تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,611

    Lightbulb فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    روى البخاري في صحيحه:
    حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
    حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ
    ونقل الحافظ في الفتح عن ابن المنير قوله:
    قَطَعَ أَهْل الْجَوْر رَأْسه إِذَا سَمِعُوا عَيْبه لِفِعْلِهِمْ وَتَضْلِيله لِسَعْيِهِمْ
    ثم قال الحافظ:
    وَقَالَ غَيْره: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ مَعَ الصِّنْف الْمَذْكُور مَا يَتَعَلَّق بِأَشْرَاطِ السَّاعَة وَتَغَيُّر الْأَحْوَال وَالْمَلَاحِم فِي آخِر الزَّمَان ، فَيُنْكِر ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفهُ ، وَيَعْتَرِض عَلَيْهِ مَنْ لَا شُعُور لَهُ بِهِ .

    كما بوّب الإمام البخاري في صحيحه أيضاً:

    بَاب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا
    وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ؟!
    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ بِذَلِكَ

    مازلت أسمع منذ عدة أسابيع يبثها بعض من ينتسب إلى الحركة الإسلامية يتكلمون على الملأ بكلام لا يصح أن يقال للعامة بأي حال من الأحوال، وبخاصة عند اللغط والتربص والتصيد، ثم بعد ذلك يقول هناك من يتربص! ألم تكن تعلم ان هناك من يتربص بك وبدعوتك ؟!

    فإنْ كنْتَ لا تدرِي فتلكَ مُصيبةٌ = وإنْ كنتَ تَدْرِي فالمصيبةُ أعْظَمُ
    فهناك فرق بين ما يقال في جلسة خاصة يجلس فيها أهل العلم والفضل وبين أن يظهر أحدهم في التلفاز أو الصحف ويتكلم بكل ما يعلم أو كل ما يخطر في باله وبدون تأمل في أضرار ما يقوله على أسماع العامة، فكانت النتائج سلبية للأسف، ثم بعد ذلك يحاول أن يبرر كلامه فيظهر كالمتراجع أو المتلاعب فيفقد مصداقيته وكذا يفقد ثقة الناس فيه وفي أهل العلم.
    فلنتريث ولا نندفع حفظنا الله وحفظكم ورعاكم وثبتكم وهداكم.
    والله المستعان
    مكتبة الجليس الصالح
    وخَيرُ جَليسٍ فيَ الأنامِ كتابُ * تَسْلو به إِنْ خَانكَ الأَصحَابُ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في مكان ما
    المشاركات
    74

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    هكذا هي الفتن
    تذهب بالعقول.. فتجد من يخوض فيها يترنّح شمالا ويمينا
    والانفعالات تجعل الرجل يقول بالمسألة ثم يعود فينقضها ربما في نفس المجلس

    لكن سبحان الله.. تنجلي الحيرة عند الانصات لكلام العلماء الربانيين.. الرسوخ في العلم مع التقوى إن أضيفت إليهما الخبرة باحوال الناس وواقعهم تجعل النظرة ثاقبة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    ملاحظة قيمة و فقه يعز وجوده الآن...هذا من سياسة العلم التي قل من يحسنها من العلماء...فاللهم اكثر من امثال سيدنا ابي هريرة فينا
    من أجمل ما قرأت في الحب:
    "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,849

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    بارك الله فيك وأحسن إليك.
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ( سورة النساء: الآية 83 )ــــــــــــــ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    178

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    أما ما كتمه أبو هريرة رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين فالراجح فيه أنه ما يتعلق بما حصل بعد موت النبي من الفتن والإختلاف بين الصحابة ومعرفة أعيان المنافقين والمرتدين الذين جاء ذكرهم في حديث الحوض وليس ما كتمه أبو هريرة من الدين حتى لا ينقدح ذلك في نفس المؤمن لعدالة الصحابة عموما وأبا هر خصوصا وهو الذي إستعمله الله عز وجل في نقل كثير من شرائع الإسلام وهذا النوع من العلم مما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه مثل ما خص به سعد من أسماء المنافقين عينا ولم يأمرهم بتبليغه أو أمرهم بكتمانه لا يجوز غير ذلك لأن النبي قد بلغ الدين كله وتكفل الله بحفظه وإيصاله لنا أما من ذهب إلى أن الذي كتمه يتعلق بأشراط الساعة فهذا بعيد ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بغيوب وأهوال عطيمة مثل هدم الكعبة وأن لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس وغير ذلك من علامات الساعة الكبرى وأي ضرر على عنق أبا هر من الإخبار بمثل هذا ؟ هذا توجيهي للمسألة ولا أجزم به والله أعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,959

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    ما كتمه أبو هريرة من علم الفتن
    http://www.altarefe.com/cnt/ftawa/322

















    جاء في صحيح البخاري ‏عن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏قال: "‏حفظت من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم" أرجو من فضيلتكم شرح هذا الحديث الشريف.
    هذا الحديث من الأحاديث العظيمة، وقد استوفاه ابن حجر شرحاً في الفتح، وذكره كثير ممن كتب في الفتن.
    ومراد أبي هريرة من الوعائين، فما بثه فهو علم الأحكام الشرعية، وهي أحاديثه التي بين أيدينا، وأما ما لم يبثه فهو كمواطن الفتن وأصحابها، وأوقاتها، فقد كان لديه من رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً واسعاً، لكنه لم يحدث به خشية الفتنة، وخشية الشقاق، وخوفاً على نفسه في مقابل نفع محتمل، وضرر بين، وليس فيما كتمه شيء من أحكام الشرع.
    وقد كان لأبي هريرة رضي الله عنه علم خصه به رسول الله في الفتن وأهلها.
    وقد روى محمد بن راشد عن مكحول قال كان أبو هريرة يقول: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه يعني من العلم.
    وما كتمه أبو هريرة هو من علم الفتن لا من علم الأحكام، قال الذهبي في السير:"هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح والذم أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه فإنه من البينات والهدى وفي صحيح البخاري قول الإمام علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي بل لقتل ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده) انتهى كلام الذهبي.
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها".
    ولا حرج على العالم إن كتم شيئاً من العلم إن رأى مفسدة ظاهرة جلية تفوق مصلحة ظهور ما لديه، قال الذهبي في موضع آخر من السير : "وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثاً كثيراً مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول: لو بثثته لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه".
    ويسوغ للعالم كتم شيء من العلم كالقول بمسألة والإفتاء بها، خشية وقوع مفسدة لا تقاومها تلك المصلحة والجرأة على الفتيا، فمتى ظهر للعالم مفسدةً تترتب على فتياه، وتيقن وقوع المفسدة، التي لا تقاومها مصلحة القول بما يعتقده الإنسان من علم ليفتي به، فإنه يجوز له حينئذٍ، عدم التصريح بالفتوى والرأي، ولكن لا يكون هذا عن هوى ومصلحة وحظ دنيوي.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العالم تارة يأمر، وتارة ينهى، وتارة يبيح، وتارة يسكت عن الأمر أو النهي أو الإباحة، كالأمر بالصلاح الخالص أو الراجح أو النهي عن الفساد الخالص أو الراجح، وعند التعارض يرجح الراجح كما تقدم بحسب الإمكان. فأما إذا كان المأمور والمنهي لا يتقيد بالممكن إما لجهله وإما لظلمه ولا يمكن إزالة جهله وظلمه فربما كان الأصلح الكف والإمساك عن أمره ونهيه، كما قيل إن من المسائل مسائل جوابها السكوت، كما سكت الشارع في أول الأمر عن الأمر بأشياء والنهي عن أشياء حتى علا الإسلام وظهر.. فالعالم في البيان والبلاغ كذلك قد يؤخر البيان والبلاغ لأشياء إلى وقت التمكن، كما أخر الله سبحانه إنزال آيات وبيان أحكام إلى وقت تمكن رسول الله تسليماً إلى بيانها" انتهى كلامه.
    وقد جاء عن بعض أئمة الإسلام العمل بهذا، كما جاء عن الشافعي في الأم فيما حكاه عنه الربيع بن سليمان المرادي المصري فقد قال : "الذي يذهب إليه الشافعي فيما رأيته أنه لا ضمان على الصناع إلا ما جنت أيديهم. ولم يكن يبوح بذلك خوفاً من الصناع" انتهى.
    كما يسوغ للعالم القول بالقول والرأي الراجح للمصلحة الراجحة، ما لم يصحب ذلك هوى ومصلحة وحظ دنيوي، قال ابن رجب رحمه الله في كتابه (الاستخراج لأحكام الخراج): "وقد ينزل القول الراجح المجتهد فيه إلى غيره من الأقوال المرجوحة إذا كان في الإفتاء بالقول الراجح مفسدة ، وقرأت بخط القاضي مما كتبه من خط أبي حفص: أن ابن بطة كان يفتي أن الرهن أمانة ، فقيل له: إنَّ ناساً يعتمدون على ذلك، ويجحدون الرهون؛ فأفتى بعد ذلك بأنه مضمون: انتهى كلامه رحمه الله.
    وقد قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان: "الأحكام نوعان: نوع لا يتغير عن حالة واحده هو عليها لا بحسب الأزمنة والأمكنة ولا اجتهاد الأمة كوجوب الواجبات وتحريم المحرمات والحدود المقدرة في الشرع على الجرائم ونحو ذلك وهذا لا يتطرق إليه تغير ولا اجتهاد يخالف ما وضع عليه..
    النوع الثاني: ما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له زماناً ومكاناً وحالاً كمقادير التعزيرات وأجناسها وصفتها فإن الشارع ينوّع فيها بحسب المصلحة" انتهى كلامه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,959

    افتراضي رد: فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ

    لماذا العلماء يسكتون عند حلول بعض النوازل ؟؟

    لماذا
    العلماء يسكتون عند حلول بعض النوازل ؟؟

    ~*-*-*~

    السؤال:

    نسمع بعض طلبة العلم أحياناً يطعنون في العلماء بحجة أنهم يسكتون عند حصول بعض الحواجز أو عند حلول بعض النوازل فما هو تعليقكم يا فضيلة الشيخ ؟

    الجواب:

    أحياناً يكون السكوت هو المصلحة وأحياناً يكون الكلام هو المصلحة، فالعلماء يُراعون المصالح ودرء المفاسد، فلا يتكلمون إلا حيث يُفيد الكلام وينفع، ولا يسكتون إلا حيث يكون السكوت أولى، فالعلماء بالمعنى الصحيح لا يسكتون إلاّ إذا كان السكوت له مجال، ولا يتكلمون إلا إذا كان الكلام له مجال،

    والأمور إذا حدثت لا يصلح لكل واحد أن يتكلم فيها وإنما تُوكَل ﻷهل العلم وأهل الرأي وأهل الكلمة كما قال جل وعلا: ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )،

    فالأمور التي تتعلق بمصالح المسلمين بالأمة هذه لا يتولاها إلا أهل الحَل والعقد أهل العلم والبصيرة الذين يلتمسون لها الحلول الصحيحة.

    وأما أن يتولاها يتكلم فيها كل من هب ودب فهذا من الضرر على المسلمين ومن الإرجاف والتخويف ولا يصل المسلمون من وراء ذلك إلى نتيجة.

    وهذه أيضاً أمورٌ قد تكون أموراً سرية تُعالج بالسرية ولا تُعالج علانية أمام الناس وإنما تُعالج مع السرية ومع الطرق الصحيحة.

    فالأمور تحتاج إلى روية وإلى تَعَقُّلْ والواجب على العامة أن يرجعوا إلى أهل العلم وأهل الرأي والبصيرة في هذه الأمور.نعم . انتهى.

    العلامة بقية السلف الشيخ /
    صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله .
    http://t.co/McgrQ5gF

    ~*-*-*~

    التعليق:

    حفظ الله شيخنا بقية السلف على هذا النصح والتوجيه، وزاده فقهاً واتباعا للسنة، كيف لا يكون فقيهاً وهو المتبع للآثار وهدي السلف التي لا تُعدُ ولا تُحصى، أذكر منها ما تيسر باختصار.

    ~*-*-*~

    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ).
    متفق عليه.

    بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصمت وفي زمن الفتن خاصة؛ من الإيمان.

    ~*-*-*~

    قال الله صلى الله عليه وسلم:
    ( رحم الله عبدا تكلم فغنم، أو سكت فسلم ).
    حسنه الألباني بمجموع طرقه في "الصحيحة".

    ~*-*-*~

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    ( مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ ).
    أخرجه: مالك، أحمد، الترمذي، وابن ماجه.

    ~*-*-*~

    قال الحسن البصري رحمه الله:
    " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل ".
    "ابن سعد".

    المعنى: أن الفتنة إذا أقبلت لا يعرف حقيقتها وخطرها وما تؤُول إليه؛ إلا العالم العارف بالكتاب والسنة، وينخدع بالفتنة كل جاهل وكل من ليس بعالم.

    ~*-*-*~

    عن خلف بن تميم، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، قال: كان إبراهيم بن أدهم، رحمه الله ، يطيل السكوت، فإذا تكلم ربما انبسط قال: فأطال ذات يوم السكوت، فقلت: لو تكلمت فقال:

    " الكلام على أربعة وجوه:

    فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته ، والفضل في هذا السلامة منه.

    ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته فأقل ما لك في تركه خفة المؤنة على بدنك ولسانك.

    ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته، ولا تأمن عاقبته، فهذا قد كفى العاقل مؤنته.

    ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره".

    قال خلف : فقلت لأبي إسحاق : أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام .

    قال : " نعم ". انتهى.

    فهذا إبراهيم بن أدهم علم من الأعلام وعالم من فحول العلماء يُفضِّل السكوت على الكلام، فلَمْ يعبه شيئا.

    ~*-*-*~

    قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:
    "دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن ورِقك". "الصمت".

    والمعنى: اترك كل ما لا يخصك ولا تدخل بالكلام في أمور لا تهمك ولا تعنيك بشيء، واحفظ لسانك واجعله كأنه في خزانه مغلقة محافظاً عليه من فضول الكلام كما تحافظ وتهتم بتخزين الفضة والمال.

    ~*-*-*~

    قال ابن مفلح الحنبلي:
    وَرَوَى الْخَلَّالُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ:

    "عَجِبْتُ مِنْ اتِّفَاقِ الْمُلُوكِ الْأَرْبَعَةِ كُلِّهِمْ عَلَى كَلِمَةٍ.

    قَالَ كِسْرَى : إذَا قُلْتُ نَدِمْتُ وَإِذَا لَمْ أَقُلْ لَمْ أَنْدَمْ.

    وَقَالَ قَيْصَرُ: أَنَا عَلَى رَدِّ مَا لَمْ أَقُلْ أَقْدَرُ مِنِّي عَلَى رَدِّ مَا قُلْتُ.

    وَقَالَ مَلِكُ الْهِنْدِ: عَجِبْتُ لِمَنْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ إنْ هِيَ رُفِعَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ ضَرَّتْهُ ، وَإِنْ هِيَ لَمْ تُرْفَعْ لَمْ تَنْفَعْهُ.

    وَقَالَ مَلِكُ الصِّينِ: إنْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مَلَكَتْنِي وَإِنْ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِهَا مَلَكْتُهَا ".

    ~*-*-*~

    وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:
    ( حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ ).
    البخاري.

    من فقه الحديث: أن لا يتكلم المرء إلا إذا وجد في الكلام منفعة، ويُمسك عن الحديث إذا وجد في الكلام والنشر ضرراً عاماً كان أو خاصا.

    فهذا الصحابي الجليل الفقيه رضي الله عنه، فَقِهَ دين الله تعالى، فحدث ونشر العلم الذي يحتاجه الناس، وأمسك عما كان في نشره ضرر وفتنة ولم يكن فيه شيء من الأحكام التي يحتاجها الناس.

    ~*-*-*~

    وهكذا العلماء يسيرون على هذا المنهج السلفي، ولا عبرة بكلام وانتقاد السفهاء والجهلة من الناس لهم .

    والله أعلم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،

    ~*-*-*~

    كتب التعليق
    أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •