تعلم من القاضي القاضي يحيى بن أكثم للشيخ ابراهيم شاهين حفظه الله
القاضي يحيى بن أكثم :وهذا كان من قضاة العدل في الدولة العباسية عالم متمكن من علمه أديب، قال: بت ليلة عند المأمون،_ المأمون بن هارون_، فعطش فقام يزحف على أطراف أصابعه حتى لا يوقظني، حتى وصل إلى الماء وبينه وبين الماء ثلاثمائة قطر فأخذ كوزا من الكيزان وشرب ثم رجع يتخفف على أصابعه فلما وصل إلى الفراش نام فجاء عند الفجر فاستيقظ فيريد أن يصيح بالغلام لكي يأتيه بالماء للوضوء وغيره وهو ينظر إلى صاحبه نائم لا يريد أن يعكر عليه نومته قال فلما لامست ذلك فقمت قال فجلست على الفراش فلما وجدته يتنحنح ولم استيقظ فجلست على الفراش فلما جلست صاح يا غلام الصلاة ،قال كيف كان مبيتك يا أبا محمد،؟ قال:جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لو استطعت أن أفديك بنفسي يوم القيامة لفعلت،فقد حباك الله بأخلاق الأنبياء، ومنهج الرسل كيف مشيت على أقدامك حتى لا توقظني؟ قال: هذه مروءة والواجب على الضيف ألا يوقظ ضيفه ولا يشغب عليه حتى يستريح، أدب عالي ،تعلمه من النبي r إذا دخل في مكان فيه أيقاظ أو نوام كان يلقي السلام بصوت خافت بحيث ،لا يستيقظ النائم، أدب تعلمه من النبي r ومن هذا الأدب أدب عجيب جدا كانت أخلاقهم تأتيهم على الوسائل طبعا ولذلك قال القائل :( كانت أخلاق أسلافنا تواتيهم على الخير طبعا وأنفسنا لا تواتينا على الخير إلا جهدا).
من الشريط الأول بغية المشتاق
رابط الصوت
http://www.ibraheemshaheen.tk/details.php?linkid=78