حديث عظيم فيه لفتة لطيفة
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقلُهنَّ في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه).
رواه البزار في مسنده والنسائي وابن حبان والحاكم وصححه الألباني، وقال الحاكم : صحيح وأقره الذهبي ورواه أيضاً الطبراني وقال المنذري: رجاله رجال الصحيح
بَخٍ بَخٍ: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الرِّضَا وَالْإِعْجَابِ بِالشَّيْءِ أَوْ الْفَخْرِ وَالْمَدْحِ.
تأملت هذا الحديث فوجدت فيه لفتة لطيفة، إن من العظيم والله أن تُقرَنَ هذه الأذكار الخفيفة على اللسان بفقد المسلم لولده، ذلك الأمر العظيم الذي يفُتُّ الكبد ويدمي القلب ويُسكِب العبرات، كلماتٌ قد تقولها خلال أربعة ثوانٍ، تجدها ثقيلة جداً عند الله في الميزان، حتى أن مجموعها -كما يُفهم من الحديث- قد يكون أثقل في الميزان من صبر المسلم واحتسابه لفقده فلذة كبده، إنه فضل الله الكريم أحبتي، إنه فضل الله الرحيم بعباده إخواني، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
وهنا لفتة بخصوص الذكر، قال ابن الجوزي: الذكر له شرطان: حضور القلب في تحريره، وبذل الجهد في تكثيره، فإن أحببت أن تكون في الراسخين الأقدام في هذا المقام، فحرِّرِ الذكر على الإحسان، وكثّرهُ بقدْرِ الإمكان.
فلنُكثر من هذه الأذكار إخواني وأخواتي في جميع أوقاتنا وأحوالنا .... أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
جزى الله خيراً من أعان على نشر هذا الموضوع.
دمتم في حفظ الرحمن.