تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 51

الموضوع: مسائل التوسل والتبرك بين السلف والخلف؟

  1. #1

    Exclamation مسائل التوسل والتبرك بين السلف والخلف؟

    ناهيك عن الهجمة الشرسة التى يتعرض لها رموز الاسلام واساطين الامه في المنتديات الاسلامية حاليا
    فانني
    وعلى حد معلوماتي المتوضعة ان مواضيع التوسل والتبرك وضعها السلف الصالح في المسائل الفقهية الخلافية ولم اجد احد من السلف وضعها في باب العقيده
    فلماذا يختلف الخلف عن السلف في هذا ؟
    هل هذا منهج سلفي ؟
    ارجو التوضيح لو تكرمتم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    بارك الله فيكم جميعًا ..
    الأخ الكريم : أحمد أبو الأنوار :
    سئلت اللجنة الدائمة :
    يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك ؟
    الجواب :
    التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة ، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع . وبالله التوفيق .

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

    عضو : عبدالله بن قعود . عضو : عبدالله بن غديان


    ثم ردوا على بعض الشبهات حول الموضوع .. هنا :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8519

    =================

    وينبغي التنبه - رعاك الله - إلى عدم الخلط بين : ( الاستغاثة الشركية ) وإن سماها البعض : توسلاً ، من باب التلبيس .. وبين ( التوسل البدعي ) .
    وفي ( تمهيد 5 ) في الرابط التالي مزيد توضيح :
    http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/127.htm
    وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    ذُمّ المنازلَ بعد منزلةِ اللّوى ..والعيشَ بعدَ أولئِك الأيّام
    المشاركات
    563

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم جميعًا ..
    الأخ الكريم : أحمد أبو الأنوار :
    سئلت اللجنة الدائمة :
    يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك ؟
    الجواب :
    التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة ، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع . وبالله التوفيق .

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

    عضو : عبدالله بن قعود . عضو : عبدالله بن غديان

    ثم ردوا على بعض الشبهات حول الموضوع .. هنا :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8519

    =================

    وينبغي التنبه - رعاك الله - إلى عدم الخلط بين : ( الاستغاثة الشركية ) وإن سماها البعض : توسلاً ، من باب التلبيس .. وبين ( التوسل البدعي ) .
    وفي ( تمهيد 5 ) في الرابط التالي مزيد توضيح :
    http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/m/127.htm
    وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى ..
    أدامَ اللهُ سُرورَكَ ، ومتّع اللهُ أهلَك ببقائك ،
    فهذا الحقّ ليسَ به خفاءُ ...فدعني من بنيات الطّريق
    صفحتي على ( الفيس بوك )
    https://www.facebook.com/rabia.yamani




  4. #4

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم جميعًا ..
    الأخ الكريم : أحمد أبو الأنوار :
    سئلت اللجنة الدائمة :
    يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك ؟
    الجواب :
    التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة ، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع . وبالله التوفيق .

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

    عضو : عبدالله بن قعود . عضو : عبدالله بن غديان


    ثم ردوا على بعض الشبهات حول الموضوع .. هنا :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8519

    =================

    وينبغي التنبه - رعاك الله - إلى عدم الخلط بين : ( الاستغاثة الشركية ) وإن سماها البعض : توسلاً ، من باب التلبيس .. وبين ( التوسل البدعي ) .
    وفي ( تمهيد 5 ) في الرابط التالي مزيد توضيح :
    http://www.saaid.net/warathah/alkharashy/m/127.htm
    وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى ..
    يا سيدي الفاضل اعرف موقف اللجنة واعرف موقف كل الجماعات السلفية ان الموضوع انتقل من الفقه الى العقيده ولكن ليس ذا سؤالي
    سؤالى لماذا تم مخالفة السلف في هذا الباب
    هل اللجنة الدائمة او غيرها هم اعلم من السلف
    ام مقولة الخلف "احكم واعلم من السلف "صحيحة ؟

    اذا كنا سلفيون فلا بد ان نكون سلفيون بحق اسما على مسمى
    او نختار اسم تاني
    حيث اني وبكل صدق اقولها قرات كثيرا ولم اجد اكثر الناس مخالفة للسلف الا السلفيون الجدد
    وفقكم الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    الأخ الكريم : أحمد أبوالأنوار :

    1- ماذا تقصد بالتوسل الذي تريدنا أن نجعله في باب الفقه ؟ ومامعنى كونه من مسائل الفقه ؟ هل معنى هذا تجويزه ؟
    2- من تقصد بالسلفيين الجدد ؟ وما أمثلة مخالفاتهم للسلف ؟
    3- لم تفرق بين الشرك ووسائله ! ما السبب ؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    وسائل الشرك التي حذر منها علماء الشافعية حماية لجناب التوحيد
    اعلم ـرحمك الله ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى وحرس جناب التوحيد وحمى التوحيد وسد كل طريق توصل إلى الشرك فإن في سنته - صلى الله عليه وسلم - من الدلائل على قاعدة سد الذرائع الشيء الكثير وأعظم الذرائع التي يجب أن تسد ذرائع الشرك التي توصل إليه ومن تلك الذرائع قول القائل :أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا ونحو ذلك فإن مثل هذه الأقوال فيها من التعظيم الذي لا يجوز أن يواجه به بشر فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - لكن كره المواجهة فحماية النبي - صلي الله عليه وسلم - حمى التوحيد ،وسد طرق الشرك كان في جهة الاعتقادات ومن جهة الأقوال والأفعال ،فإذا تأملت سننه وما جاء عنه وجدت أنه - عليه الصلاة والسلام - سد الباب في الاعتقادات الباطلة وسد الباب في الأفعال الباطلة كقوله : ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) وسد الباب أيضاً في الأقوال التي توصل إلى الغلو المذموم فقال :(( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا :عبدالله ورسوله )).
    وفي هذا المبحث سنتناول ((وسائل الشرك التي حذر منها علماء الشافعيةحماية لجناب التوحيد )) فعلماء الشافعية ـ رحمهم الله ـ لهم جهود مشكورة في سد منافذ الشرك حماية لجناب التوحيد فقد جاء عن الإمام الشافعي وأتباعه النهي عن ما هو من وسائل الشرك كتجصيص القبور وتعليتها والبناء عليها و الكتابة عليها وإسراجها واتخاذها مساجد والصلاة إليها وتقبيلها ومسحها باليد أو قول ماشاء الله وشاء فلان ....... الخ.
    الأمر بتسوية القبور المشرفة مع قرن ذلك بطمس التماثيل: فعن ثمامة بن شُفي -رحمه الله - قال: (كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوى ثم قال:سمعت رسول الله ( يأمر بتسويتها).وعن أبي الهيَّاج الأسدي-رحمه الله- قال: قال لي علي بن أبي طالب:(ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ( ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته). وهكذا فهم الصحابة رضوان الله عليهم الأمر، فسوّوا القبور المشرفة، وأمروا بذلك وصار هذا شعارهم وديدنهم.
    فهذا فضالة بن عبيد ( يطبِّق ما سمع ويأمر بتسوية القبر؛ امتثالاً لأمر رسول الله ( بتسويتها، وهذا علي ( يبعث رئيس شرطته أبالهياج الأسدي لطمس القبوركما بعثه رسول الله ( أي أنه يطبِّق ماعرفه وفهمه من أمر رسول الله ( بذلك، وهذا عثمان ( يأمر بتسوية القبور كذلك. قال عبدالله بن شرحبيل بن حسنة -رحمه الله-: (رأيت عثمان ( يأمر بتسوية القبور فقيل له هذا قبر أم عمرو بنت عثمان! فأمر به فسوِّي) وعن عمرو بن شرحبيل قال: (لا ترفعوا جدثي - يعني القبر - فإني رأيت المهاجرين يكرهون ذلك)
    قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: (ولم أرَ قبور المهاجرين والأنصار مجصصة قال الراوي عن طاووس: أن رسول الله ( نهى أن تبنى القبور أو تجصص (قال الشافعي) وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها فلم أرَ الفقهاء يعيبون ذلك).
    قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ((يكره أن يجصص القبر وأن يكتب عليه اسم صاحبه أو غير ذلك وأن يبنى عليه )) المجموع (5/226)
    وقال أيضاً (( ورأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أرى الفقهاء يعيبون عليه ذلك ولأن في ذلك تضييقاً على الناس )) المصدر السابق
    وقال:(( وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنه عليه وعلى من بعده من الناس )) المهذب (1/456)
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :
    لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
    قالت : (فلولا ذاك أبرز (1) قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) رواه البخاري ومسلم
    (1) - أي كشف قبره صلى الله عليه وسلم ولم يتخذ عليه الحائل والمراد دفن خارج بيته كذا في " فتح الباري
    معنى اتخاذ القبور مساجد
    الأول : الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها
    الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء
    الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها
    أما المعنى الثالث : فقد قال به الإمام البخاري فإنه ترجم للحديث الأول بقوله " باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور "
    قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث : " قال الكرماني : مفاد الحديث منع اتخاذ القبر مسجدا ومدلول الترجمة اتخاذ المسجد على القبر ومفهومها متغاير ويجاب بأنهما متلازمان وإن تغاير المفهوم "
    وجاء في حاشية السندي شرح النسائي:
    قوله ( مساجد )
    أي قبلة للصلاة يصلون إليها أو بنوا مساجد عليها يصلون فيها ولعل وجه الكراهة أنه قد يفضي إلى عبادة نفس القبر سيما في الأنبياء والأحبار .
    وأما المعنى الأول والثاني فقد قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " ( 1 / 121 ) :
    "واتخاذ القبر مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه"
    فهذا نص منه على أنه يفهم الاتخاذ المذكور شاملا لمعنيين
    وجملة القول : أن الاتخاذ المذكور في الأحاديث يشمل كل هذه المعاني الثلاثة فهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وقد قال بذلك الإمام الشافعي -رحمه 0الله تعالى- في كتابه "الأم" في كتاب الصلاة: (وأكره أن يُبنى على القبر مسجد وأن يسوَّى أو يصلى عليه وهو غير مسوَّى أو يصلى إليه. قال وإن صلى إليه أجزأه وقد أساء، أخبرنا مالك أن رسول الله ( قال: ((قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى دينان بأرض العرب)). - قال -: وأكره هذا لِلسنّة والآثار وأنه كره - والله أعلم - أن يعظَّم أحد من المسلمين يعني يتخذ قبره مسجداً، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده). تأمل قول الشافعي- رحمه الله-: (ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده)، إذن ليست العلة أن في ذلك تضييقاً على المسلمين في مقابرهم فقط ، وإن كان ذلك لازم من اتخاذ مقابر المسلمين العامة مساجد على بعض القبور، وليست العلة الخوف من تنجس الأرض لأن الحكم عام في القبر الذي ابتدِئ حفره كما هو في القبر المنبوش؛ وإنما العلة عند الشافعي-رحمه الله- خشية الفتنة والضلال على من يأتي بعده،وأي فتنة أو ضلال أعظم من أن يعَظَّم المخلوق حتى يُصرَف لقبره من العبادة والتقديس ما لا يليق إلا بالله عز وجل؟!.
    وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى : (( واتفقت نصوص الشافعية والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث ، قالوا :وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحاً أو غيره ، قال الحافظ أبو موسى قال الإمام أبو الحسن الزعفراني رحمه الله: ((ولا يصلي إلى قبر ولا عنده تبركاً به وإعظاماً له للأحاديث والله أعلم )) كتاب الجنائز من المجموع
    قالت عائشة( رضي الله عنها ) قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) في مرضه الذي لم يقم منه
    (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا فبور أنبيائهم مساجد ))قالت ((فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً ))رواه مسلم (5/12)
    قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث (( قال العلماء إنما نهى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به ، فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية، ولما احتاجت الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين - والتابعون إلى الزيادة في مسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم - حين كثر المصلون وامتدت الزيادة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ‘إلى أن أدخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة -رضي الله عنها - مدفن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وصاحبيه أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما - بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله ، لئلا يظهر فيصلي إليه العوام ، ويؤدى إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين ،وحرفوهما حتى التقيا ،حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ،ولهذا قال في الحديث ((ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً والله اعلم بالصواب ))(5/24)
    قلت : هذا الكلام من الإمام النووي - رحمه الله- فيه رد على الذين يحتجون بكون قبر النبي - صلي الله عليه وسلم - في مسجده .
    قطع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - للشجرة التي بايع تحتها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بيعة الرضوان
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/448) ((...أن عمر بلغه أن قوماً يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعدهم ثم أمر بقطعها فقطعت )) قال الحافظ (( وبيان الحكمة في ذلك وهو ألا يحصل بها افتتان لما وقع تحتها من الخير فلو بقيت لما أمن تعظيم بعض الجهال لها حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها نفعاً أو ضراً كما نراه اليوم مشاهداً فيما هو دونها ،وإلى ذلك أشار ابن عمر بقوله ((كانت رحمة )) أي كان إخفاؤها عليهم رحمة من الله تعالى ))(6/118)
    وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كلامه على حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما: (وكأنه علم أنه مرتحل فخاف أن يعظَّم قبره كما فعل من مضى فلعنَ اليهود والنصارى إشارة الى ذم من فعل فعلهم) فتح الباري(1/532).
    ويناسب هذا المقام ما ذكره الإمامان النووي وابن حجر في شرحهما على الصحيحين في الكلام على قصة موت موسى (، وسؤال ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة.
    قال النووي -رحمه الله -: (قال بعض العلماء: وإنما سأل الإدناء ولم يسأل نفس بيت المقدس لأنه خاف أن يكون قبره مشهوراً عندهم فيفتتن به الناس) شرح مسلم (15/128).
    وقال ابن حجر:(لكن حكى ابن بطال عن غيره أن الحكمة في أنه لم يطلب دخولها ليُعمِّي موضع قبره لئلا يعبده الجهال من أمته) الفتح(3/207).
    من هذه النقول الثلاثة يتبين ما فهمه العلماء من أحاديث النهي عن اتخاذ المساجد على القبور؛ وهو خشية التعظيم المفضي إلى عبادتها كما حصل للأمم السابقة بغلوها في أنبيائها وصالحيها إلى أن عبدتهم من دون الله،وتحولت القبورية إلى وثنية وشرك، أجار الله أمة محمد من ذلك.
    وقال العلامة ابن دقيق العيد -رحمه الله تعالى- في شرح عمدة الأحكام في حديث عائشة وقوله ((بنوا على قبره مسجداً)) إشارة الى المنع من ذلك وقد صرح به الحديث الآخر: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد).

    بيان أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
    قال الإمام ابن كثير ((قال عبدالله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير كان أول ماعبدت الأصنام أن قوما صالحين ماتوا فبنى قومهم عليهم مساجد وصوروا صور أولئك فيها ليتذكروا حاله وعبادته فيتشبهوا بهم فلما طال الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا))(2/232)آية(59)من سورة الأعراف
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك». وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته». (فتح الباري 8: 668 – 669).
    قال البغوي رحمه الله عند قوله تعالى : وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) هذه أسماء آلهتهم.
    قال محمد بن كعب: هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح فلما ماتوا كان لهم أتباع يقتدون بهم ويأخذون بعدهم بأخذهم في العبادة فجاءهم إبليس وقال لهم: لو صورتم صورهم كان أنشط لكم وأشوق إلى العبادة، ففعلوا ثم نشأ قوم بعدهم فقال لهم إبليس: إن الذين من قبلكم كانوا يعبدونهم فعبدوهم، فابتداء عبادة الأوثان كان من ذلك )
    فعبادة الأصنام منشؤها الغلو في الصالحين وقد بنوها لتذكرهم بالصالحين من أنبياء وأولياء.
    وقال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى (( أفرءيتم اللات والعزى))((..وحكي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس أنهم قرأوا اللات بتشديد التاء وفسروه بأنه رجلا يلت للحجيج في الجاهلية السويق فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه))(4/271) سورة النجم
    قال البغوي :
    في قوله عزوجل: { أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى }
    وقرأ ابن عباس ومجاهد وأبو صالح: "اللات" بتشديد التاء، وقالوا: كان رجلا يلت السويق للحاج، فلما مات عكفوا على قبره يعبدونه
    وقال في الدر المنثور :
    الآيات 19 - 27 أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان اللات رجلا يلت سويق الحاج ولفظ عبد بن حميد : يلت السويق يسقيه الحاج
    اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها و اتخاذها أوثاناً والطواف بها
    واستلامها والصلاة إليها
    قال ابن حجر المكي الهيثمي: ))الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها و اتخاذها أوثاناً والطواف بها واستلامها والصلاة إليها ..... ثم قال تنبيه : عُدّ هذه ستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية ،كأنه أخذ مما ذكرته من هذه الأحاديث ووجه أخذ القبر مسجداً منها واضح لأنه ـ يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من فعل ذلك وجعل من فعل ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله يوم القيامة ففيه تحذير لنا كما في رواية )) يحذر ما صنعوا )) أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك من أن يصنع كصنع أولئك فيلعنوا كما لعنوا واتخاذ القبر مسجداً معناه الصلاة عليه أو إليه وحينئذ فقوله :والصلاة إليها مكرر إلا أن يراد باتخاذها مساجد الصلاة عليها فقط نعم إنما يتجه هذا الأخذ إن كان القبر معظماً من نبي أو ولي كما أشارت إليه الرواية ((وإن كان فيهما الرجل الصالح )) ومن ثم قال أصحابنا : تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء و الأولياء ....ومثلها مثل: الصلاة عليه، والتبرك والإعظام، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من ظاهر الأحاديث المذكورة ، وكأنه قاس على ذلك كل تعظيم للغير كإيقاد السرج عليه تعظيماً له وتبركاً به والطواف به كذلك ،وهو أخذ غير بعيد سيما وقد صرّح في الحديث المذكور آنفاً بلعن من اتخذ على القبر سرجاً .وأما اتخاذها أوثاناً فجاء النهى عنه بقوله - صلى الله عليه وسلم - ((لا تتخذوا قبري وثنا ًيعبد بعدي )) أي لا تعظموه تعظيم غيركم لأوثانهم بالسجود له أو نحوه إلى أن قال فإن أعظم المحرّمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناءها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن فاعله ، ويجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية الرسول- صلى الله عليه وسلم - لأنه نهى عن ذلك وأمر -صلى الله عليه وسلم - بهدم القبور المشرفة وتجب إزالة كل قنديل أو السرج على القبر ولا يصح وقفه ونذره )) الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/195)

  7. #7

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم : أحمد أبوالأنوار :

    1- ماذا تقصد بالتوسل الذي تريدنا أن نجعله في باب الفقه ؟ ومامعنى كونه من مسائل الفقه ؟ هل معنى هذا تجويزه ؟
    2- من تقصد بالسلفيين الجدد ؟ وما أمثلة مخالفاتهم للسلف ؟
    3- لم تفرق بين الشرك ووسائله ! ما السبب ؟
    { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [ سورة المائدة : 35 ] وقوله سبحانه : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } [ سورة الإسراء : 57 ]

    ماذا تقصد بالتوسل الذي تريدنا أن نجعله في باب الفقه ؟
    الوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود
    المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى
    أجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين
    ومامعنى كونه من مسائل الفقه ؟
    اي انه من المسائل الخلافية وليس الاصولية
    هل معنى هذا تجويزه ؟
    نعم
    من تقصد بالسلفيين الجدد ؟
    الذين يسمون انفسهم بالسلفيين اليوم و لا اقصد اهانه ولكن للتفريق بين السلفيين الحقيقيين والسلفيين المعاصرين
    وما أمثلة مخالفاتهم للسلف ؟
    جعل التوسل من امور العقيده وهو من امور الفقه
    لم تفرق بين الشرك ووسائله ! ما السبب ؟
    لان سد الذرائع جاوزه الزمن مع توافر العلم ووسائل المعلومات لكل مسلم فلم يعد هناك مسلمين يمكن ان تمنع عنهم اي علم بحجة سد الذرائع (وسائل الشرك)
    لان الشرك معلوم للصغير وللكبير

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    ذُمّ المنازلَ بعد منزلةِ اللّوى ..والعيشَ بعدَ أولئِك الأيّام
    المشاركات
    563

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    أجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين
    أينَ ذكرَ هذا الجواز بارك الله فيك / مع ذكر الصفحة وإسم دار النشر / لنكون على بيّنة / وإياك ومحرّك البحث قوقل لأنّه ((جهد من ليسَ له جُهد !!!)) وإذا كان ما قُلته صحيحا فلنا كلام آخر / نزيلُ من خلاله الشّبهة التي قد تذهب بعقيدتك / نسأل الله السلامة والعافية /
    وأرجو أن تنصتَ للشيخ سُليمان فيما سيرد به عليك / لأنه أكبر منك سنا وعلما / وأنا من خلال قراءتي لردودك وجدتك تحتاج لكثير من العلم والفهم (( بصّرنا الله بعيوبنا ))
    صفحتي على ( الفيس بوك )
    https://www.facebook.com/rabia.yamani




  9. #9

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    للاسف لم نمس جوهر الموضوع الذي تبين لي من قول الائمة الذهبي وابن كثير والنووي والشوكاني وابن حجر
    ولنبدأ بالسؤال
    هل زيارة القبور محرمة؟
    يقول بدر الدين العيني في عمدة القارئ

    والأمة مجمعة على زيارة قبر نبينا وأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وكان ابن عمر إذا قدم من سفر أتي قبره المكرم فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر

    السلام عليك يا أبتاه ومعنى النهي عن زيارة القبور إنما كان في أول الإسلام عند قربهم بعبادة الأوثان واتخاذ القبور مساجد فلما استحكم الإسلام وقوي في قلوب الناس وأمنت عبادة القبور والصلاة إليها نسخ النهي عن زيارتها لأنها تذكر الآخرة وتزهد في الدنيا

    اذن نحن نتكلم عن زيارة بها امان من الشركيات والعبادة والعياذ بالله
    و"القبوريون" كما يسميهم البعض تهكما هم اصحاب ارق القلوب وياليتني قبوريا مثلهم
    انظر حال "القبوري"
    وكان ربيع بن خيثم إذا وجد غفلة يخرج إلى القبور ويبكي ويقول‏‏:‏‏ كنا وكنتم ثم يحيي الليل كله عندهم فإذا أصبح كأنه نشر من قبره (فيض القدير)
    هذا ما يلتمسه "القبوري" او الصوفي المتهم بالشرك والعياذ بالله من زيارة القبر وهو الخوف من الجليل والخشوع وتتساوى القبور في ذلك وان يرى البعض ان قبور ال البيت لها خصوصية روحية تنقى الروح وفي مثل هذا الحال من الخشوع والرهبة والخوف من الله عز وجل بتذكر الموت اذا توجه الانسان الى ربه بالدعاء فتكون فرص استجابة الدعاء باذن الله اكثر من دعائه وهو تحت فراشة في سريره
    وهذا ما يقصده الامام الذهبي بقوله الذي اراد توضيحه الاخ امجد الفلسطيني فمر مرور الكرام ولم ينتبه اليه احد وهو قول الامام الذهبي
    ("قلت: والدعاء مستجاب عند قبور الانبياء والأولياء، وفي سائر البقاع، لكن سبب الإجابة حضور الداعي، وخشوعه وابتهاله، وبلا ريب في البقعة المباركة، وفي المسجد، وفي السحر، ونحو ذلك، يتحصل ذلك للداعي كثيرا، وكل مضطر فدعاؤه مجاب".)

    من الاحاديث الداله علىزيارة القبور التى يرى بعض العلماء وجوب زيارة القبور كأمر نبوي بالزيارة

    إنى استأذنت ربى فى الاستغفار لأمى فلم يأذن لى فدمعت عيناى رحمة لها واستأذنت فى زيارتها فأذن لى وإنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولتزدكم زيارتها خيرا
    (الحاكم عن بريدة . مسلم عن أبى هريرة)

    إنى نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
    أخرجه أحمد (3/38 ، رقم 11347) ، قال الهيثمى (3/58) : رجاله رجال الصحيح

    قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد فى زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الآخرة
    (الترمذى - حسن صحيح - عن بريدة)

    كنت نهيتكم عن زيارة القبور ثم بدا لى ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة فزوروا ولا تقولوا هجرا
    أخرجه الحاكم (1/532 ، رقم 1393) . وأخرجه أيضًا : البيهقى فى السنن الكبرى (4/77 ، رقم 6990) ، وفى شعب الإيمان (7/15 ، رقم 9289) .

    كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فإنها تزهد فى الدنيا وتذكر الآخرة
    أخرجه ابن ماجه (1/501 ، رقم 1571) ، وقال البوصيرى (2/42) : هذا إسناد حسن .

    كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة فزوروا ولا تقولوا هجرا
    (البيهقى فى شعب الإيمان عن أنس )
    لا تظلموا الصوفي بزيارته للقبور لانه يطلب حاله من الخشوع تقرب استجابة دعائه لله
    فهل هذا شرك ؟
    قال تعالى
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

  10. #10

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع الأديب مشاهدة المشاركة
    أجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين
    أينَ ذكرَ هذا الجواز بارك الله فيك / مع ذكر الصفحة وإسم دار النشر / لنكون على بيّنة / وإياك ومحرّك البحث قوقل لأنّه ((جهد من ليسَ له جُهد !!!)) وإذا كان ما قُلته صحيحا فلنا كلام آخر / نزيلُ من خلاله الشّبهة التي قد تذهب بعقيدتك / نسأل الله السلامة والعافية /
    وأرجو أن تنصتَ للشيخ سُليمان فيما سيرد به عليك / لأنه أكبر منك سنا وعلما / وأنا من خلال قراءتي لردودك وجدتك تحتاج لكثير من العلم والفهم (( بصّرنا الله بعيوبنا ))
    يا سيدي بالفعل انا احتاج للكثير من العلم والفهم وحضوري بين اساتذتي هنا طلبا للعلم وتوجهاتكم الكريمة هدانا الله جميعا لما يحب ويرضى
    اما عبارة
    أجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين
    فقد نقلتها من كتاب
    التوسل
    أنواعه وأحكامه
    للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
    المكتبة الشاملة
    وبالرغم من عندي مئات الكتب الاسلامية الا انني سوف ابحث عما سالتم اذا اجزت لي استخدام جوجل والا فما المانع الشرعي من استخدامه؟
    وحتى وان لم يجوزها الامام احمد فمن وسيلتنا الى الله تعالى الذي اخذنا عنه القران ودين الاسلام ؟

  11. #11

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    الإنصاف
    للمرداوي
    يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل: يستحب.
    قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه


    الفروع
    لابن مفلح

    وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِصَالِحٍ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ ، قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ : إنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ ، وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ


    الفروع
    لابن مفلح
    فَصْلٌ يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْقَبْرِ بَعْدَ الدَّفْنِ ، نَصَّ عَلَيْهِ ، فَعَلَهُ أَحْمَدُ ، جَالِسًا ، قَالَ [ أَصْحَابُنَا ] وَشَيْخُنَا : يُسْتَحَبُّ وُقُوفُهُ ، وَنَصَّ أَحْمَدُ أَيْضًا : لَا بَأْسَ بِهِ ، قَدْ فَعَلَهُ عَلِيٌّ وَالْأَحْنَفُ .

    كشاف القناع عن متن الإقناع
    للبهوتي
    وَقَالَ السَّامِرِيُّ ، وَصَاحِبُ التَّلْخِيصِ : لَا بَأْسَ بِالتَّوَسُّلِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالشُّيُوخِ وَالْعُلَمَاءِ الْمُتَّقِينَ وَقَالَ فِي الْمَذْهَبِ يَجُوزُ أَنْ ، يُسْتَشْفَعُ إلَى اللَّهِ بِرَجُلٍ صَالِحٍ وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ أَنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ فِي دُعَائِهِ وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ

    اراء بعض شيوخ الحنابلة بالتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم

    الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل
    لشرف الدين الحجاوي
    وإن سقوا بعد خروجهم صلوا وينادى لها الصلاة جامعة ولا تشترط لها إذن الإمام في الخروج ولا في الصلاة ولا في الخطبة ولا بأس بالتوسل بالصالحين ونصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وإن استقوا عقب صلواتهم أو في خطبة الجمعة أصابوا السنة

    الفروع
    لابن مفلح

    قَالَ(العقيلي) فِي فُنُونِهِ ("الفنون" ألَّفه ابن عقيل الحنبلي): إنَّهُ لَمَّا حَجَّ صَلَّى بَيْنَ عَمُودَيْ الْبَيْتِ إلَى أَرْبَعِ جِهَاتٍ .
    لِتَكُونَ الْمُوَافَقَةُ دَاخِلَةً .وَسَلَّمَ عَلَى قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ كَآدَمَ وَغَيْرِهِ ، لِمَا رُوِيَ .
    إنَّ بِمَكَّةَ أُلُوفًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَلَمْ يَرْجُمْ قَبْرَ أَبِي لَهَبٍ ، لِمَا عَلِمَ مِنْ كَرَاهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي حَقِّ أَهْلِهِ ، وَنَزَلَ عَنْ الظَّهْرِ مُنْذُ لَاحَتْ مَكَّةُ ، احْتِرَامًا وَإِعْظَامًا لَهَا ، وَاخْتَفَى فِي الطَّوَافِ عَنْ النَّاسِ وَأَبْعَدَ عَنْهُمْ ، وَلَمْ يَمْلَأْ عَيْنَيْهِ مِنْهَا ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ بِذَاتِهَا ، بَلْ بِاسْتِحْضَارِ الشَّرَفِ ، وَلَمَّا تَعَلَّقَ بِسُتُورِهَا تَعَلَّقَ بِالْعَتِيقِ ، لِطُولِ مُلَامَسَتِهِ لَهَا ، وَأَذَّنَ فِي الْحَرَمِ مَدَى
    صَوْتِهِ ، وَأَكْثَرَ الْمَشْيَ فِيهِ وَالصَّلَاةَ ، لِيُصَادِفَ بُقْعَةً فِيهَا أَثَرَ الصَّالِحِينَ ، وَلَمْ يَدْعُ بِسَعَةِ الرِّزْقِ بَلْ بِالصَّلَاحِ ، وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْأَصْحَابِ وَاعْتَذَرَ لَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ النَّهْضَةِ ، وَنَزَلَ فِي الرَّوْضَةِ وَصَلَّى فِي مَوْضِعِ الْمِحْرَابِ الْأَوَّلِ ، وَتَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ ، وَأَشَارَ إلَى قَبْرِهِ حِينَئِذٍ

    وإذا كان ما قُلته صحيحا فلنا كلام آخر

  12. #12

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    طبقات الحنابلة
    أبو الحسين ابن أبي يعلى

    علي بن محمد بن بشار أبو الحسن
    دفن بالعقبة قريباً من النجمي وقبره الآن ظاهر يتبرك الناس بزيارته.

    وقال أبو عبد الله بن الفقاعي: وجدت بخط شيخنا أبي حفص العكبري قال: سمعت الشيخ أبا عبد الله بن بطة يقول توفي الشيخ أبو القاسم الخرقي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ودفن بدمشق وزرت قبره.

    حكى لنا هذا الشيخ عن أبي سعد السقاء وهو من باب الأزج قال: جئت يوماً أصب راوية ماء في حب مقبرة فرأيت رجلاً خراسانياً على قبر أبي بكر عبد العزيز يترحم عليه ويتضرع فصاح بي وقال لي: تعالى يا سقاء هذا الرجل في هذا الموضع لا يبنى عليه مشهد؟ هذا رجل حديثه عندنا ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نومي وهو يقول: من زار قبر عبد العزيز غلام الخلال يعني غفر له.
    كانت وفاته في يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن بعكبرا وزرت قبره


    سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبي علي فرأيته يقبل رجل القبرفقلت له: في هذا أثر فقال لي: أحمد في نفسي شيء عظيم وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا أو كما قال.
    وتوفي في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ودفن بعكبرا وزرت قبره.

    أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي
    ومات بآمد سنة سبع أو ثمان وستين وأربعمائة وقبره هناك يقصد ويتبرك به

    أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى
    وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركاً به .


    جعفر بن الحسن المقرىء الدرزيجاني :

    ودفن بداره بدرزيجان ومضيت إلى هناك وصليت على قبره .




    أحمد بن ملاعب بن حبان أبو الفضل الحافظ المخرمي
    وذكره أبو بكر النجاد وأبو الحسين بن المنادي فيمن روى عن أحمد فقال: حدثنا أحمد بن ملاعب حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الله بن إدريس عن الشيباني عن الشعبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى قبر بعد ما دفن قال: فقلت: من حدثك قال: الثقة ابن عباس.


    وقبر إسماعيل وراء قبر معروف بينهما قبور يسيرة وهو بينه وبين المسجد المعروف بمسجد الخضر وقد زرته مراراً.


    وقال محمد بن البزار كنت مع أبي عبد الله أحمد بن حنبل في جنازة فأخذ بيدي وقمنا ناحية فلما فرغ الناس من دفنه وانقضى الدفن جاء إلى القبر وأخذ بيدي وجلس ووضع يده على القبر فقال: اللهم إنك قلت: في كتابك الحق: " فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم، وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين، وأما إن كان من
    المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " إلى آخر السورة، اللهم وأنا أشهد أن (1/294) هذا فلان بن فلان ما كذب بك ولقد كان يؤمن بك وبرسولك عليه السلام اللهم فاقبل شهادتنا له ودعا له وانصرف.


    معروف بالكرخي:

    وقال إمامنا أحمد للمروذي إذا أخبرت عن معروف بشيء من أخبار السماء فاقبله.
    ومعروف كان أستاذ سري السقطي وصحب معروف داود الطائي، وقال إبراهيم الحربي قبر معروف الترياق المجرب.
    وقال عبد الله بن العباس الطيالسي قال: لي ابن أخي معروف قال: لي عمي معروف إذا كان لك إلى الله حاجة فتوسل إليه بي.


    السؤال المهم

    هل يجوز الصلاة على القبر ؟

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    كما قال أحد الإخوة : النقولات عن الحفاظ والمؤرخين كثيرة في وصف القبور بأنها تزار ، فإدانة الأمام الذهبي ووصفه بأن راض عن هذه الشركيات والقبوريات من خلال نقولاته في التراجم ، يؤدي هذا الأمر إلى إدانة علماء وأئمة مثل الإمام النووي والحافظ ابن كثير والإمام ابن رجب الحنبلي ، والحافظ ابن حجر العسقلاني والإمام الشوكاني وغيرهم من الأئمة والعلماء الكثير ، ولا ينبغي أن يكون فعلهم هذا سبيل لإدانتهم ، بل يجب الرجوع إلى كلامهم المحكم حتى يحكم عليهم وكلامهم في التحذير من هذه الوسائل الشركية كثير وصريح وقد يخطئ المجتهد وهم ليسوا معصومين فالعبرة بالنصوص النبوية الواضحة في هذا الباب فنحن أمرنا بالرجوع إليها عند التنازع أما أن نرد النصوص بعد وضواحها فهذه هي المحادة نسأل الله العافية ، قال أبو طالب عن أحمد وقيل له: إن قومًا يدعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره، فقال: أعجب لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه، ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره، قال الله تعالى: سورة النور الآية 63 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الكفر . قال الله تعالى : سورة البقرة الآية وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ (البقرة : 217) فيدعون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي. ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. .
    قال الحافظ ابن عبد البر المالكي رحمه الله :" الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاء الأمة إلا من لا بصر له ولا معرفة عنده ولا حجة في قوله " جامع بيان العلم 2/89.
    وقد قرر هذا كذلك الإمام الشاطبي المالكي رحمه الله حيث قال:" وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية حتى صار الخلاف في المسائل معدودا في حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفا فيه بين أهل العلم، لا بمعنى مراعاة الخلاف فإن له نظرا آخر".
    إلى أن قال رحمه الله :" وهذا عين الخطأ على الشريعة، حيث جعل ما ليس بمعتمد معتمدا، وما ليس بحجة حجة " الموافقات 4/141.
    وصدق من قال:
    وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له وجه من النظر


    هل يجوز الصلاة على القبر ؟
    ماذا تعني بالصلاة على القبر؟
    هل الصلاة على الميت المقبور والدعاء له؟ فهذا قد جاء في السنة
    أم الصلاة عنده أو مستقبل القبر وجعل قبره مسجداً؟
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :
    لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
    قالت : (فلولا ذاك أبرز (1) قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) رواه البخاري ومسلم
    (1) - أي كشف قبره صلى الله عليه وسلم ولم يتخذ عليه الحائل والمراد دفن خارج بيته كذا في " فتح الباري
    معنى اتخاذ القبور مساجد
    الأول : الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها
    الثاني : السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء
    الثالث : بناء المساجد عليها وقصد الصلاة فيها
    أما المعنى الثالث : فقد قال به الإمام البخاري فإنه ترجم للحديث الأول بقوله " باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور "
    قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث : " قال الكرماني : مفاد الحديث منع اتخاذ القبر مسجدا ومدلول الترجمة اتخاذ المسجد على القبر ومفهومها متغاير ويجاب بأنهما متلازمان وإن تغاير المفهوم "
    وجاء في حاشية السندي شرح النسائي:
    قوله ( مساجد )
    أي قبلة للصلاة يصلون إليها أو بنوا مساجد عليها يصلون فيها ولعل وجه الكراهة أنه قد يفضي إلى عبادة نفس القبر سيما في الأنبياء والأحبار .
    وأما المعنى الأول والثاني فقد قال ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " ( 1 / 121 ) :
    "واتخاذ القبر مسجدا معناه الصلاة عليه أو إليه"
    فهذا نص منه على أنه يفهم الاتخاذ المذكور شاملا لمعنيين
    وجملة القول : أن الاتخاذ المذكور في الأحاديث يشمل كل هذه المعاني الثلاثة فهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وقد قال بذلك الإمام الشافعي -رحمه 0الله تعالى- في كتابه "الأم" في كتاب الصلاة: (وأكره أن يُبنى على القبر مسجد وأن يسوَّى أو يصلى عليه وهو غير مسوَّى أو يصلى إليه. قال وإن صلى إليه أجزأه وقد أساء، أخبرنا مالك أن رسول الله ( قال: ((قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى دينان بأرض العرب)). - قال -: وأكره هذا لِلسنّة والآثار وأنه كره - والله أعلم - أن يعظَّم أحد من المسلمين يعني يتخذ قبره مسجداً، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده). تأمل قول الشافعي- رحمه الله-: (ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده)، إذن ليست العلة أن في ذلك تضييقاً على المسلمين في مقابرهم فقط ، وإن كان ذلك لازم من اتخاذ مقابر المسلمين العامة مساجد على بعض القبور، وليست العلة الخوف من تنجس الأرض لأن الحكم عام في القبر الذي ابتدِئ حفره كما هو في القبر المنبوش؛ وإنما العلة عند الشافعي-رحمه الله- خشية الفتنة والضلال على من يأتي بعده،وأي فتنة أو ضلال أعظم من أن يعَظَّم المخلوق حتى يُصرَف لقبره من العبادة والتقديس ما لا يليق إلا بالله عز وجل؟!.
    وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى : (( واتفقت نصوص الشافعية والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث ، قالوا :وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحاً أو غيره ، قال الحافظ أبو موسى قال الإمام أبو الحسن الزعفراني رحمه الله: ((ولا يصلي إلى قبر ولا عنده تبركاً به وإعظاماً له للأحاديث والله أعلم )) كتاب الجنائز من المجموع
    قالت عائشة( رضي الله عنها ) قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) في مرضه الذي لم يقم منه
    (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا فبور أنبيائهم مساجد ))قالت ((فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً ))رواه مسلم (5/12)
    قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث (( قال العلماء إنما نهى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به ، فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية، ولما احتاجت الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين - والتابعون إلى الزيادة في مسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم - حين كثر المصلون وامتدت الزيادة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ‘إلى أن أدخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة -رضي الله عنها - مدفن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وصاحبيه أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما - بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله ، لئلا يظهر فيصلي إليه العوام ، ويؤدى إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين ،وحرفوهما حتى التقيا ،حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ،ولهذا قال في الحديث ((ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً والله اعلم بالصواب ))(5/24)
    قلت : هذا الكلام من الإمام النووي - رحمه الله- فيه رد على الذين يحتجون بكون قبر النبي - صلي الله عليه وسلم - في مسجده .
    قطع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - للشجرة التي بايع تحتها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بيعة الرضوان
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/448) ((...أن عمر بلغه أن قوماً يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعدهم ثم أمر بقطعها فقطعت )) قال الحافظ (( وبيان الحكمة في ذلك وهو ألا يحصل بها افتتان لما وقع تحتها من الخير فلو بقيت لما أمن تعظيم بعض الجهال لها حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها نفعاً أو ضراً كما نراه اليوم مشاهداً فيما هو دونها ،وإلى ذلك أشار ابن عمر بقوله ((كانت رحمة )) أي كان إخفاؤها عليهم رحمة من الله تعالى ))(6/118)
    وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كلامه على حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما: (وكأنه علم أنه مرتحل فخاف أن يعظَّم قبره كما فعل من مضى فلعنَ اليهود والنصارى إشارة الى ذم من فعل فعلهم) فتح الباري(1/532).

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    456

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات مشاهدة المشاركة
    للأسف الشديد ..
    أي قارىء من ضمن عشرات الآلاف الذين يطلعون على هذا الموضوع ، لا يهمه الردود بقدر ما يهمه صميم الموضوع ،
    فعندما يقرأ القارىء مثل هذا العنوان ،الذي لا يوجد حتى فيه كلمة إمام ويرى فيه كلام منقول مشكل عن الإمام الذهبي ، يظن على الفور أن الإمام الذهبي مثل الحبيب الجفري !! وهذا العنوان موجود على محركات البحث وهو ملفت وجذاب !
    فلنتق الله عز وجل في هذا الإمام ولنرفع هذا الظلم البين عنه .
    تم تعديل عنوان الموضوع من "شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات" إلى " هل هذا الذي في "السّيّر" للذَّهبي من القبوريات؟".
    وجزاك الله خيرا.
    (هذا المعرِّف يمثِّل كلمة المشرفين فيما يتَّخذ من قرارات أويكتب به من ردود)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    456

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    الاخوة الكرام اصل المشاركات في هذا الموضوع اقتطعت من هذا الموضوع :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=79139&page=1
    وقد خرج الاخوة بمشاركاتهم هذه عن اصل الموضوع هناك، فرأى الإشراف جعلها في هذا الموضوع المفرد حتى لا تختلط مشاركات الموضوعين وتتداخل بعضها في بعض.
    وجزاكم الله خيرا
    (هذا المعرِّف يمثِّل كلمة المشرفين فيما يتَّخذ من قرارات أويكتب به من ردود)

  16. #16

    افتراضي رد: شركُ القُبُور / والتّنبيه على ما في " السّيّر " للذّهبي من قبوريات

    السلام عليكم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد أبو الأنوار مشاهدة المشاركة
    الإنصاف
    للمرداوي
    يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل: يستحب.
    قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه


    الفروع
    لابن مفلح

    وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِصَالِحٍ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ ، قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ : إنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ ، وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ


    الفروع
    لابن مفلح
    فَصْلٌ يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْقَبْرِ بَعْدَ الدَّفْنِ ، نَصَّ عَلَيْهِ ، فَعَلَهُ أَحْمَدُ ، جَالِسًا ، قَالَ [ أَصْحَابُنَا ] وَشَيْخُنَا : يُسْتَحَبُّ وُقُوفُهُ ، وَنَصَّ أَحْمَدُ أَيْضًا : لَا بَأْسَ بِهِ ، قَدْ فَعَلَهُ عَلِيٌّ وَالْأَحْنَفُ .

    كشاف القناع عن متن الإقناع
    للبهوتي
    وَقَالَ السَّامِرِيُّ ، وَصَاحِبُ التَّلْخِيصِ : لَا بَأْسَ بِالتَّوَسُّلِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالشُّيُوخِ وَالْعُلَمَاءِ الْمُتَّقِينَ وَقَالَ فِي الْمَذْهَبِ يَجُوزُ أَنْ ، يُسْتَشْفَعُ إلَى اللَّهِ بِرَجُلٍ صَالِحٍ وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ أَنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ فِي دُعَائِهِ وَجَزَمَ بِهِ فِي الْمُسْتَوْعِبِ وَغَيْرِهِ

    اراء بعض شيوخ الحنابلة بالتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم

    الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل
    لشرف الدين الحجاوي
    وإن سقوا بعد خروجهم صلوا وينادى لها الصلاة جامعة ولا تشترط لها إذن الإمام في الخروج ولا في الصلاة ولا في الخطبة ولا بأس بالتوسل بالصالحين ونصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وإن استقوا عقب صلواتهم أو في خطبة الجمعة أصابوا السنة

    الفروع
    لابن مفلح
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وبعد :
    فإن هذه الألفاظ محتملة الدلالة والأولى أن ترد إلى سنة رسول الله فإن لم يكن هناك وجه لحملها على الكتاب والسنة فهمنا يقيناً خطأ فهم صاحبها مهما كان وزنه .
    فنقلك الآتى يحمل على السنة ولا يحمل على فهم الصوفية بإالتماس الدعاء عند القبور خصيصاً .
    فَصْلٌ يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْقَبْرِ بَعْدَ الدَّفْنِ ،
    وهذا يحمل على السنة (ألا تتذكر إستغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل ) وكان بعد الدفن فكيف تعمم ما لم يعممه الصحابة فهل كانوا وهم خير الناس يلتمسون الدعاء عند القبور ؟
    ونقلك الآتى عن الإمام العظيم أحمد هو نقل لا يدل على التوسل بطريقة بدعية وحمل فعل الإمام أحمد على الكتاب والسنة أولى خاصة مع سعة علمه وإمامته فقولهم كان يتوسل بالنبى فى دعائه = يتوسل بحبه للنبى وهذا عمل صالح لا غبار عليه ألا تتذكر توسلات أصحاب الغار .
    وَيَجُوزُ التَّوَسُّلُ بِصَالِحٍ ، وَقِيلَ : يُسْتَحَبُّ ، قَالَ أَحْمَدُ فِي مَنْسَكِهِ الَّذِي كَتَبَهُ لِلْمَرُّوذِيِّ : إنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَائِهِ

    ولا بأس بالتوسل بالصالحين ونصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وإن استقوا عقب صلواتهم أو في خطبة الجمعة أصابوا السنة
    وهذا أيضاً لا أدرى ما الوجه من نقله فإن كان يعنى التوسل بإيمانهم وحبهم للنبى و بدعاء الصالحين فهذا هو الحق وإن كان غير ذلك فعلينا بما صح نقلاً وعملاً عن الصحابة .
    وأكتفى الآن .
    بارك الله فيك وحفظنى وإياك .

  17. #17

    افتراضي رد: هل هذا الذي في "السّيّر" للذَّهبي من القبوريات؟

    والأمة مجمعة على زيارة قبر نبينا وأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وكان ابن عمر إذا قدم من سفر أتي قبره المكرم فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر
    وهل إستحباب زيارة قبر النبى تكون بشد الرحال إليها طالباً إياها أم تكون بالتبعية أى تابعة لزيارة مسجد الرسول ؟
    ودفن بداره بدرزيجان ومضيت إلى هناك وصليت على قبره .
    أى صلاة فإن كان الصلاة على الميت ( أربع تكبيرات ) فهناك وجه وإن كان غير ذلك فعليك البينة ؟

    حكى لنا هذا الشيخ عن أبي سعد السقاء وهو من باب الأزج قال: جئت يوماً أصب راوية ماء في حب مقبرة فرأيت رجلاً خراسانياً على قبر أبي بكر عبد العزيز يترحم عليه ويتضرع فصاح بي وقال لي: تعالى يا سقاء هذا الرجل في هذا الموضع لا يبنى عليه مشهد؟ هذا رجل حديثه عندنا ورأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نومي وهو يقول: من زار قبر عبد العزيز غلام الخلال يعني غفر له.
    كانت وفاته في يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن بعكبرا وزرت قبره
    وبعد قص الأحلام فدعك من النقاش أفضل وراجع المسألة فإن أكثر ما تنقله ألفاظ مجملة .
    أحبك فى الله .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: مسائل التوسل والتبرك بين السلف والخلف؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد أبو الأنوار مشاهدة المشاركة
    ناهيك عن الهجمة الشرسة التى يتعرض لها رموز الاسلام واساطين الامه في المنتديات الاسلامية حاليا
    فانني
    وعلى حد معلوماتي المتوضعة ان مواضيع التوسل والتبرك وضعها السلف الصالح في المسائل الفقهية الخلافية ولم اجد احد من السلف وضعها في باب العقيده
    فلماذا يختلف الخلف عن السلف في هذا ؟
    هل هذا منهج سلفي ؟
    ارجو التوضيح لو تكرمتم
    نريد من الإخوة الكرام التركيز على السؤال نفسه الآن !
    و من الغريب أن يذكر لنا الشيخ الخراشي غفر الله له رأي اللجنة الدائمة في هذا السياق ! لأن ذلك يؤيّد حينئذ تهمة الأخ أبي الأنوار !
    و من الغريب إحالة بعض الإخوة الأمر - في هذا السياق - على الكتاب و السنّة ! لأنّ الأمر هو في اتّباع الفهم الصحيح- للكتاب و السنّة عبر فعل السلف أنفسهم !

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: مسائل التوسل والتبرك بين السلف والخلف؟

    الأخ الكريم : خلوصي : بارك الله فيكم ..
    المقصد الأهم - وفقك الله - أن لا ُيخلط بين ( التوسل البدعي ) و ( الاستغاثة الشركية ) كما يفعل القبوريون - تلبيسًا أو جهلاً - .. وأربأ بك والإخوة الفضلاء عنهم ..
    بعدها : سواء ذُكر التوسل البدعي في الفقهيات أو في مسائل العقيدة فلا مشاحة ( فقد جُعل ما هو دونه من الفقهيات ضمن مسائل العقيدة كما هو معلوم لأسباب اقتضت ذلك . راجع رسالة " مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة "
    وانظر هنا للفائدة :
    http://www.saaid.net/monawein/sh/12.htm
    وهنا
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59035

    وفقني الله وإياك والإخوة لتحقيق التوحيد ، والبعد عن كل ما قد يخدشه ، وعدم التهاون في هذه الأمور ..

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    300

    افتراضي رد: مسائل التوسل والتبرك بين السلف والخلف؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الخراشي مشاهدة المشاركة
    وعدم التهاون في هذه الأمور ..
    السلام عليكم و رحمة الله شيخ سليمان..ننتظر منكم وقفة حازمة و مواقف صادعة فيما إبتُدئ به في بلاد الحرمين من الجهر بالفسق و المجون و الجهر بالاختلاط و الرقص..فهذه أيضا التهاون فيها ليس بمحمود و حافظوا بارك الله فيكم على ما بقي من بلاد المسلمين بلا جهر بالمنكرات..و اعانكم الله
    ياسين بن بلقاسم مصدق التونسي المالكي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •