بسم الله الرحمن الرحيم
تعد معارض الكتب إحدى الواجهات الثقافية في أي بلد ، ولما كانت الثقافة بأبسط تعاريفها تعني العلوم والأفكار والمهارات التي يحملها أوينتجها الإنسان ،وتظهر على سلوكه كان من الواجب أن نكون بقدر ذلك التثقيف .
كم تعجبني معارض الكتب وكم تعجبني أن تكون في الرياض لعلمي بأن كثيرا من أهلها متمسكون بالمذهب السلفي ،
ورغم المشاق التي نتكبدها للوصول لتلك المعارض ومانبذل من جهد للحصول على مقصدنا منها لعل وعسى أن نجد ، ومن باب أن السبب يأخذ حكم المقصد كانت الدراسات العليا سببا لوصولنا تلك المعارض ...
قد يعجب البعض من تبريرنا للذهاب ،لكن الحقيقة أن نفسيات المجتمع عندنا تعودت أن الثقافة حكر للرجل ، وللنفسيات هذه دلائل :
1) أن المحرم في بعض المجتمعات قد لايسأل المرأة لماذا تذهبين السوق بينما يسألها مستغربا لماذا تريدين معارض الكتب ؟
2) وتقسيم الأيام في المعرض تدل على تلك النفسية ، فيوم للرجال ،عفوا بل الافتتاح والجمعة والأحد والثلاثاء والجمعة ،من واقع 10 أيام ،وبينها أيام للعوائل ،
فإذا كان ذلك التقسيم حتى نقلل الاختلاط فالأمر شرعي لا غبار عليه لكن من العدل وجود يوم خاص بالنساء فقط حتى لو لزم الأمر وجود بائعات من النساء ، ويوم من 10 أيام كافية لشعب يرى أن النساء لا تقرأ ،،
فياليت التقسيم : يوم للرجال ،وآخر للعائلات وثالث للنساء فقط ،
3) والأغرب منها حتى المطعم في المعرض مقسم جزء كبير للرجال وجزء للعائلات ،فتفاجأ المرأة بوجود رجال في قسم العائلات ، فكيف تستطيع النساء الأخريات الجلوس للراحة على افتراض؟؟؟ لا أعلم .
نأتي إلى القصد الأصلي من زيارة المعرض :
لسنا الآن في زمن اسكتوا على راي أهل الحجاز ، بل نحن في عصر غزت القنوات معظم البيوت ،وبقي لكل شخص حق اختيار القناة المناسبة والمادة المناسبة ، فلماذا لا يكون المعرض بهذه الطريقة ، أليست القنوات الجيدة تبث الرأي المخالف وترد عليه ،فلماذا لا توجد تلك الحال في المعارض ،
ولو قرأت كتبا في الردود أليس بداخلها آراء المخالفين ،إذن بقي أن أقرأها أو أثبت آراء الفرق من كتب أصحاب الفرق أنفسهم ،
والله كم تكبدت خلال الدراسة أبحث عن كتب المخالفين من الفرق فلا أجد ،وبينما توجد كتب الفلسفة وغيرها، فلا تمنع والسبب عدم معرفة الرقيب بما فيها ، ، فأعود وقد أوهمت نفسي بأني وجدت شيئا فأشتري كتبا عامة ، فأكون كمن ترسله يشتري طماطما فيأتيك بالخس وليته خس أمريكي لذيذ ، بل من الخس الكبير شديد المرارة ،، فالمرارة أننا نبذل الأسباب ولا نجد مانريد ،
من عجائب مارأيت في المعرض أني كنت متمسكة بالحجاب الفضفاض وغطاء الوجه والخمار الواسع وأمشي مع ابني الشاب ،وأسمع المحتسبين يمشون جوارنا وإذا بهم يبحثون عن آية تناسب وجودنا في المعرض فقال : ((وقرن في بيوتكن )) جزاهم الله خيرا على النصح ،ولكن كمن يرمي سهما ليس إلى غرض .بل وجدت الامر يتكرر مع عدة زائرات ممن لا تظهر سوى أعينهن وبدون أي رتوش عليها .وماذا سنفعل لو جلسنا في البيوت !!
هدانا الله لما يحبه ويرضاه