بسم الله الرحمن الرحيم
المالك في اللغة:
المالك هو الذي يملك.
أما اسم الله " المالك " ماذا يعني ؟
الله جل جلاله, مالك المُلْك و الملكوت
المُلْك يراد به الحياة الدنيا بصفة عامة
·﴿لَهُمَا فِي السَّمَـوَتِ وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَالثَّرَى ﴾ ( سورة طه الآية: 6 )
·﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ( سورة الأعراف الآية: 158 ) .
الملكوت يراد به عالم الغيب أو عالم الآخرة
·﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ( سورة الفاتحة )
·﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾) سورة غافرالآية: 16).
والله عز وجل مالك المُلك والملكوت، يعني مالك عالم الدنيا وعالم الآخرة

مُلْك الدنيا يؤتيه الله لمن يحب ولمن لا يحب ، أمامُلك الآخرة فلا يأتيه إلا من يحب
فلا تظن أن الله لا يحبك إذا نزع منك الملك, أو إذا قدر عليك رزقك
﴿ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾( سورة الفجر ).
وهذا هو ظن الإنسان في عطاء رب العالمين, ولكن جاء الجواب من رب العالمين:
﴿ كَلَّا ﴾ ( سورة الفجر الآية: 17 ).
لا يا عبادي ، ليس عطائي إكراماً ، ولا منعي حرماناً ، الله أعطى المال لمن لا يحب ، أعطاه لقارون ، أعطاه لمن يحب ، أعطاه لسيدنا عثمان ، أعطى الملك لمن لا يحب ، أعطاه لفرعون ، أعطاه لمن يحب ، لسيدنا سليمان .

مُلك الخلق فانٍ, لأنه
·إما أن يفنى المُلك بضياعه من يد صاحبه, فتُسلب المملكةمن صاحبها.
·أو يزول الملوك أنفسهم عن ممالكهم بالموت.
مُلك الله باق
الله عزَّ وجلَّ, هوالحي القيوم، ملكه ثابت لا يتغير، باقٍ لا يفنى، دائم لا يزول، فلايفارقه ملكه، وكذلك لا يفارق هو ملكه بالغياب أو الموت.
و لذلك قال ربنا:
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ﴾ ( سورة آل عمران الآية: 26 ) .
﴿ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ﴾ ( سورة الفرقان الآية: 2 )

و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
إِن من لوازم الإيمان بهذا الاسم أن ترى كل شيءبحوزتك هو ملك لله عز وجل
فالمال ملك لله لا يصرفإلا فيما يرضي الله عز وجل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) : تعس عبد الدينار والدرهموالقطيفة والخميصة، إن أُعطي رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لم يَرْضَ(( . صحيحالبخاري

وأخيرا, سأترككم مع قصتين
1.حين طلب هارون الرشيد كأس ماء قال له وزيره وكانذكيًا: لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء، فبكم كنت تشتريها؟
قال : بنصف ملكي.
قال: لو أنك مـُنعت خروجها من جوفك بعد هذا، فبكم كنت تشتريها؟
قال: بملكي كله.
قال: ‏ يا أمير المؤمنين إن مُلكا تفضله بولة واحدة، لخليق ألا يـُنافس فيه، فبكى هارون الرشيد، حتى ابتلت لحيته.

2.انظر إلىالحسرة والألم الذي يحدث للملوك عند تركهم الملك بل الدنيا وما فيها، رُويعن المأمون أنه افترش رمادًا واضطجع عليه وقال: ( يا من لا يزول ملكه،ارحم من زال ملكه، ويا من لا يموت ارحم من يموت).



المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى- للدكتور محمد راتب النابلسي