لم أجد أفضل تفريق بين الفقهاء والسفهاء في ولوجهم ساحات العلم ، وطرقهم غمار التعليم
أن الفقهاء لا يكذبون على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم
والسفهاء يخوضون في دين الله بلا علم ولا تقوى ولا ورع ولا عقل

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ولكن يقبضه بقبض العلماء
حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا ، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
)

إن الفقهاء كالبدور المنيرة يستضيئ بهم الناس في دياجير الجهالات
وإن السفهاء يخربون الفطر ، ويعبثون في الدين ، ويعيدون الناس إلى الجاهلية الأولى


طالما استوقفتني تلك العبارة الذهبية التي سطرها لنا المحدث السخاوي في فتح المغيث عندما قال :-
(( وأما إذا كان على رأسه طيلسان ، وفي رجليه نبلان ، وصحب أميرا من أمراء الزمان
أو من تحلى بلؤلؤ ومرجان ، أو بثياب ذات ألوان ، فحصل تدريس حديث بالإفك والبهتان
وجعل نفسه لعبة للصبيان ، لا يفهم ما يقرأ عليه من جزء ولا ديوان
فهذا لا يطلق عليه اسم محدث بل ولا إنسان ، وإنه مع الجهالة آكل حرام
فإن استحله خرج من دين الإسلام
... ))

هذه هي حال السفهاء من المتعالمين في دين الله تعالى بلا علم من الله ولا برهان من الشرع
الذين يضلون الناس ويضللونهم لحجب نور العلم ، ومشعل الفقه

_ كم من فقيه خابط في ضلاله ،،، وحجته فيها الكتاب المنزل


حتى أن هؤلاء السفهاء المتجردين من العلم والتأصيل فيه أصبحوا : يعدون أنفسهم مراجع للإفتاء المعتبر
وصدق الشاعر في بيان حالهم :-
يقولون هذا عندنا غير جائز ,,, ومن أنتمو حتى يكون لكم عند


إن الفقهاء الذين يوردون في كلامهم ، ويضمنون عباراتهم : ما جاء في الوحيين هم : [ ورثة الإنبياء ]
وإن السفهاء الذين يتقعرون في حديثهم ، ويتفيهقون في هرطقاتهم : هم : [ أعوان للشيطان في التضليل ]

يجب علينا أن نستوضح الأمر ، ونستجلي المسألة من الفقهاء المعتبرين
ونحذر كل الحذر من أولئك المندسين بين صفوف العلماء والمشايخ والعلم منهم برئ
لأن الأمر متوقف عليه صحة العمل الصالح
وهناك جنة ونار
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :-
( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )



ومن علامات معرفة الفقهاء من السفهاء :

1_ الفقهاء يعرفون بسمتهم ووقارهم
والسفهاء يعرفون بكثرة هذرتهم
2_ الفقهاء يتحلون بأدب الأخلاق ، وكريم الصفات
والسفهاء يتصفون بأقبح العلامات ، وأرذل الكلمات
3_ الفقهاء لا يفتون إلا وهم يستدلون من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والسفهاء لا يتكلمون إلا مبعثرين للكلام المشتت ، والحديث الملفق
4_ الفقهاء نيتهم خالصة لوجه الله تعالى ، وابتغاء لمرضاته
والسفهاء مرادهم الرياء والشهرة واللعب
5_ الفقهاء تغرس محبتهم في سويداء قلوب المؤمنين الصالحين العاقلين
والسفهاء لا يعجب به ، ولا يستمع لحديثهم إلا من هو على شاكلتهم
ووافق شنن طبقه



أختم بهذه القصة المحكية عن المحدث مقاتل بن سليمان
فإنه مع علمه ابتلي بشيء من التعالم
فقد قيل أنه قال ذات مرة : سلوني عما دون العرش ، فقالوا : أين أمعاء النملة ؟ ... فسكت
وسألوه : لما حج آدم ، من حلق رأسه ؟ فقال : لا أدري
ولهذا قال الإمام الذهبي : أجمعوا على تركه أ . ه


إذا كان هذا بعض الغفلة في التعالم من هذا العالم فكيف بمن هم دونه !
وكيف هم السفهاء المتعالمون !