقله؟ كلا! إذ لو جاز ذلك، لما صارت ضروريات ولبطلت حجتنا العقلية في إثبات وجود الله بالأساس!
    كيف يصح أن يركب الله عقلا في مخلوق فلا يرى بضرورته في القضية (أ) إلا القيمة (س) وعقلا في مخلوق آخر لا يرى بضرورته في القضية (أ) إلا القيمة ( ص) وليس (س)، ثم تكون كلا القيمتين حقا وصوابا في نفس الأمر؟؟! القضية (أ) إما إن الحق فيها (س) أو ( ص)! لماذا؟ لأن الحق - بضرورة العقل واللغة - قيمة واحدة لا تتعدد في نفس الأمر: إما أن المعنى الذي نسميه حقا يطابق الواقع أو لا يطابقه!! فلهذا نقول إن استحالة أن يوجد مخلوق يرى ( ص) بضرورة العقل بدلا من (س)، هذه لا تعلق له بقدرة الله تعالى، لأن إثبات إمكان هذا التناقض يفضي إلى إبطال معنى الحق نفسه عند جميع المخلوقين أيا ما كانت صفة عقولهم، ومن ثمّ إبطال الحق وإحقاق الباطل وهدم العقل كله جملة واحدة، وهذا ممنوع لا يصح!
    فهذا ما قلناه وأعدناه مرارا ولكن صاحبنا هداه الله يصر على أن ضروريات العقل يمكن أن تتغير، فالله يتولانا ويتولاه!
    ويعجب الفاضل لماذا نحاول لفت انتباهه إلى ما يلزم من كلامه هذا من انهيار حجة العقل في وجه الملاحدة، يقول مالي ومال الملاحدة (مع أن المقال الذي جاءنا يسأل عنه بالأساس مكتوب في الرد على الملاحدة)!!
    على أي حال فليعذرني أخونا الفاضل إذ أرى إنهاء الموضوع عند هذا الحد قبل أن يؤول الحوار إلى السفسطة (وكل من لا يرى في ضروريات العقل ضرورة ثابتة فهو سوفسطائي بإجماع العقلاء).
    شكر الله الإخوة المشاركين، والله الموفق للرشاد.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •