من المعلوم ان الاخلاص و المتابعة هما شرطا صحت العبادة و لكن هل المحبة هي ايضا شرط لصحة العبادة اي : هل تمام عبادة الله هي الذل (العبودية ) مع حبه اذا كان هذا ؟
فان في الحياة اناس ليس لحياتهم من معنى حقيقي كالمريض المصاب بمرض لا شفاء منه يضل طول عمره يتعطى الدواء و هو ينتظر الموت من دون أمل في الشفاء
و الفقير الذي يعيش حياته في مهانة و ذل و حقارة رغم مكابدته معانات العمل المضني و الشقى من دون ان يحقق اي طائل من وراء هذا العمل القاسي و الذي يجعله كالبهيمة بيد من هو اعلى منه رغم بذل الاسباب و الاجتهاد لكن دون طائل
و هناك اناس دائما مايكون الاخفاق و الفشل النتيجة الحتمية لاعمالهم من الدراسة او كسب القوت رغم توفير الاسباب و بذل الجهد العظيم و السهر الدائم و التفريط في كل شيئ من اجل تحقيق هذا الهدف
هذه حكمة من الله جلا في علاه فهو فعال لمايرد و لكن تقبل الفشل و الاخفاق مع بذل الاسباب و الجهد و العناء و رؤية شخص آخر ينجح دون بذل كل تلك السباب و الجهد كما ان الفقر الشديد الذي يجعل الانسان في محل الحقير البائس و الذليل المبعد و الجائع الذي ياكل من فتات الاغنياء و يعيش على صدقاتهم و الوقوف على بابهم رجاء قضاء بعض الحاجيات رغم مايبذله من الاسباب و مكابدة الاعمال الشاقة من اجل الخروج من المهانة و دائرة السوء و لكن من دون جدوى لان الحكمة تريد هذا و نصيبه هو الذل و الاهانة و الحقارة و الابتذال و العجز
مع كل هذا فقد يعبد الانسان الله مخلصا لانه يعلم انه هو الاله الوحيد و كذلك من اجل اجتباب الهلاك في الاخرة(اي عبادة مكره مذلول مقهور لا عبادة محب مشتاق مأديا العبادة بالجوارح تأدية الواجب )فهل يفترض على من هو هذا حاله ان يحب الله و يعظمه في قلبه المتعب من كل هاته الهموم التي اورثتها المتاعب و المهالك التي كانت رغما عنه لا من كسبه كما يحبه الذي سلم من هاته العهات و الشقى لان الحكمة و سير الامور تقتصي ذالك
فهل يكفي من هو هذا حاله ان يؤدي العبادة تأدية واجب دون خصوع القلب
افيدونا سلمكم الله و اعانكم