تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تفريغ الدرس الأول من السيرة النبوية كمنهج عملي للقرآن الكريم للشيخ إبراهيم شاهين حفظ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    Arrow تفريغ الدرس الأول من السيرة النبوية كمنهج عملي للقرآن الكريم للشيخ إبراهيم شاهين حفظ

    السيرة النبوية تطبيق عملي للقرآن الكريم
    الدرس الأول
    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
    أما بعد :
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .


    المراد بسيرة النبي r:أيها الكرام فهذه دروس كما طلبتموها في سيرة النبي r فسيرة النبي r أي حياته، أي منهجه، أي علمه، ومعنى السيرة ليست تاريخا يذكر في الكتب كما فعل المستشرقون، ولكنها تطبيق القرآن تطبيقًا عمليًا في واقع الأمر، فحياته r نبراسٌ لنا وهدى، ومن هداية حياته r نأخذ، فقد كان طفلاً :
    فكيف يتعلم الطفل من طفولته r:الطموح، والصبر على المآسي، والصبر على الابتلاءات واليتم وغيره وكيف يصارع الحياة وهو يتيم الأبوين فلابد للطفل أن يدرس هذه الحياة له أن يدرس طفولة النبي r وكيف تغلب على هذا اليتم وعلى هذه الصعوبة حتى وصل للرأس ولقمة المجتمع.
    وستعلم بعدما، ننشأ في دراسة منهجية لهذا المعترك كما قصرنا في تربية أبنائنا، وفي تعليم نساءنا وفي تعليم الأمة، لأن هذا هو القرآن العملي، وهذا هو المنهج الواجب علينا أن نتخذه، ولذلك لما سئلت أمنا عائشة_ رضي الله عنها _عن خلق رسول الله r قالت: «كان خلقه القرآن» أي أن حياته هي القرآن فإذا أردت أن تدرس القرآن دراسة عملية وليست دراسة نظرية نعم أنت حفظت جزاك الله خيرا لك أجر، ولابد لك أن تبدأ في ترجمة هذا القرآن ترجمة حياتية، ولذلك لما استفادت الأمة بهذا القرآن في يوم من الأيام سادت الدنيا وقادت العالم،وهذا يبين لك أن.
    الأمة بدون منهجية القرآن لا تساوي شيئا، نعم القرآن في كتبها وفي صدورها، ماذا صنع لهم القرآن؟ لا شيء، ولكن لما كان القرآن منهج حركة، ويأخذون منه المدد والحياة سادوا العالم كله، قادهم القرآن إلى أن يكونوا رؤوس الدنيا ومن فيها، طبقوه منهجا، صار منهجا عمليا وليس منهجا نظريا.
    الفرق بيننا وبين أسلافنا في طلب العلم: كان العلم عندهم ممنهج، إذا تعلم حرفا واحدا من كتاب الله تعالى عمل به، وهذه نصيحة أم سيفان الثوري رحمها الله تعالى لسفيان لما قالت له: «يا سفيان تعلم العلم وسأكفيك بمغزلي» وهي يا لها من أم، وكن النسوة ينشئن مصانع في بيوتهن يتقوتن من أثار هذه الصنعة صناعات وهي الغزل والنسج.
    وهذه وظيفة ليس فيها اختلاط، ولذلك للمرأة أن تتعلم كيف تزيد من دخلها كما فعلت أم سفيان بمغزلها، «تعلم العلم وسأكفيك بمغزلي» فلم ذهب إلى الأستاذ يتعلم في أول يوم تتعهده، تعلمنا أن الوالد لا بد أن يتعهد الولد، فليس دور الوالد دفع المقابل المادي للمدرس فقط ويظن الوالد أنه أدي ما عليه، فهذا قد حول الحياة العلمية إلى حياة نظرية فقط، وترك الحياة العملية تماما.
    القرآن منهج عمل وليس منهج نظر: قال ذلك النبي r كما جاء عن أصحاب السنن عن زياد بن لبيد رضي الله تعالى عنه لما تكلم النبي r يوما عن العلم ثم نظر إلى السماء وقال: «ذلك يوم أن يذهب العلم» فقال زياد: كيف يذهب العلم يا رسول الله ونحن نحفظ القرآن؟ ونحفظه أبناءنا ونساءنا؟ وسيعطيه أبناؤنا ونساؤنا أبناءهم ونساءهم؟ وسيعطيهم من ورائهم إلى من ورائهم إلى أن تقوم الساعة؟.
    هو لا يعترض على النبي r ولكنه، ليس عنده نوع من التصور، لأنه تصور أن المسألة،علم نظري، طالما أخذت شهادة ومعي بكالوريوس أو دكتوراه هذه شهادة نظرية، أنا أريد مردود هذا العلم في واقع الحياة.
    لما قامت الثورة الصناعية في أوروبا وفي أمريكا حولوا العلم العربي علم الطب وعلم الهندسة والفلك، هذا علم عربي، حولوه من الكتب، من الكلام النظري إلى واقع ملموس، وصرنا نحن نأخذ منهم هذا العلم واقع ملموس منهج حركي نستفيد به، وهو عندنا نظريات نحفظها ، فهذا أستاذ في الجامعة ، ماذا صنعت؟ هذا أستاذ طبيب ماذا صنعت؟ لا بد أن ينزل هذا العلم إلى الشارع لا بد أن ينهض بالأمة ويرتفع بها وإلا لا قيمة لكل هذه العلوم، ولكل هذه الجامعات دمدم عليها.
    فلما قال زياد: كيف يذهب العلم يا رسول الله ونحن نحفظ القرآن؟ ونحفظه أبناءنا ونساءنا، وسيعطيه أبناؤنا ونساؤنا أبناءهم ونساءهم، وسيعطيهم من ورائهم إلى من ورائهم إلى أن تقوم الساعة قال النبيr: «ثكلتك أمك يا لبيد إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة -أي كنت أظنك فقيها فاهما– هذه اليهود والنصارى بين أيديهم التوراة والإنجيل هل أغنيا عنهما شيئا».
    وجه الدلالة: أن التوراة والإنجيل بين أيدي اليهود والنصارى، فماذا فعلوا بها؟ وهذه أمم بادت، وسبب إبادتها أنها لم تعمل بمفهوم نصوص هذه الكتب كان مقصود كلام النبي r أن الكتاب غير الفاعل في واقع الحياة لا قيمة له كأنه غير موجود أنت تحفظ القرآن ولا تعمل بمنهج السنة فيه بمفهومه لا تقوم على أحكامه ولا على حدوده، ما قيمة حفظ القرآن؟.
    إذن نترجم لحياة النبي r، كيف ترجم لنا هذا القرآن في واقع الحياة واقع عملي فيتعلم الطفل ، من أبنائنا كيف يتربى، يقول: أنا يتيم ولم أجد أب ولم أجد كذا وكذا، أقول لك لا للأسف لم تجد معلما يعلمك كيف تربى النبي r وهو يتيم وكان فاقد الأبوين،وفي بيئة جاهلية لعلك الآن في بيئة إسلامية ترحمك هذا يتصدق عليك، وهذا يعينك، وهذا يقربك، وهذا يرحمك، ولكن النبيr كان في بيئة جاهلية لا يرحم أحدٌ أحدا، إذن لا بد أن نعلِّم وندرِّس لأطفالنا هذه المسائل.
    كيف يتعلم الشاب من حياة النبي r شابًا؟ويتعلم من حياته شابا r كيف كان يرعى الغنم ليتقوت، ليعين عمه أبو طالب الذي رباه، حتى وإن كان العائد قليلا ،فلابد أن يتعلم الشاب كيف كان شباب محمد r ماذا كان يعود عليه من رعي الغنم؟ دريهمات قليلة لا تساوي شيئا، قد لا يحصل قوته اليومي من هذا الأجر ولكنه نوع من العمل كأنه ينبئ عمه الذي يقوتَه ويعوله أنه ليس عاطلا ولا يجلس ليستفيد من غيره، ولكنه يحاول مع قلة الدخل ولم يطلب لنفسه منصبا، فقد كان النبيr يرعى الغنم على قراريط وهي اسم عملة أقل من الدرهم ، رغم أنه مما رءاه من الله تعالى من رؤى وعناية ،فقد رأى من الله ما لم يراه أحد، ما أعطاه هذا نوع من الشموخ والصلف والكبر، أي أنه وجد في نفسه تميزا عن غيره وعن أطراده، إذن يطلب وظيفة أعلى وأشمخ من وظائف أصحابه ولكنه التواضع يعمل من خلال المتاح والميسر هلا علمنا شبابنا هذا الكلام؟،إذن ما درسنا سيرة محمد r هو مجرد تاريخ مكتوب في الكتب يتعرض للنقد كما كان فلان وفلان من هؤلاء المستشرقين يهاجمون سيرة النبي r.
    سبب مهاجمة المستشرقين لسيرة النبي:r لأسباب كثيرة عندهم، لأن السيرة صارت تاريخا في الكتب، يقولون عندهم نماذج وعلوم ونظريات وهم متخلفون، يقرأ القرآن يجد فيه كلام يسود الأمم إلى أعلى السيادة ويقول لك وهم قاعدين لأن هذا منهج متهم، يتهمون منهجك، يتهمون سنة حبيبك r بسببك؛ لأنك ما تفاعلت مع هذا المنهج وصار سيدا تقدمه لكل الشعوب تريدون أن تتقدموا خذوا هذا القرآن، خذوا هذه السنة منهج محمد لكي تصلوا إلى عليين.
    ولكنا حفظنا القرآن وعرفنا هذه المسائل علوم نظرية فقط وجلسنا ننتقدها أحيانا ونناقشها بعض الأحيان، إذن من :
    أهمية دراسة السيرة: دراسة حياة محمد بالتفصيل، ودارسة حياته كرجل، كرجل سياسة يتعلم منه الساسة، ولذلك أي سياسي على وجه الأرض ،لم يدرس سياسة محمد r سياسي فاشل، أعظم ساسة العرب بعد النبي r كان أبو بكر وعمر والخلفاء، والذي أخذ على منوالهم معاوية بن أبي سفيان، قمة في العمل السياسي والعلم السياسي نماذج أي حاكم على وجه الأرض لم يقرأ سيرة محمد السياسي لا يعرف شيئًا فلقد صالح وعاهد وحارب وأسر وأخذ فيئا، وراسل الملوك وسفرائها للمملوك والرؤساء العالم سياسي من الدرجة الأولى لا بد أن تدرس ذلك جيدا وتعلمه، متى يصالح، ومتى يحارب، مستوى عالي جدا في السياسة.
    انظر وهو يخرج بني قينقاع من المدينة وعبد الله بن أبي يمسك به لا تخرجهم هؤلاء أحلافي وحلفائي، قال له أرسلني يا ابن أبي ،وغضب النبي r وقال: والله لا أتركك حتى تعطيهم لي، قال: «تركتهم لك أحياء ولكن يخرجوا من المدينة بغير مال ولا سلاح» ، فكأنه قتلهم قتلا من نوع آخر، وهذا لا يكون إلا من سياسي داهية إنسان أريب، هذه مواقف لابد أن يتعلمها السياسيون.
    لما لم يقتله؟ لأن كان ملك المدينة وله أتباع وأحلاف كثيرة جدا من العرب، وقتله يجر عداوات على الصحابة وهم في المدينة غرباء ،فسينتج عن قتله حرب أهلية داخل البلاد، إذن لا بد أن يكون واسع النظر في عواقب الأمور عندما يأخذ قرار يأخذه ويرى عواقب هذا الأمر، وإذا أخذ هذا الأمر يجرده من كل زيادة ونقصان إنه محمد r.لو لم ندرس هذا كيف نتعلم السياسة؟ كيف سنعامل الدول؟ كيف نخاصم ونصالح؟ فالسياسي يتعلم منه r كيف يكون سياسيا؟.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ الدرس الأول من السيرة النبوية كمنهج عملي للقرآن الكريم للشيخ إبراهيم شاهين

    كيف يتعلم الزوج أن يكون زوجا من حياته: rوكان زوجا، r مع نسائه في العدل والرفق والرحمة، وحديث أم زرع، دل على مستوى عال جدا من المروءة والنبالة في تعليم النساء.
    والمرأة ضعيفة فلا تحتاج إلى أسد يربيها ويقومها فهي محتاجة إلى رفيق، يعاملها برفق كما قال لأنجشه «رفقا بالقوارير يا أنجشة» وهذا تشبيه بليغ يعجز بلغاء العرب على أن يأتوا بمثله «رفقا بالقوارير يا أنجشة» شبه النساء بالقوارير والقارورة صافية نقية جميلة، ولكنها سهلة الكسر، فلا بد من الإرفاق بتعليمها.
    كل هذا الزخم الهائل من هذا العلم تركناه وراء ظهورنا كثير، تتعلم لماذا إذن؟ ولأنك تجد الحركة العلمية في بلادنا حركة ناشزة هذا يسب ، وهذا صوت عالي، وهذا عنيف وهذا لا يحتمل الآخر،ارجعوا إلى حبيبكم ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]. إذا كنت تريد الله واليوم الآخر فالأسوة أمامك، إذا كنت طفل ارجع لطفولته، شاب ارجع لشبابه.
    كيف كان النبيr داعية؟ إذا كنت داعية فارجع له كداعية، كيف كان رفيقا بالناس، يرحمهم لا يشدد عليهم، وتدرج في الدعوة من إلى، دعوته في بدايته كما سنذكر إن شاء الله عند اقرأ لا إله إلا الله، قولوا لا إله إلا الله ما طلب شيئا آخر، كلمة تقولها تدخل بها الجنة يا عمي هي كلمة لو قلتها لشفعت لك بها عند ربي، كلمة تدرج رفق أدب حنو.
    ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: 108]. أدعوا على بصيرة أدعوا على بصيرة على علم، ولذلك قال r «إذا أمرت بالمعروف فليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر يكن بغير منكر» هذه حياته سنفصلها بالتفصيل الدقيق ، ولكن المقصود من كل هذا الدرس أن تترجمه في حياتك وفي بيتك وفي وظيفتك وفي كل مكان هذه حياة محمد r، الصورة المثلى لعبد الله محمد بن عبد الله r قدوة البشرية الذخيرة التي ادخرها الله تعالى للبشر في بيئة جاهلية وهذه أهمية السيرة عباد الله، ولذلك من أهمية هذه السيرة كما قلنا يعني، كان زين العابدين بن الحسين يقول «كنا نُعَلَم مغازي رسول الله r كما كنا نُعَلَم السورة من القرآن» اقتطع من المساحة التي غزاها التلفزيون في رأس ابنك شيء من سيرة محمد r، اربط ابنك بالنبي r، مع الزخم الهائل والغبش والغثاء الذي نحياه أعط شيئا من حياة حبيبك r، وأنت جالس تأكل قول كان r إذا أكل سمي الله تعالى، وأكل بيمينه، وكان هذا أدبهr في الدعوة لما وجد ابن عباس يأكل بشمله فأمسك يده وقال: «يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» المعني: تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى معناه أنك تأكل هنيئا مريئا لا تأكل أمراض سم الله، والشيء الذي سُمِّي عليه الله تعالى كان هنيئًا وكان مريئًا كان علاجًا ، وكل بيمينك لأن الشيطان يأكل بشماله، وقال r «إن في اليمين بركة» سميت الله بركة وأكلت بيمينك بركة أيضا، وعلمك الأدب وحفظ الصورة أمام الخلق يريد أن تكون هيئتك أمام البشر متزنة محترمة،مع أنه يحافظ على دينك، يحافظ على مكانتك في المجتمع وهيئتك r، أنظر إلى الكمال يعلم بكمال يعطيك مسألة كاملة تماما.
    لم تركنا كل ذلك أيها الشباب، ؟لما أيها المسلمون تركنا هذا المنهج،؟ هذا منهج محمد r، ولذلك كما قال زين العابدين «كنا نُعَلَّم مغازي رسول الله r كما كنا نُعَلَّم السورة من القرآن».
    وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال كان أبي ( سعد بن أبي وقاص) الصحابي الجليل ومن العشرة المبشرين و كان موعودا بالخلافة y «كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا ويقول يا بني أنها شرف أبائكم فلا تضيعوا ذكرها». علمه سيرة أبائه فثقافة اليوم ثقافة الميازيب،لا بد أن نربي أبناءنا على منهج النبي:r، يرفق مع نسائه رفقا يا أنجشة بالقوارير.
    «والمرأة ضلع أعوج» كما قال النبي r «وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإن كسرته ضيعته، فاستمتع بها على عوجها،» استمتع بما فيها على عوجها فأنت قد أخذت الداء وأخذت الدواء،فالواجب أن يكون عندك من الحلم والأناة والصبر وسعة الصدر والرحمة وهذا الذي يستجيشك النبي r يريد أن يزرع في قلبك الرحمة للضعفاء، هذه امرأة ضعيفة، لما غزا يوما ووجد امرأة مقتولة في الميدان قال: «ما ينبغي لمثل هذه أن تقتل » لا يجوز، وكان تعليماته لجيوشه، وقائد حرب على أعلى مستوى من التخطيط والسياسة والكياسة وإدارة الحرب r، قائد عسكري، أي قائد عسكري في التاريخ لو لم يتعلم من محمد سيفشل.
    سبب نجاح هؤلاء القادة في المعارك التي خاضوها:وهذا سبب نجاح خالد بن الوليد، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وشُرحبيل بن حسنة، تعلموا من سياسة النبي r، في وقت كثرة السلاح ، انظر في يوم بدر، لما كان أعداد المشركين ألف وكسر، وأهل بدر ثلاثمائة وأربعة عشر أو إحدى عشر أو إثنى عشر على خلاف بين العلماء، وقد خرجوا من أجل العير ،ليس قصدهم الحرب، وليس معهم سلاح أهديها لأي قائد عسكري في العالم، لوزير الحربية في أي مكان في العالم أثناء سيرك وجدت العدو أمامك وأنت لست عندك أي مؤهلات للحرب فماذا تفعل؟ إما أن تستسلم أو تصالح أو تتنازل عن بعض البلاد أو تعمل معاهدة وتتنازل عن شرفك وبترولك وغازك وكل شيء لكن اتركوني أعيش، مواقف محرجة، نستفيد منها من محمدr ،لما اجتمع الخصوم قال: تبدءوهم بالرماح قال: «لا تقربوا من العدو ولا يصنع أحد شيئا إلا بأمر» ولكن تحرك بهدوء حتى تقرب من عدوك، ولا ترفع سلاحا، ولا تشد قوسا، لما قصرت المسافة، أعطاهم بداية الرمي قال: بسم الله فانطلقت السهام، كل سهم برجل، سياسة قائد حربي عمل عسكري مهم جدا،إذن لما لا أدرس سيرته r كل إنسان في تخصصه، كيف أكون معلما كما كان هو معلم r كيف علم.
    مواقف من سيرة النبيr تدل علي كونه كان معلما حذقًا: الموقف الأولموقفه مع الأعرابي الذي بال في المسجد ، ثار الصحابة وكادوا يفتكوا به قال r: «دعوه لا تذرموه» فأي موقف له حل لا تتمسك برأيك المسألة التي ليس لها حل لو تمسكت برأيك فأنت معذور، ولكن المسألة لها حلول فلما تتمسك برأيك؟ وتصمم علي إمضائه، الذي علمنا ذلك محمدr لم تتعلمه أبدًا إلا من خلاله ولا حتى من أبيك ولا من الجامعة ما تعلمنا شيء مجرد مواد تخصصية لممارسة الحياة العملية وكسب القوت اليومي، ولكن كيف تعامل المجتمع برفق وحلم وأناة وتحفظ كرامة الخلق فلن تتعلم كل هذا إلا من الحبيبr،فقال: «أريقوا عليه ذنوبا من ماء» فلما تعنفه وتجرح شعوره؟ أما في النصح فكان بينه وبينه ، قال: «أخا العرب إن هذه المساجد لا تصلح إلا لطاعة الله وعبادته وذكره وقراءة القرآن» لا تصلح لشيء من أوساخ الناس، لا ضربه ولا شتمه ولا تعبه ولكنه نصحه علمه حتى لا يعمل هذا مرة ثانية، وانتهت القضية،.
    الموقف الثاني مع معاوية بن الحكم السلميt: والحديث في صحيح مسلم، فمعاوية بن الحكم السلمي كان رجلاً من رؤوس الأموال« قال :وكانت لِي جَارِيَة تَرْعَى لِي غَنَما قِبَل أُحُد وَالْجَوَّانِيَ ّة، فَأتِي الْذِّئْب فَعُدِى عَلَيْهَا فَذَهَب بِشَاة مِن غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُل أَسِيْف مِن بَنِي آَدَم آَسَف كَمَا يَأْسَفُون لَكِنَّنِي صَكَكْتُهَا»أَي_ لَطَمَهَا عَلَى وَجْهَا_ وعند رجوعه وجد المسلمون يصلون العشاء فدخل الصلاة « إِذ عَطَس رَجُل مِن الْقَوْم فَقُلْت: لَه يَرْحَمُك الْلَّه، فَنَظَرُوْا إِلَي فَقُلْت: مَا لَكُم تَنْظُرُوْن إِلَي؟ قَال: فَجَعَلُوْا يَضْرِبُوْن أَفْخَاذَهُم بِأَيْدِيْهِم يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَت،»لأن الكلام في الصلاة كان جائزا ولأنه كان مشغولا في عمله لا يدري بتخلفه عن مجالس العلم مع الرسولr أن هذا الحكم نُسخ، إذا لوفاتك درس علم كم تخسر؟ ففي المجلس يمكن لطالب العلم معرفة كم من الفوائد؟ فعدم الحضور خصم من الرصيد، فالدروس مبنية علي بعضها وهذا نموذج للحكم السلمي،.
    حكم الكلام في الصلاة: قال العلماء جائز لإصلاح الصلاة ، فلو أن الإمام أخطأ في الصلاة وأنا قلت سبحان الله ولم يفهم ما أريد، أكلمه أنت زدت ركعة، فالكلام اليسير لإصلاح الصلاة جائز، لأنه شُرع للرجال التسبيح والنساء التصفيق، فإن لم يستوعب الإمام وهو يصلي أقول له أنت زدت ركعة، أو زدت سجدة،فالإسلام دين كامل، ما ترك شيئا إلا وضع فيه قوانين وتشريع، ما تركك هملا تعمل ما تريد،فنحن منضبطون بالضبط العلمي الشديد، فلا يوجد مسألة من شئون الدنيا ومن شئون الآخرة إلا ولها حلول في الإسلام، وعندنا لها حلول، ولكن القضية علمها من علمها وجهلها من جهلها فلما تقف علي عالم ملم دارسا للدين دراسة منهجية سليمة ستجد عنده حل لكل مايستشكل عليك ، إذن لا بد لنا أن ننهض بهذا الدين لنقود الأمة ونقود العالم كله.
    المدينة قادت الدنيا فتحت فارس والصين وفتحت أوروبا وفتحت أفريقيا، وعقبة بن نافع دخل بفرسه في الأطلسي وقال: ( والله لو أعلم أن وراء هذا المحيط بشر لخضت بجوادي هذا)، لأنه سيمشي لله، والذي جعل السيولة في الماء هو الله، لو نزع خاصة السيولة منه وتجمد، مشوا فتحوا العراق على هذه الكيفية و البحرين، فلما دخلوا علي الماء قال القائد : (اللهم إنا جند من جندك وهؤلاء أعدائك فاحملنا إليهم، ما نبغي إلا الخير)، مشوا على الماء،بسم الله وخاضوا ،ويتعجب الأعداء كيف ساروا علي الماء؟ لو عملت لحساب ربك والله لحملك لنهاية العالم، و كذلك يقول قصص القرآن.
    سليمان بن داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، لما أخذ يعد الخيل للقتال وأضاعت عليه صلاة العصر، انشغل بإعداد الخيول فلما غربت الشمس غضب، كيف تغرب الشمس وأنا لم أصلي صلاة العصر،؟ من ترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أجمعون، صلاة العصر الصلاة الوسطى ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ[ص: 33]، قتل كل الخيول ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ فكانت النتيجة، ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ [ص: 36] ترك من أجل الله، أعطي أفضل مما كان معه، فأيهما أرجى في الواقع العملي؟ الريح أم الخيل، أيهما أسرع، الريح أم الخيل، لأنه دمرها لله، فلو عملت العمل لله، واحتسبته لله، فالعاقبة والجزاء منه سبحانه وتعالى، ولكن انتبه، لا بد أن يكون لله، فمعاوية بن الحكم السلمي في قضية التعليم النبي r له وهو يصلي" إِذ عَطَس رَجُل مِن الْقَوْم فَقُلْت: لَه يَرْحَمُك الْلَّه، فَنَظَرُوْا إِلَي فَقُلْت: مَا لَكُم تَنْظُرُوْن إِلَي؟فَجَعَلُو ْا يَضْرِبُوْن أَفْخَاذَهُم بِأَيْدِيْهِم يُصَمِّتُونَنِي " فلما زاد الضرب، قال ويل أمياه، ماذا فعلت؟ كنا نتكلم من قبل في الصلاة، لكن تغير الحكم نزل النسخ لهذه المسألة، درس واحد لم يحضره، حدث خلل في البناء،ولذلك ما سمعت بدرس علم حتى لو في الصين، ترحل إليه، لأنك لم تخرج إلا بفائدة، حتما ستخرج لو أنت من أعلم أهل الأرض،لأن كل عالم له نظر في الحديث وفي المسألة ويدير المسألة بطريقة معينة،إما إدارة تربية، إدارة سياسية، إدارة في الكرامة والنبل والشهامة، ستجد إدارة في الحديث غير الذي سمعت، لا بد ستستفيد.
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ الدرس الأول من السيرة النبوية كمنهج عملي للقرآن الكريم للشيخ إبراهيم شاهين

    «فَلَمَّا قَضَى الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- صَلَاتَه بِأَبِي هُو وَأُمِّي مَا رَأَيْت مُعَلِّماً قَبْلَه وَلَا بَعْدَه أَحْسَن تَعْلِيْماً مِنْه فَوَ اللَّه مَا كَهَرَنِي وَلَا سَبَّنِي وَلَا ضَرَبَنِي» وموقف النبيr أهديه لكل معلم، عندما يسأل الطالب ولا يجيب، يلطمه علي وجهه،فلا يصلح هذا أن يكون معلمًا،لأنه لم يقرأ سيرة محمد المعلم، يلطمه على وجهه هذه مصيبة كبيرة جدا، هل تعرف معنى اللطم على الوجه؟ النبي r قال: «جنبوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته» هذا موضع التكريم في الإنسان، وموضع التكريم لو أنك سجدت في الصلاة نزع منك الكبر «ليس لساجد كبر» هذا قوله r لأنك نزلت بموضع التكريم تخر على يديك في التراب لله، إذن نزع منك هذا الكبر، يقول لعتبة وشيبة بن ربيعة لما لا تسجد كم سجد الناس يوم نزول سورة النجم في مكة والمسجد كله سجد إلا اثنين، وهذه ستأتينا أيضا بالتفصيل إذا كان في العمر بقية.قال: أكره أن تعلوني إستي ، أنفة العرب وكبر العرب وغلظة العرب، ولكن هذه ذلة لله تعالى، قال: يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح منها إلا كذا وكذا وكذا، تعليم انظر لكلامه ما وجدت معلما أحسن تعليما منه ما ضربني ما كهرني ما كذا، ولذلك العلماء يعلقون على هذه المسألة ليس في الدنيا إنسان فاشل،ولكنه إنسان أخطأ طريق النجاح،فشتان مابين الكلمتين، أيهما أفضل لنفسيتي أيهما أقبل في الكلام،فلابد من تحسس الكلام قبل نطقه، فبأسلوبك هذا يمكن تعقيد الطالب ،فلابد أن تأخذ بيد الضعيف تصل به إلى مستوى الشموخ إلى مستوى الثقة بنفسه، هذا واجبك كمعلم وكداعية إلى الله تعالى لا تقطع رجاء الناس، ولذلك لما وجد معاوية رفق النبيr به أخبره ما حدث منه حيال الجارية لما لطمها علي وجهها، قال يا رسول الله أنا رجل أسيف من بني أدم ، قال «فأتني بها»، فجاءه بها.
    قال: «أين الله» قالت في السماء، «ومن أنا» قالت: أنت رسول الله r، قال: «اعتقها فإنها مؤمنة».
    فإثبات الإيمان بمسألتين: أن تعرف أين معبودك،؟ فاللهU في السماء ليس كما يقول الحلولية، اللهU في كل مكان،تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ [الملك: 16]. ﴿أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ﴾ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5]
    لما أسري بالنبي r أين أسري به ؟ أين قابل ربناI ؟ في السماء أم في الأرض؟ أنت حينما تدعو، إلي أين ترفع يديك؟ فأنت تدعوا من تعرف جهته، هذه كلها مسائل الواجب نعقلها ونفهمها، فالله في السماء، مستوي على عرشه بائن فوق خلقه، فإن قيل بأنك حددت جهته، فيرد عليهم،بأن هذا كلام الحلولية، كلام لا يجوز لأن العرش يدور حول السموات والأرض، كل السماوات والأرض وما خلق الله تعالى من أكوان يدور حولهم العرش والله فوق العرش، إذن لا توجد جهة، الجهة عند المخلوقين ، شرق غرب شمال جنوب لكن عند الله وكذلك لا يوجد عنده زمن الزمن عندك أنت هذا عشاء هذا فجر هذا ظهر هذا عندك أنت لكن في الملأ الأعلى لا يوجد أزمنة، لا توجد جهات، الكلام هذا مخلوق ومعمول للبشر لأن البشر لا يستطيعون أن يعيشون بغير الأزمنة وبغير الأمكنة، أنت ساكن في الشرق هذا ساكن في الغرب هذا قبلي هذا بحري هذا ليل هذا نهار هذا خاص بك أنت لأن أدوات العبادة وكل فرائض العبادة مرتبطة بأزمنة ومرتبطة أيضا بأمكنة،إذن من غير أن أعرف سيرة محمد r كيف أتعَلَّم؟ كيف أُعلِّم؟ فلطم الوجه حرام، ولو لطمت خادما تعتقه.
    أبو مسلم الخولاني والجارية:دخل أبو مسلم بيته ذات مرة فوجد الجارية تبكي، فسألها لماذا تبكي ؟، قالت لطمني سيدي ، قال كيف تلطمها على وجهها هذه مصيبة كبيرة جدا فاعتقها الرجل وأعطاها ألف دينار قال:رضيت، قالت نعم رضيت، قال: ولكن والله لا أعتقك حتى تكتب لي شرط، لقد لطمي ابن سيدي فلان وقد اعتقني نظير ذلك وقد رضيت ذلك، تكتبي وثيقة كي أدخلها معي في كفني ، وهذا يبين خطورة لطم الخد،.
    كيف يكون الرجل في بيته؟ يعيش كما يعيش النبيrمن أسوتك؟ من قدوتك ؟من خيرتك من البشر،؟ إذن لا بد أن تتأسى به في كل شيء بل في كل حركة، ولذلك قال أحد فلاسفة التاريخ: (من لم يقرأ التاريخ فمحكوم عليه أن يعيده،) أي من لم يقرأ تجارب التاريخ محكوم عليه أن تدور عليه هذه التجارب، ولذلك قراءتك الواسعة لتاريخ العلم يجنبك المزالق التي وقع فيها الناس، يجنبك معارك يتصيدك فيها الأعداء، فالذي لم يقرأ التاريخ جاهل بهذا العلم محكوم عليه أن يعيد الحياة مرة ثانية، نأخذ العبرة من حياة النبي r ومن أصحابه ومن تاريخ العالم كله فلا أقع في مزلق من المزالق أبدا لأن هذا وقع فيه غيري لو لم أدرس ذلك إذن كان التطبيق عملي، ولذلك هذا رجل حكيم قال الرجل: الذين لا يذكرون الماضي محكوم عليهم أن يعيدوه، فحتى لا تعيد الماضي مرة ثانية لا بد أن تعلمه حتى لا تقع في هذه المزالق.
    كيف نرد علي من يشككون في الإسلام؟سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي في بيته، ولذلك الذين يشككون في الإسلام نقول لهم أنتم لم تدرسوه إلا دراسة النقد، ودراسة الناقد ليست دراسة علمية جادة ورددنا على هذا الكلام في الفضائيات لأننا كنا نرد للعالم كله بمستشرقيه ومستغربيه، فمنا ناس من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا أسوا من المستشرقين لأن من قراءاتي للإستشراق وكتب الاستشراق علمت أن المستشرقين أغبياء فهذا اسمهم الحقيقي مُنَصَرَِين ين هذا مشغول بالخمر وبالنساء ومشغول بكل مسألة يجيدها ليتكلم بها لكن لي س مشغولا بالعلم الصحيح العقيدة، فهؤلاء المستشرقين لايؤمنون بالغيب، والقرآن والسنة ، فهذا المستشرق يفهم غير ما فهمه الناس عندما يلومون المسلمين في تطبيق حدود ومسائل، لماذا تلم وأنت لا تؤمن بالغيب، لا تؤمن بالذي يؤمنون به، كيف تنقد أناس لست في مستواهم أو في مستواهم العلمي أو لا تؤمن بما يؤمنون به هذا خطأ واسع جدًا اكتشفته، ولذلك رددت عليه كانت صفعة قوية جدا، لأمثال هؤلاء هذه أول خطأ.
    ثاني خطأ: أنك تحاكم مسائل كانت في عصر ليس في عصرك بيئة مخالفة لبيئتك وعصر مخالف لعصرك وبالتالي انفعالاته وردود أفعاله وتصرفاته ستختلف حتما عن عصرك فكيف تحاكم عصرا إلى عصرك لم يكن في مستواه ولا مثله هذا غباء لا يفعل هذا إلا إنسان غبي.
    خالد بن الوليدt ومالك بن نويرة:الذين كانوا ينقدون على خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة في حادث الردة وتزوج امرأته.
    الإستشراقي شبرينكر : يقول تخيل أنا رجل ، كيف قتل رجلا ونزى على امرأته هذا سفاك دماء وزير نساء، فإن العدو المباطن أخطر من العدو الخارج،أيهما أخطر الغربي أم الشرقي، الذي منك هو الأخطر لأنه هو الأعلم بالمضرة، (احذر من عدوك مرة، واحذر من صديقك ألف مرة، لأنه أعلم بالمضرة)، فالعدو المباطن أخطر من العدو المخارج، أخطر كثير جدًا ولذلك لا بد أن تحذر صاحبك وصديقك لا بد أن تحذره لأنه هو أعلم بالمضرة.
    فقال هذا المستغرب الذي هو منا ويفهم ديننا، انتم لم تستطيعوا نقد المسألة نقدا صحيحا، قتله وبعد يومين ثلاثة تزوج المرأة ففي ديننا المرأة تعتد أربعة أشهر كامرأة القتيل أو الميت أربعة أشهر وعشر أيام، فهذا تزوجها من غير عدة، المستشرق لا يفهم هذه المسألة لا يفهما غير مسلم تخيل أعداء الملة الذين منها كيف يكيدون لها.
    رد الشيخ حفظه الله علي المستغرب الذي يقول بأن زواج خالد بن الوليد من زوجة مالك بن نويرة بدون عدة: نقول له يا أبا جهل لها رد، وأنا قلت لأمثالك اخترع ولن تمضي المهلة إلا بإجابة اخترع لجهلك بدين الإسلام وعدم تضلعك في العلم أن امرأة الكافر تستبرأ بحيضه واحدة لأن العبرة بخلو الرحم.
    الحكمة من العدة في الإسلام:ولكن الإسلام عندما يعمل فاصل أربعة أشهر وعشرة، لأن المرأة ستعامل رجل آخر تكون نسيت الأول ونسيت طباعه، ونسيت عوائده ، فتتأقلم على الجو الجديد لأن الإسلام رحيم ورفيق بأهله، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]. وضع شرعا لمن خلق لو لم تكن المرأة لها عدة وتتزوج، تعمل مقارنة بين الزوجين، فتنغص حياة الزوج الآخر، وهذه مسألة هامة جدا، وهذا يبين لك مدى كمال الإسلام.
    الذي لا يعتنق هذا الدين والذي لا يتعلم هذا الدين خاسر:لا يعرف قيمته ، لماذا ضحى من ضحى؟ لماذا قتل من قتل من أجل هذا الدين؟ لحلاوته ذاق جماله وحلاوته، هذا دين يقتل الإنسان من أجله يُضحى من أجله مستواه عالي، ما ترك ثقبا في حياة الناس إلا وجدت فيه تشريع لكن هذه معلومة دقيقة لا يعرفها إلا أهل العلم المتخصصين،فهذا الذي قال :نزى عليها بدون عدة، فهم يقولون للناس كلام ويطبقوا عندهم كلام عندما تجد رأس ديني كبير يتزوج من سبع نساء يقولون هكذا كان نبيهم، كان يحرم عليهم إلا أربع نساء وهو تزوج أحد عشر ، إذن العلماء يقولون شيء ويفعلوه ويقولون الشعب شيء آخر، فهم مثل النصرانية و ضاهى اليهودية أو ضاهى النصرانية ، لماذا تريدون أن تحملونا على هذا الدين وهو كديننا ، ماذا فعلتم أكثر مما يفعله الرهبان والأحبار؟وطبعًا تاريخ الأحبار والرهبان تاريخ مخجل اسألني أنا درست تاريخ الكنيسة من أوله من أول عيسى إلى اليوم أحفظ تاريخ الكنيسة كتاريخ الإسلام بالتمام، ولذلك أي إنسان يريد أن يجندل أجندله بإذن الله تعالى لأن تاريخ الكنيسة مخجل ضربوا الرهبنة ﴿وَرَهْبَانِيَّ ً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ ما كتبناها عليهم، ولكن كتبوها على أنفسهم، أنت كتبته علي نفسك﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ ، يقول العلمانيون أنتم الذي وضعتم الدستور للبلد لماذا لم تسيروا عليه؟ هذا أكبر إسفين تخلع به عرش الجاهلية، فهم وضعوا الدستور ولم يسيروا عليه وكذلك لايريدون قانون الإسلام، فكيف تسير؟ حيوان وحش كاسر في الفلوات الغير منضبط هذا الحيوان الذي يعيش في الغابات، ولكن إنسان منضبط حتى ولو كان كافرا يلبي قانون الكفر.
    في دول الكفر مدة الرئاسة أربع سنوات أو ست، ثم بعد انتهاء المدة لو أراد ترشيح نفسه مرة ثانية إما يُقبل أو لا؟ قانون وضعوه ونفذوه، ولذلك الشعب رضي عليهم فالقانون عندهم مقدس لا يجوز عدم تطبيق القانون فهؤلاء ألكفره وضعوا قانون والتزموا به، إذا كنا نأخذ الكفار أسوة طيب لماذا لا نطبق القانون مثلما طبقوه؟ فإن لم يطبق هذا فليطبق هذا فشرع الله أولى، .
    الخلاصة:إذن امرأة الكافر تستبرأ بحيضة واحدة، ومن هنا تزوج خالد بن الوليد بامرأة مالك بن نويرة، فأي إنسان يكيد للإسلام، فقيد الله لهذا الدين رجال يردون عنه ويذبون عنه إلى يوم القيامة، بفضل الله ومنته وكرمه.
    حياة النبي:r كزوج:إذن لابد أن ندرس سيرة النبي r وحياته، نسأله كيف كان حاله بينكم النبي: r؟ قال كان في مئونة أهله إذا دخل البيت لا تسأل يخسف نعله يغسل ثوبه يعلف دابته، هذا كان منهجه، r، هكذا كان الرسول r.
    لن نستطيع أن نكون مواطنين أسوياء إلا بأن نطبق منهجه r : حياته وحياته نبراس لكل مسلم، ولذلك الفاشل في حياته لأنه بعيد عن حياة النبي r، إذن السيرة هي التطبيق العملي والتفسير الواقعي لهذا الدين، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21] الذي يريد الله واليوم الآخر، لكن الذي لا يريد الله ولا اليوم الآخر، يمارس حياته كما يحب،.
    حياتهrكسيد للعبيد :فلابد أن يعامل بعضنا بعضا برفق، فلو كنت ذا منصب وتحتك من يخدمونك ويقضون حوائجك فلابد من الترفق بهم برغم من الفروق في الدرجات ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [الزخرف: 32 كما كان النبيr يعامل أنسا، يقول أنسy: « خدمت النبي r عشر سنين، ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعله،وما قال لشيء فعلته لم فعلته»، وإذا كسرت شيئا فوقف لي نساؤه،فقال: «ما حدث هذا إلا بقدر اتركوه» فلا يستطيع إنسان فعل شيء وحده، إنما حدث ذلك بقدر، فعندما أقول له قدر الله وما شاء فعل، هذا بقدر، فبذلك أكون قد علمته أن هناك ما يسمي بالقدر ،ولا بد أن أؤمن بالقدر وهذا منهج أهل السنة والجماعة،فبذلك قد حققت الدعوة في بيتي، إذا أنا أنمي العلم حتى في ذهني وفي بيتي أقول هذا بقضاء الله وقدره لا بد واقع حتى ولو كان الإنسان حذرا، تعليم، حياته كذلك، r إذا نحن سنفرد حياته وكذلك أصحابه -رضي الله عنهم- في سيرته كيف كانت حياتهم؟ عبد الله بن عمرy ما كان يمشي بنعله في المدينة قط، فلما سئل عن ذلك قال: لعل قدما يصادف قدما،ما فعل النبيr شيئا إلا وفعله،بال ابن مسعود واقفا في سباطة القوم، لأن النبي r بال واقفا في سباطة القوم، السباطة: ( المزبلة)، فالنبيr بال واقفا إذا كان بول النبي r وهو واقف ضرورة ، لأنه كان في سباطة القوم، فلو بال جالسا سيتنجس كل شيء ، عبد الله بن عمرy كان يأتي السباطة ويقلد النبي r ويبول واقفا تأسيا بالنبي r برغم أنه فعلها ضرورة ولكن فعلها تأسيا به.
    سبب ضياع دولة الإسلام: ضيع دولة الإسلام منا، عدم تمسكنا بديننا وبقرآننا وبسنة نبينا r، وهو الذي قاله النبي :r للبيد بن زيد، «ثكلتك أمك يا زياد كنت أظنك من أفقه أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل بين يدي اليهود والنصارى ماذا صنعت لهم »، فأيها المسلم أيها المرء، ترجع إلى دينك وإن شاء الله لو كان لنا في هذه الدروس بقية،سنفرد لك بالدقة المتناهية تصرفاته حياته، كيف كان يأكل كيف كان يرفع اللقمة إلى فيه، وكيف كان يرفع اللقمة إلى في امرأته ، وسنقدم لجذور المسألة قبل أن نصل إلى فروعها فالنبي r هو الثمرة أعلى ما فيها شجرة النبوة فقبل أن نصل إلى الثمرة وعلوها، لا بد أن نصل أولا إلى الجذر، وكيف شرب هذا الجذر، وكيف ترعرع؟ وكيف بسق، وكيف ينع؟ وكيف أورق ثم كيف أثمر بمحمد r هذا من إبراهيم u ونرجع إلى إبراهيم ثم ابنه إسماعيل وكيف كانت هذه الأرضية هذا النبي r؟ وكيف كان آباءه؟ حتى نصل إلى المطلوب والمستوى العالي، نتعلم فن الحياة، فن الحياة في كل مسألة من مسائلنا، نتعلم هذا الفن ونرجعه في حياتنا ويكون هو النبراس الذي نحياه في بيوتنا وندعو الله أن يفقهنا في ديننا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن, أن يجنب بلادنا الفتن، ويجبنها أعدائها يا رب العالمين، اللهم انصر دينك وأوليائك، اللهم جنبنا الفتن وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح والعمل على ذلك وارزقنا الإخلاص فيه يا رب العالمين، وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
    انتهي الدرس الأول نسألكم الدعاء( أختكم أم محمد الظن)

    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ الدرس الأول من السيرة النبوية كمنهج عملي للقرآن الكريم للشيخ إبراهيم شاهين


    حمل الدرس مفرغ
    الدرس صوتي
    http://www.ibraheemshaheen.tk/subcat.php?subcatid=32
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •