مذاق الحياة وطعمها تغيَّر وتبدَّل ، لذة الأخوة والصحبة والصداقة قد ماتت وانمحت من دستوري ،كل ذلك بموتك يا خالد ، صدقوني إخواني إن قلت لكم أنني اليوم أعيش الحياة بنصف جسد ، فقد مات نصفي الثاني ، وخالد هو نصفي الثاني، كلما تذكرته وتذكرت أيامي معه ، تحسرت حسرة أجد غصتها في حلقي ، نعم كل ذلك لفقدك يا خالد..........
من ينصحني بعد اليوم يا خالد ؟ من يرشدني بقلب نصوح صادق بعد اليوم إلا أنت يا خالد ؟
من غيرك يا خالد يشد الرحال آلاف الأميال وهو منهك بالأمراض والأوجاع لأجل ماذا؟... لأجل زيارة أبي بثينة فقد اشتقتُ له، وإن تعجبوا..... فقد اقترض مال السفر.
إن كنت أنسى فلن أنسى يوم أن احتضنتني آخر حضن ، والحضن منك مألوف معهود، ثم وضعت خدك على صدري وقلت : أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، أحبك يا أبا بثينة . الله أكبر .....ما أحرها و ما أعجبها فلم أجد معناه إلا لما بلغني خبر وفاتك .
ثم سألتك: هل معك ما يكفيك في سفريتك العلاجية؟ فقلت : نعم حتى مبلغ الكفن و أجرة السيارة التي تقل الموتى ثم طأطات رأسك. فمازحتك : أنها عملية بسيطة وإن كانت على القلب. فضحكتَ ثم سكتت.
ذهبت لرب غفور كريم رحيم ، و تركتني أتجرع ألم الوحدة والفراق من بعدك .فغفر الله لك .
و أوجعتُ قلبي حينما سميتُ ابني الصغير باسمك، فصرت ألمحك كلما رأيته أو ناديته.
رحمك الله يا خالد وغفر لك ، وأشهد الله انك كنت محبا لله ولرسوله ولدينه وأنك كنت من رجال الآخرة لا رجال الدنيا.
جمعني الله بك في الفردوس الأعلى ، وعربونا مني لحبك وبقائك في قلبي بعد هذه السنين ، ذكرتك لإخوة نحسبهم والله حسيبهم أهل تقوى وصلاح ليدعوا لك، عسى أن ينفعك الله بدعواتهم، فهل أنتم فاعلون إخواني ؟