روى أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه "آداب الشافعي ومناقبه" (ص48 – 49) قال: حدثني أبي ، ثنا حرملة ، عن محمد بن إدريس الشافعي ، قال:
((كان محمد بن عجلان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فخطب والي المدينةِ يومًا فأطال الخطبةَ ، فلمَّا نزل وصلَّى صاح به ابنُ عَجْلانَ ، فقال: ((يا هذا اتق الله : تطيلُ ببيانِك وكلامِك على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فأمر به فحُبِس ، فأخبر ابن أبي ذئب ، فدخل على الوالي، وقال: حبست ابن عجلان ؟!
فقال : ما يكفيه أنَّه يأمرنا فيما بيننا وبينه ، فنصير إلى ما يأمرنا ، حتى يصيح بنا على رؤوس الناس فنستضعف ؟!
فقال ابن أبي ذئب : ابن عجلان أحمق؛ فهو يراك تأكل الحرام، وتلبس الحرام، فيترك الإنكار عليك، ويقول: لا تطل ببيانك وكلامك على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الوالي: أخرجوا ابن عجلان ، ما عليه من سبيل )).