بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة تغييب الذات
أخي القارئ الكريم: إن المتأمل اليوم في واقع الناس يرى أمراً عجباًَ.
ترى ما هو؟.
أولاً من المعلوم أنه ينبغي للمسلم ألا يمارس أي عمل إلا عن اقتناع تام به ولكن للأسف ما الذي يمارس؟
تجد أغلب الناس اليوم إلا من رحم الله أكثر الأعمال التي يمارسها ليست عن اقتناع تام وإنما هي متابعة للموضة أو تقليد لفلان أو علان فتجد الشاب أوالشابة يلبس هذا الثوب لا لأنه أعجبه بل لأنها الموضة أو لأن فلاناً لبسه.
يلبس هذه النظارة لا لأنها الأجود بل لأنها الموضة أولأن فلاناً لبسها.
وكذلك قل في بنطاله وبدلته وحذاءه وكل شيء، تجده يعمل ذلك تقليدا،ً.
فتش في نفسك وفي من حولك وانظر كم هي الأشياء التي تقوم بها عن اقتناع شخصي وانظر كم حجم التقليد وكذلك الأعمال والأصوات بل والله حتى الهوايات والدليل على ذلك أن البضاعة التي يعلن لها في التلفاز هي الأكثر رواجاً ولو لم تكن الأجود وخصوصاً إذا كان المعلن فناناً أو فنانة.
وهذا في الحقيقة أثر في وجود مشكلة كبيرة وهي تغييب الإبداع وقتل المهارات؛ لأن الشاب المسلم عقله وفكره وممارساته لفلان، وإذا كان علماء الاجتهاد كانوا يشنون حرباً شعواء على من يقلد في مسائل فقهية فكيف بمن يسلم كل نواحي حياته للفنان الفلاني أو للأستاذ الفلاني أو حتى للصديق الفلاني! كيف سيبدع هذا الجيل وهو يقتنع بالقرار بسهولة ويتنازل عنه بسهولة أكبر، كيف سيبدع وهو لا يرى جميلاً إلا ما مدحه الناس ولا يعجب إلا بما في أيديهم، فنشأ لنا جيل الموضة التي شملت كل نواحي الحياة الفكرية والجيولوجية وكل شيء.
ولكن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الشخصية، وأتمنى على هؤلاء الشباب لو سلموا هذا التسليم المطلق للشريعة، فهي دعوة صادقة لكل قارئ كي نحاول العودة إلى الذات، واتخاذ القرارات المستلقة، ونبذ كل تقليد لا يفيد.شعارنا من اليوم "لا للتقليد نعم للتفكير وبناء الذات"