قال الشيخ العلامة المحدث الأديب بوخبزة المغربي في كتابه نقل النديم(نقلا من موقع الشيخ):
مما شاع وذاع إنشاد أشعار الصّوفية المتضمنة لعقائد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، كابن الفارض وابن وفا والنابلسي والحراق وابن عليوة والكتاني والششتري وغيرهم، حتى أدخلوا منها فيما يسمّى الآلة الأندلسية، ومن تأمل مضمون تلك الأشعار والأزجال وجدها تقطر كفرا. ومسّت الحاجة إلى معرفة الحكم الشرعي في إنشادها وسماعها رغم وضوحه، وهذه فتوى للإمام ابن تيمية تشفي الغليل في هذا الشأن ودعك من زعم بهائم الصّوفية أن ابن تيمية كافر أو ضال وأنه عدوهم، فهذا لا يساوي سماعه لمن اطلع وعرف الحق والصواب، ونصُّ الفتوى على نقل السَّخاوي في القول المنبي: "سئل ابن تيمية؛ هل يجوز شعر ابن الفارض وغيره من هؤلاء القوم وإنشاده؟ ما نصّه –كما حكاه ابن أبي حجلة-: "إنشاد الأشعار المتضمنة للكفر مثل كون وجود الخالق هو وجود المخلوق كقصيدة ابن الفارض المسماة نظم السّلوك وما يشبهها من شعر ابن العربي والشعر المنسوب إلى عامر القيني وأبي الحسن وغير ذلك، فهذه إذا أنشدت على وجه الاستحسان لها، وعلى وجه صلاح القلوب، وإثارة وجد القلوب بها، فهذا حرام باتفاق علماء المسلمين، ومَن فهم مضمونها واستحسنها بعد ذلك، فإن تاب وإلا قُتل.
وأما إنشاد الأشعار الخمرية لتحريك شهوات النفس، فهذا معصية وإثم، وإن كان على جهة التقرب لها وجعل ذلك طريقا، وتشبيه محبة الله تعالى بشرب الخمر تشبيه ما يحصل من آثار الخمر والسّكر والعربدة. وذكر الدَّبر والكأس والدُّف، وتمثيل طريق أولياء الله المتقين بأحوال شَرَبَة الخمر، فهذا بدعة وضلالة. ومن فعل ذلك دينا يتقرب به إلى الله تعالى واجبا أو مستحبا فهذا مبتدع ضال مفتون، فإن أصرّ على أن يجعل إلى الله طريقا مخالف لطريق رسول الله e ويدعوا إلى ذلك، فإنه يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل، والله أعلم بالصّواب" اهـ. والفتوى كما ترى مدعومة بقواعد الشرع.