أن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله تعالى فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله r﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71، 72].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم من النار وكل ما قرب منها من قول أو فعل.
عاقبة سوء الأخلاق:
الباحث في وضع الأمة وفي عللها والباحث عن أدوائها يرى أن المصيبة متوارثة من الأمم السابقة فالهدى ميراث، وكذلك الأمراض والجراثيم ميراث أيضا فما أهلك الحضارات وضيَع الأمم إلا سوء الأخلاق، وسوء الأخلاق الآفة القصيرة التي تهدم الأفراد وتهدم البيوت، وتهدم الأمم وهو المرض الذي لا يدري المرض من أين يؤتاه ، رغم أنه مركوز في الفطر حب حسن الخلق، كل إنسان على وجه الأرض مؤمن أو كافر يأمل ويتمنى أن يكون في أعلى درجات الأخلاق، كل الناس يتمنى أن يكون هذا الشهم ذي المروءة الكريم الجسور الشجاع الوصول الودود الرحيم الرفيق كل هذه الصفات، كل منا، من جنس البشر مؤمن وكافر يتمنى أن تكون فيه هذه الصفات، ولذلك بعد بحث هذه المسألة في الأمم السابقة وفي أمتنا كان لابد لنا أن نصنع فيها بحثا وسلسلة طيبة وهي «بغية المشتاق إلى مكارم الأخلاق»، كيف تُجمع لك عناصرها؟ وكيف تُؤتى أكلها؟ وكيف تكون رجل على منوال الرجل الأول الذي ذكاه ربه ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾؟ [القلم: 4].
مفهوم الدين الإسلامي:
إن الأخلاق هو دين الإسلام، لو سئلت ما هو دين الإسلام، فالإجابة هي الأخلاق، كما قال النبي r«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لأتمم مكارم الأخلاق، أي ما نقص من الأمم الأخرى كما بني بيتا أُدخِلَ وحُسِّنَ غير حجر واحد في جدار فيه، فقال النبيr فأنا الحجر وأنا آخر الأنبياء وأنا متمم الرسالات r، فجُمِعَت له هذه المكارم، ولذلك دهش أصحابه y من أخلاقه ومن سجياه، والأخلاق الفاضلة كنز مفقود بين جنبيه، لا تظنه سهل التناول أو أنه يأتي بالأماني،فالأخل اق لا تأت إلا بمجاهدة النفس مجاهدة شديدة، لكي تستقيم لك نفسك، فإن لم تستطع أن تجاهد هذه النفس من عوارها فلن تصل إلى الكمال أبدا، فمدار هذا المعترك على مجاهدة النفس، فرق كل ما يشين وفعل كل ما يُمدح ويجعلك رجل بسيط.
فالأخلاق الفاضلة جهاد لرجال سبقوك، عصموا أنفسهم من الذلل ومن الخطأ وكل ما يتنقص منه البشر، ولذلك القرآن كله جاء أخلاق و كذلك الحديث كله أخلاق،و في هذه الحلقة أرسي قاعدة لأنها سلسلة قوية في النفس طويلة في المدد، وسنقسمها إلى أبواب ثم فصول، فكل باب له فصل فيه خلق من أخلاق الإسلام الذي تسموا بها وتنتثر.
أما اليوم فنضع القواعد، قواعد ما ترموا إليه وما تصبوا إليه، فالإسلام كله أخلاق، كما قال تعالى اسمع: ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ﴾ اسمع إلى الصوت الهامس ﴿أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: 1: 6] آية في سورة المطففين، ترسي قاعدة هامة جدا من القواعد، نتلوها بسرعة عجيبة ونمر عليها مرور الكرام، لا ندري ما هي القواعد التي أرستها هذه الآية؟
من الآيات التي ترسي قواعد في الدين:
قالI ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]، تخيل خير أمة أخرجت للناس من ظلمات الجاهلية ومن ظلامة الجهل، ومن عرامة الشهوة ومن فجاجة السلوك، من قطع طرق وزنا ودعارة وغيرها وأكل ربا، يخرج من كل هذا الغبش ومن كل هذا الغث، ومن كل هذا السيل الوبش خير أمة أخرجت للناس ما الذي هذبها؟ ما الذي شذبها؟ ما الذي رقق طباعها حتى وصلت إلى هذا المستوى المأنوس العالي؟ إنه الوحي، بشقيه: قرآن وسنة،انظر لمثل هذه الآية وهي ترسي قواعد مجتمع نظيف أن لك مثل الذي عليك وأنك وأخوك سيان في ميزان واحد لا تؤثر عليه ولا تستأثر عليه.
كذلك قولهU ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]، ما الذي جعلك تكِيل بميزان؟ وتُكيِّل بميزان؟ حب الأثرة، الفردية، العلماوية الغربية، التي أرادوا أن يعمموها للناس، أي أن يكون الرجل عالما بذاته، لا علاقة له بمجتمعه، كالقط يخطف بغيته وينطلق، لا يبالي بمن جاع وبمن عطش وبمن مات وبمن مرض، الإسلام جاء لغير ذلك، ولذلك وضع قواعد العقاب في هذه المسألة الذي يحيا حياة فردية ليس معنى وليس منا ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ﴾ أي أنك إنسان متفاعل مع المجتمع. أدب كريم، يعلمك كيف تحترم أخاك المسلم في بيعه وفي شرائه وفي حياته، ولذلك رتب هذا الباب.
أسلم أبو هريرة في العام السابع الهجري، وذهب إلى خيبر كان النبي فيها، قدمنا على النبي في خيبر يوم أن أسلمنا، قال فأدركته وهو يصلي الفجر وهو يقرأ ﴿ وَيلٌ لّلْمُطَفِّفِين َ﴾، فجاء في ذهني البائع فلان الذي في بلادنا في دوس، قلت ويل له وويل له، أما لو سمع ذلك، جاء في ذهنه البائع الفلاني، ترسي قواعد مجتمع متماسك، آية واحدة، مجتمع متماسك، أن ما لك مثل الذي عليك.
انظر الحديث الآخر وهو يبين ويوضح هذا، «المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يسلمه،كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، أخلاق كاملة، بعض الناس أخذت هذه الأحكام من هذه الآيات ومن هذه الأحاديث ورتبت أنها آيات أحكام، نقول له أبدا هذه آيات أخلاق بناء أمة.
كل القرآن بناء أخلاق.
أنظر مثلا، ﴿ ولَا تَجَسَّسُوا ﴾ أدب، ﴿ولَا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12] أدب يربيك على الأدب، بل في حالة الفتنة أيضا، يربيك على الأدب أن تقوم بواجب الأدب، ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات: 9] أدب، ﴿فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى﴾ إلى من تنضم أنت؟ إلى من تنحاز؟ أدب، اسمع إلى هذه الروعة.
كان خلق النبي r القرآن.
لما سأل رجل عائشة t، كيف كان خلق النبي r؟ قالت بني: « كان خلقه القرآن، قال: فأخذتها وكفتني فلا أسأل بعدها شيء»كان خلقه القرآن، إذن كان منهجه القرآن، يخاصم من خاصم القرآن، ويصالح من صالح القرآن، ويقاتل من قاتل القرآن، ويحرِّم من حرم القرآن، ويحل ما أحلَّ القرآن، إذن كان خلقه القرآن، منهجه، إذن القرآن منهج أدب، والأدب موضوع أعلى من الأحكام.
الفرق بين الأحكام والأدب.
الأحكام فرع من الأدب، فالحكم أن تراعي منطوق النص، تخشى أن تقع في الإثم وتخشى العقوبة ولكن الأدب تراعي الحكم وتراعي ما يدور حوله، وتراعي واقع المجتمع وما تدور فيه الآيات والأحوال، درجة أعلى الأمم التي بادت ما بادت إلا بهذا السبب، فكل الناس جميعا يرنون إلى هذا المستوى العالي مستوى هذا الأخلاق الراقي.
اسمع لأنس وهو يقول للنبي r: خدمت النبي عشر سنين: ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته، وما قال لشيء لم أفعله لما لم تفعله، فإذا عنفني أهله، قال: «دعوه فإن كل شيء بقدر»قرآن يتحرك،ولذلك أمة متماسكة الأوصال قوية المفاصل حتى جاء الخلق الأخير، وفرطوا في قرآنهم وفرطوا في سنتهم وفرطوا في أدبهم وفي منهاجهم، وصاروا إلى العلماوية وإلى الفردية، كل يفكر في نفسه فقط، حتى المهتدين الذين يسمونهم الملتزمين، يقول أنا نفسي ما لي ومال غيري، ﴿ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: 105].يقول : نفسي نفسي، إذن نجحت العلمانية في تربية أفراخها، بين أعشاشنا وبين أوكارنا، مع أنها تأخذ من هدينا.
أجمع آية في الأخلاق .
قال جعفر الصادقأجمع آية في الأخلاق، في قوله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، أي ما فضل منهم، لا تعنتهم في أن تأخذ منهم نفقة، خذ منه لا تستقل، خذ العفو من أموالهم وخذ العفو من أخلاقهم.
المراد بالعفو من الأخلاق.
أي إذا اعتذر لك معتذر فاقبل عذره هذا عفو، ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [البقرة: 219] عدم تحميل الناس مالا يطيقون، قد يطيقون، فلا تحرج الناس فيما لا يريدون، أدب عالي، معك ولا تريد أن تخرج، فأعطاك شيء بسيط، خذه منه، لا تسبب له حرجا، لأن أدب الإسلام أعلى من أي أدب،﴿ خُذِ الْعَفْوَ ﴾ أي من أخلاقهم، من أموالهم، من طباعهم، قد لا يحسن رجل الكلام فيتكلم معك بأسلوب خشن، فأنت تستهجنه،في هذه الحالة، قف، خذ العفو، العفو من أخلاقهم ، هذه هي إمكانياته، فلابد أن تأخذ هذا العفو، أي ما فضل منه وما استطاعه وما تمكن منه ﴿ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ﴾، والعرف هنا هو المعروف، ﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].
تخيل لو لم تُطَبق هذه القاعدة في خطاب الجاهلين، لو خاطبك جاهل ولم تقل سلاما، أو رددت عليه بما خاطبك به، لو كل إنسان فعل ذلك لهلك الحرث والنسل، لكن﴿ سَلَامًا ﴾ قاعدة من قواعد الإسلام، أي تترك هذا الجاهل وتعفو عنه ﴿ سَلَامًا ﴾ المسألة في غاية الأهمية، ترسي قاعدة من قواعد السلام الاجتماعي في المجتمع، حتى لا تصطدم طبقات المجتمع بعضها ببعض، وهي آية.
ولذلك قال جعفر الصادق: هي أجمع آية في كتاب الله تعالى، أجمع آية، أي خذ ما سمح لهم يفسر بعضها أيضا في قوله r لمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن وقال له يا معاذ افعل كذا وكذا وكذا، و﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بهَا﴾ [التوبة: 103] «وإياك وكرائم أموالهم»، أي أفضل ما في أموالهم لا، هذا يبين لك خذ العفو، إياك والكرائم، والكريم من كل شيء أعلاه، وهذا باب في الكرم، مكارم الشجاعة ومكارم الأخلاق ومكارم العفة،ومكارم صلة الرحم، ومكارم الأخوة، كل باب اسمه مكارم، وهذا دل على أن كلمة مكرمة يعني أعلى ما في الشيء، فالنبي يقول له «إياك وكرائم أموالهم» أي لا تأخذ أفضل ما في أموالهم لا تأخذ السمينة من الإبل ولا تأخذ الأفضل من الحبوب،أي حاصل ضرب المتوسط، وهذه أخلاق عالية ومستوى من العدل عال جدا، يدشنه النبي r في بلاد اليمن مع داعيته معاذ بن جبل t، أي أخلاق كانوا عليها؟،والأخلاق تبدأ بحسن الخلق مع الله تعالى أولا، قبل أن تبدأ بحسن الخلق مع العبيد، فلو حسن خلقك مع الله تعالى، لزكاك وحسنت أخلاقك مع العبيد، .
معنى حُسن الخلق مع الله تعالى.
أن تصدق خبره على الغيب، وأن تؤمن به وتسلم به تسليما ولا تناقش ولا تجادل، هذا هو حسن الأدب مع الله تعالى، كما أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي r: «إذا سقط الذباب في شراب أحدكم فلا يمجه فليغمسه ثم يخرجه» حديث الذبابة مشهور، كذبه عشرات المتشككين في دينهم،لأن في أحد جناحيها داء وفي الآخر دواء، وعندما تسقط الذباب في الشراب تبدأ بالدفاع أولا، تقدم الجناح المسموم ،فكان من تمام الهدي وكماله أن تغمسها، لأن في أحد جناحيها داء وفي الأخر دواء، فأنت تعالج مافي الجناح الأول بالجناح الثاني، وهذا غيب من الغيوب لا يعلمه إلا اللهU الذي أوحاه إلى النبي r .
فمن حسن الأدب مع الله تعالى: أن تصدق بغيوبه وتصدق ما صدقه نبيه r لا تناقش ولا تجادل، عشرات الألوف من هؤلاء المترددين في دينهم قالوا ما هذا الحديث؟ هذا حديث باطل لم يرويه النبي r إنه شيئا تعافه النفس وكذبوا وقالوا وقالوا، ومنهم علماء كرام تقول سبحان ربي، كما قال هو r ﴿سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا﴾ [الإسراء: 93] ولذلك نعم الأستاذ ونعم المؤدب r.
وأيضا من حسن الأدب مع الله تعالى: عندما يأتيك الخبر بأن الخلائق يقفوا يوم القيامة خمسين ألف سنة خمسين ألف سنة،كيف ذلك؟ كم كذب بعضهم قال تدنوا الشمس من رؤوس الخلائق على قدر ميل، فقالوا ندري ما الميل أهو ميل المسافة أو ميل المكحلة؟
على أي ميل لو دنت، العلماء يقولون لو دنت الشمس ملي متر واحد عما هي الآن لحرقت الأرض ومن عليها، الميزان الموضوع به الكواكب ميزان رباني لا يتغير ولا يتبدل، وتتعجب لما يكتمل البدر ليلة أربعة أو خمسة عشر يشتد جذر ومد البحر، وجذر ومد البحر لا يشتد إلا في عند تمام القمر، ما بالك لو أن القمر تمام دائما لغرقت الأرض.
هل علمت الحكمة، ولذلك لابد أن تأخذ خبرة بالتصديق ولا الضالين آمين وهذا من حسن الأدب مع الله تعالى ومع النبي r فلابد أن تحسن أدبك مع الله ومع رسوله تقرب الشمس كيف؟ إذا كان الشمس لو ملي متر واحد قربت لحرقت من في الأرض فكيف تقرب على قدر ميل لو ميل المسافة ستة عشر كيلو يعني يبقى الأرض صارت جهنم.
نقول له لا تقيس يوم القيامة بأيام الدنيا اختلفت عندك المقاييس، ودليل اختلاف المقاييس أنك ستقف على قدمك خمسين ألف سنة هل تستطيع في الدنيا أن تقف خمسين ألف دقيقة، إذن المقاييس سوف تختلف فلا تأخذ مقاييس يوم القيامة بمقاييس الدنيا لأنها تختلف بطبيعة الحال، إذن من يكذب هذا الخبر إلا سيء الخلق مع اللهU ومع رسوله r، يبقى إذن من أول الأدب الذي تأدب به حسن الخلق مع الله تعالى أن نصدق خبره عن الغيب، ونصدق رسوله r على الغيب، ونبدأ بذلك بحسن الأدب مع الله تعالى.
ومن الأدب مع الله تعالى.
عندما تقف بين يديه في الصلاة، ما هو أدبك مع الله تعالى؟ كيف خشوعك؟ وأنت تنظر إليه وهو قبالتك في القبلة كيف تنظر إليه، وعقلك يتشتت يمنة ويسرى،. أي أدب مع الله تعالى وأي التزام بهذا الأدب عندما يناديك وأنت تترك الأذان وتسمعه وتطوحه ولا تلبي هذا النداء، أهذا أدب لأهل الإسلام مع الله تعالى في دينه وفي عبادته يناديهم منادي الصلاة ولا يجيبونه، إذن كي تتأدب بالأدب الصحيح لابد أن تتأدب مع الله أولا ثم مع بعد ذلك تأدب مع عباده .
مكانة حسن الخلق .
قال:r«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وكما جاء في الصحيحين وعند أهل السنن «إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» وأن أكثر ما يدخل الجنة البر وحسن الخلق، وحَسَن الخلق يدخل الجنة قبل العابد سيء الخلق ولذلك قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى- (لأن أصاحب فاجر حسن الخلق خير لي من أن أصاحب عابد سيء الخلق،) وحسن الخلق زمام في أنف صاحبه، زمام من البر في أنف صاحبه، والبر من الجنة يسوقه إلى الله تعالى وإلى الجنة، وسوء الخلق زمام من الشيطان يجر صاحبه إلى النار، ولذلك قال أهل العلم أن سيء الخلق ليس له توبة، لأنه كلما تاب من ذنب وقع في ذنب آخر، هذه حياته هكذا فحتى يفضي إلى النار، وكما سئل النبي r أو ذكر النبي r لامرأة كانت تصوم النهار وتصوم الليل ولكنها كانت تؤذي جيرانها قال: «هي في النار» لأن سوء الخلق مصيبة لا تنجبر أبدا، العبادات تنجبر أما سوء الخلق لا ينجبر، إذا أصيب الإنسان في خلقه فهذه أشياء لا تنجبر أبدا على الإطلاق ولا يجبرها شيء.
ولذلك أقرب الناس إلى النبي r هم أحسن الناس خلقا، ولذلك كان أقرب الناس إليه من أصحابه أحب الناس إليه أكثرهم أخلاقا في رقة طبع ونفاسة معدن رضي الله عنهم جميعا.
مفهوم حسن الخلق .
إذن هذه مسألة لابد أن نراقبها، وحسن الخلق لا يأتي عفوا ولكن أن تجعل نفسك مراقبا على نفسك مراقبا على ألفاظك لا تخرج إلا الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ [الإسراء: 53]. ويقول التي هي أحسن فالتي هي أحسن لا تولد شجارا ولا عراكا ولا خلافا، إنما يولد الشجار والعراك والخلاف التي هي أفحش بطبيعة الحال، والشيطان دائما ينزغ بينهم فإذا قابلت إنسان لابد أن تقابله بكلام لين، ولذلك قالوا
حسن الخلق شيء هين
طلاقة وجه ولسان لين
شيء هين طلاقة وجه ولسان لين فلما تقابل الرجل تخاطبه بأفضل أخلاقك وبأحسن ألقابه هكذا نبه النبي r؛ لأن من علامات القيامة أناس تقوم عليهم الساعة تحيتهم اللعن،ولذلك لا تخاطب أحدا قبل أن يلقي عليك السلام لأن السلام هو السلام وهو افتتاح لما هو طيب والشيطان لا يدخل مع السلام، فلذلك لابد أن تراقب فمك مراقبة شديدة ترقب لفظك، وترقب مطعمك، وترقب كسبك، وترقب أفكارك عن الناس، مسألة هامة جدا.
لن تستطيع أن تصل إلى مستوى أخلاق الرسل إلا إذا كان أحاد المسلمين مثلك تماما: في الأهمية وفي التوقير والاحترام، هذا واجب النبي r كان يذكر رجل بالفحش والتفحش لما نادى من على الباب فلان بئس أخو العشيرة، فتعجبت عائشة لتصرف النبيr، قال لها: «يا عائشة إن من أشر الناس منزلة عند الله تعالى من يتقى مخافة فحشه» وهذا الفحش والتفحش ليس من الإسلام في شيء وليس من أخلاق النبوة والرسل في شيء ولذلك كان النبي هو الميزان الكامل ﴿ولَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: 11].
هذا هو القرآن الذي كان هو خلق محمد r وواجب علينا أن يكون هذا من أخلاقنا ، إذن عندما نطبق القرآن كواقع أخلاقي وشرعي، تجد كم الانفصال الهائل عن هذا الدين يبين لك ويتضح كم الانفصال الهائل عن الدين للأمة كلها انفصال هائل تجد من يسمع وأنت لم تأذن له وهذا أدب غالي جدا من سمع لقوم رغم أنوفهم أو هم لا يرغبون في ذلك صب في أذنيه الآنك يوم القيامة لأنه سرق ونهى عن التجسس ونهى عن التصنت ونهى عن أن تسمع لأناس لا يريدونك أن تسمع كلامهم هذا لا يجوز لك أدب عالي،ونهى r أن يمشي الثلاثة فيتناجى اثنين دون الثالث لأن هذا يوغر صدره وهذا يؤثر في نفسيته وهذا لا يليق بالمسلمين أن يفعلوا ذلك.لأن السنة ترفض ذلك، إنك توغر صدره كيف تقرب رجل على حساب الآخر، دين متكامل من كل عناصره لو أخذته كله كهدي واهتديت به لصرت الإنسان الكامل الذي ترنوه، فالإسلام جمع كل الصفات، ومحمد r النموذج الذي نقيس عليه وبعد محمدr نتكلم عن أصحابه الذين بعده، وبعد أصحابه التابعين، أقول لك تخيل هذه خير أمة أخرجت للناس كيف طبقت كل عناصر الإسلام، انظر مثلا في الشجاعة كان محمد r من أشجع الناس وهل هذه صفة لا تكمل الأخلاق إلا بها، فإن الجبان لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، والجبان لا يقاتل ولا يحارب ولا ينصر دينا، ولا يرفع للإسلام راية، ولذلك من تمام كمال الإسلام خلق الشجاعة وهي حلقة من حلقات هذا الفصل الكبير سنذكرها في حينها إن شاء الله تعالى.
وأعجل لك بعض رحيقها فقد حدث حادث في المدينة سمع صوت ضخم في المدينة فخرجت المدينة ليلا فلما خرجوا فإذا بالنبي r قادم راجع من ناحية الصوت على فرس للزبير ركبه عريا، ركبه عُريا أي فرس ليس عليه سرج ولا عليه شيء ،والسيف معلق في رقبته r فلما رجع الناس تسمع صوت فزع وخرجوا جميعا ولكن كان هو أسبق الناس إليه فلما رأى الصوت وعلم ما فيه فرجع قال: ارجعوا لا شيء عليكم لا خطر عليكم فكان من أشجع الناس ومن أقدم الناس لمواضع المهمات ،وكذلك قال علي بن أبي طالب كنا إذا حمي الوطيس أي حمت الحرب اتقينا بالنبي r،(اتقينا) أخذناه ستارة ضد العدو هذه شجاعة رجل وكمال أخلاق ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ .
بما يكون كمال الخلق؟
فكمال الخلق لا يكون إلا بالشجاعة لا يكون إلا بالمروءة، لا يكون إلا بالكرم، إلا بالجود والسخاء إلا بكل صفات المكارم، بالرفق واللين والحلم، والاعتراف بأهل الفضل والجميل كل هذه الأخلاق كل واحدة رتبت لك حلقة في حينها، انظر كم رُتب الهدي ترتيبا واضحا ولكن علينا مع حجاب الزمن هو الذي يجلي لنا هذه الفوائد وهذه الروائع حتى نعرف ما هو الإسلام، ومن هو الإسلام.
متى تكون عظمة الإسلام؟
الإسلام دين عظيم جدا لو قام به أصحابه خذ القرآن وابدأ به كمشروع أخلاقي كيف تتخلق بأخلاقه حتى تصل إلى ما وصل إليه النبي:r، من عجائب هؤلاء، سأعطيك نموذج ،يبين لك كيف كان أخلاق هؤلاء وسنبعد عن عصرين.
القاضي يحيى بن أكثم .
وهذا كان من قضاة العدل في الدولة العباسية عالم متمكن من علمه أديب، قال: بت ليلة عند المأمون،_ المأمون بن هارون_، فعطش فقام يزحف على أطراف أصابعه حتى لا يوقظني، حتى وصل إلى الماء وبينه وبين الماء ثلاثمائة قطر فأخذ كوزا من الكيزان وشرب ثم رجع يتخفف على أصابعه فلما وصل إلى الفراش نام فجاء عند الفجر فاستيقظ فيريد أن يصيح بالغلام لكي يأتيه بالماء للوضوء وغيره وهو ينظر إلى صاحبه نائم لا يريد أن يعكر عليه نومته قال فلما لامست ذلك فقمت قال فجلست على الفراش فلما وجدته يتنحنح ولم استيقظ فجلست على الفراش فلما جلست صاح يا غلام الصلاة ،قال كيف كان مبيتك يا أبا محمد،؟ قال:جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لو استطعت أن أفديك بنفسي يوم القيامة لفعلت،فقد حباك الله بأخلاق الأنبياء، ومنهج الرسل كيف مشيت على أقدامك حتى لا توقظني؟ قال: هذه مروءة والواجب على الضيف ألا يوقظ ضيفه ولا يشغب عليه حتى يستريح، أدب عالي ،تعلمه من النبي r إذا دخل في مكان فيه أيقاظ أو نوام كان يلقي السلام بصوت خافت بحيث ،لا يستيقظ النائم، أدب تعلمه من النبي r ومن هذا الأدب أدب عجيب جدا كانت أخلاقهم تأتيهم على الوسائل طبعا ولذلك قال القائل :( كانت أخلاق أسلافنا تواتيهم على الخير طبعا وأنفسنا لا تواتينا على الخير إلا جهدا).
الأخلاق إما فطرية وغما مكتسبة.
ولذلك قالوا الأخلاق إما أخلاق فطرية أو أخلاق مكتسبة،وإذا كانت الأخلاق فطرية فهي أعلى درجة ،تواتيه نفسه على الخير طبعا إذا رأى مكان المروءة يقوم به بدون تفكير ولا روية، مكان للصدقة يقوم به بدون تفكير ولا روية، مكان للشجاعة والرجولة يقوم به بدون تفكير ولا روية، أما إذا كان هذا يحتاج منك إلى تفكير وروية وحسابات فاعلم أن هذه أخلاق مكتسبة قد تذهب عنك أحيانا وتأتيك أحيانا، فهي ليست أصلية فيك، ولذلك،لابد أن تجاهد نفسك كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾ [العنكبوت: 69]، فإن جاهدت ستصل ﴿لَنَهْدِيَنهُم سُبُلَنَا﴾ وهذا قول الله تعالى ووعده والله لا يخلف الميعاد، لئن جاهدت نفسك فيه وله ، سيهديك سبله بطبيعة الحال، ولذلك كانت توافيهم أخلاقهم مع الخير طبعا، هذه طبيعته، أما نحن لا تواتينا إلا جهدا،فكلما كانت أخلاق العبد فطرية كانت نفقته مقبولة ليس فيها رياء ولا منة ولكن إذا كانت مكتسبة فهو يرائي بها أحيانا،أو يحدث نفسه بها أحيانا فلذلك هي في الغالب تضيع عليه، فلذلك يجهد الإنسان نفسه ويجاهد حتى تكون أخلاقه أخلاق طبيعية.
نماذج لعفوية السلوك.
الحجاج بن يوسف أوقف رجلا للقتل، ولما جاء دوره في القتل قال له يا حجاج: (تذكر موقفي بين يديك وأنت كبير الموقف وتذكر موقفك بين يدي الله وأنت في مثل وضعي وفي مثل حالي. قال أف لهذه الرمم، أما كان فيهم رجل يحسن الاعتذار مثلك، فعفا عنه)، لأن العفو شيء طبيعي ليس متكلف.
فارضة بنت عابد من أنصار بني أمية.
جاءت الواثق والواثق كان يتشبه بالمأمون، والمأمون يتشبه بهارون، وهارون يتشبه بالنبي r فقالت: ( السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: لست بذلك، قولي أيها الأمير، قالت السلام عليك أيها الأمير _فهذه امرأة من بني أمية من الذين قتلوا علي بن أبي طالب وقتلوا الحسين وسموا الحسن وسبوا علي على المنابر وإلى أخره، فعلوا من الجنايات ما لا عفو لهم فيه أبدا، _فلما جيء بها إليه قالت إني أطمع في عدلك، قال إذن ما أبقيت من بني أمية أحد حيا) فلما قالت أطمع في عدلك، (قال فلك ذلك)فهؤلاء كانت أخلاقهم تأتيهم على الخير طبعًا ،ليس فيه نوع من التكلف
أبو طلحة الأنصاري.
لما نزلت الآية ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا﴾ [آل عمران: 92].فلما سمع الآية تبرع بالحديقة فورا، لم يفكر ولو قليلاً، نفوس تأتيهم على الخير أخلاق فطرية صحيحة سليمة، كيف نصل إلى ذلك؟ أقول لك بالمجاهدة كما قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنهُمْ سُبُلَنَا﴾.
قال ابن لقمان لأبيه.
(يا أبتِ ما هو أفضل شيء في الدنيا قال: الدين يا بني،قال نعم أبغني ثانيا قال المال يا بني، قال أعطني ثالثا يا أبي: قال الحياة،قال يا أبتِ أبغني رابعة قال: حسن الخلق،قال يا أبتِ: أبغني خامسا قال السخاء يا بني،قال يا أبت أعطني سادسا: قال يا بني لا سادس لها فإن اكتملت هذه الخمس كان هذا عبدا ربانيا لله وليا ومن الشيطان بريا) انفصال بينه وبين الشيطان مستوى عالي، ولذلك هذه الحلقات لابد أن تقبض عليها بخناصرك وتعقد عليها الخناصر،لأنها مبذول فيها الجهد ومبذول فيها الوقت وأرجو ألا تضيع سدى، حتى نصل كيف وصل أصحاب محمد r إلى هذا المستوى العالي كانوا يرقبونه في طعامه وشرابه وفي نومه وفي قوله وفي فعله وفي حياته لأن خلقه كان القرآن، فالقرآن إذن ليس كتاب أحكام فقط، ولكن كتاب آداب، فالآداب جمعت الأحكام وما يدور حولها وما يراعيها، .
ما يدل علي كمال الدين الإسلامي.
ولذلك كان هذا الدين من أكمل الملل ومن أكمل الأديان وهو أكمل من اليهودية، وأكمل من النصرانية يدل ذلك في القصاص، القصاص في اليهودية ، من أحدث حدثا في اليهودية لابد من قتله،في المسيحية من أحدث حدثا لابد من العفو، في الإسلام فقد جمع بين الاثنين القصاص و العفو فدل على كماله وتمامه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فعند المسلمين هذا جائز وهذا جائز إذا تراضى أصحاب القصاص على الدية أخذوها إن لم يروا إلى القصاص، فالقصاص فالدين الإسلامي جمع بين محاسن الدينين وكمل كمالاً ما بعده كمال، ولذلك المشكلة التي تعانيها ونعانيها نحن أننا ما قرأنا هذا الدين بعد، ما درسناه دراسة منهجية علمية صحيحة بعد، كل الذي نسمعه محاضرات،لم تشبع من شيء لم تصل لمستوى علمي متين تعرف حلاوة هذا الدين، من علمك حلاوته من ساقك إلى موارده لكي ترتوي وترتوي وترتوي حتى تصل إلى هذا الرواء وتتخلق بأخلاقه، حركة إسلامية،ولحى وكل هذا ولا تجد فائدة، نعم لأنها لم تعرف الإسلام بعد لم تقرأه قراءة متأنية قراءة أصولية منهجية حتى تتخلق بأخلاقه وتتمنهج بمنهجه، ولذلك أيها الكريم لابد أن تتأصل تأصيلا علميا صحيحا حتى تعرف قدر هذا الدين لأنه من أعظم الأديان ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]. والذي هو رضا لله تعالى لا يكون إلا كامل،من جميع نواحيه من الأخلاق ومن الآداب ومن الجهاد ومن غيره، فلذلك إن أردت أن تتسلح بالإسلام لابد أن تجمع هذه العناصر فليس للجبان نصيب، ولا البخيل نصيب، ولا للكذاب نصيب، ولا للخسيس والدنيء نصيب كل هذه المسائل ترمى في المزابل ليست لها قيمة عند محاسن الأخلاق وعند كمالها فلابد أن تتسلح بهذه العناصر التي سنسوقها إليك إن شاء الله تعالى في أيام قادمة، وكل واحدة تمرن نفسك عليها لا أقول لم تولد شجاعا ،والمرء لم يولد هكذا، ولكن لابد أن يكتسب هذه الأخلاق ولذلك لو لم تكن الأخلاق المكتسبة لها فائدة ما كان للوعظ والتعليم فائدة، نعلم أن الأخلاق المكتسبة لها فوائد لأننا اكتسبناها من التعليم والعلم وطالما هناك تعليم وعلم فلابد من اكتساب خبرات مع المركوز في الفطر كالأخلاق الفطرية.
فادعوا الله تعالى أن يصلح حال المسلمين وأن يرزق المسلمين أخلاقا حسنة وأن يعلمهم دينهم، اللهم علمنا العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا العلم النافع والعمل الصالح، اللهم نسألك الصحة والعافية وحسن الخلق،رب آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من ذكاها أنت وليها ومولاها،أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
الدرس الأول نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن )
حمل الدرس مفرغ:
http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=628
الرابط الصوتي
http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=78