الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ,,
هذه القصة قرأتها في كتاب " ساعة وساعة " للشيخ المفضال محمود المصري
فاحببت أن تكون بين أيديكم اخوة الخير ..
أسأل الله تعالي ان نكون جميعاً من مستجابي الدعوة .. اللهم آمييين ..
إليكم القصة :
كان هناك رجل سِكّير دعا قوماً من أصحابه ذات يوم فجلسوا ثم نادي علي خادمه ودفع إليه أربعة دراهم وأمره أن يشتري بها شيئاً من الفاكهة للمجلس .
وفي أثناء سير الخادم مر بالزاهد منصور بن عمار وهو يقول : من يدفع أربعة دراهم لفقير غريب دعوت له أربع دعوات , فأعطاه الغلام الدراهم الأربعة .
فقال له منصور بن عمار : ماذا تريد أن أدعو لك ؟
فقال الغلام : لي سيد قاسٍ أريد أن أتخلص منه , والثانية : أن يخلف الله عليّ الدراهم الأربعة , والثالثة أن يتوب الله علي سيدي , والرابعة : أن يغفر الله لي ولسيدي و لك وللقوم , فدعا له منصور بن عمار , وانصرف الغلام ورجع إلي سيده الذي نهره وقال له : لماذا تأخرت وأين الفاكهة ؟ فقصّ عليه مقابلته لمنصور الزاهد وكيف أعطاه الدراهم الأربعة مقابل أربع دعوات , فسكن غضب سيده وقال : ما كانت دعوتك الأولي ؟
قال : سألت لنفسي العتق من العبودية .
فقال السيد : قد أعتقتك فأنت حر لوجه الله تعالي ,وما كانت دعوتك الثانية؟
قال : أن يخلف الله عليّ الدراهم الأربعة .
قال السيد : لك أربعة ألاف درهم .
قال : وما كانت دعوتك الثالثة ؟
قال : أن يتوب الله عليك .
فطأطأ السيد رأسه وبكي وأزاح كئوس الخمر وكسرها وقال : تبت إلي الله لن أعود أبداً .
و قال : فما كانت دعوتك الرابعة ؟
قال : أن يغفر الله لي ولك وللقوم ..
قال السيد : هذا ليس إليّ وإنما هو للغفور الرحيم .
فلما نام السيد تلك الليلة سمع هاتفاً يهتف به : أنت فعلت ما كان إليك , أتظن أنّا لا نفعل ما كان إلينا ؟
لقد غفر الله لك وللغلام ولمنصور بن عمار ولكل الحاضرين .