تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال السلف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    82

    افتراضي جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال السلف

    إعداد: أم عبد الله الميساوي
    لموقع« عقيدة السلف الصالح »




    اعتراض:
    إن زيادة لفظ "بذاته" عند الحديث عن الاستواء وعلو الله مثل أن يُقال: (استوى الله على العرش بذاته) أو (الله فوق عرشه بذاته) وما شابهها، مُنكرٌ وبدعة لم ترِد لا في القرآن ولا في السنة ولا عن السلف الصالح.


    الجـواب:

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

    أولا: مُجرد عدم ورود لفظ في الكتاب أو السنة لا يعني أنه مُنكر وباطل، فما دام أن معناه صحيحٌ وموافق للنصوص الشرعية بفهم السلف الصالح، ولا يتضمن معنًا باطلا، وكانت هناك حاجة لاستخدامه، فلا حرج في إطلاقه.
    وقد ورد عن السلف الصالح ألفاظ في مسائل العقيدة لم ترد في القرآن ولا السنة، ولكنها صحيحة في معناها، مثل قولهم: القرآن غير مخلوق، فلفظ "غير مخلوق" لم يرد في الكتاب والسنة، ولكنه مفهوم ومستنبط من القرآن والسنة.


    ثانيا: قد ورد عن عدد من السلف استخدام لفظ "بذاته" أو "بنفسه"، وهما بنفس المعنى. من أمثلة ذلك:

    1. قال أبو سعيد عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) : «لأنه قال في آي كثيرة ما حقق أنه فوق عرشه فوق سماواته فهو كذلك لا شك فيه فلما أخبر أنه مع كل ذي نجوى قلنا علمه وبصره معهم وهو بنفسه على العرش بكماله كما وصف.» (1)

    2. قال محمد أبو جعفر بن أبي شيبة (ت. 297 هـ) : « فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصا من خلقه بائنا منهم، علمه في خلقه لا يخرجون من علمه.»</SPAN> (2)

    3. قال الحارث المحاسبي (ت. 243 هـ) : « وأما قوله {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام : 18] و{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك : 16]» وذكر عددًا من الآيات، ثم قال: «فهذا يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده لأنه قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك : 16]} يعني فوق العرش، والعرش على السماء،..»</SPAN> (3)

    وقد نسبها إلى السلف بالمعنى عدد من الأئمة ممن جاءوا بعدهم:

    4. قال أبو عمر الطلمنكي المالكي (ت. 429 هـ) في كتابه "الوصول إلى معرفة الأصول": (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته، مستو على عرشه كيف شاء.) (4)
    5. قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ) في كتابه الإبانة: (أئمتناكسفيان الثوري، ومالك، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، عبد الله بن المبارك، والفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه متفقون على أن الله سبحانه وتعالى بذاته فوق العرش، وعلمه بكل مكان) (5)
    6. قال يحيى العمراني الشافعي (ت 558هـ) : (عند أصحاب الحديث والسنة أن الله سبحانه بذاته، بائن عن خلقه، على العرش استوى فوق السموات، غير مماس له، وعلمه محيط بالأشياء كلها) (6)
    7. كتب ابن الصلاح الشافعي (ت 643هـ) على القصيدة في السنة المنسوبة إلى أبي الحسن الكرجي (532 هـ) : «هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث» (7)، ومما جاء في تلك القصيدة:
    عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت *** بأرباب دين الله أسنى المراتب
    عقائدهم أن الإله بذاته *** على عرشه مع علمه بالغوائب

    8. أبو زكريا يحيى الصرصَرِي الحنبلي (656 هـ):
    نظَم أبو زكريا الصرصري الحنبلي قصيدة أثنى فيها على عقيدة الشيخ عبد الكريم الأثري بعد وقوفه على عقيدته "المعتمَد في المُعتقد"، قال فيها مُبيِّنا عقيدة الشيخ:
    ومذهبـه في الاسـتواء كمالــكً ** وكالـسلف الأبـرار أهـل التفضُّلِ
    وقـال: استوى بذاتِـه فوق عرشه ** ولا تقُل استـولى فمَـن قال يُبطَـل


    ومن الأئمة الذين صرحوا بلفظ "بذاته" أو "بنفسه" عند ذكر اعتقادهم:

    9. قال محمد الكرجي القصاب (ت. 360 هـ) : قوله: {يخافون ربهم من فوقهم} دليل على أن الله -جل جلاله- بذاته في السماء [أي فوق السماء] على العرش، وليس في الأرض إلا علمه المحيط بكل شيء.) (8)
    10. قال أبو محمد ابن أبي زيد القيرواني المالكي (386 هـ) في مقدمة رسالته المشهورة: (وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه.)
    - قال أبو بكر محمد بن موهب المالكي -تلميذ ابن أبي زيد- في شرحه لرسالة الإمام ابن أبي زيد: (فلذلك قال الشيخ أبو محمد: "إنه فوق عرشه" ثم بيَّن أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته) (9)
    11. قال أبو زكريا يحيى بن عمار الحنبلي (422 هـ) في رسالته: (لا نقول كما قالت الجهمية: "إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج بكل شيء ولا نعلم أين هو؟ "، بل نقول: هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء، وعلمه وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء. وذلك معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد : 4]فهذا الذي قلناه هو كما قال الله وقاله رسوله.) (10)
    12. قال أبو نصر السجزي الحنفي (444 هـ) : (واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة.) (11)
    13. قال سعد بن علي الزنجاني الشافعي (ت. 471 هـ) في شرح قصيدته في السنة: (ولكنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه، وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى : 1]، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن لله علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة.) (12)
    14. قال أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحنبلي (ت. 481 هـ) في كتاب "الصفات" له: (باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة، بائنا من خلقه، من الكتاب والسنة). فذكر رحمه الله دلالات ذلك من الكتاب والسنة – إلى أن قال: (في أخبار شتى أن الله عز وجل في السماء السابعة (أي فوقها) على العرش بنفسه، وهو ينظر كيف تعملون، علمه، وقدرته، واستماعه، ونظره، ورحمته، في كل مكان.) (13)
    15. عبد الكريم بن منصور الموصلي الشافعي الأثري (651 هـ) :
    نظَم أبو زكريا الصرصري الحنبلي قصيدة أثنى فيها على عقيدة الشيخ عبد الكريم الأثري بعد وقوفه على عقيدته "المعتمَد في المُعتقد"، قال فيها مُبيِّنا عقيدة الشيخ:
    وقـال: استوى بذاتِـه فوق عرشه ** ولا تقُل استـولى فمَـن قال يُبطَـل



    ثالثا: معناها صحيح، وهو أن الله فوق العرش، وأن الاستواء كان بالذات، بصفة تليق بجلاله لا نعلمها. واستواؤه سبحانه ليس كاستواء المخلوقات، فلا يُحيط به العرش ولا غيره، وليس هو بحاجة للعرش ولكنه استوى عليه لأنه {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج : 16]، و{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء : 23]. وهذا المعنى هو المفهوم والمُستنبط من النصوص الشرعية، ومن كلام بقية أئمة السلف ممن لم يستخدموا هذا اللفظ، من أمثلة ذلك:

    انظر الأدلة من القرآن والسنة
    هنـا
    - قول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماءين مسيرة خمس مئة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمس مئة عام وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمس مئة عام والعرش فوق الماء والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه» إسناده حسن. (14)
    - قول الإمام عبد الله ابن المبارك (181 هـ) : قال علي بن الحسن بن شقيق: سألت عبد الله بن المبارك: "كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟" قال: «على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ها هنا في الأرض» (15) إسناده صحيح.
    وفي رواية: قال ابن المبارك: «بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه»(16) إسناده حسن.
    - قال الإمام أحمد بن حنبل (241 هـ) : قال يوسف بن موسى القطان: "قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: الله عز و جل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه في كل مكان؟
    قال: « نعم على العرش وعلمه لا يخلو منه مكان.»</SPAN>" (17)
    - قال الحافظ أبو عيسى الترمذي (ت. 279 هـ) صاحب السنن: «عِلْمُ الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه.» (18)


    رابعًا: مثل هذه الألفاظ التي لم ترد في النصوص الشرعية، والتي استخدمها السلف والخلف في مسائل العقيدة المختلفة، كانت لأجل الرد على أهل البدع الذين حرّفوا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأوَّلوا النصوص وصرفوها عن ظاهرها، فمثلا في مسألة كلام الله والخلق، قالت الجهمية بأن كلام الله مخلوق، فاضطر السلف للرد عليهم فقالوا: «كلام الله غير مخلوق»، وهو ما حصل في مسألة الاستواء، فقال بعض أهل البدع: «استوى الله على عرشه بقدرته وسلطانه، والله بذاته في كل مكان»، ومنهم من قال: «استواء الله هو استيلاءه على العرش أو الملك»، فرد عليهم السلف وأئمة السنة ممن جاءوا بعدهم بأن الله في كل مكان بعلمه وسلطانه، وهو فوق العرش بذاته. فكان استخدام مثل هذه الألفاظ الزائدة التي لم ترِد في النصوص الشرعية لحاجة، فيُحكم على اللفظ بناءًً على معناه، ولا يُستخدم إلا عند الحاجة، وللرد على أهل البدع، أما إذا كان المُستمع يفهم معناها دون هذه الألفاظ، خاصة عوام الناس الذين لم تنحرف فطرتهم، فالأولى تركها واللتزام بألفاظ النصوص الشرعية.

    ولمزيد من أقوال السلف الصالح وأئمة السنة في علو الله واستوائه على العرش يُنظر في المقالات التالية:

    - إستواء الله على العرش وعلوه على خلقه (2) : أقوال السلف
    - إستواء الله على العرش وعلوه على خلقه (3) : أقوال العلماء بعد عهد السلف




    (1) الرد على الجهمية للدارمي (ص44)
    (2) العرش وما رُوي فيه لأبي جعفر محمد بن أبي شيبة (ص291-292)
    (3) فهم القرآن ومعانيه للحارث المحاسبي (ص349-350)
    (4) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)؛ واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ص142) تحقيق: عواد عبد الله المعتق.
    (5) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص341)؛ سير أعلام النبلاء أيضا للذهبي (ج17 ص656)، وأيضا كتابه العلو.
    (6) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار للعمراني (ج2 ص607)
    (7) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص342) قال – بعد ذكر البيت الذي فيه ذكر علو الله على عرشه من قصيدة الكرجي-: "وموجود بها الآن نسخ من بعضها نسخة بخط الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، على أولها مكتوب: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، بخطه رحمه الله." وذكر مثله في كتابه "العلو للعلي الغفار" عند الحديث عن قصيدة الكرجي.
    (8) نكتب القرآن للقصاب (ج2 ص68-69)
    (9) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص 246)
    (10) العلو للعلي الغفار (ص245)، وكتاب العرش له (ج2 ص340 و348)؛ وجزء منه في "الحجة في بيان المحجة" لإسماعيل الأصبهاني (ج2 ص107)
    (11) رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص126)، تحقيق: محمد باكريم – دار الراية سنة 1414.
    (12) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ص197) تحقيق عواد المعتق – الطبعة الأولى
    (13) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص364)، وسير أعلام النبلاء (ج18 ص514)
    (14) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (ج2 ص688-689) قال: حدثنا الوليد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وذكره. وروى جزءا منه الإمام الدارمي في نقضه على بشر المريسي (1/ 422) : عن موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود. ورواه أحمد بن مروان الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (6 / 406) بسنده؛ واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (ج3 ص395-396) بسنده، ومن طريقه رواه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص151-152)؛ وغيرهم؛ كلهم من طريق عاصم بن بهدلة. وعاصم صدوق، وقد وثقه جماعة، وحسّن حديثه آخرون. قال الهيثمي في مجمع الزوائد في عدة مواضع: حسن الحديث. وقال الذهبي في ميزان الأعتدال (2 /357) : هو حسن الحديث. وقال أبو بكر البزار: لم يكن بالحافظ، ولا نعلمُ أحدًا تَرك حديثه على ذلك، وهو مشهور. (تهذيب التهذيب لإبن حجر 2 /251)
    (15) "السنة" لعبد الله بن أحمد (ج1 ص111) قال: حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سألت عبدالله بن المبارك، وذكره. رواته ثقات والسند صحيح.
    (16) الرد على الجهمية للدارمي (ص40) قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق عن ابن المبارك. سنده حسن.
    (17) شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي (3 / 402)؛ ورواه الخلال في كتابه "السنة" عن شيخه يوسف بن موسى القطان عن الإمام أحمد، كما في كتابي الحافظ الذهبي "العرش" (ج2 ص247) و"العلو للعلي الغفار" (ص176)، قال: رواه الخلال عن يوسف، ويوسف بن موسى القطان ثقة، فسنده صحيح.
    (18) الجامع الكبير للترمذي (المعروف بسنن الترمذي) (ج5 ص327) تحقيق: بشار عواد معروف –دار الغرب الإسلامي – الطبعة الأولى

  2. #2

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    جهد رائع جزيت خيرا

  3. افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    أما لفظ الذات فقد ثبت بلا شوب أو ريب..
    ومن ذلك قول خبيب بن عدي, كما في البخاري:
    "وذلك في ذات الإله وإن يشأ...."
    وسئل شيخنا عبدالرزاق البدر, عن إطلاق مثل هذا اللفظ, فقال ما معناه: هذه الألفاظ هي التي تمحص التوحيد, وتبين العقيدة السليمة من غيرها.
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    كل هذا الكلام والنقل
    ولم تأت بآية قرأنية , أو حديث متواتر أو صحيح , أو قول صحابى نص على كلمة [ بذاته -بنفسه ]
    فلا يجوز مطلقا قول هذه الكلمة فى أى من المتشابهات فى الكتاب والسنة
    فلا يجوز مطلقا قول [ على العرش بذاته ] أو غيرها
    لأنه ببساطة لم يقلها الله تعالى عن نفسه وانما قال [ الرحمن على العرش استوى ] فهذا كلامه لا نتعداه الى غيره

  5. افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    7402 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً» ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ، أَنَّ ابْنَةَ الحَارِثِ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، قَالَ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ:
    وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي،
    وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ،
    فَقَتَلَهُ ابْنُ الحَارِثِ، «فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْ يَوْمَ أُصِيبُوا» البخاري.
    - وعند البيهقي في الاعتقاد:
    616 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، نا أَبُو الطَّاهِرِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي ِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ؛ قَوْلُهُ: إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلُهُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَ إِنَّكِ أُخْتِي ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ تَلِيدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ.
    -
    وأما لفظ "النفس" فقد ثبت بالكتاب والسنة:
    - قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُحَذِّرُكُم اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] وَقَالَ: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] ، وَقَالَ: {وَاصْطَنَعْتُك لِنَفْسِي} [طه: 41] وَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116].
    وفي السنة:
    - عند البيهقي:
    - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍ يَكْتُبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ مَرْفُوعٌ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة.
    624 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، أنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُم ْ مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَهُ كَتَبَ عَلِيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَهْدِيٍّ.
    -
    هذا غيض من فيض, وإن زدت زدنا!
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الأخ أبو الليث الشيرانى
    أنت نقلت هذه النقول :

    [- حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَالثَّقَفِيُّ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ عَشَرَةً» ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ، فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ، أَنَّ ابْنَةَ الحَارِثِ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهُمْ حِينَاجْتَمَعُوا اسْتَعَارَ مِنْهَا مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَالحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، قَالَ خُبَيْبٌ الأَنْصَارِيُّ:
    وَلَسْتُ أُبَالِيحِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِمَصْرَعِي،
    وَذَلِكَفِي ذَاتِ الإِلَهِوَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ،
    فَقَتَلَهُ ابْنُ الحَارِثِ، «فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ خَبَرَهُمْيَوْمَ أُصِيبُوا» البخاري.
    -
    وعند البيهقي في الاعتقاد:
    -
    أَخْبَرَنَاأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُيَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، نا أَبُو الطَّاهِرِ،أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَالسَّخْتِيَانِي ِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ،ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ؛ قَوْلُهُ: إِنِّي سَقِيمٌ،وَقَوْلُهُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَةَإِنَّكِ أُخْتِي ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِعَنْ سَعِيدِ بْنِ تَلِيدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِيطَاهِرٍ.
    -
    وأما لفظ "النفس" فقد ثبت بالكتاب والسنة:
    -
    قَالَ اللَّهُعَزَّ وَجَلَّ: {وَيُحَذِّرُكُم اللَّهُنَفْسَهُ} [آلعمران: 28] وَقَالَ: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىنَفْسِهِالرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] ، وَقَالَ: {وَاصْطَنَعْتُك لِنَفْسِي} [طه: 41] وَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ عِيسَىعَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُتَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِينَفْسِكَإِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116].
    وفي السنة:
    -
    عندالبيهقي:
    -
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِاللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ،أنا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءِ بْنِمِينَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابٍيَكْتُبُهُ عَلَى نَفْسِهِوَهُوَ مَرْفُوعٌ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّبْنِ خَشْرَمٍ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهُرَيْرَة.
    624 -
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَالْقَاضِي، أنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَىفَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُم ْ مِنَالْجَنَّةِ. قَالَ: فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَاللَّهُ بِرِسَالَتِهِوَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ، وَأَنْزَلَعَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتَهُ كَتَبَ عَلِيَّقَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ". رَوَاهُالْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَهْدِيٍّ.]
    وهناك نقول أخرى مثلها كثيرة :
    ولكن :
    نحن نتبع الأثر , ونستدل بكلام الله تعالى فيما نزل من أجله لانتعداه
    ونستدل بكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فيما ورد من أجله لانتعداه
    ونستدل بكلام أصحابه الكرام في المناسبة التى قالوها , وبالمعنى الذى أرادوه
    ومن هنا :
    لايجوز استعمال ألفاظ وردت فى مناسبة معينة ولها معنى معين فى غير ما وردت من أجله
    وإلا كان هذا نقلا وتحريفا للكلم عن مواضعه كما قال تعالى عن اليهود [ يحرفون الكلم عن مواضعه ]
    قول الله تعالى [ ويحذركم الله نفسه ]
    معناه : ويحذركم الله إياه –اتقوا الله , وخافوه واعلموا أنه موجود غير غافل عنكم
    ومعناه أيضا : ويحذركم الله عقابه, فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه ، وهذا وعيد شديد .
    وسياق الآيات ما قبل وما بعد هذا اللفظ يفسره [ لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء ] و [ والى الله المصير ] و [والله رءوف بالعباد]
    وهنا معنى دقيق جدا لابد من معرفته وهو :
    لو قال الله تعالى [ ويحذركم الله -] فهذا لا يفيد أن الذي أريد التحذير منه هو عقاب يصدر من الله أو من غيره ، فلما ذكر النفس زال هذا الاشتباه ،
    وأيضا : العقاب الصادر عنه , المضاف اليه , يكون أعظم أنواع العقاب لكونه قادراً على ما لا نهاية له ، وأنه لا قدرة لأحد على دفعه ومنعه مما أراد .
    فذكرت النفس هنا للتأكيد

    وقوله تعالى [تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك ]
    معناه : تعلم ما عندي وما في حقيقتي ولا أعلم ما عندك ولا ما في حقيقتك.
    تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك وقيل : المعنى تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم وقيل : تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه وقيل : تعلم ما أريد ولا أعلم ما تريد وقيل : تعلم سري ولا أعلم سرك لأن السر موضعه النفس وقيل : تعلم ما كان مني في دار الدنيا ولا أعلم ما يكون منك في دار الآخرة

    وعلى هذا باقى الألفاظ التى وردت فى النفس والذات
    وهنا دقيقة ولفتة يجب أن تلتفت اليها جيدا :
    1- لفظ [ الذات ] مؤنث ,
    ولفظ [النفس] مؤنث
    فيطلقان على الله تعالى من باب المشاكلة اللفظية ,ولن أزيد على هذا
    2- يقول الفخر الرازى فى التفسير
    ذات الله تعالى
    [إن كل شيء حصل به أمر من الأمور فإن كان اللفظ الدال على ذلك الشيء مذكراً قيل إنه ذو ذلك الأمر ، وإن كان مؤنثاً قيل إنها ذات ذلك الأمر ، فهذه اللفظة وضعت لإفادة هذه النسبة والدلالة على ثبوت هذه الإضافة ، إذا عرفت هذا فنقول : إنه من المحال أن تثبت هذه الصفة لصفة ثانية ، وتلك الصفة الثانية تثبت لصفة ثالثة ، وهكذا إلى غير النهاية ، بل لا بدّ وأن تنتهي إلى حقيقة واحدة قائمة بنفسها مستقلة بماهيتها ، وحينئذٍ يصدق على تلك الحقيقة أنها ذات تلك الصفات ، فقولنا : إنها ذات كذا وكذا إنما يصدق في الحقيقة على تلك الماهية القائمة بنفسها ، فلهذا السبب جعلوا هذه اللفظة كاللفظة المفردة الدالة على هذه الحقيقة ، ولما كان الحق تعالى قيوماً في ذاته كان إطلاق اسم الذات عليه حقاً وصدقاً ، وأما الأخبار التي رويناها عن الأنصاري الهروي فإن شيئاً منها لا يدل على هذا المعنى؛ لأنه ليس المراد من لفظ الذات فيها حقيقة الله تعالى وماهيته ، وإنماالمراد منه طلب رضوان الله ، ألا ترى أنه قال : « لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاث ثنتين في ذات الله » أي : في طلب مرضاة الله ، وهكذا الكلام في سائر الأخبار .]
    ويقول :
    نفس الشيء ذاته وحقيقته :
    واعلم أن النفس عبارة عن ذات الشيء ، وحقيقته؛ وهويته ، وليس عبارة عن الجسم المركب من الأجزاء ، لأن كل جسم مركب ، وكل مركب ممكن ، وكل ممكن محدث ، وذلك على الله محال فوجب حمل لفظ النفس على ما ذكرناه .]

    فمن يأتى الى هذه الألفاظ ويخلعها من مكانها ومعناها , الى معنى آخر ويلصقها به ويجعلها علما عليه فهو قد حرف الكلم عن مواضعه
    فالله تعالى قال :
    [ الرحمن على العرش استوى ] فأين قال [ بذاته أو بنفسه ] ؟
    وقال :
    [وجاء ربك والملك صفا صفا ] فأين قال بذاته أو بنفسه ؟
    وقال صلى الله عليه وسلم :
    [ينزل ربنا ] فأين قال بذاته أو بفسه ؟

    قال تعالى :
    [ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون]





  7. #7

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    ندا ء هام إلى الرازى

    جاء الأخ بنقول عن فهم السلف للنصوص أين نقلك أنت عن فهم السلف أم أنك لا تستتطيع أن تأتى إلا بفهمك أو فهم من هم على مذهبك أليس فهم السلف فيصل بيننا ؟
    وأنا أعطيك مهلة ثلاث سنوات أن تثبت لنا فهم للصحابة والتابعين غير هذا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الأخ ابن خليفة المصرى

    أنت تقول :
    [ندا ء هام إلى الرازى
    جاء الأخ بنقول عن فهم السلف للنصوص أين نقلك أنت عن فهم السلف أم أنك لا تستتطيع أن تأتى إلا بفهمك أو فهم من هم على مذهبك أليس فهم السلف فيصل بيننا ؟
    وأنا أعطيك مهلة ثلاث سنوات أن تثبت لنا فهم للصحابة والتابعين غير هذا ]

    أولا :
    طلبت منى نصوص عن فهم السلف وأنا جئتك بنصوص من الكتاب والسنة , وأقوال الصحابة مقرونة بمعانيها الحقيقية ,
    وأنا أطلب منك أن تستعرض كل كتب التفسير , وكل كتب شروح الأحاديث , فلن تجد معانى للفظة [ الذات والنفس ] المضافة الى الله تعالى غير المعانى التى نقلتها لك ,
    ثانيا :
    كتبت مشاركة هنا عن [ من هم السلف ] وحذفتها الإدارة
    وقلت فيها أن السلف هم الصحابة فقط لاغير , وهم وحدهم رضى الله عنهم المقياس الحقيقي الذى لايتغير للأمة كلها فقها وعقيدة وسلوكا
    ولا يعتبر من السلف الا من سار على طريقهم , كما قال صلى الله عليه وسلم [ ما أنا عليه اليوم وأصحابى ]
    وأتحداك أن تأتى بنص عن صحابى قال فيه [ استوى بذاته أو بنفسه ]

    ثالثا :
    أسلوب الإنتقاء والرجوع الى أسماء معينة , أو كتب معينة , أو أقوال معينة لنصرة مذهب معين لايصح فى العلم , والمنهج العلمى , فضلا عن أنها طريقة مخالفة للكتاب والسنة
    فالواجب البحث العلمى الأصيل

    رابعا :
    أمهلتنى ثلاث سنوات , وأنت أخذتها من كتاب الواسطية لابن تيمية , فأنت مقلد له
    وأنا أتحداك أن تأتى بنص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة فيه [ بنفسه أو بذاته ] فى أى موقف من مواقف المتشابهات

    [ ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ]


  9. #9

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    ]هل تريد أدلة حقاً ؟ فعليك إعادة قراءة مشاركات الأخوة مرة أخرى ذكروا لفظ الذات أين وجد ومن قاله ولكن أنت طبعاً تقول
    لايجوز استعمال ألفاظ وردت فى مناسبة معينة ولها معنى معين فى غير ما وردت من أجله
    لأن مذهبك أن لهذه الألفاظ معنى آخر
    هيا أيها الرازى مضى من الثلاث سنوات ساعة تقريباً .

  10. افتراضي

    بارك الله فيك أخي,
    لا بأس بأن نتباحث, ويبين كل منا خطأ صاحبه, فالمؤمن مرآة أخيه, والخلاف لا يفسد للود قضية.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفخر الرازى مشاهدة المشاركة
    ويقول : نفس الشيء ذاته وحقيقته :
    واعلم أن النفس عبارة عن ذات الشيء ، وحقيقته؛ وهويته ، وليس عبارة عن الجسم المركب من الأجزاء ، لأن كل جسم مركب ، وكل مركب ممكن ، وكل ممكن محدث ، وذلك على الله محال فوجب حمل لفظ النفس على ما ذكرناه.
    أنت ما شُبه عليك إلا من هذا الباب.
    تقول سدد الله خطاك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفخر الرازى مشاهدة المشاركة
    نحن نتبع الأثر , ونستدل بكلام الله تعالى فيما نزل من أجله لانتعداه
    ونستدل بكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فيما ورد من أجله لانتعداه
    ونستدل بكلام أصحابه الكرام في المناسبة التى قالوها , وبالمعنى الذى أرادوه.
    ما دام أنك ألزمت نفسك بهذا اللازم, فعليك أن تقبل هذا التناقض:
    1- هل أخبرنا الله تعالى, أو أخبرنا رسوله, أو أخبرنا صحابته الكرام أن كل إطلاقات "النفس" يلزم منها الجسم المركب؟! الذي هو محال على الله كما يقول الرازي؟!
    2- وما الذي أوصل الرازيّ أن يخبر بهذا الأمر وهو تقييد النفس بهوية الذات وحقيقتها؟!
    * هل هو خوفُ أن يتوهم ذلك؟!
    = إن قلت نعم: فيلزم منه أن الرازيّ تخيّل ذلك, ووقع منه شيء يذكر في مطاوي النفس فعبّر بهذا الاحتراز, وذكر هذا القيد. وهذا يناقض قول الله تعالى: "ليس كمثله شيء".
    = وإن قلت: لا. فيكون الكلام عبثًا, ولا يصحّ استدلالك به.
    3. ذكرتَ أن هذه الألفاظ التي جاءت إنما كان ذكرها في سياق معيّن, وقد يراد بها ما يضاف إلى الله, كما فسر به قوله تعالى: "ويحذركم الله نفسه", أي يخوفكم غضبه وعقابه.
    وقد يفسّر بأن الله يحذر العباد "إياه", كما صحّ ذلك عن الفراء, وابن عبّاس -على ما أذكر-.
    فإن كان فسّر بــ:"إياه" من إمام معتبر من أئمة اللغة؟! وهل قَصُر به اللفظ عن أن يفسر ذلك بـ: غضبه وعقابه؟!
    4. هل قال الله ورسوله والصحابة أن ما ورد في سياق معيّن لا يجوز حمله على سياق آخر؟!
    - إن قلت لي: نعم. فأبِنْ لي حُجّتك.
    - وإن قلت: لا. فأقول لك: اللغة لا تأبى ذلك أبدًا أبدًا.
    5. أما عن قولك أن ما تقبله هو قول الله ورسوله والصحابة فقط, فأظنك قد تقع في إشكالات أكبر مما سبق, لأنك تحتاج أن تؤول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم", وهذا حديث صريح الدلالة على خيرية القرون الثلاثة, وخيرتها دلالة على أن ما يصدر عن علمائهم وفضلائهم حقٌّ يكون موضحًّا ومبيّنا, ومفسرًا لما قد يغمض.
    6. بعد ما قلت لك: هل سيبقى محذور شرعيّ في قول: استوى على العرش بذاته؟!
    سددني الله وإياك.
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الأخ أبو الليث الشيرانى

    أقسم لك يا أخى أننى أتمنى أن يناقشنى من يناقشنى بهدوء وبطريقة علمية
    لأن الله تعالى ذكر مقالات الكفار والمخالفين لمنهجه فى القرآن وناقشهم , ولم يحجر عليهم وهو القاهر القادر الذى قال :
    [ ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ]
    فما بالك ونحن مسلمون نتناقش فى أينا أقرب الى الحقيقة فى دين الله عز وجل , ولكن تجمعنا مظلة الاسلام
    والعلم يا أخى له أصول , وقواعد صارمة مذكورة كلها فى كتاب الله تعالى , فمن سار على هذه القواعد وجد حلاوة العلم وحلاوة الإيمان
    وأول هذه القواعد قوله تعالى :
    [ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ]

    1- أنت تقول : [هل أخبرنا الله تعالى, أو أخبرنا رسوله, أو أخبرنا صحابته الكرام أن كل إطلاقات "النفس" يلزم منها الجسم المركب؟! الذي هو محال على الله كما يقول الرازي؟!]

    وهل أخبرنا الله تعالى , أو رسوله , أو أصحابه بغير ذلك ؟
    استعرض كل الآيات وكل الأحاديث , وكل أقوال الصحابة التى ذكرت كلمة النفس تجد أنها تتكلم عن حقيقة الإنسان وهويته وكيانه الداخلى , الذى يختلف تماما عن [ جسمه الخارجى المركب] ,
    [ لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ------]
    [ ان الله لاينظر الى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم ]
    قول عمر يوم السقيفة [ زورت فى نفسى مقالا –أو كلمة ]
    الجسم مركب من لحم وعظم وعصب ودماء وغير ذلك , وكل هذا مركب من [ خلايا حية ] وكل هذا من تراب والى التراب يعود , أما النفس :
    التى تتنوع الى [ مطمئنة , ولوامة , وأمارة بالسوء ] فشيء آخر
    وعليها يقع التكليف والحساب والعقاب وعذاب القبر ونعيمه وغير ذلك , فالنفس فعلا هى الحقيقة , وهى الكيان وهى الهوية,

    2- أنت تقول [وما الذي أوصل الرازيّ أن يخبر بهذا الأمر وهو تقييد النفس بهوية الذات وحقيقتها؟!
    * هل هو خوفُ أن يتوهم ذلك؟!
    = إن قلت نعم: فيلزم منه أن الرازيّ تخيّل ذلك, ووقع منه شيء يذكر في مطاوي النفس فعبّر بهذا الاحتراز, وذكر هذا القيد. وهذا يناقض قول الله تعالى: "ليس كمثله شيء".
    = وإن قلت: لا. فيكون الكلام عبثًا, ولا يصحّ استدلالك به.]

    على أى شيء يعود اسم الإشارة [ ذلك ] فى قولك [هل هو خوفُ أن يتوهم ذلك؟!]

    هل يعود الى قولك [أن كل إطلاقات "النفس" يلزم منها الجسم المركب؟! الذي هو محال على الله كما يقول الرازي؟!]
    هذا هو الواضح من كلامك ومن عود اسم الاشارة , ومعناه أنك تجيز على الله تعالى [ الجسم المركب ] بناءا على عقيدتك فى المتشابهات الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية , مثل [ اليد –الوجه – الساق – النزول – المجئ – القدم – الأصابع – الهرولة – الملل - ] وهكذا
    فأنت تحمل هذه الألفاظ على الظاهر المتبادر منها الى الذهن , وعلى الحقيقة ,
    طبعا دون تردد منك ,
    ثم تتهم الفخر الرازى أنه شبّه الله تعالى فى نفسه أولا ثم [خاف أن يتوهم ذلك] فنفى عن الله تعالى الجسم المركب والتزم القول :
    [ أن النفس عبارة عن ذات الشيء ، وحقيقته؛ وهويته ، وليس عبارة عن الجسم المركب من الأجزاء ، لأن كل جسم مركب ، وكل مركب ممكن ، وكل ممكن محدث ، وذلك على الله محال فوجب حمل لفظ النفس على ما ذكرناه.]
    فأيهما المنزّه الخائف من الله تعالى ؟:
    الرازى الذى تخيل فى نفسه ثم نفى هذا التخيل ووضع هذا القيد تنزيها لله تعالى ؟
    والذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم [ ان الله تجاوز لأمتى ما تحدث به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم ] ؟
    أم المستميت على الظاهر الحرفى , ؟ [ يد يعنى يد ] نزول يعنى نزول ] ولا شيء غير ذلك ؟ فينسب الى الله تعالى الأعضاء والجوارح ,
    ثم يجرى خلف الوهم والسراب فيأتى بألفاظ لاتوجد فى لغة البشر [ يد لا كالأيدى- وجه لا كالأوجه ] ؟ فيعود الى ما نفاه الرازى!!!!

    3- أنت قلت [أما عن قولك أن ما تقبله هو قول الله ورسوله والصحابة فقط, فأظنك قد تقع في إشكالاتأكبر مما سبق, لأنك تحتاج أن تؤول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم", وهذا حديث صريح الدلالة على خيرية القرون الثلاثة, وخيرتها دلالة على أن ما يصدر عن علمائهم وفضلائهم حقٌّ يكون موضحًّا ومبيّنا, ومفسرًا لما قد يغمض.]

    أقول لك بهدوء :
    هذا الحديث لابد فيه من التأويل , ولايمكن حمله على ظاهره أبدا , وانتم تنكرون التأويل أشد الإنكار وتعتبرونه تحريفا وتبديلا
    فأولا : كل الفرق الضالة والمبتدعة خرجت , وظهرت فى هذه القرون الثلاثة , وبالتالى ظهرت كل الأقوال المخالفة للصحابة ونهجهم , فما معيار الخيرية والأفضلية ؟
    وثانيا : لماذا تنكرون على الأشاعرة قولهم [ مذهب السلف أسلم, ومذهب الخلف أحكم وأعلم ] طالما أنك تقر :
    [وخيرتها دلالة على أن ما يصدر عن علمائهم وفضلائهم حقٌّ يكون موضحًّا ومبيّنا, ومفسرًا لما قد يغمض.]
    أليس هذا هو التناقض بعينه ؟

    3- أنت قلت [بعد ما قلت لك: هل سيبقى محذور شرعيّ في قول: استوى على العرش بذاته؟!]

    نعم ستبقى جميع المحاذير الشرعية , وهذه هى الأسباب :

    1- اطلاق كلمة على الإستواء لم يطلقها الله تعالى على نفسه ولا أطلقها رسوله , ولا أطلقها الصحابة , وهذا ابتداع فى العقيدة ,
    2- بناءا على اعتقادكم الجازم لهذه الكلمة رفضتم كل محاولات التأويل للفظ الإستواء وادعيتم أن المعنى الصحيح هو الجلوس والاستقرار والتمكن [ بذاته ] وبالتالى بحثتم عن كل ما يؤيد هذه العقيدة من أقوال ونسبتها الى السلف
    3- المحذور الأكبر أن هذه الكلمة تتعارض تماما وتتصادم مع نصوص القرآن
    قال تعالى :
    { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما --}

    -الذين يحملون العرش --ابلغ دليل على ان الله تعالى ليس جسما ولا جالسا ولامستقرا على العرش .
    وأكبر نفى صريح لكلمة [ بذاته ]
    والا كان صغيرا محدودا له وزن تحمله الملائكة . وانما الله موجود سبحانه لاتدرك ذاته ولايحتاج الى عرش ولا كرسي لأن العرش محدود . والكرسي محدود .والله ليس له حدود

    - {ومن حوله } ابلغ دليل على ان الله تعالى ليس جالسا ولا مستقرا على العرش . لأنه اذا كانت الملائكة حول العرش والعرش ثبت انه كروى فهم يحيطون بالعرش من جميع الجهات . واذا كانوا يحيطون بالعرش والله مستقر على العرش كما تقولون[ بذاته ] فهم يحيطون بالله
    اذا فحوله فراغ وثبت ان النبي صلي الله عليه وسلم قال {وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء }ام انكم تغيرون كلام الله وتقولون بان الملائكة تحت العرش وليس حوله ؟ وعندها اطالبكم بالدليل

    { ويؤمنون به} الايمان لايكون الا عن غيب . اذا كنت انا احملك على كتفى فلا اقول انا مؤمن بك وانما اقول انا احملك على الحقيقة . ولذلك مدح الله المؤمنين فى اول القرآن فقال {الذين يؤمنون بالغيب }فالله غيب حتى بالنسبة لحملة العرش . فهم عباد مقهورون مثلنا
    .
    هذا ما تيسر الآن واذا أردت المزيد زدتك ان شاء الله تعالى

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    699

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الخلاف ليس على اثبات : ( الذات أو النفس ) لله سبحانه وتعالى .
    ولكن الخلاف على زيادة هذه الألفاظ عندما يذكر استواء الرحمن سبحانه وتعالى على عرشه .
    فمن اتبع الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ( فقط ) مع اعتقاده ما يعتقده الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فهذا هو الأقرب إلى الحق وليس لأحد أن ينكر عليه طالما أنه يعتقد اعتقاد الصحابة .
    أما الذي يتعدى الكتاب والسنة وأقوال الصحابة في هذه المسألة مع اعتقاده اعتقادهم ، ويتعدى أقوالهم من أجل الرد على المخالف أو أي شىء آخر فهذا الذي عليه الخلاف هل هو مصيب أو مخطىء ؟
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    جزاك الله خيرا
    وادى الذكريات

  14. #14

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الأخ الكريم الفخر الرازي ليتك تعرض علينا مذهبك في نقاط محدّدة صريحة وواضحة ذلك أنّي لم أتبين مذهبك بعد رغم إجتهادي في القراءة والتركيز ولا أريد أن أحاكمك إلى فهمي بل أريد معرفة رأيك بوضوح وصراحة .. شكرا
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    مذهبى فى ماذا بالتحديد ؟
    فى أى نقطة ؟

  16. #16

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفخر الرازى مشاهدة المشاركة
    مذهبى فى ماذا بالتحديد ؟
    فى أى نقطة ؟
    مذهبك في الأسماء والصفات
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  17. افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    ((الأخ أبو الليث الشيرانى..
    أقسم لك يا أخى أننى أتمنى أن يناقشنى من يناقشنى بهدوء وبطريقة علمية)).

    أنا أعلم ذلك يا أخي الفاضل, ولولا ذلك ما دخلت في النقاش معك, وسر لا كبا بك الفرس, وستجد أخًا محبًّا.
    - تقول بارك الله فيك وسدد خطاك:
    ((وهل أخبرنا الله تعالى, أو رسوله, أو أصحابه بغير ذلك؟
    استعرض كل الآيات وكل الأحاديث, وكل أقوال الصحابة التى ذكرت كلمة النفس تجد أنها تتكلم عن حقيقة الإنسان وهويته وكيانه الداخلى, الذى يختلف تماما عن [ جسمه الخارجى المركب]
    , [ لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ------]. [ ان الله لاينظر الى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم ]
    قول عمر يوم السقيفة [ زورت فى نفسى مقالا –أو كلمة ]
    الجسم مركب من لحم وعظم وعصب ودماء وغير ذلك , وكل هذا مركب من [ خلايا حية ] وكل هذا من تراب والى التراب يعود , أما النفس: التى تتنوع الى [ مطمئنة , ولوامة , وأمارة بالسوء ] فشيء آخر وعليها يقع التكليف والحساب والعقاب وعذاب القبر ونعيمه وغير ذلك , فالنفس فعلا هى الحقيقة , وهى الكيان وهى الهوية)).
    - أولًا أخي الفاضل: ما دام أنك أقررت أن الله لم يخبرنا بغير ذلك, فينبغي أن نرجع إلى الأصل في كلام العرب, فهو الحكم حينها, وأظن أنك توافقني في ذلك. *وهذه من نقاط الاتفاق بيني وبينك, والحمدلله*.
    - ثانيًا: ما دمت تعتبر أن النفس غير الجسم, وأن هذا أمرًا لم يخبر الله ولا رسوله ولا أصحابه بغيره, فأرجو منك أن تتكرم بأن تجيب على إشكال يقع عندي وهو: ((ما فائدة تقييد الإمام الرازيّ, وتقييدك بأن النفس غير الجسم المركّب؟!)).
    * إن قلت لي: هو خوف التشبيه, فسأقول لك: أين وقع التشبيه أو التجسيم في قولنا "مستوٍ على العرش بذاته"؟!
    = إن اعتبرنا أن ذات الله جلّ وتقدس وتنزه عن كل عيب مغايرة تمام المغايرة عن ذات المخلوقين, فلا يمكن أن نتصور حينها أي تشبيه أو تجسيم أو تمثيل.
    فهي ذات لا تقارب أبدًا ذات الملخوقين المصوّرة في أذهاننا, فتمتنع حركة الذهن في المعقولات والمحسوسات؛ لأن هناك أمرًا لا يمكن أن يتصوره العقل. وحينها يزول الإشكال, أليس كذلك يا أخي الغالي؟!
    * وإن قلت لي: ليس تقييدكما -أنت والرازي- خوف التشبيه؛ إنما هو لخوف أن تثبت ذاتٌ مغايرةٌ للصفات.
    فأقول لك: هنا مكمن أراه بعيد النجعة عن التصوّر, فكيف يعقل أن تكون ذاتٌ مغايرة عن صفاتها؟! والله سبحانه قد وصف نفسها وذاته العليّة بصفات عليّة بالغة الكمال والحسن المطلق.
    * ويبقى احتمال أخير, وهو أن التقييد ليس منه فائدة, فأقول حينها: يبطل إذن به الاستدلال.
    # تنبيه مهم: ليس عندي إشكال يا أخي في الفرق بين النفس والجسم المركّب, ولكن إشكالي في سبب تقييدك وتقييد الإمام الرازيّ والتنبيه على ذلك.
    * * *
    - ثم تقول بارك الله فيك وسددني وإياك للحق والصواب:
    ((على أى شيء يعود اسم الإشارة [ ذلك ] فى قولك [هل هو خوفُ أن يتوهم ذلك؟!]
    هل يعود الى قولك [أن كل إطلاقات "النفس" يلزم منها الجسم المركب؟! الذي هو محال على الله كما يقول الرازي؟!]
    هذا هو الواضح من كلامك ومن عود اسم الاشارة , ومعناه أنك تجيز على الله تعالى [ الجسم المركب ] بناءا على عقيدتك فى المتشابهات الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية , مثل [ اليد –الوجه – الساق – النزول – المجئ – القدم – الأصابع – الهرولة – الملل - ] وهكذا .
    فأنت تحمل هذه الألفاظ على الظاهر المتبادر منها الى الذهن , وعلى الحقيقة ,
    طبعا دون تردد منك ,
    ثم تتهم الفخر الرازى أنه شبّه الله تعالى فى نفسه أولا ثم [خاف أن يتوهم ذلك] فنفى عن الله تعالى الجسم المركب والتزم القول : [ أن النفس عبارة عن ذات الشيء ، وحقيقته؛ وهويته ، وليس عبارة عن الجسم المركب من الأجزاء ، لأن كل جسم مركب ، وكل مركب ممكن ، وكل ممكن محدث ، وذلك على الله محال فوجب حمل لفظ النفس على ما ذكرناه.]
    فأيهما المنزّه الخائف من الله تعالى ؟:
    الرازى الذى تخيل فى نفسه ثم نفى هذا التخيل ووضع هذا القيد تنزيها لله تعالى ؟
    والذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم [ ان الله تجاوز لأمتى ما تحدث به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم ] ؟
    أم المستميت على الظاهر الحرفى , ؟ [ يد يعنى يد ] نزول يعنى نزول ] ولا شيء غير ذلك ؟ فينسب الى الله تعالى الأعضاء والجوارح, ثم يجرى خلف الوهم والسراب فيأتى بألفاظ لاتوجد فى لغة البشر [ يد لا كالأيدى- وجه لا كالأوجه ] ؟ فيعود الى ما نفاه الرازى!!!!))
    * يا أخي الغالي: أراك هنا فسّرت كلامي بما لم أقصده, ولعله سوء إفهام مني, أوقعك في سوء فهم لكلامي, ولا ضير فنحن إخوة, وسأبيّنه لك:
    # تقول في المذبور: "ومعناه أنك تجيز على الله تعالى [الجسم المركب] بناءا على عقيدتك فى المتشابهات الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية , مثل [اليد –الوجه – الساق – النزول – المجئ – القدم – الأصابع – الهرولة – الملل] وهكذا. فأنت تحمل هذه الألفاظ على الظاهر المتبادر منها الى الذهن , وعلى الحقيقة , طبعا دون تردد منك".
    * أولًا: أنا لم أجز على الله الجسم المركّب, بل قلت ما قلت سائلًا لا مقررًّا, لمجيء كلام الرازيّ مشكلًا عليّ.
    * ثانيًا: أنا أحمل هذه الألفاظ على المتبادر منها إلى الذهن وعلى حقيقتها, بدون تردد, ولكن:
    = ما هي كيفيتها؟! لا أعلم.
    لأن الله قال: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
    فالظاهر عندي هو ما ورد في الآية, دون أن ألج إلى معنى تطرّق إلى ذهنك وهو التشبيه.
    = لماذا؟! لأن الكيفية غير معلومة.
    فأنا أثبت الصفة, كما وردت في الكتاب والسنة, دون أن أؤولها. بل أقول: الله أعلم عن ذلك.
    # ثم تقول: ((فأيهما المنزّه الخائف من الله تعالى ؟:
    الرازى الذى تخيل فى نفسه ثم نفى هذا التخيل ووضع هذا القيد تنزيها لله تعالى ؟
    والذى قال فيه النبى صلى الله عليه وسلم [ ان الله تجاوز لأمتى ما تحدث به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم ] ؟
    أم المستميت على الظاهر الحرفى , ؟ [ يد يعنى يد ] نزول يعنى نزول ] ولا شيء غير ذلك ؟ فينسب الى الله تعالى الأعضاء والجوارح, ثم يجرى خلف الوهم والسراب فيأتى بألفاظ لاتوجد فى لغة البشر [يد لا كالأيدى-وجه لا كالأوجه] ؟ فيعود الى ما نفاه الرازى!!!!)).
    = أثبتَّ أن الرازي رحمه الله تخيّل في نفسه هذا, ثم لجأ إلى ذكر القيد.
    = أما أنا فلا يأتي في ذهني هذا الخيال المشبّه لله تعالى بالمخلوقين, ومن ثَمَّ فلا أحتاج لذكر هذا القيد. (هذه واحدة).
    = والثانية, هي: لفظ الجوارح الذي أتيت به, هو نتيجة عقلية لإجراء الذهن في المحسوسات.
    والعقل لا يتصوّر أبدًا أبدًا كيفيات هذه الصفات, فأمر الشرع أصحاب العقول حينها أن يفوّضوا هذه الكيفيات لعلم الله, ولا يقولوا: جوارح, جسم... إلخ.
    = والثالثة, حينما قلت: "فيأتى بألفاظ لاتوجد فى لغة البشر [يد لا كالأيدى-وجه لا كالأوجه]"
    - فأقول لك: يد الإنسان هل تشبه يد الحيوان؟!
    بالطبع: لا.
    - هل يد النملة كيد الفيل؟!
    بالطبع: لا.
    إذن؛ يجوز لنا أن نقول عن يد النملة: يد لا كالأيدي.
    وهذا واردٌ في لغة البشر, ولا يردّه العقل.
    = فما بالك بيد الله جلّ وتقدّس؟!
    ألا ينبغي لنا أن نقول ذلك؟! وقد قال الله جلّ وتقدّس: "ليس كمثله شيء".
    ألا يجوز لي أن أقول ما قاله الله جلّ وتقدس؟!
    * * *
    سأكمل الردّ على الثالثة والرابعة لاحقًا لأني شغلت مع الأهل.
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الأخ أبو الليث الشيرانى

    أشكرك على حسن أدبك ورفيع أخلاقك , ولك أن ترد متى شئت , بلا تثريب عليك , يغفر الله لى ولك
    هنا نقطة منهجية فى غاية الأهمية والخطورة , يقوم عليها الأمر كله
    وهى [ التصور ]
    تعريف التصور
    التصور هو ادراك صورة المفرد بدون الحكم عليه , لاباثبات ولا بنفى ,

    بمعنى : انطباع صورة المفرد على صفحة الذهن بدون حكم عليه , وهذا يحدث بمجرد النظر الى الشيء الموجود وجودا حسيا فى الخارج , لأن العين المفتوحة مثل الكاميرا , تلتقط الصور من الخارج وتخزنها فى العقل , فبمجرد سماع الاسم بالأذن تقفز الصورة مباشرة الى الذهن , فلو أنك جالس فى حجرة مكتبك المغلقة وسمعت من الخارج لفظ –قطار –قفزت صورة القطار الى ذهنك مباشرة , أو مجرد سماع صوته المميز تقفز صورته الى ذهنك مباشرة , وكذلك قل فى باقى التصورات , -سمكة –قطة –قلم –شجرة –بمجرد نطق الاسم تقفز صورته مباشرة الى الذهن ,
    وهذا مثال على التصور الضرورى
    فى مرحلة تعلم الأسماء , مثل الطفل الصغير الذى تريد تعليمه الكتابة والقراءة تعطيه كتابا مصورا وتكتب تحت كل صورة اسمها , حتى يتعلم أن هذا الاسم موضوع لهذ الصورة , أو تشيرله الى المفردات فى الواقع مباشرة وتذكر له مع كل مفرد اسمه ,
    وهو ما يسمى بالتصور النظرى
    وهذه المرحلة هى التى جاءت فى قوله تعالى [ وعلم آدم الأسماء كلها ] وهذه الآية هى لب التصورات والتصديقات , ولب البديهيات والمكتسبات ,ولب اللغات , لأن آدم عليه السلام رأى بعينه المفردات فى الجنة , فانطبعت صورتها على صفحة ذهنه مباشرة بمجرد الرؤية , ولكن ..ما أسماء هذه المفردات ؟ هنا التعليم وهنا الاكتساب
    وكما قال تعالى [ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم ما تشكرون ]


    دعنى بالله عليك أعيد لك هذا الكلام مرة ثانية :
    التصور هو : ادراك المفرد من غير حكم عليه بإثبات أو نفى , -إدراك –أى تخيل وتصور المفرد , أو حصول صورة المفرد فى الذهن بمجرد سماع الأذن لإسمه ,
    -
    المفرد هو ما يسمى فى اللغة –الأسماء – أى مسميات الأشياء –مثل –قلم –كتاب –سمكة –بحر –جبل –صحراء –أرض –سماء –شجرة –وهكذا –فبمجرد سماع أى اسم من هذه الأسماء فان الذهن يتصور مباشرة صورة هذا الإسم لأنه رأى مثالا له فى الواقع , فعشرات بل مئات بل آلاف الصور مخزنة فى الذاكرة طول حياة الإنسان وبمجرد سماع الإسم تقفز صورة هذا الإسم الى الذهن مباشرة
    -
    وهذه أول درجة من درجات العلم , والفهم , وهى أول مرحلة علمها الله لآدم عليه السلام , قال تعالى [ وعلم آدم الأسماء كلها ] فقبل تعليم الله تعالى الأسماء لآدم كان آدم لا يعلم شيئا , ولا يتخيل شيئا , لأنه خلق وذاكرته خالية , بيضاء ليس فيها شيء , ونفس الدرجة يشترك فيها كل المخلوقات حتى الملائكة , لايعلمون الا ما علمهم الله تعالى , قال تعالى على لسانهم [ سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا ]
    -
    فاذا نطق أمامك انسان بكلمة يد –فلن يقفز الى ذهنك الا صورة اليد البشرية التى هى آلة العمل للإنسان , واذا سمعت أذنك كلمة وجه فلن تتخيل الا الوجه البشرى المعروف الذى يتكون من صفحة الوجه وعليها العينين والأنف والفم والحاجبين , والتى هى جزء من الرأس , المركب فيها الأذنين , وعليها الشعر , وكذلك لو قال لك –وجه الدابة ,
    واذا سمعت كلمة عين , فلن تفهم ولن يقفز الى ذهنك الا صورة العين البشرية التى يبصر بها الإنسان ’ ولو سمعت كلمة نزول , فلن تتخيل الا صورة النزول على سلم ونحوه من مكان أعلى الى مكان أسفل , واذا سمعت كلمة –استواء –فلن يقفز الى ذهنك الا الجلوس والاستقرار والتمكن , وهكذا كل هذه التصورات تقفز الى ذهنك رغما عنك عند سماع اسمها ,
    -
    وهذه هى طبيعة البشر , طبيعة العقل البشرى التى خلقنا الله عليها , ولا حيلة لنا فيها , ولا فرق فى هذا بين انسان وانسان , أى لافرق بين أشعرى وغيره , قال تعالى [ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ] فهناك حواس خمسة , لا يدرك الإنسان الحياة المحيطة به الا عن طريقها , ولا يتعلم الا عن طريقها , -السمع والبصر واللمس والتذوق والشم , فهذه منافذ العقل البشرى التى تدخل منها المعلومات , لا يفهم ولا يتخيل الا المحسوسات التى أدركها بهذه المنافذ أو أحدها , وأى معلومة لا تدخل من أى منفذ من هذه المنافذ لا يمكن أن يتخيلها الإنسان اطلاقا , الا بضرب الأمثلة من الحياة التى رآها وأدركها , ومن أجل هذه النقطة تحديدا ضرب الله تعالى لنا الأمثلة فى القرآن الكريم , فقال تعالى [ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ] وهذا هو سر الإيمان بالغيب , أى أن تؤمن بما غاب عنك كأنك تراه لأنك تصدق من أخبرك , فكلامه يحل محل الرؤية البصرية , قال تعالى [ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ] والنبى صلى الله عليه وسلم ولد بعد حادثة الفيل , فقام اخبار الله تعالى مقام الرؤية البصرية , لصدق من أخبر ,
    -
    وعندما أراد الله تعالى أن يصف لنا الجنة قال [ مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنها من عسل مصفى ] فمثّل لنا الجنة بأمثلة من حياتنا الدنيا حتى نفهم , وعندما أراد سبحانه أن يخبرنا أن فى الجنة فوق ذلك مما لامثال له فى الدنيا قال [ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ] وقال صلى الله عليه وسلم [ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ]
    ومن هنا كان اعتراض بعض العرب على قوله تعالى عن شجرة الزقوم [ طلعها كأنه رءوس الشياطين ] فنحن لم نشاهد [ طلعها ] ولم نشاهد [ رءوس الشياطين ] فكيف يشبه شيء غير معروف بشيء غير معروف ؟
    -
    من هنا يتبين بالدليل القاطع أننا لو سمعنا فى القرآن الكريم ألفاظا أضافها الله عز وجل الى نفسه , مما رأى الإنسان لها مثالا فى الواقع , ونحن لم نر الله تعالى , فيجب أن نعلم أن الصورة الذهنية التى نحتفظ بها لهذه الأشياء فى ذاكرتنا لا تصلح لوصف الله تعالى بها , وكذلك هذه الصورة الذهنية غير مرادة أبدا وانما ذكرها الله تعالى على سبيل التقريب وضرب المثل لنا من حياتنا حتى نفهم , لأننا لا نفهم الا بهذه الطريقة ,
    -
    ومن هنا جاء ما يسمى فى اللغة العربية بالتشبيه والمجاز والإستعارة وغير ذلك , فماذا أفعل فى قوله تعالى [ وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ] فهل للنهار وجه ؟ وهل يمكن اجراء الوجه هنا على الحقيقة والظاهر ؟ أم لابد من الإستعارة والتشبيه والكناية وأساليب اللغة العربية ؟ وكذلك قوله تعالى [ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ] ما معنى يديه هنا ؟ هل للقرآن يدين حقيقيتين ؟ على الظاهر والحقيقة ؟ وهل له أمام وخلف , مثل الجسم المجسم ؟ أم أن هذا تمثيل لتقريب المعنى ؟
    وقال تعالى[ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ] فما معنى جناح هنا ؟ وهل للإنسان جناح مثل الطيور ؟ أم لابد من الإستعارة والتمثيل حتى يتضح المعنى ؟ قال تعالى [ ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا ] فهل العمى الذى هو فقد البصر الحقيقى هو المقصود ؟ وماذا نفعل اذا علمنا أن من الصحابة الكرام من فقد بصره فى حياته مثل عبد الله بن عباس , فهل تنطبق عليه هذه الآية على الظاهر والحقيقة ؟

    هذا ماتيسر وبالله التوفيق


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    82

    افتراضي رد: جواب اعتراض في زيادة "بذاته" عند الحديث عن علو الله واستوائه على العرش من اقوال ا

    الذات
    يصح إضافة لفظة (الذات) إلى الله عز وجل؛ كقولنا: ذات الله، أو: الذات الإلهية، لكن لا على أن (ذات) صفة له، بل ذات الشيء بمعنى نفسه أو حقيقته.وقد وردت كلمة (ذات) في السنة أكثر من مرة، ومن ذلك:1- ما رواه: البخاري (3358) ، ومسلم (2371) ؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((إن إبراهيم لم يكذب إلا ثلاث كذبات، اثنتين في ذات الله)) .2- وما رواه البخاري (3045) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة مقتل خبيب الأنصاري رضي الله عنه، وقوله:((ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي شق كان في الله مصرعيوذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع))وقد أفرد قوام السنة في ((الحجة في بيان المحجة)) (1/171) فصلا في الذات، فقال: ((فصل في بيان ذكر الذات)) ، ثم قال: ((قال قوم من أهل العلم: ذات الله حقيقته. وقال بعضهم: انقطع العلم دونها. وقيل: استغرقت العقول والأوهام في معرفة ذاته. وقيل: ذات الله موصوفة بالعلم غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا، وهو موجود بحقائق الإيمان على الإيقان بلا إحاطة إدراك، بل هو أعلم بذاته، وهو موصوف غير مجهول، وموجود غير مدرك، ومرئي غير محاط به؛ لقربه، كأنك تراه، يسمع ويرى، وهو العلي الأعلى، وعلى العرش استوى تبارك وتعالى، ظاهر في ملكه وقدرته، قد حجب عن الخلق كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته؛ فالقلوب تعرفه، والعقول لا تكيفه، وهو بكل شيء محيط، وعلى كل شيء قدير)) اهـ.وقال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (6/206) : ((اسم (الله)إذا قيل: الحمد لله، أو قيل: بسم الله؛ يتناول ذاته وصفاته، لا يتناول ذاتا مجردة عن الصفات، ولا صفات مجردة عن الذات، وقد نص أئمة السنة كأحمد وغيره على أن صفاته داخلة في مسمى أسمائه، فلا يقال: إن علم الله وقدرته زائدة عليه، لكن من أهل الإثبات من قال: إنها زائدة على الذات. وهذا إذا أريد به أنها زائدة على ما أثبته أهل النفي من الذات المجردة؛ فهو صحيح؛ فإن أولئك قصروا في الإثبات، فزاد هذا عليهم، وقال: الرب له صفات زائدة على ما علمتموه. وإن أراد أنها زائدة على الذات الموجودة في نفس الأمر؛ فهو كلام متناقض؛ لأنه ليس في نفس الأمر ذات مجردة حتى يقال: إن الصفات زائدة عليها، بل لا يمكن وجود الذات إلا بما به تصير ذاتا من الصفات، ولا يمكن وجود الصفات إلا بما به تصير صفات من الذات، فتخيل وجود أحدهما دون الآخر، ثم زيادة الآخر عليه تخيل باطل)) اهـ.وقال في ((مجموع الفتاوى)) (6/142) أيضا: ((ويفرق بين دعائه والإخبار عنه؛ فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى، وأما الإخبار عنه؛ فلا يكون باسم سيء، لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيء، وإن لم يحكم بحسنه؛ مثل اسم: شيء، وذات، وموجود ... )) اهـ.وانظر كلامه رحمه الله عن الذات في ((مجموع الفتاوى)) (5/330و338) .وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيحالبخاري)) (1/245) : ((وبعض الناس يظن أن إطلاق الذات على الله تعالى كإطلاق الصفات؛ أي أنه وصف له، فينكر ذلك بناء على هذا الظن، ويقول: هذا ما ورد، وليس الأمر كذلك، وإنما المراد التفرقة بين الصفة والموصوف، وقد تبين مراد الذين يطلقون هذا اللفظ؛ أنهم يريدون نفس الموصوف وحقيقته فلا إنكار عليهم في ذلك؛ كما وضحه كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم))من كتاب صفات الله للشيخ السقاف

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    82

    افتراضي

    صفات الله حقيقيّة أم غير حقيقية؟


    إعداد: أم عبد الله الميساوي
    لـ« موقع عقيدة السلف الصالح »


    مقدمة:

    إن معرفة الله عز وجل هي أهم وأجلّ العلوم، ومعرفته سبحانه تكون بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وهي تُستمد من نصوص الوحي: القرآن والسنة، فلا يُوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه في كتابه العزيز أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن تدبر هذه النصوص العظيمة وجدها واضحة وجليّة في دلالتها على صفاته العليا. ورغم وضوحها فقد وقع من بعض المنتسبين للإسلام تحريفٌ لمعاني هذه النصوص، فنَفوا عنها حقيقتها تذرعًا بالمجاز، ظنّا منهم أنه الحق. والسبب في ذلك هو أنهم جعلوا عقولهم حَكَمًا فيها دون نصوص الوحي، فاعتقدوا أن إثبات تلك الصفات حقيقةً لله يقتضي التشبيه، وهو ليس كذلك، فكما قال الحافظ نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : «ليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه»(1)، فالتشبيه يكون باعتقاد أن صفات الله كصفات المخلوقين، قال الإمام إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : «إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد، أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع، فهذا التشبيه؛ أما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيفَ؟ ولا يقول: مثلَ سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]»(2). فلو أن هؤلاء القوم تأملوا وتدبروا آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم حق التدبر ودرسوا آثار السلف الصالح في هذه النصوص، لما صرفوها عن حقائقها بأنواع المجازات؛ لأنها بينة في دلالتها، لا تقتضي تشبيها ولا معاني باطلة.

    ودلالة النصوص على حقيقة صفات الله عز وجل تكون أحيانًا مُستفادةً من سياق الآية أو الحديث، وأحيانًا من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وأحيانًا أخرى من غير ذلك مما سنُبَيّنُه في هذا المقال إن شاء الله تعالى.



    دلالة نصوص الكتاب والسنة على أن صفات الله حقيقية:


    - القرآن الكريم:

    1. قال الله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}[فصلت : 15]
    ففي الآية أن قوم عاد سألوا: «من أشد منا قوة؟»
    فأجابهم الله عز وجل بقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قوة}
    ولا يصح أن يكون الجواب إلا موافقًا للسؤال، قال أبو أحمد الكرجي القصاب(ت. 360هـ) في هذه الآية: «وقوله (تعالى) ... حجة على المعتزلة والجهمية فيما يزعمون: أن كل ما وُصف به المخلوق لم يجز أن يوصف به الخالق، من أجل التشبيه، وهذا نص القرآن ينكر على عاد ادعاء القوة، ويخبر أن الله أشد قوة منهم، والرد لا يكون إلا بمثله»(3). ولا شك أن قوة عاد حقيقية، فقوة الله أيضا حقيقية ولكنها أعظم، فقوة المخلوق لا شيء عند قوة الله عز وجل، بل هو سبحانه الذي أعطانا هذه القوة.


    2. قال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا}[النساء : 125]
    تفسير هذه الآية في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة مبينة للقرآن، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ”إِنِّى أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِى مِنْكُمْ خَلِيلٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِى خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِى خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً“[صحيح مسلم].
    وقال صلى الله عليه وسلم: ”أَلاَ إِنِّى أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خِلِّهِ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً إِنَّ صَاحِبَكُمْ(4) خَلِيلُ اللَّهِ“[صحيح مسلم]
    وفي لفظ: ”ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خُلّته“(5).
    والخليل من "الخُلّة" – بضم الخاء كما في الرواية الثالثة-، وهي غاية المحبة وخالصها وأتمها. قال الزجّاج (311هـ): «الخليل: المُحب الذي ليس في محبته خلل»(6).
    وقال ابن كثير (ت. 774هـ): «والخُلّة: هي غاية المحبة ... وهكذا نال هذه المنزلة خاتم الأنبياء وسيُد الرسل محمد، صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت في الصحيحين وغيرهما»(7).
    والدليل على أن خُلّة الله لإبراهيم عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حقيقية، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن اتخاذ أبي بكر رضي الله عنه خليلا لأجل أنه خليل الله، ولو لم تكن خُلة الله لنبيه حقيقية لما كان هناك مانع في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر خليلا.


    3. قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء : 164]
    الفعل "كَلّم" في هذه الآية مؤكد بالمصدر "تكليمًا"، وهو دليل على أن الله كلّم موسى حقيقةً، قال أبو جعفر النحّاس (ت. 338هـ) : «{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}مصدر مؤكد، وأجمع النحويّون على أنك إذا أكدّت الفعل بالمصدر لم يكن مجازًا ... فكذا لما قال: {تكليمًا}، وَجَبَ أن يكون كلامًا على الحقيقة من الكلام الذي يُعقل»(8).


    4. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء : 58]
    وهذه تفسيرها بفعل نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، ويضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه، ويقول: هكذا سمعت رسول الله يقرأها ويضع إصبعيه. (9)
    قَصَدَ النبي صلى الله عليه وسلم بفعله هذا إثبات أن الله مُتّصِف بسمع وبصر حقيقيّين فالحديث عن صفتي السمع والبصر، وليس مقصوده تشبيه صفات الله بصفات المخلوق، فحاشا أن يُشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بالمخلوقين، والله عز وجل يقول: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى : 11]، فأثبت الله عز وجل لنفسه السمع والبصر، ونَفَى عنها المِثل.



    - السنة النبوية:

    5. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِى ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِى وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ“.
    وفي رواية سنن الترمذى: ”لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ رَجُلٍ...“.
    وفي رواية سنن الدارمي: ”فما هو بأشد فرحا بها من الله بتوبة عبده إذا تاب إليه“.
    الحديث واضح من سياقه، وهو دليل على أن الله متصف بالفرح حقيقةً، ولكن فرحه لا يشبه فرح المخلوقين، فهو فرح يليق بجلاله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم.
    قال الحافظ شمس الدين الذهبي (ت. 748 هـ) عند تعقيبه على تأويل أحد العلماء لصفة الفرح لله تعالى : «ليت المؤلف سكت فإن الحديث من أحاديث الصفات التي تمر على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف، والتأويل الذي ذكره ليس بشيء ... والنبي صلى الله عليه وسلم قد جعل فرح الخالق عز وجل أشد من فرح الذي ضلت راحلته، فتأمل هذا وكُف، واعلم أن نبيك لا يقول إلا حقا، فهو أعلم بما يجب لله وما يمتنع عليه من جميع الخلق، اللهم اكتب لنا الإيمان بك في قلوبنا وأيدنا بروح منك». (10)

    6. عن عمر بن الخطاب أنه قال: قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَبْي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته؛ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ؟“ قُلْنَا: لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا“. [صحيح البخاري ومسلم]
    هو واضح من سياقه كالحديث الذي قبله، ففيه إثبات صفة الرحمة لله عز وجل حقيقةً.

    7. قال ابن عمر رضي الله عنه: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: ”يأخذ الجبّار سماواته وأرضيه بيده“ وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها ”ثم يقول: أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون“، قال: ويتميّل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إنّي لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟». [صحيح مسلم، وسنن النسائي، واللفظ لابن ماجه](11)
    قبَضَ النبي صلى الله عليه وسلم يده ليُبَيّن أن الله يقبض الأرض والسموات بيده حقيقةً، وليس مقصوده تشبيه قبض الله بقبضه.

    8. عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكْبُو مرة، وتسفَعُه النار مرة“ إلى أن قال:”ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُوليَيْن، فيقول: أي رب، أدنِني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمِع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يَصْريني منك(12)؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا، ومثلها معها؟ قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟“ فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني ممّ أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: ”من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر“. [صحيح مسلم وغيره](13)
    في هذا دليل واضح على أن الله يضحك حقيقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ضحك من ضحك الله عز وجل، وضحكه -سبحانه- ليس كضحك المخلوقين، وكيفيته لا يعلمها إلا الله عز وجل، وما علينا إلا الإيمان والتسليم.



    فهم السلف الصالح لنصوص الصفات:

    ثبت عن عدد من أئمة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم فتابعيهم، أقوال وأفعال تدل على أنهم فهموا هذه الصفات على الحقيقة كما هو ظاهر النص، فأثبتوها لله عز وجل من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحريف بالمجازات، وما يلي ذكرٌ لمجموعةٍ منها:

    - أم المؤمنين عائشة (ت. 58 هـ) رضي الله عنها:
    قالت في صفة السمع لله عز وجل: «الحمد لله الذي وسع سمْعُه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تُكلمه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}[المجادلة : 1] إلى آخر الآية».(14)

    - الصحابي ابن مسعود (ت. 33 هـ) رضي الله عنه:
    عن عبد الله بن مسعود -رضى الله عنه- قال: جاء حبر من اليهود فقال: "إنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك أنا الملك." فلقد رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقوله؛ ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[الزمر : 67]
    فابن مسعود رضي الله عنه فهم أن ضحك النبي صلى الله عليه وسلم كان لتعجبه وتصديقه لقول اليهودي، من أن الخلائق يوم القيامة ستكون على أصابع الله عز وجل حقيقة، ولكن من غير تشبيهها بصفة المخلوقين، وكيفيتها لا يعلمها إلا هو سبحانه، وواجبنا الإيمان والتسليم.

    - سليمان الأعمش (ت. 148 هـ) :
    روى الأعمش قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يُقلبها“[حديث صحيح]، ثم أشار بإصبعيه(15).

    - حماد بن أبي حنيفة (ت. 176هـ) :
    قال في مناظرة له مع المبتدعة: «قلنا لهؤلاء : أرأيتم قول الله عز وجل{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر : 22] وقوله عز وجل: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَة ُ} [البقرة : 210] فهل يجيء ربنا كما قال؟ وهل يجيء الملك صفًا صفًا؟ » قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك، ولا ندري كيف جيئته. فقلنا لهم: «إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم من أنكر أن الملك لا يجيء صفا صفا، ما هو عندكم؟ » قالوا: كافر مكذب.
    قلنا: «فكذلك من أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب». (16)

    - حمّاد بن زيد (ت. 179 هـ) :
    قال: «مَثَلُ الجهمية مثل رجل قيل له: أفي دارك نخلة؟ قال: نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قال: لا. قيل: فلا نخلة في دارك. هؤلاء مِثل الجهمية قيل لهم:
    لكم ربّ؟ قالوا: نعم. قيل: يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد(17)؟ قالوا: لا. قيل: فله قدم(18)؟ قالوا: لا. قيل: فله إصبع؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم! » إسناده صحيح.(19)

    - يحيى بن سعيد القطان (ت. 198 هـ) :
    قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل: سمعت أبـي رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد بحديث سفيان ... عن النبي صلى الله عليه وسلم: ”أن الله يمسك السموات على أصبع“ قال أبي رحمه الله: جعل يحيى يشير بأصابعه، وأراني أبي كيف جعل يشير بأصبعه، يضع أصبعا أصبعا حتى أتى على آخرها.(20)

    - أبو معمر الهذلي (ت. 236 هـ) :
    قال: «من زعم أن الله عز وجل لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يغضب، ولا يرضى -وذكر أشياء من هذه الصفات-، فهو كافر بالله عز وجل، إن رأيتموه على بئر واقفًا فألقوه فيها، بهذا أدين الله عز وجل، لأنهم كفار بالله»(21) إسناده صحيح.

    - الإمام أحمد بن حنبل (ت. 241 هـ) :
    روى الخلال في كتابه "السنة" أن أبا بكر المروزي حدث بحديث ”إن الله يمسك السموات على أصبع“ عن الإمام أحمد وقال: رأيت أبا عبد الله يشير بإصبع إصبع.(22)

    - عمرو بن عثمان المكي الصوفي (297 هـ) :
    قال في كتابه "أداب المريدين والتعرف لأحوال العبّاد" في باب: ما يجيء به الشياطين للتائبين : «وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله، فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أحوال التوحيد ...» وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: «فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك، وفي صفات الرب بالتشبيه والتمثيل، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يُدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم؛ فيهلكوا إن قبلوا، أو يضعضع(23) أركانهم، إلا أن يلجأوا في ذلك إلى العلم، وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه، ووصف به رسوله؛ فهو تعالى القائل: {أنا الله} لا الشجرة. الجائي هو لا أمره، المستوي على عرشه بعظمة جلاله دون كل مكان، الذي كلم موسى تكليما، وأراه من آياته عظيمًا، فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم، الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته، وخلق آدم بيده»(24).



    أقوال أئمة السنة ممن جاء بعدهم:

    - ابن جرير الطبري (ت. 310 هـ) :
    ذكر مجموعة من الصفات منها: اليد، والسمع، وصفة النزول، والبصر، والضحك، وغيرها مما ثبت في نصوص القرآن والسنة، ثم قال: «فإن قال لنا قائلٌ: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز وجل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نُثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات، ونفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه –جل ثناؤه- فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11]».(25)

    - أبو العباس السراج الشافعي (ت. 313 هـ) :
    قال: «من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى: يعجب، ويضحك، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: ”مَن يسألني فأعطيه؟“؛ فهو زنديق كافر، يُستتاب، فإن تاب وإلا ضُرب عنقه»(26).

    - أبو أحمد الكرجي القصاب (ت. 360 هـ) :
    قال في كتاب "السنة" له: «كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصف بها نبيه، فهي صفةٌ حقيقةً لا مجازًا»(27).

    - أبو عمر الطلمنكي المالكي (ت. 429 هـ) :
    قال في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول" : (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟
    قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه. قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم، قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين»
    (28).

    - أبو الحسن ابن القزويني الشافعي (ت. 442 هـ) :
    أخرج الخليفة العباسي القائم بأمر الله الاعتقاد القادري في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، فقُرئ في الديوان، وحضر الزهاد والعلماء، وممن حضر: الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني، فكتب بخطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء: «هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادي، وعليه اعتمادي».
    ومما جاء في الاعتقاد القادري: «وما وصف الله سبحانه به نفسه، أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو صفات الله عز وجل على حقيقته لا على سبيل المجاز»(29).

    - ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) :
    قال في "التمهيد": «أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يُكيّفون شيئا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة. وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج؛ فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقَرّ بها مُشبّه»(30).
    وقال في "الاستذكار": «أقول: إن الله ليس بظلام للعبيد، ولو عذبهم لم يكن ظالمًا لهم، ولكنْ جلّ مَن تَسمّى بالغفور الرحيم الرءوف الحكيم، أن تكون صفاته إلا حقيقةً لا إله إلا هو، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [الأنبياء : 23]»(31).

    - أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ) :
    قال: «ولا يجوز إضافة المجاز إلى صفات الله تعالى». (32)

    - ابن القيم الحنبلي (ت. 751 هـ) :
    قال في "إعلام الموقعين" : «وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكاتب والسنة كلمة واحدة من أولهم إلى آخرهم؛ لم يسوموها تأويلا، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلا، ولم يبدوا لشيء منها إبطالا، ولا ضربوا لها أمثالا، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها وحملها على مجازها، بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها كلها أمرًا واحدًا، وأجروها على سنن واحد.»

    - ابن رجب الحنبلي (ت. 795 هـ) :
    قال في "ذيل طبقات الحنابلة"، في ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي:
    «وأما قوله: "ولا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة النزول"، فإنْ صح هذا عنه، فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهاً ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه وبصره، ونحو ذلك».
    وغيرهم، اقتصرنا على مَن ذكرنا اختصارًا.

    وبهذا يتبين أن الحق هو إثبات هذه الصفات كما جاءت في نصوص الكتاب والسنة، نثبتها لله عز وجل حقيقةً من غير تشبيه ولا وصفٍ لكيفيتها، ومن لم يبلغ ذلك عقله، فعليه التسليم، فلم يوجب الله علينا إدراكه.


    للسؤال أو التعليق على المقال


    مواضيع ذات صلة:
    -
    مقدمـة في عقيدة السلف الصالح في الصفات
    - {ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله
    - عقيدة السلف في الصفات: قولهـم « بـلا كيف»





    (1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص532) من طريق ابن أبي حاتم الذي رواه في "الرد على الجهمية" عن عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي [وهو صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/163)] عن نعيم بن حماد. سير أعلام النبلاء للذهبي (ج10 ص610) بسندٍ آخر؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج62 ص163) بسنده.
    (2) رواه عنه تلميذه أبو عيسى الترمذي في سننه: سنن الترمذي (ج2 ص42).
    (3) نكتب القرآن لأبي أحمد القصاب (ج4 ص68) تحقيق: علي بن غازي التويجري – دار ابن القيم ودار ابن عفان – الطبعة الأولى 1424هـ/ 2003م
    (4) قال وكيع: يعني نفسه. (سنن ابن ماجه 1/70) طبعة دار الرسالة.
    (5) سنن ابن ماجه رقم 93 (ج1 ص70) - دار الرسالة العالمية؛ قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح. وأخرجه ابن عساكر في معجم الشيوخ وقال: حديث صحيح (ج1 ص61-62) تحقيق الدكتورة وفاء تقي الدين – دار البشائر – الطبعة الأولى؛ ورواه الإمام أحمد في مسنده (ج6 ص55=56) طبعة مؤسسة الرسالة.
    (6) معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج (ج2 ص112)
    (7) البداية والنهاية لابن كثير (ج1 ص390) تحقيق: عبد الله التركي، دار هجر.
    (8) إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (ج1 ص507) تحقيق: زهير زاهد، الناشر: عالم الكتب.
    (9) جزء فيه قراءات النبي لأبي عمر الدوري (ص84) تحقيق: حكمت بشير ياسين؛ سنن أبي داود (ج5 ص241) بتحقيق محمد عوامة، تفسير ابن أبي حاتم (ج3 ص987) تحقيق: أسعد محمد الطيب. قال ابن حجر في فتح الباري: أخرجه أبو داود بسند قوي على شرط مسلم (13/385)
    (10) المهذب في اختصار السنن الكبير (ج 8 ص1494) تحقيق دار المشكاة العلمية بإشراف أبي تميم ياسر بن إبراهيم- دار الوطن للنشر- الطبعة الأولى 1422هـ - 2001م
    (11) صحيح مسلم - كتاب صفة القيامة والجنة والنار (ص1285) دار طيبة - الطبعة الأولى؛ والسنن الكبرى للنسائي (ج7 ص145) مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى؛ وسنن ابن ماجه (ج1 ص137) تحقيق شعيب الأرنؤوط – مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى.
    (12) قوله: "ما يصريني منك"؛ أي : ما يقطع مسألتك عني؟ يُقال: صريت الشيء: إذا قطعته. (شرح السنة للبغوي 15/188)
    (13) رواه مسلم في صحيحه (ص103-104) دار طيبة- الطبعة الأولى؛ والإمام أحمد في مسنده (ج7 ص14-16) طبعة مؤسسة الرسالة؛ والبزار في مسنده البحر الزخار (ج4 ص273-274) تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله؛ وغيرهم.
    (14) مسند الإمام أحمد (ج40 ص228)، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه البخاري في صحيحه – كتاب التوحيد/ باب قوله تعالى (إن الله كان سميعا بصيرا)؛ والنسائي في سننه؛ وأبو الشيخ في "العظمة" (ج2 ص537)، وغيرهم.
    (15) سنن ابن ماجه (ج5 ص9-10) طبعة دار الرسالة العالمية.
    (16) رواه أبو عثمان الصابوني في "عقيدة السلف وأصحاب الحديث" عن كتاب أبي عبد الله محمد بن أحمد أبي حفص البخاري، والذي رواه عن عبد الله بن عثمان الملقب بعبدان، عن محمد بن الحسن الشيباني، عن حماد بن أبي حنيفة. (ص 233-234) بتحقيق الجديع، و(ص63) بتحقيق أبو اليمين المنصوري.
    (17) من أدلة صفة اليد لله عز وجل قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75]
    (18) دليل صفة القَدم لله عز وجل: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك. ويزوى بعضها إلى بعض.“ حديث صحيح مُتفق عليه [صحيح البخاري ومسلم].
    (19) رواه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"، قال: "حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا أبي، عن سليمان بن حرب، قال: قال حماد بن زيد: ..." وذكره. شرح مذاهب أهل السنة (ص34-35) تحقيق: عادل بن محمد.
    وذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي القاسم عبد الكريم (ج1 ص55)، و أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني التيمي في "الحجة في بيان المحجة".
    (20) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ج1 ص264) تحقيق: محمد بن سعيد القحطاني – دار ابن القيم. وذكر مثله أبو يعلى في "إبطال التأويلات" عن أبي طالب، فقال: "نص عليه أحمد في رواية أبي طالب: سُئل أبو عبد الله عن حديث الخبر ”يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع“ يقول إلا شار بيده هكذا؛ أي: يشير، فقال أبو عبد الله (الإمام أحمد) : "رأيت يحيى يحدث بهذا الحديث ويضع إصبعا إصبعا ..." (إبطال التأويلات لأبي يعلى 2/322).
    ورواه عن الإمام عبد الله بن أحمد: الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"، قال: "وكذا خرجه أحمد بن حنبل في كتاب "السنة" عن يحيى بن سعيد وقال: وجعل يحيى يشير بأصبعه يضع أصبعا على أصبع حتى أتى على آخرها." (فتح الباري 13/409)
    (21) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (ج1 ص281)، قال: سمعت أبا معمر الهذلي يقول: ... ؛ ورواه ابن النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق" (ص5-6) عن شيخه الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج7 ص254) بسنده إلى ابن النجاد.
    (22) فتح الباري لابن حجر - عن أبي بكر الخلال- (ج13 ص409) تحقيق: عبد القادر شيبة الحمد.
    (23) الضعضعة: الضعف، والذل والخضوع. (انظر: العين للفراهيدي 1/72؛ وجمهرة اللغة لابن دريد 1/156)
    (24) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ج2 ص274) دراسة وتحقيق: د. عواد المعتق- الطبعة الأولى، والعرش للذهبي (ج2 ص271-272) تحقيق: د. محمد بن خليفة التميمي- الطبعة الأولى.
    (25) التبصير في معالم الدين للطبري (ص140) تحقيق: الشبل، دار العاصمة.
    (26) "تذكرة الحفاظ" للذهبي (ج2 215) تحقيق: زكريا عميرات، طبعة دار الكتب العلمية بيروت؛ و"سير أعلام النبلاء" أيضا للذهبي (ج14 ص396) طبعة مؤسسة الرسالة.
    (27) "تذكرة الحفاظ" للذهبي (ج3 ص101)، و"العلو للعلي الغفار" (ص239)؛ و"درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (ج3 ص229) طبعة دار الكنوز الأدبية – الرياض.
    (28) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص246)
    (29) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص370-371) تحقيق: عبد الرحمن العثيمين؛ والمنتظم لابن الجوزي (ج15 ص279) تحقيق: محمد ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية- بيروت.
    (30) "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" لابن عبد البر (ج7 ص145) – الحديث الخامس والعشرون.
    (31) الاستذكار لابن عبد البر (ج8 ص403) طبعة دار قتيبة-بيروت، ودار الوعي- القاهرة، الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م
    (32) الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم إسماعيل الأصبهاني (ج1 ص446) تحقيق: محمد بن ربيع المدخلي- دار الراية.

    http://as-salaf.com/article.php?aid=101&lang=ar

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •