السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عند الرغبة في قول الكلام ببيان مُحكم ينبغي أنّ تقال الكلمات في موضعها وأن تُلبس مايُراد الإشارة به ويكون لائقا تماما به وعلى مقاسه .
أبتدئ بهذا الكلام لأنّني أريد أن أبيّن أو أعرف الفرق بين الكلمتين والتي تأتي في كتب التاريخ وهي : (شيعي , رافضي) . حسنا وبكلام آخر يحسن أن نقول ونتساءل :-
1. هل كلّ شيعيّ رافضي؟ .
2. هل كلّ رافضيّ شيعيّ؟ .
قبل الإجابة علينا أن نقرأ ماتعنيه "اللغة" بمفردة الرافضيّ والشيعي . في (لسان العرب) : -
1. رافضيّ: والرّوافِضُ: جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافِضةٌ، والنسبة إِليهم رافضي والرَّوافِضُ قوم من الشِّيعة، سموا بذلك لأَنهم تركوا زيد بن علي؛ قال الأَصمعي: كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابْرأْ من الشيخين نقاتل معك، فأَبى وقال: كانا وَزِيرَيْ جَدِّي فلا أَبْرأُ منهما، فرَفَضُوه وارْفَضُّوا عنه فسُمُّوا رافِضَةً، وقالوا الرَّوافِضَ ولم يقولوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الجماعات..إلخ .
2.الشيعي: الشيعة القوم الذين يَجْتَمِعون على الأَمر وكلُّ قوم اجتَمَعوا على أَمْر، فهم شيعة .الأَزهري: ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين، قال الله عز وجل: الذين فرَّقوا دِينَهم وكانوا شيعا؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الفرقة المخالفة لها، يعني به اليهود والنصارى لأَنّ النصارى بعضُهُم بكفراً بعضاً، وكذلك اليهود، والنصارى تكفِّرُ اليهود واليهودُ تكفرهم وكانوا أُمروا بشيء واحد.. إلخ .
هذا في اللغة وبعد معرفة المعنى اللغوي بإمكاننا أن نفهم أكثر وجهة نظر المُصطلح:
الشيعة : شيعة آل البيت وانصاره (سياسيّا) .
الرافضة : هم من رفضوا إمامة الشيخين (أبوبكر وعمر).
*****
في كتاب د.محمد الجابري (تكوين العقل العربيّ) عندما كان يقوم بالتعريف بدولة "الأدارسة" كان يصفها بالشيعيّة وكذلك كان مع "الفاطميّة" , ولو قدّر لأحدنا أن يؤلّف كتابا - كونه سنيّا- سيقول: دولة الأدارسة السنيّة ودولة الفاطميين الشيعيّة . طبعا الجابري - رحمه الله- لم يكن ليقول عن الدولة الفاطميّة _الرافضيّة لأسباب ثقافيّة ؛ من الصعب أن تنادي بهذا الإسم الذي يعدّ مرفوضا من قبل المجتمع المدنيّ اللبرالي والعلماني وهو مايُرى به الحال الأمثل للمجتمعات العربيّة -بوجهة نظر البعض- . لكن ماأذهلني وجعلني أقفّ وأصرّ أكثر بتدقيق فيما يورده الجابري وبحياديّة -قد أسمّيها سلبيّة- بأنّ الشيعة يروون بأنّهم أصحاب السبق في التدوين والتأليف بحسب علمهم "السيد حسن الصدر" وأشار إلى أنّ أبا ذرّ صنّف في الحديث وسلمان الفارسيّ صنّف في الآثار! ؛ الآن فهمت أكثر لماذا قال إبن مبارك - رضي الله عنه- : " .. الكذب عند الرافضة" . لن نطيل في محاولة إثبات أو نفي ماقاله حسن الصدر.
*****
كثيرا تمنّيت أن أدرس وأبحث وأجمع جذور المذهب الشيعيّ وشريعته ؛ إذ كثيرا مارأيت الشبه بين هذا المذهب وبقيّة الأديان بشكلٍ يجعلني أجزم بأنّه مذهب وضعيّ و مقتبس من هنا وهناك , لذلك كان مجال دراسة هذا المذهب ومعرفة عقليّته وجذوره أمرا مثيرا ومحيّرا , لكثرة خرافاته والتي تشكّل شجرة هذا المذهب الذي تغذّت جذوره من الأحداث السياسيّة ومن التأثّرات الخارجيّة : الأريحيّة الجنسيّة في هذا المذهب و"زواج المُتعة" يذكّر بالديانة البوذيّة , الإثنا عشريّة تشبه المسيحيّة بالحواريين الإثني عشر , الفلسفة الشيعيّة متأثّرة كثيرا بالزرادشتيّة وطريقة تصويرها للإله المختلفة عن مذهب أهل السنّة والجماعة , حتّى الفقيه والسلالة الخفيّة تشبه ماأتى به دان براون في (شيفرة دافنشي) !, لكن ماأثار عجبي هو طبعٌ وجدته بالشيعة يشبه الماسونيين , في اختطاف الشخصيّات التاريخيّة البارزة وضمّها إلى مذهبهم ! , الماسونيين في كلّ مرّة يصرّحون بأن تلك الشخصيّة التاريخيّة العظيمة ماسونيّة! ويستدلّون عل ذلك بأتفه الأسباب والمصادفات ولو كانت شعارا في إحدى ملابسه , إحترت وأنا اناقش أحدهم عندما قلت لم يكن للشيعة (الرافضة) أثر بالتاريخ العلميّ الإسلاميّ ولا الحضاريّ ففاجأني بذكر أسماء كثيرة مصرّحا بأنّهم شيعة مثله! . ذكر من دار حولهم ذلك فعلا وآخرون ألتبس في موضوعهم أسماء مثل: ( أبو الأسود الدؤلي,الخليل بن أحمد الفراهيدي , إبن الأثير ,المتنبّي وآخرون) , أود أن أسألو أقول له : هل كانوا على ماأنت عليه؟,هل كانوا يحتفون بالمزارات أو أنّ تلك التشريعات أتت من بعدهم ولم يدركوها ؟, هل أبو حنيفة النعمان -رضي الله عنه- شيعيّ؟.
نعم قد يكون من المألوف أن يتم إيراد ذلك في جملة تتحدّث عن الإمام الفضيل بوصفه من شيعة آل البيت إذ أنّه دعم ثورة محمّد_النفس الزكيّة . بمثل ذلك يستدلّون وينسبون الأعلام إلى مذهبهم في حملة دعائيّة متأخّرة . كثيرا ماذُكر بأنّ بالتاريخ مشوبات كونه -بحسب زعمهم- مكتوب بيدٍ سنيّة ! , ويحاولون أن يعيدوا كتابة التاريخ بشكلٍ يأخذ أقوال الشيعة (الكاذبة) بمحمل الجدّ , هل سنكون بحاجة لإعادة التحبير على ماكتب بالتاريخ من حقائق أم سيكون الوقت قد فات لنجد أنفسنا بحاجة للدخول إلى مناظرة حول الحقائق التاريخيّة .
أودّ فعلا أن أطّلع أكثر على العديد من الأسماء لمعرفة ميولهم المذهبيّ وفي الأحداث أدلّة على ذلك حتما , إن أخذت بشكلٍ صحيح وواقعيّ , لاأن يقال :المتنبّي شيعيّ ؛ لأنّه مدح سيف الدولة , ولاأن يقال عن صريع الغواني شيعيّا بسبب بيتٍ قاله قد لايُعرف لمن قاله ! , هنالك مالايحتاج إلى إبانة في أقوال الشعراء - مثلا- كأشعار الكميت ودعبل الخزاعيّ .
قد ننطلق بذلك بطرح بضع أسإلة على غرار : هل كان هنالك شيعيّ يشبه شيعة هذا الزمان بمعتقداته وممارساته بالعهد الأمويّ ؟ .