تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تذكير وتحذير إلي الإخوة في اليمن من العلامة عبد الرحمن البراك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي تذكير وتحذير إلي الإخوة في اليمن من العلامة عبد الرحمن البراك

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فإلى الإخوة في اليمن أكتب هذا التذكير والله أسأل أن ينفع به، لقد كان لليمن تاريخ مشرق في صدر الإسلام، فقد كان أهله أسبق إلى الإسلام من سائر الأقطار باستثناء الحرمين مكة والمدينة، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إني أجد نَفَسَ الرحمنِ من قِبَلِ اليمن"؛ أي تنفيسه، وقد كانت تأتي منه أمداد الجهاد، ولم يزل اليمن محضناً لعلماء وصُلحاء وإن جرى فيه وعليه من الفتن ما جرى على كثير من بلاد الإسلام.

    وإنه اليوم من خير البلاد الإسلامية من حيث ظهور شعائر الإسلام، ومن حيث السلامة من مظاهر التغريب التي مُنِية بها أكثر البلاد الإسلامية، ومن حيث نشاط الدعوة الإسلامية إلي التوحيد والمحافظة على الفرائض ومجانبة المخالفات الشرعية، لذا ندعو أهل اليمن كافة بمناسبة ما يجري هذه الأيام من الاختلاف إلى ما أمر الله به سبحانه في قوله: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) [النساء: 59]، وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرَّقوا) [آل عمران: 103]، وقوله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) [الأنفال: 46]، وفي الحديث: "إنها ستكون فتنة"، قلت: فما المخرج منها؟ قال: "كتاب الله"، وفي الحديث الصحيح: "إنها ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يُشْرِف لها تَستشرفه، ومن وجد ملجأ أو مَعاذاً فليعذ به".

    وأخطر الفتن على الأمة في دينها ودنياها ما تسفك فيه الدماء إتباعاً للأهواء، وتعصباً للآراء، وتحقيقاً للأغراض الشخصية، فيجب على أهل اليمن حكومة وشعباً الحذر من التمادي في هذا الطريق المدمِّر الذي لا تصلح به دنيا ولا دين، بل يعود ضرره على كل الأطراف، فسفك الدماء في ذلك النزاع حرام يبوء بإثمه كل من باشره أو أعان عليه أو دعا إليه.

    ولا ريب أن القتال في ذلك النزاع الجاري هو من الفتن التي يجب اعتزالها، لأن غرض أكثر الداخلين فيه ليس إعلاء كلمة الله، بل مطالب دنيوية، لا يجوز أن تراق الدماء في سبيلها ولو كانت حقوقاً مشروعة، بل حتى من له نية حسنة فنيته لا تسوغ له القتال في الفتنة، لتحذيره صلى الله عليه وسلم من الاقتتال بين المسلمين في قوله: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار".

    كما نؤكد في هذا المقام أن الواجب على الجميع تحكيم كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) [النساء: 65]، ومن حُكم الله العملُ على الإصلاح بين المتنازعين، كما قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) [الحجرات: 10]، وأولي الناس بذلك هم أعيان الأمة من العلماء وذوي الرأي.

    قال تعالى: (لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) [النساء: 114]، نسأل الله أن يصلح أحوال أهل اليمن، وأن يرفع عنهم البلاء والفتن، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك
    17/4/1432هـ

  2. #2
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: رسالة للعلامة البراك إلى أهل اليمن

    أسأل الله أن يحقن دماء المسلمين
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  3. #3

    افتراضي رد: تذكير وتحذير إلي الإخوة في اليمن من العلامة عبد الرحمن البراك

    جزى الله الشيخ خيرا فقد نصح فأبلغ ...
    وقى الله الجميع شر الفتن وكفاهم شرّ كل ذي شرّ ..
    وجزيت خيرا أبا عبد الله لإتحافنا بهذه النصيحة ...

  4. #4

    افتراضي رد: تذكير وتحذير إلي الإخوة في اليمن من العلامة عبد الرحمن البراك

    جزى الله شيخنا خير الجزاء.
    وأود أن أنبه إلى أن علماء ليبيا أفتوا بأن الخروج على القذافي المرتد فرض عين .
    «وأصل فساد العالم إنما هو من اختلاف الملوك والفقهاء، ولهذا لم يطمع أعداء الإسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد الملوك المسلمين وانفراد كل منهم ببلاد، وطلب بعضهم العلو على بعض» ابن القيم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •