بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعني اسم الله " القريب " ؟
قرب عام لكل الخلق
·معية الله لأي إنسان كائناً من كان، معية دائمة مستمرة:
1.﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ﴾ ( سورة الحديد الآية : 4 )
2.﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ ( سورة ق )
3.﴿ فَلَوْلَاإِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴾ ( سورة الواقعة )
·معية الله لأي إنسان كائناً من كان، معية علم:
1.﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ ( سورة الطلاق )
2.﴿ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ( سورة النساء )
3.حتى خواطرك, يعلمها: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا ﴾ ( سورة مريم )
·معية الله لأي إنسان كائناً من كان، معية قدرة:
﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ ( سورة الطلاق )
·خلاصة المعاني: قرب الله قرب علم، قرب الله قرب قدرة، فأنت في قبضته، فكيف تعصيه ؟ فهو معنا، يطلع علينا، يطلع على خواطرنا، على نوايانا، إذا تكلمنا فهو يسمعنا، لا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عنه خافية.

قرب خاص بالمؤمنين
تأمل معي هذا القرب المشروط:
﴿ وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوه ُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا ﴾ ( سورة المائدة الآية : 12 ) .
و هي معية خاصة بالمؤمنين بالله.
·معية الله للمؤمنين معية النصر، معية التوفيق، معية التأييد، معية الحفظ :
1.﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ ( سورة طه ) .
2.﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ ( سورة الشعراء ) .
·معية الاستجابة, معية المغفرة:
1.﴿ فَاسْتَغْفِرُوه ُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴾ ( سورة هود )
2.﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ ( سورة البقرة الآية : 186 )
3.عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ، إِنَّهُ مَعَكُمْ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ )) . [ متفق عليه ]

و لكن كيف نتخلق بهذا الاسم؟؟
·استحضر دائما أن الله عز و جل يراك, فقد ورد في مرتبة الإحسان: (( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )) . [ مسلم عن عمر بن الخطاب ]

·أكثر من السجود, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهعَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُواالدُّعَاءَ)) ) أخرجه مسلم (
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": مَعْنَاهُ أَقْرَب مَا يَكُون مِنْرَحْمَةِ رَبّه وَفَضْلِه. وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى الدُّعَاءِ فِيالسُّجُود. وَفِيهِ دَلِيلٌ لِمَنْ يَقُولُ إِنَّ السُّجُود أَفْضَل مِنَالْقِيَامِ وَسَائِرِ أَرْكَانِ الصَّلَاة
·و أخيرا:
أطع أمـرنا نرفع لأجلك حجبنا***فإنا منحنا بالرضا مـن أحـبنا
و لذ بحمانا واحـــتمِ بجنابنا***لنحميك مما فيه أشرار خـلقنا
وعن ذكرنا لا يشغلنـك شاغل***وأخلص لنا تلقى المسرة والهنا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكن***فما الـقرب والإبعاد إلا بأمرنا
المصدر: حلقات أسماء الله الحسنى- للدكتور محمد راتب النابلسي