تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    29

    افتراضي إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق
    قبل الخوض في هذا الموضوع الحساس في مصير المسلم ، علينا أن نعرف ما هو الإيمان ؟! ...
    فالإيمان لغة هو التصديق و تصريفاً هو كلمة جامعة لمعنيين متلازمين يكمل أحدهم الأخر وهما الأمان و الاطمئنان ، أي هو أمان من الله يورث الطمأنينة في قلب المؤمن ...
    أما حقيقة الإيمان فهو ما وقر بالقلب وصدقه العمل ؟؟؟ !!! ...
    ووقر أي ثبت واستقر وهي السكينة و الاطمئنان ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [الفتح : 18] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [الفتح : 4] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28] ...

    ولكن للإيمان مراتب وأطوار وهذه المراتب هي :

    · الإيمان الاعتقادي : وهو نوعين نوع ثابت وهو الإيمان الظني ، المبني على حسن الظن بالله ، وتحقيقه يحتاج إلى حسن التطبيق لتعاليم الإسلام من خلال المرتبة الأولى من التقوى وهي تقوى الإسلام وترجمتها العملية هي باستقامة الجوارح ، وتكون بالاستسلام لأوامر الله كاملة ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( المسلم سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، رواه الشيخان في الصحيح ...
    أما النوع الثاني فهو الإيمان الفكري ، المبني على التفكر بآلاء و آيات الله الدالة والمعرفة بأسمائه وصفاته و أفعاله جل و علا ، وهو منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، في غار حراء قبل أن يرتقي إلى مقام النبوة وهو منهج أولي الألباب أصحاب القلوب النيرة أو العقول لأن لب الشيء قلبه أو جوهرة وجوهر المرء هو عقل الإيمان الذي يفرق به بين الحق و الباطل ...
    كما ورد في آثار الإمام علي كرم الله وجهه : ( العقل نور في القلب بفرق به بين الحق و الباطل ) ...
    ويصدق ذلك قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج : 46] ...
    · الإيمان القلبي : وهو إيمان الموحدين الذين شهدوا حقيقة لا إله إلا الله ، وبعد أن أحصوا أسماء الله الحسنى معرفة وفهماً شهودياً ، فآمنوا بحقيقة أن لا متحكم متصرف و مسير وفعال في هذا الكون إلا الله فخشعت قلوبهم وخبتت تعظيماً لقدره سبحانه ...
    و هذا النوع من الإيمان وأعني الإيمان القلبي نوعين أيضاً ، النوع الأول "إيمان العارفين" أي العلماء وهو المبني على إدراك حقيقة التوحيد من خلال معرفة معاني جلال الإلوهية مثل العظمة و الإحاطة و القوة و القهر و القدرة ...... الخ ...
    وهو ما يورث في القلب وجل الهيبة لله الجليل سبحانه ...
    أما النوع الثاني فهو "إيمان الزاهدين" أي الأولياء وهو مبني على إدراك أو شهود حقيقة التوحيد من خلال معرفة معاني جمال الربوبية مثل الرحمة و الرأفة و الود و اللطف و الشكر و الرفق و الإحسان ..... الخ ...
    و هو ما يورث المحبة لصاحب الفضل العلي سبحانه و تعالى ...
    يقول أبو الفرج ابن القيم الجوزي رحمه الله : ( منأحب شيئا ، أكثر ذكره ، و من أجلّ أمرا ، أعظم قدره ، و لا حبيب أحب من الله إلى أهلولايته، و لا جليل أجل من الله عند أهل معرفته ، فاذكروا الله ذكر المحبين ، و أجلّوهإجلال العارفين ) ، ورد في "التذكرة" ( ص: 119) ...
    و لا يتحقق هذا الإيمان إلا بالتقوى الإيمان وهي استقامة القلب التي لا تتم إلا بتمام استقامة الجوارح ، وتوجيه الولي المرشد " العالم الرباني" ، على كيفية التخلي عن المذمومات وهي الذنوب و الآثام التي رانت على القلوب ...
    · الإيمان الإحساني : وهو إيمان المفردين يبدأ باليقين وهو الإيمان كله كما أخبرنا سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ...
    وهو أي اليقين وفق مفهوم الإحسان كما في الأثر الشريف " أن تعبد الله كأنك تراه " وهي المشاهدة المعنوية أي مشاهدة معاني الفضل الإلهي من خلال تقوى الإحسان وهي استقامة الوجهه من خلال إخلاص القلب لله وحده وتحلي بفضائل صفات الربوبية بالتأسي بخلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) [الأحزاب : 21] ...
    ولا يكون ذلك إلا بتحقيق حقيقة المحبة لله وهي : ( محق ما في القلوب من سوى الله المحبوب ) ...
    أما مقام التفريد بالإحسان وهو مقام العالم الرباني فيدرك بالاصطباغ بمعاني الربوبية أي يصبح "محدث رباني" كسيدنا عمر الفاروق رضوان الله عليه ....
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس [محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر ) ، رواه الشيخان في الصحيح ...
    وفي رواية أخرى : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال ، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر ) ، رواه البخاري في "صحيحة" ...
    وهذا المقام لا يدركه في كل عصر أو زمان إلا واحد هو الخليفة المهدي ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) ، متفق عليه ...
    فالخلفاء الراشدين هم من خلف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم و الولاية و الحكم ، أما الخلفاء المهديين هم من خلف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، بالعلم و الولاية أي هم ورثة مقام النبوة و العلم الشريف ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماءورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) ، رواه الترمذي و أبو داود في السنن ...
    و المهديين ورثة الأنبياء هم وفق كتاب الله :
    بسم الله الرحمن الرحيم[/ : ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) [الأنعام : 90]
    اقتده أي أجعل هداهم أسوة و قدوة لك وقد بهداهم قلبك نحو الصلاح ...
    ويثبت هذه المراتب الإيمانية كلها قول الله الجليل :
    بسم الله الرحمن الرحيم لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [المائدة : 93] ..
    وطعموا هنا أي ذاقوا من لذائذ فيض الإيمان ...
    و الحمد لله رب العالمين ...
    لا يعرف الحق بالرجال *** بل يعرف الرجال بالحق

  2. #2

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرا .. ولكن حبذا أن تختار خطوطا أكثر ملاءمة للقراءة ، فهذا الخط الذي استعملته متعب نوعا ما ، وخاصة في الموضوعات الطويلة .(مجرد وجهة نظر )
    وأما قولك (( الإيمان الاعتقادي : وهو نوعين )) الصواب : ( نوعان ) ... والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    شكراً سيدي "خالد" ...
    بارك الله بك على هذه المبادرة الطيبة ...

    تحياتي لك ...
    لا يعرف الحق بالرجال *** بل يعرف الرجال بالحق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    ولكن يأتي السؤال الهام ؟؟؟ !!! ...

    وهو كيف يرتقي المؤمن عن إيمانه الإعتقادي ؟ ! ...
    والجواب بسيط هو أن الكمال بالإيمان نسبي وليس مطلب لأنه هبة من الله ...
    لقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) [يونس : 100] ...
    ولكن الارتقاء به يحتاج إلى استقامة تامة وأعني استقامة الجوارح وهي تطبيق الإسلام الذي يعني الإستلام لأوامر الله كاملة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )[هود : 112]
    وهذه الاستقامة هي مفتاح كل أشكل الاستقامات الأخرى ...

    يقول ذو السبطين كرم الله وجهه : (لا يستقيم إيمان المؤمن حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى تستقيم جوارحه ) ...
    فكل إستقامة بعد إستقامة الجوارح وهبية من الله وكذلك الإيمان ...

    و الدليل من كتاب الله ...

    قوله تعالى : ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُ م مَّاء غَدَقاً [16] لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً [الجن : 17] ) ...

    و الطريقة هي شريعة الإسلام ؟؟؟ !!! ...
    أما الدليل النهائي قوله تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [الأحقاف : 13] ...
    وقالوا هنا أي أقروا بربوبية
    لا يعرف الحق بالرجال *** بل يعرف الرجال بالحق

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    الموضوع بخط أوضح :

    إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق
    قبل الخوض في هذا الموضوع الحساس في مصير المسلم ، علينا أن نعرف ما هو الإيمان ؟! ...
    فالإيمان لغة هو التصديق و تصريفاً هو كلمة جامعة لمعنيين متلازمين يكمل أحدهم الأخر وهما الأمان و الاطمئنان ، أي هو أمان من الله يورث الطمأنينة في قلب المؤمن ...
    أما حقيقة الإيمان فهو ما وقر بالقلب وصدقه العمل ؟؟؟ !!! ...
    ووقر أي ثبت واستقر وهي السكينة و الاطمئنان ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [الفتح : 18] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [الفتح : 4] ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28] ...


    ولكن للإيمان مراتب وأطوار وهذه المراتب هي :


    · الإيمان الاعتقادي : وهو نوعين نوع ثابت وهو الإيمان الظني ، المبني على حسن الظن بالله ، وتحقيقه يحتاج إلى حسن التطبيق لتعاليم الإسلام من خلال المرتبة الأولى من التقوى وهي تقوى الإسلام وترجمتها العملية هي باستقامة الجوارح ، وتكون بالاستسلام لأوامر الله كاملة ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( المسلم سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، رواه الشيخان في الصحيح ...
    أما النوع الثاني فهو الإيمان الفكري ، المبني على التفكر بآلاء و آيات الله الدالة والمعرفة بأسمائه وصفاته و أفعاله جل و علا ، وهو منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، في غار حراء قبل أن يرتقي إلى مقام النبوة وهو منهج أولي الألباب أصحاب القلوب النيرة أو العقول لأن لب الشيء قلبه أو جوهرة وجوهر المرء هو عقل الإيمان الذي يفرق به بين الحق و الباطل ...
    كما ورد في آثار الإمام علي كرم الله وجهه : ( العقل نور في القلب بفرق به بين الحق و الباطل ) ...
    ويصدق ذلك قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج : 46] ...
    · الإيمان القلبي : وهو إيمان الموحدين الذين شهدوا حقيقة لا إله إلا الله ، وبعد أن أحصوا أسماء الله الحسنى معرفة وفهماً شهودياً ، فآمنوا بحقيقة أن لا متحكم متصرف و مسير وفعال في هذا الكون إلا الله فخشعت قلوبهم وخبتت تعظيماً لقدره سبحانه ...
    و هذا النوع من الإيمان وأعني الإيمان القلبي نوعين أيضاً ، النوع الأول "إيمان العارفين" أي العلماء وهو المبني على إدراك حقيقة التوحيد من خلال معرفة معاني جلال الإلوهية مثل العظمة و الإحاطة و القوة و القهر و القدرة ...... الخ ...
    وهو ما يورث في القلب وجل الهيبة لله الجليل سبحانه ...
    أما النوع الثاني فهو "إيمان الزاهدين" أي الأولياء وهو مبني على إدراك أو شهود حقيقة التوحيد من خلال معرفة معاني جمال الربوبية مثل الرحمة و الرأفة و الود و اللطف و الشكر و الرفق و الإحسان ..... الخ ...
    و هو ما يورث المحبة لصاحب الفضل العلي سبحانه و تعالى ...
    يقول أبو الفرج ابن القيم الجوزي رحمه الله : ( منأحب شيئا ، أكثر ذكره ، و من أجلّ أمرا ، أعظم قدره ، و لا حبيب أحب من الله إلى أهلولايته، و لا جليل أجل من الله عند أهل معرفته ، فاذكروا الله ذكر المحبين ، و أجلّوهإجلال العارفين ) ، ورد في "التذكرة" ( ص: 119) ...
    و لا يتحقق هذا الإيمان إلا بالتقوى الإيمان وهي استقامة القلب التي لا تتم إلا بتمام استقامة الجوارح ، وتوجيه الولي المرشد " العالم الرباني" ، على كيفية التخلي عن المذمومات وهي الذنوب و الآثام التي رانت على القلوب ...
    · الإيمان الإحساني : وهو إيمان المفردين يبدأ باليقين وهو الإيمان كله كما أخبرنا سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ...
    وهو أي اليقين وفق مفهوم الإحسان كما في الأثر الشريف " أن تعبد الله كأنك تراه " وهي المشاهدة المعنوية أي مشاهدة معاني الفضل الإلهي من خلال تقوى الإحسان وهي استقامة الوجهه من خلال إخلاص القلب لله وحده وتحلي بفضائل صفات الربوبية بالتأسي بخلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) [الأحزاب : 21] ...
    ولا يكون ذلك إلا بتحقيق حقيقة المحبة لله وهي : ( محق ما في القلوب من سوى الله المحبوب ) ...
    أما مقام التفريد بالإحسان وهو مقام العالم الرباني فيدرك بالاصطباغ بمعاني الربوبية أي يصبح "محدث رباني" كسيدنا عمر الفاروق رضوان الله عليه ....
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس [محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر ) ، رواه الشيخان في الصحيح ...
    وفي رواية أخرى : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال ، يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر ) ، رواه البخاري في "صحيحة" ...
    وهذا المقام لا يدركه في كل عصر أو زمان إلا واحد هو الخليفة المهدي ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ) ، متفق عليه ...
    فالخلفاء الراشدين هم من خلف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم و الولاية و الحكم ، أما الخلفاء المهديين هم من خلف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، بالعلم و الولاية أي هم ورثة مقام النبوة و العلم الشريف ...
    يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماءورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) ، رواه الترمذي و أبو داود في السنن ...
    و المهديين ورثة الأنبياء هم وفق كتاب الله :
    بسم الله الرحمن الرحيم[/ : ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) [الأنعام : 90]
    اقتده أي أجعل هداهم أسوة و قدوة لك وقد بهداهم قلبك نحو الصلاح ...
    ويثبت هذه المراتب الإيمانية كلها قول الله الجليل :
    بسم الله الرحمن الرحيم لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [المائدة : 93] ..
    وطعموا هنا أي ذاقوا من لذائذ فيض الإيمان ...
    و الحمد لله رب العالمين ...
    لا يعرف الحق بالرجال *** بل يعرف الرجال بالحق

  6. #6

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك
    (اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    29

    افتراضي رد: إيمان التحقيق بين الواقع و التطبيق

    بارك الله بك سيدي " خالد " ...
    على مروركم الكريم ...
    لا يعرف الحق بالرجال *** بل يعرف الرجال بالحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •