الخالق البارئ المصور
وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } [الحشر : 24] ،أي :هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات وبرأ بحكمته جميع البريات وصوّر بإحكامه وحُسن خَلْقِه جميع الكائنات فخلقها وأبدعها و فطرها في الوقت المناسب لها وقدر خلقها أحسن تقدير ،وصنعها أتقن صنع وهداها لمصالحها وأعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له .
فالخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته ،والبارئ الموجد لها بعد العدم ،والمصور أي :المخلوقات والكائنات كيف شاء .فالبارئ المصور فيهما كما قال ابن القيم تفصيل لمعنى اسم الخالق ،فالله عز و جل إذا أراد خلق شيء قدّره بعلمه و حكمته ثم برأه ،أي:أوجده وفق ما قدر في الصورة التي شاءها و أرادها سبحانه .
فانتظمت هذه الأسماء الثلاثة حسب ترتيبها في الآية على الخلق أولا وهو تقدير وجود المخلوق ،ثم بريه وهو إيجاده من العدم ،ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر