تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشعر والجمال - بقلم فالح الحجية الكيلاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي الشعر والجمال - بقلم فالح الحجية الكيلاني

    6

    الشعر والجمال
    بقلم
    فالح الحجية الكيلاني

    الفن جوهرة جمالية من نوع معين فهو لايدرك بالحس فقط ولا بالعقلية انما هو خبرة جمالية لا يمكن فهم حقيقته بمعزل عن ادراك وفهم طبيعة الخبرة الجمالية ذاتها وعليه فهو حدس وحس وعقل متفكر وخبرة جمالية متحدة بادراك ومنها صيغ الجمال بطبعه .

    وبما ان الشعر جزء لا يتجزا من الفن ورافد مهم من روافده فقد ألهم الشاعر هذا الجمال من خلال نظرته الحساسة في سبر اغوار نفسيته وما تنطوي عليه الحياة وما يترشح منها نبعا وفيضا على الطبيعة وحدسا راقيا والهاما جميلا فالشعر جزء من إ صل الجمال، وعندما ينتج الشاعر الجمال في شعره يكون قد اكتسب حالة فنية وانسانية مبتعده عن كل ما شاكل العالم و تحقق له توازنا كبيرا بين سعة الحياة بما فيها من مفردات، وتجارب وقدرات وما درته الطبيعة من جمال في ذاتها فالشعر هو الكلمة الجميلة التي تنمو ضمن مفاصل الحياة ومن خلالها لتسجل اعمق بواطنها واعلى شواّفيها وتتردم حالاتها بين كل المتناقضات وتجمعها في بوتقة حلم جميل تسعد اليه النفس وتسمو اليه الروح حتى في حالة شقائها فهو اذن يترجم عن حالة نفسية واقعة وكلما كان مساسها شديد ا كان اجمل .

    لذا يبقى البحث عن ايجاد جمالية الشعر من الأمور الصعبة لأن مكمن الجمال في الشعر ليس جزءاً محدداً في ماهيته بل في كليته... لأن كل من الجمال والكينونة الشعرية امثلهما بمراّة قد تعكس مسار الآخر ويتبادل به وجود الاخر في سرية تامة وكينونة فريدة . فاذا قمنا بتحليل قصيدة شعرية - اية قصيدة - وجدنا الصور الشعرية والحدث الواقع في ظل الصياغة والوزن والقافية والأخيلة الواسعة والصور الشعرية الخلابة وبقدر وجودية هذه الامور في القصيدة يتمثل او يظهر جليا وقد نجد عنصر الجمال مخفيا غير ظاهر . فالحقيقة الأبدية والخالدة هي أنه من طبيعة الجوهر أن يختفي، والاختفاء هو جوهر الجمال أي أن جوهر الجمال يكمن في سره الخفي وكلما كان خفيا كان جميلا . وقد عرف الشعر في ذاته انه تلك القدرة العظيمة ولهذا فان بعض الشعراء ممن يتمكن من قلب احوال زمانه وله المقدرة في التاثير الكبير من خلال قصيدة واحدة او بيت شعري واحد من الوصول لهذا التاثير القوي من خلال الابداع والصياغة الحدسية .
    وعليه فان ما يقف وراء هذا الشاعر دائماً في رحلة الإبداع، هو امكانية التاثير وشدته .. وتعتبرالمتعة الجمالية وسيلة الشعر في الوصول إلى الغاية المرجوة فجمال القصيدة في غاية الشعر وطموحه إلى غاية الجمال وهو إحد مسببات تكوين هذا الجمال في الوجود ولهذا فان هذه المسببات تعد من وسائل غرس الجمال الكبرى في الصورة الشعرية للقصيدة .

    وقد اوجد المجتمع البشري الوسيلة الشعرية نزوعا لدوافع الحاجة الملحة في سبيل التلذذ النفسي قد ولدها امران مهمان يعودان بالاساس إلى طبيعة النفس الإنسانية وهما المحاكاة والتذوق فإن المحاكاة أمر فطري موجود لدى الناس منذ الصغر، والتذوق او الالتذاذ بالأشياء أمر عام للجميع وهدف اسمى تصبو اليه الارواح .
    ان الحالة الجمالية التي اوجدها المجتمع الانساني والتي تعتبر بحد ذاتها متعة جمالية تهدف لايجاد امور كثيرة تعتبر كأدوات فنية عالية الجودة ومتجددة وباساليب جمالية اشبه بتجليات نفسية في جوهر الفكر والرسالة التي تعد في ايجادها او الوصول اليها . لذا فإن الجوهر الموجود في جسدية اوبنية الفن عامة وخاصة في الشعر والذي يعتبرجزءا من الفن له قدرة استثنائية على التلائم مع الجمال والاندماج به وهذا الجوهر يعمل بطريقة سحرية عجيبة يشد المتلقي شدا وبطريقة طردية بحيث تكون وظيفته تقديم المتعة النفسية للشاعر والمتلقي في نفس الوقت وهذه المتعة تعتبر لدى الاخرين هي المنفعة الانسانية .وعليه فان الشعر يمكنه من امتلاك ما يراه حقيقة ووهما في التعبير الادبي والنفسي ، ويزاوج بينهما في خفاء واضح ويكون الكشف عن الجمال عبر هذا التبادل والتزاوج بحيث يشف عنه او يكشف عن كل منهما بمحاولة اخفاء الآخر، وهذا هو سر المتعة في الشعر . فاذا كان الشعر ترنيمة غنائية صادقة قد تولدت من الشعور المبدع، فإن هذه القصيدة ناشئة عما في نفسية الشاعر وتعبر عما في خوالجه . فهي تمثل صورة من صور الاستقرار الذي يحسه او يشعره بجماليته .
    إن المسيرة الشعرية في مواجهة الحياة قد لا تصل إلى لحظة انتصار بل هي على الأغلب لحظة انحسارقد تعيش بالانبعاث و ربما الشاعر يدرك بحساسية مرهفة أنه يواجه حياة لا تكشف عن وجهها مرة واحدة فوظيفة الشعر في الانتصار الافضل هي مرحلة دائمة في سبيل الوصو للغرض المنشود لذلك فهي تمثل حالة الغليان الداخلي في أعماق الشاعر دائماً ونفسيته حتى لو ظهرت عليه ملامح السكينة وعلى بعض قصائده مسحة الشعر المنبعث من اعماق نفس وقلب شاعر ما .
    فالشعر يثبت قدراته الأدائية في استكشاف حالة الإنسان ويربط ايحا ئاته بها ربطاً شمولياً، بحيث يتمكن- في الاغلب - عزل نفسه عن المكان والزمان المقال فيه وربما يكون شموليا فيبقى خالدا وهذا سر من اسرار جماليته وخلودها فقد يرى مسرة الانسان وفرحته وانسياقه نحو التفاؤل سرا دائما في النفس البشرية وقد يرى في عذاب او تعاسة إنسان في موقع معين هو عذاب للانسانية كلها لذا فإن حالة الموت لدى الشاعر تغدو موتاً وحالة انسانية ليست شخصية ومعاناة ومعضلة تكتنف الحياة في كل مكان، لا حياة شخص بعينه.
    ومثل هذا التوجه الشمولي هو الذي يمس أعمق أعماق النفس البشرية منطلقة من الخاص إلى العام، من دائرة فقدان ضيقة بموت واحد من ملايين البشر إلى المصير الذي ينتظر هذه الملايين البشرية كلها . ولهذا فأن الشعر يعتبر من أهم أركان الفنون الهادفة في خلاص البشرية واستكشاف حالها ومآلها و سبل ارتقائها إلى مواقع جديدة خارج دائرة الالم والعذاب بما يمتلكه هذا الفن العظيم من رؤية وقوى حدسية تنبؤه بنتيجة المعاناة التي تبعث فيه قوة التشبث بالحياة والامل من داخل المعاناة النفسية وليس فوقها أو خارجها.

    ان معظم مفكري الجمال يميلون إلى القول بأن عمل الفنان هو وحده الذي يسمح بفهم الإنسان الحقيقي فنفس الشاعر المتلهفة على حب المصير الإنساني بإحساساتها الإنسانية حتما تمكته من ترجمتها إلى جمالية طاغية مثقلة حانية على الناس والأشياء والعالم
    وعليه استطيع ان اقول ان الشاعر يستكشف في الطبيعة ما لا تراه عين الإنسان العادية وهو في رؤيته هذه يفجر الضوء لينير ظلمة الحقيقة في النفس وينزع عنها كل أقنعتها القاتمة ويزرع فيها السناء والامل وهذاالشاعر قد يضع نفسه في مواجهة نفوس إنسانية مختلفة ربما يكون بعضها متعبة وبعضها معذَّبة والاخرى متالقة نحو السمو والارتقاء لذا فالشاعر ليس مجرد إنسان يحيا لذاته، ويعمل من أجل إشباع رغابته وحدسه الشعري . بل هو إنسان ذو رسالة معينة ويشعر أنه ينطق باسم قوة عليا قاهرة قد تعلو على شخصيته وتنفعل معها وتلهمه افضل ما عنده من ابداع ولعل هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الشعراء يشعرون بأن لهم حياة أخرى تتعدى وجودهم الزماني والمكاني و الذاتي وهذه الحالة قد تصدق بقوة ان الجمال الذي لا يقف عند حد نزع الكره والبغضاء واستئصال كل ما يشوه جمال وجه البشرية الجميل و إنه لينهض بالنفوس ويدفعها نحو حياتها واستقرارها. والجمال الشعري يقدم او يثبت صلات لكل ما هو موجود من امور ربما تراها عين الشاعر وحده فيكون شعره صوت الحياة الصافية وسرها، بحيث تكون لها القدرة على التقاط او بعث اهتزازاته الكامنة في اعماقه وهذه الاهتزازات انما هي رعشة لخفقات قلبية او نفسية تصل إلى مسامع صاغية ونفوس متلهفة وافئدة متشوقة لتصل الى جوهر الحياة فيكون الشاعر قد اشتري فيها حريته الأبدية وما تسمو اليه نفسه الابية من قيم عليا طالما ظل يمني نفسه في الوصول اليها فيفرغ شحناته الشعرية المنبثقة من نزعات نفسه فيها . في جمالية شعرية خلاقة .
    ونستنتج من هذا كله حقيقة واحدة هي ان الشعر في جوهره خبرة انسانية من نوع معين بل هي خبرة جمالية عالية الحدس ولا يمكن فهم هذه الحقيقة العظيمة الا من خلال فهم اسس طبيعة الخبرة الجمالية ومساراتها وطموح نفس الشاعر للوصو ل اليها والالتصاق بها بحيث تبقى متعانقة معه في نتاجه الشعري وتكون جزءا من كل معاناته وما يعتمل في نفسه فينهمر شعرا جميلا سائغا للشاربين .


    فالح نصيف الحجية
    الكيلاني
    25\ 3\2011




    *************





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    15

    افتراضي رد: الشعر والجمال - بقلم فالح الحجية الكيلاني

    في بدايات القرن الماضي،تقدم الشكلانيون الروس بمقترح نظري للجواب على سؤال جمالية النص الشعري؛إن ما يجعل من نص ما نصا شعريا هو هيمنة الوظيفة الشعرية المتمثلة في إسقاط محور الإختيار على محور الإستبدال، وهذا ما يفسر بروز الإيقاع والصورة الشعرية بوصفهما الأداتين الأ ساسيتين في لغة الشعر.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •