الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين ، وآله وصحبه ، ومن سار على دربهم وانتهج نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد بدا لي وأنا أكتب هذه الأبيات ، أنني المقصود بقول جرير :
وابنُ اللَّبُونِ إذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ *** لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيسِ
إذ كيف لطويلب علم صغير مثلي أن يتقدم بين فحول المشايخ من أمثالكم ، ولكن الذي جرأني على ذلك هو جهلي بقدري ، وجهلي بقدركم ، ثم إني أسألكم بالله ألا تبخلوا علينا بملاحظاتكم القيمة ، وتعليقاتكم الرصينة ؛ فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
انتظر تعقيبات المشايخ الكرام .
يَقُولُ أَفْقَرُ العِبَادِ وَالبَشَرْ
أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُدْعَى بِعُمـَر
الحَمْدُ للهِ الكَرِيمِ المُخْرِجِ
عِبادَهُ مِنْ ظُلُمَاتِ اللُّجَجِ
إلَى الهُدَى المُبِينِ أيَّمَا هُدَى
ثُمَّ الصَّلاَةُ مَعْ سَلاَمٍ أَبَـدَا
تَغْشَى النَّبِيَّ المُصْطَفَى مَعْ آلِهِ
وَصَحْبِهِ ومَنْ عَلَى مِنْوَالــهِ
ِ
وَبَعْدُ فَالأَدِلَّةُ المَشْهُورَة
أَرْبَعَةٌ وَهَاكَهَا مَسْبُورَة
الذِّكْرُ ثُمَّ السُّنَّةُ الأَسَـاسُ
بَعْدَهُمَا الإجْمَاعُ فالقِـياسُ
وَلاَ خِلاَفَ فِي الثَّلاَثَـةِ الأُوَلْ
وإنَّمَا الخِلاَفُ فِي القِياسِ حَلّ
أَوَّلُ مُنْكِرِيِـــهِ قُلْ دَاوُدُ
كَذَا ابْنُ حَزْمٍ مِنْهُمُ مَعْدُودُ
والقَوْلُ ذا رَدَّ عَلَيْهِ العُلَمـَا
وَشَنَّعُوا عَلَى الَّذِي لَهُ انْتَمَى
دَلَّ عَلَى حُجِّيَّةِ القِـــياَسِ
الأَمْرُ مِنْ رَبِّ الوَرَى لِلنَّاسِ
أنْ يُعْمِلُوا العَقْلَ مَعَ التَّفَكُّرِ
وَيَفْهَمُوا الأَمْثَالَ بالتَّدَبُّـرِ
وَضَرْبُهُ الأَمْثَالَ فِي مَنْ قَدْ مَضَى
دَلَّ عَلَى القِيَاسِ وَهْوَ مُرْتَضـَى
وَالنَّهْيُ فِي القُرْآنِ عَنْ قَوْلَةِ أُفّ
للوَالِدَيْنِ لَيْسَ يَخْفَى مَنْ عَـرَفْ
قَدْ دَلَّ بالقِيَاسِ أنَّ الضَّرْبَ لاَ
يَجوُزُ إذْ كَيْفَ لِمَنْ قدْ عـَقَلاَ
مَعْ قَوْلِهِ بِحُرْمَةِ التَّأفُّــــفِ
بأنْ يُجِيزَ الضَّرْبَ هَلْ هذا قُفِي
وَدَلَّتِ السُّنَّةُ فِي مَا يُنْـقَلُ
أنَّ القِيَاسَ عَنْهُ لَيْسَ يُعْدَلُ
وَفِي حَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي سـَأَلْ
هَلْ يَلْزَمُ الحَجُّ عَن الأَبِ المُعَلّ
قَالَ لَهُ النَّبِيُّ لَوْ كَانَ عَلَى
أَبِيكَ دَيْنٌ تَقْضِيَّـنَّ أَمْ لاَ
قَالَ نَعَمْ قَالَ فَدَيْنُ المَوْلَى
أَحَقُّ بالقَضَاءِ وَهْوَ أَوْلَى
وَمَرَّةً أَتَى إلَى النَّبِـي عُمَرْ
يَسْأَلُهُ عَمَّا أَصَابَ مِنْ ضَرَرْ
قَالَ لَهُ قَبَّلْتُ حَالَ صَوْمـِي
هَلْ يَبْطُلُ الصِّيَامُ هَذَا اليَوْمِ
فَقاَسَهُ النَّبِي عَلَى التَّمَضْمـُضِ
وَهْوَ قِيَاسٌ رُغْمَ أَنْفِ المُعْرِضِ
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ فِي بُضْعِ الرَّجُلْ
أَجْرًا فَقَالَ سَائِلٌ كَيْفَ وَهـــَلْ
يَأْتِي الفَتَى شَهْوَتَهُ وَيُؤْجَرُ
تَتِمَّةُ الحَدِيثِ فِيمَا يُذْكـَرُ
قَالَ النَّبِي هَلْ يُكْتَبُ الوِزْرُ عَلَى
مَنْ وَضَعَ الشَّهْوَةَ فِي مَا حُظِلاَ
قَالَ نَعَمْ قَالَ كَذاكَ يُكْتَـبُ
الأَجْرُ إنْ كَانَتْ بِأَمْرٍ يُنْدَبُ
وَاحْتَجَّ أَيْضًا مُثْبِتُوهُ بِالخَبَـرْ
الخَبَرِ المَرْوِيِّ فِي كُتْبِ الأَثَرْ
سُؤْلِ النَّبِيِّ مَرَّةً مُـعَاذَا
رَسِولِهِ إلَى اليَمَنْ يَا هَذَا
لَوْ عُرِضَتْ عَلَيْكَ أَيُّ مَسْأَلَة
كَيْفَ سَتَقْضِيَنَّهَ ا فَقَالَ لَــه
أَبْدَأُ بِالكِتَابِ ثُمَّ السُّنَّـــةِ
إنْ لَمْ أَجِدْ فالاجْتِهَادُ جُنَّتِي
وَقَالَ أَهْلُ العِلْمِ فِي مَا يُعْتَمَدْ
إنَّ القِيَاسَ شَرْطُ كُلِّ مُجْتَهِدْ
لِذَاكَ قَدْ أَخْرَجَ أَهْلُ العِلْمِ
كَالنَّوَوِي دَاوُدَ وَابْنَ حَزْمِ
مِمَّنْ يُعَدُّ قَوْلُهُمْ مُعْتَبَــــرَا
وَفِي الخِلاَفِ وَالوِفَاقِ ذَا جَرَى
وَالحَمْدُ فِي الخَتْمِ كَمَا البِدَايَة
عَلَى إلهِ العَرْشِ ذِي الهِدَايَة
ثُمَّ الصَلاَةُ كُلَّمَا نَجْمٌ ظَـــــهَرْ
عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى هَادِي البَشَرْ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ قــَفَا
آثَارَهُمْ وَاللهُ حَسْبِي وَكَفَى
والحمد لله أولاً وآخرًا ، ظاهرًا وباطنًا .