السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الولي ،المولى
وهما اسمان تكرر ورودهما في القرآن الكريم ،قال الله تعالى :{ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }،وقال تعالى :{وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }،وقال تعالى :{ بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ }.
وولاية الله تعالى وتوليه لعباده نوعان :
ولاية عامة : وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات ،وتقديره على العباد ما يريد من خير وشر،ونفع وضر،وإثبات معاني الملك كلها لله تعالى ،وأن العباد كلهم طوع تدبيره لا خروج أحد منهم عن نفوذ مشيئته وشمول قدرته ،وهذا أمر يشمل المؤمن والكافر،والبر والفاجر،يدل لهذا قول الله تعالى :{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }.
النوع الثاني :الولاية الخاصة والتولي الخاص:وهذا أكثر ما يرد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ،وهي ولاية عظيمة وتولٍّ كريم، اختصَّ الله به عباده المؤمنين ،وحزبه المطيعين،وأوليا ءه المتقين .
وقد بيّن الله سبحانه في القرآن الكريم أن هذه الولاية العظيمة لا تنال إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله في السر والعلانية ،والاجتهاد في التقرب إليه بفرائض الإسلام و رغائب الدين،كما قال تعالى :{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر