الموضوع: سير أعلام السفهاء

بوركت

الأخ أبو عبيدة الغريب:
جزاك الله خيرا، وجعلني الله وإياكم من غرباء هذا الزمان الذين زكاهم خير الأنام عليه الصلاة والسلام بالقول : فطوبى للغرباء.
الأخ عمد سالم: علمت من كلامك أن خلافي معك في الأصول كذا الفروع، فلن يتم اتفاق بيني وبينك فيما أزعم ، فخير القول ما دام هذا هو الحال: هدانا الله وإياكم لسبيل الهدى والرشاد.
فهلا قلت : آمين.

جزاك الله خيرًا

طاغية علوي هو: حافظ الأسد.

إني لا أعجب من أن يُراق الدَّم الدمشقي السُّوري في هاته اللحظات بهذه الغزارة والمطارة، ولا أعجب أن قوافل الشهداء قد سارت لربها تجمع في عينٍ دَمع فرحةٍ، وفي الأخرى دمع ترحةٍ.

فرحةُ شهادةٍ كان سببها نزوة شابٍ طاغيةٍ عربيد، وترحةٌ تشكو ربها ألم الجلد وظُلم الجلاَّدين وما فعله بالأهل والأحباب المستضعفين.
إنما عجبي أنهم صبروا كل هذه السِّنين، فمكثَ فيهم الأب خمسا وثلاثين من السِّنين، يمزق فيها نعم الدنيا والدين، وأراد الإبن أن يضاعفها بأن يكمل المسير، إذ أنه حَكَمَ وهو شابٌ أمردٌ لم يكرمه ربُّه بَعدُ بشُعَيراتٍ على الوجه كي يكون كبير.
حافظ الأسد، وليس له من اسمه أدنى نصيب، فالأسد أشرف وأكرم من أن يجترئ على أهله، فالعرب قديما كانت تقول: أسِد على الخصم: اجترأ عليه ونال من كرامته، وحافظ اجترأ على شعبه، ونال من كرامته.
ولد بمحافظة اللاذقية، لأسرة من الطائفة العلوية ( وهذه عض عليها بالنواجذ) كانت تعمل في فلاحة الأرض. أتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم إلى القرى النائية وكان أول من نال تعليمًا رسميًا في عائلته، وأكمل دراسته الثانوية، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم التحق بالكلية الجوية ليتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1955.

انضم لحزب البعث الذي كان حربا معلنة على الله ورسوله وعلى من نادى بتطبيق دينه، عام 1964 عندما شكل رسميًا أول فرع له في اللاذقية، كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسًا لاتحاد الطلبة في سوريا.
وبعد أن استولى حزب البعث على السلطة في انقلاب 8 مارس 1963، فيما عُرف باسم ثورة الثامن من آذار، أعيد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبة رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة، وعين قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وقامت اللجنة العسكرية في23 فبراير1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركة منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ، ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على الحزب وحكم سوريا، بينما تولى هو وزارة الدفاع.
بدأت الخلافات بالظهور بينه وبين صلاح جديد بعد الهزيمة في حرب 67، وتمكن في 16نوفمبر 1970 بمساعدة من القطع الموالية له في الجيش من الانقلاب على صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي، وسجنهما مع العديد من رفاقهم وذلك فيما يعرف بالحركة التصحيحية .
ومنذ ذلك التاريخ وملائكة الرحمن رافعة أجنحتها، رافضة أن تبسطها في دمشقٍ زكاها نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكان حافظ حائطا وحاجزا لشعبه من خيرات البلاد وروحانياتها التي هي من السماء.
إلى أن ذهب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه في: 10 يونيو 2000 من الميلاد، بسبب مرض سرطان الدم.
في رحلة لمدينة الإيمان والجمال "حماه"، رأيتُ ذلك المسجد الذي كان شاهدا على جريمة شبيهة بجريمة الأمريكان في العراق، حيث آثار القصف بادية وملامح حزن المأذنة كافية شافية في الرد على أنصار هذا الطاغية، ثم بدأ أحد الإخوة سرد ما يَبكي الجملُ لأجله.
ثم إن الرجل أسس لمنهج الاستصنام، نعم، الاستصنام بأن جعلوه صنما يعبد من دون الله، حقيقة رأيتها ووقفت عليها في بلاد الشام، جسدته لافتة كتب عليها تحريفا لأعظم سور القرآن: قل هو الله أحد الله الصمد، أعز الله شعبه فاصطفى منه الأسد.
ورأيت بأخرة، جموع شبابٍ سُجدا ، لا لربهم الذي خلقهم، بل لمن أصَّل أبوه لمنهج الاستصنام بشار الماعز.
ومن عجيب صنائع الشر، أنه ورث ابنه من بعده، بعد أن أصله وفصله في الشر والبعث تأصيلا وتفصيلا، ليكون له سيئات جارية، تصله في قبره ويندهش لها عند الوقوف أمام ربه.
أما بعد:
فللبوطي وحسونة أقول:

إن لم تكونوا أتقياء في دينكم، فكونوا أحرارا في حياتكم.

فإن لم تكن هذه ولا تلك، فرب العرش يحكم بيننا وبينكم.

وكتبه حامدا ربه ومصليا على رسوله الكريم:

أبو بثينة الجزائري

ليلة اقتحام الزبانية قرية الجمال والإيمان "حماه"

حفظك المولى ورعاك وأيدك

آمين ...شكر الله لك أخي الكريم.

ما شاء الله .. تراجمُ تصلحُ أن تصدَّرَ كتابًا يُرجعُ إليه !
و حقيقةً لقد أثرْتَ وجداني و حزنَتْ نفسي من بعض ما قرأت ؛ حتى أنِّي لأصفِّق برأسي تعجُّبًا من بعضه مما قرأته قبلًا أو علمتُه اليوم !

بارك الله فيك , استمرَّ فسيكونُ لما تكتبُ شأنٌ بإذن الله .

المشكلة أن النفس سريعة التأثر بما تقرأ وبما تشاهد , وأخشى أن يأؤل بك الأمر أن تتأثر بهم إذا أكثرة من القراءة عن سيرهم النتنة وتتبع زلاتهم .
فصدع بما تأمر وأعرض عن الجاهلين , إنا كفيناك المستهزئين .

السلام عليكم ورحمة وبركاته
بارك الله فيك أخي أبوبثينة الجزائري اتحفتنا حقائق عن بعض وقاحة سير هؤلاء, أشكرك كثيرا على موضوعك القيم , الله يجزيك الأجر والثواب وننتظر منك المزيد من الفوائد وسير هؤلاء وأمثالهم من سفهاء...

الإخوة الكرام: أبو حمزة/ فهد الرويس/ محب شيخ الإسلام: جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم.

أبو هُـــجنة ... الحبيب بورقيبة ... العيب والقبح.

إني لأشعر بسعادة عجيبة وفرحة كبيرة وأنا أخط هذه الترجمة لأبي هجنة، تدرون سببها؟...جوابها: لأنني صائم.
أجل ... فالصيام وصاحب الترجمة ضدان لا يلتقيان، وأراد الثاني للأول محوا ونسيانا وانتزاعا من عقائد المسلمين في بلاد افريقيا قديما، تونس حديثا، فأبى الله إلا أن يكون الصيام باقيا ويختفي أبو هجنة، ويجدَ لنفسه قبرا في مزبلة التاريخ مكتوبا عليه: صدق الله فبقي الصيام وأهله، وكذب صاحب القبر فاختفى ومخططُهُ وكيدُه، وشتان بين باقٍ دائمٍ وبين مخفيٍّ زائلٍ.
الحبيب بورقيبة ... جاء في ترجمته:
ولد بمدينة المنستير بالساحل التونسي سنة: 1903م، من أسرة فقيرة، تلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة الصادقية، وفي المرحلة الثانوية التحق بالمعهد الصادقي فحصل على شهادة البروفي للغة العربية، ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد "كارنو" الفرنسي وحصل على شهادةالبكالوريا شعبة الفلسفة عام 1924م، وانتقل بعدها للدراسة في باريس، وحصل هناك على الإجازة في الحقوق عام 1927م، وتزوّج من زوجته الأولى الفرنسية "ماتيلد لوران"- ولاحظ أخي أن المدخل على هؤلاء السفهاء دائما يتكرر وبنفس الجرعة والمقدار-، التي كانت تكبره بعدة سنوات وأسلمت، وأنجب منها ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة الابن.
عقب عودته إلى تونس عمل بورقيبة بالمحاماة إضافة إلى ذلك قام بالمشاركة في الكتابة في عدد من الصحف الوطنية مثل " صوت التونسي" و" اللواء التونسي"، وفي الأول مننوفمبر 1932م قام بإصدار جريدة "لاكسيون تونيزيان" مع عدد من رفاقه وكان مديراً لها.
وصفه بعضهم بالقول: انتماؤه الاجتماعي الفقير، والصعوبات التي مَرَّ بها خلال دراسته الأولى، جعلته لصيقًا بالشعب وهمومه، ومعاديًا للسياسة الاستعمارية، ومعجبًا بالثقافة الفرنسية إلى حد الافتتان.
في 31 يوليو 1954م قامت الحكومة الفرنسية بقيادة "منداس فرانس" بعرض مشروع على التونسيين يتم منحهم بموجبه الحكم الذاتي مع احتفاظ الحكومة الفرنسية بمهمة الدفاع والشئون الخارجية، وقام بورقيبة بالترحيب بهذه الخطوة مصرحاً بقوله "إن إعلان "منداس فرانس" يعتبر خطوة هامة على طريق السيادة التونسية التامة، وإن الأمثل هوالاستقلال التام".
ولم يرق لبعض الشخصيات هذا الأمر ولم يستحسنوه، وبعد نشوب عدد من الحروب الداخلية توجه بورقيبة على رأس وفد تونسي إلى باريس وقام بإجراء عدد من المفاوضات مع الفرنسيين، وفي العشرين من مارس 1956م انتهت المفاوضات بتوقيع الطرفين الفرنسي والتونسي بروتوكول اعترفت فرنسا بمقتضاه بالاستقلال الرسمي لتونس، وبأحقيتها في تولي الشئون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي بالإضافة لتشكيل جيش وطني تونسي.
ثم اعتلى الحكم مع حزبه، فباض فيه وفــــرَّخ كعادتهم، وحكم البلاد في الفترة ما بين 1956- 1987م.
أبو هجنة .... ومواقفه ضد الدين
يكفي المؤمن أن يعلم أن أثر سعيه في تخريب عقائد شعبه وفصلهم عن هويتهم الإسلامية ما زالت واضحة بادية المعالم إلى يومنا هذا، وهو أمر مشتهر بين شعوب أمتنا الإسلامية والعربية، وقد تأثر الرجل كثيرا بسابقه في السفاهة كمال أتاتورك، فتتبع أثره ونحا نحوه في اقتفاء نهجِ وحياةِ من إذا دخلوا جُحر ضب لاتبعناهم، وعلى الرغم من تلقيه للعلم على يد عدد من أساتذة وشيوخ جامع الزيتونة -هذا الصرح العلمي الضخم- إلا أنه لم يقتنع بهم وتحدث عنهم بطريقة ساخرة مستخفة، تنم عن احتقار لهم وازدراء.
جاء إلى ركن من أركان الإسلام فأراد هدمه ومحوه أعني الصيام، فحاول إبطاله ثم استدل- ويا عجبي مما استدل به- حين قال معلقاً أن هذا يعتبر جهادا في سبيل تقدم الدولة. ثم أراد أن يُضفي على ضلاله نوع استقلالية وصلاحية، فأوردته الموارد إلى صدَّاع بالحق لا يخشى في الله لومة لائم، الشيخ طاهر بن عاشور، وطلب منه إصدار فتوى لدعوة العمال إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب منه أن يفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، فقرأ الشيخ آية الصيام ثم زلزلها بكلمة ربانية ما أحوجنا إليها في زماننا حيث قال:

... صدق الله ... وكذب بورقيبة...

كما عمل على سن قوانين تمنع ارتداء الحجاب واعتبره زيا طائفيا يشجع على الانقسام داخل المجتمع، وأصبح المجتمع لا يعرف للستر طريقا فضلا أن يكون للحياء فيه بريدا. بل هي تهمة تدفع ثمنها الحرة العفيفة غاليا.
ولن أنسى له ذلك الموقف حينما أقبل على امرأة مسلمة متلفعة بعِــــــجَارها ، فنزعه بيديه الآثمتين، ثم مَشَّط شعرها بيديه، ومسك خدها ضاحكا مستبشرا بفعلته، والمرأة قد أعدمها الحياء ووجدت نفسها بين موقفين:
رئيس دولة أمامها ينتهك حيائها وحجابها، فما الحيلة؟!! وهي ليست في دينها وعقيدتها كسمية أو أسماء رضي الله عنهم أجمعين.
وبين حشمتها وحيائها الذي تراه يـُــخدش ويمزق بين ناظريها بيدي رئيس دولة، يدعو نسائه إلى الارتماء في أحضان الشياطين....حقا إنها الدياثة المارقة.
كما جادل في عدد من المسائل الشرعية التي أقرها القرآن الكريم، وهي عندنا من المعلوم بالضرورة في هذا الدين، فأصدر قانونا للأحوال الشخصية يقضي بمنع تعدد الزوجات وذلك بعد ثلاثة أشهر من إعلان استقلال تونس من الاحتلال الفرنسي، وألغى المحاكم الشرعية، وعمل على سن قوانين يساوي بها بين الرجل والمرأة في الميراث، وكرِّر معي: ما من أمر ترى له صلة بالدين إلا وقطعه.
وورَّث سدنة من الوزراء، سمعت لأحدهم بأخرة أن الأذان يجب وقفه لأنه إزعاج!!! والله المستعان.
مرت الأيام والسنون، وبقي رمضان شامخا،كذا أحكام هذا الدين، واختفى أبو هجنة، وعيبه وقبحه باق، ثم خلفه صديقه وشريكه في الإثم - بعد أن أطاح به وانقلب عليه وألزمه المكث بقصره - فأراد الله له الذل والصغار، فرأينا ماذا فعل الله به، وأصبح أضحوكة للأجيال.
وأخاف أن يخلفه ثالث ورابع وخامس، وتتكرر المأساة، والله يمهل ولا يهمل.
دخلت يوما بلاد تونس، وبعد ساعات من التحقيق تم الانطلاق، فأدركــــتنا الصلاة في الخلاء، فرفعت صوتي بالأذان، فوالله الذي رفع السماء بلا عمد أنني أحسست حينها أن كل شيء يردد معي كلمات ذلك الأذان، وأن هاته الأرض ستعود يوما من الأيام، وبالفعل قد كان، أو قد آن.

ولكن السؤال: أما آن للذين يخشون ربهم ويحبون شريعته أن يكونوا هم الورثة بعد أن أزال الله لهم كل سفيه؟
الجواب: بلى ربي قد آن، قد آن ... ولكنهم هم أنفسهم مختلفون متضاربون متحزبون، فأصبح المطلب بعيدا مُحالا، إلا أن يأذن الملك المتعال، ويأتي الوحي من السماء بالتمكين لأهل الإيمان .

والله المستعان.

راجي عفو ربه

في رمضان: 1432ه

أبو بثينة الجزائري

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبثينة الجزائري

ثالثا: الشيطان : مصطفى كمال أتاتورك

وأزيد على ترجمة أخينا .. أنَّ أتاتورك حين ظهر للناس تلقَّوه واستقْبلوه على أنه المجاهد الغازي في سبيل الله!!!
وهذه مقتطفات من كتابات الناس عنه، وعن خديعة الناس به، خصوصًا الشاعر أحمد شوقي:
= وكان من أبرز طواغيت تلك العنصرية التورانيَّة مصطفى كمال؛ الذي ظلَّ في أوّل أمرِه فترةً يتمسَّح بمسوح الإسلام، ولقّب نفسه بـ "الغازي في سبيل الله"، وأعلن الجهاد ليخدع المسلمين، ولتنطلي حيلتَه على السذّج، ولقد انطلت حيلتُه فعلاً حتَّى مدحه أحمد شوقي في قوله:

اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب

وانخدع به وظنّه فعلاً مجاهدًا غازيًا في سبيل الله، وما لبث ذلك الطاغوت العنصري اليهودي التوراني أنْ كشَّر عن أنيابه فإذا هو عدو للّه ورسوله.
- - -
= وفق التّحليل المجتزئ و الآني للأحْداث كان أتاتورك بطلا إسلاميًّا ومجاهدًا عظيمًا و فاتحًا جديدًا، يجدد زمن الخلافة ويُقيم دعائم الشريعة، ويهزم الغرْب وأعوانه من الصَّليبيين واليهود، وقد انساق لهذا التحليل خلْقٌ كبير من النّاس ومن المثقفين، مثلا أمير الشعراء أحْمد شوقي الذي شبّهه بخالد بن الوليد، وبصلاح الدين، وشبّه معاركه بمعارك الإسلام الكبرى كبدر، وشبّه منهجَه بمنهج الشَّرع، فقال في شعره:

اللهُ أكبر كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
حذَوْت حرب الصَّلاحيّين في زمنٍ * * فيه القتال بِلا شرْعٍ ولا أدَب
يومٌ كبدْرٍ فخيْلُ الحقّ راقصةٌ * * على الصعيد وخيْل الله في السُّحُب
تحيَّة أيّها الغازي وتهنئة * * بآية الفتح تبْقَى آيةَ الحِقَب

- - -
= فقد بالغت الدّعاية الواسعة بإظْهار أتاتورك بصورةِ البطل المغوار الذي هزم
الحلفاء، وخاصة الإنجليز واليونان، حتّى تسابق الشعراءُ في الثّناء عليه وعلى
انتصاراته، فأنشد أحمد شوقي مخاطبًا أتاتورك قبل أن تتّضح له حقيقته:

اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب

- - -
= وكان المسلمون يظنّونه في بداية الأمر مُجاهدًا غازيًا؛ لما حصل من التراجع الوهْمي من جيوش الحلفاء أمامه, حتى سماه بعضهم "الغازي مصطفى كمال" وشاعت أخبارُه في البداية, حتى إنّ أحمد شوقي الشّاعر اغترّ به وكتب قصيدةً بعد انتصارٍ مزعومٍ لذلك الرجل على الحلفاء، يقول:

اللهُ أكبرُ كم في الفتحِ من عجَبِ * * يا خالدَ التُّركِ جدِّد خالدَ العرَبِ

- - -
= فقد ضعُفت هذه الخلافة، حتّى أصبحت تُسمّى بالرّجُل المريض، واحتلّ أعداء الإسلام من الصليبيّين الأوروبيين عاصمةَ الخلافة (الآستانة)، وقد أخرجوا صنمًا أحاطوه بهالة من العظمة والانتصارات - وكان الخليفة سجينًا في دار الخلافة - حتى انتعشتْ آمالُ المسلمين الذين ظنّوا ذلك الصنم مُجدّدًا لمعركة بدر، وجهاد صلاح الدين، وتخيَّلوا الملائكة وهي تحفُّه بالنصر في السماء وكتائب الجهاد ترفع رايتَه في الأرض، فمدحه الشعراء وأثنَوا عليه ثناءً عطرًا، كما قال فيه شوقي:

اللهُ أكبرُ كمْ في الفتْح من عجَبِ * * يا خالدَ التُّرك جدِّد خالدَ العرَب
يومٌ كبدر فخيْلُ الحقّ راقصةٌ * * على الصعيد وخيْل الله في السُّحُب

لقد رأيت أعلام هذه السلسلة فوجدت اختيارات الإخوة ممتازة. ما أحسن اختيارهم في السفاهة.

جزاكم الله خيرا.

وأود أن ألفت نظراتكم إلى شيء وهو أن لا ننسى سبيل المؤمنين في تناول مثل هذه القضايا.

قد يذكر أخ كتابا لأحد الأذكياء السخفاء ليبين دسائسه فيه. لا شك أن نية الأخ حسنة. هذا الذكر لا داعي منه فإنه قد يؤدي أحد مشتاقي القراءة إلى تناول الكتاب المذكور وقد يكون لم تتهيأ نفسُ هذا المتناول لينقد الأفكار الفاسدة ويميز بين الصحيح والسقيم فيقع في قلبه بعض السموم من الكتاب. ولا دليل في ذكر القدماء كتب المبتدعة. لأن القراءة يومئذ لم تكن منتشرة مثلما هي اليوم. وكان ينكب على القراءة من تأهل في العلوم المنورة الإسلامية. أما الآن فقد يقرأ القاري ليجمع أكبر كمية المعلومات. إنما الأحسن أن نشير (كتب لمذهبه وناصره فيه فجاء بالعجائب . . . . . .وقال كذا وقال كذا) دون أن نذكر اسم الكتاب.

كان الإمام أحمد ينكر على المحاسبي ذكر كلام المبتدعة في كتابه.
روى الخطيب بسند صحيح أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبى ، فقال لبعض أصحابه : ما سمعت فى الحقائق مثل كلام هذا الرجل ، و لا أرى لك صحبتهم .
قال ابن حجر رحمه الله : إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم ، فإنه فى مقام ضيق لا يسلكه كل أحد ، و يخاف على من يسلكه أن لا يوفيه حقه .

ثم يا إخواننا - لنتجنب من الألقاب الضخمة لما فيها قلة الكرامة من الناقد نفسه.

فبدلا أن النقول الدجال الفلاني الإبليس ..... نكتفي أننا وضعناهم في سلة السفهاء.

كان الإمام البخاري أشد ما يقول (منكر الحديث)

هذا ما بدا لي والله أعلم.

أحسنتَ يا أخانا ياسر في نصيحتك.
وأنا ما كتبتُ في هذه الصفحة إلاَّ لأنبّه على مسْلكٍ سيّئٍ قبيحٍ سلَكه أحدُ الموْصوفين بالسُّفهاء هنا.
وهو أنه خَتَل الدنيا بالدين.
خدَع المسلمين وأعْلن الجهادَ في سبيلِ الله... حتى لُقِّب بالغازي في سبيل الله.
وهو مسلكٌ قبيح قد يسلكه من أهل الطمع وحب الرياسة سالكون..
يسْتهْدون في ذلك بما أفصح عنه ابن خلدون في قوله:
الفصْل السَّابع والعشرون في أنَّ العربَ لا يَحصل لهم المُلك إلاَّ بصبْغةٍ دينيَّة؛ من نبوَّةٍ أو ولايةٍ أو أثَرٍ عظيم من الدِّين على الجملة.
والسبب في ذلك أنَّهم لخلُق التوحُّش الذي فيهم أصعبُ الأُمَم انقِيادًا بعضهم لبعض؛ للغِلْظة والأنفة وبُعد الهمَّة، والمنافسة في الرئاسة، فقلَّما تَجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدّين بالنبوّة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفُسهم، وذهب خلق الكِبْر والمنافسة منهم، فسهل انقيادُهم واجتِماعهم.

السلام عليكم أخي الحبيب أبا بثينة ، تذكرت هذا الموضوع الرّائع المفيد ، ودخلت لأرفعه ، وأسأل عنك أين أنت ؟ فقد اشتقت والله إليك ..

لقد توفي صاحب هذا الموضوع منذ زمن ............

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبثينة الجزائري

لقد توفي صاحب هذا الموضوع منذ زمن ............

من تقصد ، ومن أنت إذن ؟!

موضوع طريف حقا, والقائمة تطول !!
ورحم الله صاحب الموضوع حيا كان أو ميتا

لا حول ولا قوة إلا بالله

هل مات صاحب الموضوع ؟ اللهم ارحمه في قبره والآخره
وكيف استخدمت بريده ومن أنت ؟