- لَقَدْ أصْبَحَ الكِتابُ المَطْبُوعُ ، يُباهي بِحُسْنِ مَنْظّرِهِ اللُّؤْلُؤَ النَّظيمَ والعِقْدَ النَّضِيدَ . ومعَ ظُهُورِهِ فِي مَظَاهِرَ عدِيدةٍ حَازَتْ كُلّها من الرِّفْعَةِ أعْلاها ، ومنَ المَكَانَةِ أسْماها .
ترى الكِتَابَ المَطْبُوعَ ، فتَميل إليهِ نَفْسُكَ ، ويتمتّعُ به نَظَرُكَ لِحُسْنِ تنسِيقِهِ ، وترْتيبِه ، وَرَوْنَقِهِ ، وجَمَالهِ . فإذا قَرأتَ فيهِ ، قَرَاْتَ بنَفْسٍ مُرتاحةٍ ، وبَالٍ مُطمئنٍّ ، وَعَينٍ قَرِيرَةٍ ، وميلٍ طَبيعِي ، وشَوْقٍ غَريزي . وإذا نَظَرْتَ إلى المُؤَلَّفِ المكْتُوبِ بِاليَدِ ، رأيْتَ غَالِباً مَا تَشْمَئِزُّ منهُ النّفْسُ ، ولا يقْبَلُهُ الطّبْعُ ، وَلوْ حوى بينَ دفّتَيْهِ حِكْمَةَ الحُكَماء ، وبلاغَةَ البُلغاء ، وفَصَاحةَ الفُصَحاء ، وزِيادَةً عَلَى ذَلِكَ ما يَقَعُ فِيهِ منَ التّصْحيفِ ، والتّحْريفِ ، والتّغيير ، والتبْديلِ ، ممّا يضيقُ لهُ صَدْرُ الحليمِ ، ويأنَفُهُ الذّوْقُ السّليم .
فما أجلَّ خِدْمَةَ المطَابِعِ ! وما أكْملَ فَائِدَتَهَا ! فهيَ منْ نِعَمِ الله العُظمى ، ومِنَنِهِ الكُبْرَى . فلهُ الحمدُ والشُّكرُ على آلائِهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحْصَى . اهـ
[ المُفْرَدُ العلم فِي رَسْمِ القَلم ص 144 للشّيخ أحمد بن إبراهيم الهاشِمي ]