فائدة من كتاب (دُرَر الْعَقِيلَة فِي شَرْحِ الْعَقِيلَةِ) لعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرخَانٍ الْمَكِّيِّ بتحقيق/ فرغلي عرباوي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد للهالقائل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:18)، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيِّدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم القائل: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »([1])، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق والسداد:
أوَّل هذا المخطوط: " الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً أما بعد:
فيقول العبد المفتقر إلى الله عبد الرحمن بن محمد بشير خان الحنفي مذهباً والإله بادي مسكناً: إنَّ أحبَّ الأصدقاء وأعزَّ الأخلاء الحاذق الفائق الحافظ القارئ المولوي محبوب علي بن الشيخ رجب علي الحنفي مذهباً واللكنوي وطناً؛ لما قرأ القراءات العشر، وطيِّبة النشر في القراءات العشر، والدُّرَّة في القراءات الثلاثة للإمام الجزري،([2]) والتيسير في القراءات السبع للداني،([3]) وحرز الأماني في القراءات السبع، والعقيلة في الرسم العثماني للإمام الشاطبي،([4]) فلم يعتص([5]) عليه شيء إلا العقيلة.
فسألني مرَّة بعد أُخرى أن أكتب شرحاً للعقيلة، موضِّحاً مبهماتها ومجملاتها ومعضلاتها، ومعيِّناً كلماتها بمواضعها، وألحَّ عليَّ في السؤال، حتى ما استطعت إلا أن أجبت سؤاله ومأموله، واستعنت في هذا الشرح من الكتب الإتقان،([6]) وخلاصة الرسوم وخزانة الرسوم،([7]) والإتحاف،([8]) والمقنع،([9]) والنشر،([10]) وتاريخ القرآن،([11]) وكتاب الإبريز،([12]) وبحر العلوم المثنوي([13]) في بعض القرآن. ([14])
وسَمَّيْتُهُ بـ: (دُرَرُ الْعَقِيلَةِ فِي شَرْحِ الْعَقِيلَةِ)؛ ولنذكر فوائد مهمَّة قبل الشروع في المقصود تتعلق بالرَّسم والجمع والتَّرتيب ".
وآخر هذا المخطوط: " وقد تم هذا الشرح بحمد الله وشكره يوم الاثنين من رابع جمادى الأولى وابتداءه من الرابع وعشرين من ربيع الأوَّل سنة 1346 ست وأربعين وثلاثمائة بعد ألف من الهجرة النبوية ".
فهرست هذا المخطوط على النحو التالي:
· الباب الأوَّل: الدِّراسة
· مقدِّمة الدِّراسة
· الباب الأوَّل
· المؤلَّفات في شروح العقيلة
· ترجمة موجزة عن ابن بشير خان المكي
· اسم الكتاب وتوثيق نسبته للمؤلف
· منهج المصنف في الكتاب
· وصف المخطوط
· منهج التحقيق
· مصورات من المخطوط
· الباب الثاني النص المحقق للكتاب
· مقدِّمة المصنف
· باب الإثبات والحذف وغيرهما مرتباً على السور من البقرة إلى الأعراف
· ومن سورة الأعراف إلى سورة مريم عليها السلام
· ومن سورة مريم عليها السلام إلى سورة ص
· ومن سورة ص إلى آخر القرآن
· باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها
· باب من الزيادة
· باب حذف الياء وثبوتها
· باب ما زيدت فيه الياء
· باب حذف الواو وزيادتها
· باب حروف من الهمز وقعت في الرسم على غير قياس
· باب رسم الألف واواً
· باب رسم بنات الياء والواو
· باب حذف إحدى اللامين
· باب المقطوع والموصول
· باب قطع أن لا وإن ما
· باب قطع من ما ونحو من مال ووصل ممن وممَّ
· باب قطع أم من
· باب قطع عن من ووصل أن لن
· باب قطع عن ما ووصل فإن لم وأما
· باب في ما وإنَّ ما
· باب أن ما ولبئس وبئس ما
· باب قطع كل ما
· باب قطع حيث ما ووصل أينما
· باب وصل لكيلا
· باب قطع مال
· باب قطع مال
· باب وصل ولات
· باب هاء التأنيث التي كتبت تاء
· باب المضافات إلى الأسماء الظاهرة والمفردات
· باب المفردات والمضافات المختلف في جمعها
· ختام نظم العقيلة
· نهاية المخطوط
· أهم المصادر والمراجع
· فهرس الموضوعات

من الفوائد الواردة في هذا الكتاب قوله:
مصطلح القصيدة
اعلم: أن الناظم لما جاء إلى مصر وأراد أن يتوطَّن فيه رَأَى أن يلخِّص مسائل المقنع في رسم الخطِّ لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، كما لخص كتابه التيسير في القراءات السبع في حرز الأماني.
فاعلم: أن أبا عبيد قاسم بن سلام يروي عن (مصحف الإمام) الذي هو خاصٌّ بسيِّدنا عثمان، وهو المعبَّر عنه في النظم بـ: (الإمام) من روايته، وأما نافع المدني القارئ يروي عن (مصحف أهل المدينة).
فإن اختلف هذان الإمامان في موضع من الرسم ذكر الناظم الاختلاف، وإن قال روى نافع كذا، وقال في الإمام كذا، فالأغلب أن يكون متفقاً عليه، وإن قال في المكي أو البصري أو غير ذلك بتعيين مصحف من المصاحف، فغير ما ذكر يكون خلاف الذي ذكر، وأكثر ما يذكر ما ثبت عنده من تعيين المصاحف المختلف فيها.
وإن قال في المصاحف العراقية كذا، فيكون غير العراقية مسكوتاً عنه، ولا يحكم عليه بأنه متفق عليه أو مختلف فيه، فتارة يوجد خلاف العراقية في الكتب الأُخر؛ لأن الداني ذكر في المقنع رواية أئمة أهل الرسم، وذكر ما رَأَى من الرسم في مصاحف أهل العراق، فروى ما رَأَى منهما بعد تتبعه، وما روى من أساتذته والعراق بمعنى الملك والكورة شامل للبصرة والكوفة، كما أن الحجاز شامل لمكة والمدينة وجدة والطائف([15]) وغيرها.
وأما اختلاف أهل بلد واحد من الرسم في بعض المواضع كزيادة الألف في (لُؤْلُؤاً)(الإن ان: من الآية19) اختلفت فيه مصاحف أهل العراق في بعضها بالألف، وفي بعضها بلا ألف، وكذلك اختلفت فيه مصاحف أهل مكة، والمصحف الذي أرسل إليهم واحد؛ فلعل بعض أهل البلد نسخوا من المصحف الذي أرسل إليهم سيِّدنا عثمان، وبعضهم نسخوه [6/أ] من المصاحف التي كانت قبل جمع سيِّدنا عثمان – رضي الله عنه –؛ أو كان منسوخاً عندهم من غير بلدهم، والناظر يحسبه أنه مصحف عثمان ". ينظر: درر العقيلة في شرح العقيلة لابن شبرخان المكي (26-27)، بتحقيقي.
(انتظر فائدة من كتاب (شرح العقيلة الرائية) لأبي شامة الدمشقي (ت665هـ) تلميذ السخاوي (ت643هـ) والسخاوي تلميذ الشاطبي (ت590هـ).

([1]) [COLOR=window****] أخرجه البخاري في باب (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)، من رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه. ينظر: صحيح البخاري (17/27)،ح5027.[/COLOR]

([2]) [COLOR=window****] محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن يوسف بن الجزريِّ يكنى أبا الخير. شيخ الإقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن)، ورحل إلى مصر مراراً، ودخل بلاد الروم، توفي سنة (833هـ). ينظر: الأعلام للزركلي (7/45)، إنباء الغمر (1/193)، الضوء اللامع (4/461).[/COLOR]

([3]) [COLOR=window****] عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، ويقال له ابن الصيرفي، من موالي بني أمية: أحد حفاظ الحديث، ومن الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره. من أهل دانية "بالأندلس. دخل المشرق، فحج وزار مصر، وعاد فتوفي في بلده. له أكثر من مائة تصنيف، منها " التيسير " في القراءات السبع، و" المقنع" في رسم المصاحف ونقطها ". توفي سنة (444هـ). ينظر: الأعلام للزركلي (4/206)، غاية النهاية في طبقات القراء (1/225).[/COLOR]

([4]) [COLOR=window****] ستأتي ترجمه على لسان المصنف.[/COLOR]

([5]) [COLOR=window****] العَوَصُ: ضِدُّ الإِمكان واليُسْرِ، واعْتاصَ عليه الأَمرُ التوى وصعب. ينظر: لسان العرب (7/58)، مادَّة: (عوص).[/COLOR]

([6]) [COLOR=window****] الإتقان في علوم القرآن مجلد أوله: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب . . . الخ)، للشيخ جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى : 911. ينظر: كشف الظنون لحاجي خليفة (1/1).[/COLOR]

([7]) [COLOR=window****] خلاصة الرسوم في القرآن: تأليف عثمان بن الحافظ عبد الرحمن الطالقاني. ينظر: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/435)، سفير العالمين (1/110).[/COLOR]

([8]) [COLOR=window****] إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر: للإمام أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطي، شهاب الدين الشهير بالبناء توفي سنة (1117هـ). ينظر: الأعلام للزركلي (1/240).[/COLOR]

([9]) [COLOR=window****] المقنع في رسم المصحف لأبي عمرو: عثمان بن سعيد الداني، المتوفى: سنة 444، أربع وأربعين وأربعمائة وهو: مختصر، أوَّله: (الحمد لله الذي خصنا بدينه الذي ارتضاه . . . الخ) ذكر فيه: ما سمعه من مشايخه من مرسوم خط مصاحف الأمصار متفقا عليه ومختلفا فيه . . . الخ، وهو في: معرفة رسوم المصاحف مع بيان القول في كيفية نقطه وأحكام ضبطه على وجه الإيجاز والاختصار، أوَّله: (الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه المنزل . . . الخ)، ثم ذيله بمختصر. ينظر: كشف الظنون لحاجي خليفة (2/1809).[/COLOR]

([10]) [COLOR=window****] للحافظ ابن الجزري، وسبقت ترجمته.[/COLOR]

([11]) [COLOR=window****] تاريخ القرآن: للعالم العلامة المحدث المفتي الشيخ عبد اللطيف رحماني. ذكره المصنف في أثناء الشرح.[/COLOR]

([12]) [COLOR=window****] صرح المصنف باسمه داخل الشرح وهو: الإبريز جمع فيه كلام الشيخ عبد العزيز بن مسعود الدباغ. ينظر: الفهرس الشامل لمخطوطات المكتبة الأزهرية (1/2) تحت رقم (308161/ تصوف).[/COLOR]

([13]) [COLOR=window****] في (ف): " المحشى ".[/COLOR]

([14]) [COLOR=window****] ينظر: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/165).[/COLOR]

([15]) [COLOR=window****] في (ف): " وطائف ".[/COLOR]