تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فضل لا إله إلا الله وشروطها وأثر العمل بها للعلامة عبدالله بن إبراهيم القرعاوي

  1. #1

    افتراضي فضل لا إله إلا الله وشروطها وأثر العمل بها للعلامة عبدالله بن إبراهيم القرعاوي

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    فضل لا إله إلا اللهوشروطها وأثر العمل بها
    الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن لهشريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو،ولا خالق غيره، ولا رب سواء المستحق لجميع أنواع العبادة.
    ولذا قضى أن لا نعبدإلا إياه، ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هوالعلي الكبير.
    أحمده تعالى على جزيل إنعامه وإفضاله، وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له الملك الحق العلي الكبير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشيرالنذير، المرسل إلى الناس كافة بالملة الحنفية والهدى المنير، بعثه الله عز جل رحمةللعالمين والشرك مضطرمة ناره، طائر شراره مرتفع غباره لا مغير له ولا نكير.
    فقامبتبليغ الرسالة حق القيام، وجاهد في الله حق جهاده؛ إعلاء لكلمة الله الملك العلام،حتى جاء الحق وزهق الباطل، وأدبر ليل الكفر والضلال، وانفجر فجر الإيمان والإسلام،ونشرت أعلام التوحيد، وعلا بنيانه وأشرقت أنواره، ونكست راية الشرك وانكسرت شوكته،وخمدت ناره ورمي بناؤه بالدمدمة والتكسير والتدمير، صلى الله عليه وسلم وعلى آلهوصحبه؛ أوعية العلم وأنصار الدين القيم، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أمابعد: إن أول شيء بدأت به الرسل قومهم في الدعوة إلى الله هو التوحيد كما قال اللهعز وجل عن نوح هو وصالح ولوط وشعيب وغيرهم، إن أول شيء بدأوا به قومهم ﴿أَنِاعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ فهذه دعوة الرسل.
    لذا فإنالواجب على المسلم أن يهتم بمعرفة التوحيد ومعرفة ما يضاده، فإنه يجب عليه معرفةأصل الدين إجمالا قبل الواجب من الفروع؛ لأنه لا تصح الصلاة ولا الزكاة ولا الصومولا الحج ولا الصدقة قبل الأصل، فلا بد من معرفة أصل الدين إجمالا، ثم معرفة فروعهتفصيلاً، كما في حديث معاذ لما بعثه إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قوماً من أهلالكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلكفأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة» الحديث.
    وهذا يفيد أنهمإذا لم يعلموا التوحيد ولم يعملوا به فلا يدعهم للصلاة، فإن الصلاة لا تنفع ولاغيرها بدون التوحيد، فإنه لا يستقيم بناء على غير أساس، ولا فرع على غير أصل،والأصل والأساس هو التوحيد، إن شهادة أن لا إله إلا الله هي الكلمة التي أرسل اللهبها رسله وأنزل بها كتبه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وفي شأنهاتكون الشقاوة والسعادة وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال، وبها يثقل الميزان أويخف، بها النجاة من النار بعد الورود، وبها أخذ الله الميثاق، وعليها الجزاءوالمحاسبة، وعنها السؤال يوم التلاق.
    فهذه الكلمة هي أعظم نعمة أنعم الله عز وجلبها على عباده أن هداهم إليها، ولهذا ذكرها في سورة النحل التي هي سورة النعم،فقدمها أولاً قبل كل نعمة فقال تعالى: ﴿ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْأَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَإِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أصل الدينوأساسه، ورأس أمره وساق شجرته وعمود فسطاطه، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعة عنهامتشعبة منها مكملات لها.
    وهذه الكلمة مقيدة بالتزام معناها والعمل بمقتضاها، فهيالعروة الوثقى التي قال الله عز وجل:﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْبِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ انفِصَامَ ﴾ قاله سعيدبن جبير والضحاك، وهي العهد الذي ذكر الله عز وجل إذ يقول: ﴿ لاَ يَمْلِكُونَالشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ﴾ قال ذلك عبد اللهبن عباس - رضي الله عنهما - قال: هو شهادة أن لا إله إلا الله، والبراءة من الحولوالقوة إلا بالله، وأن لا يرجو إلا الله عز وجل، وهي الحسنى التي قال الله عز وجل: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُلِلْيُسْرَى ﴾ وهي كلمة الحق التي ذكر الله عز وجل إذ يقول تعالى: ﴿إِلاَّ مَنشَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ قال ذلك البغوي، وهي كلمة التقوى التي ذكرالله عز وجل إذ يقول: ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّبِهَا وَأَهْلَهَا﴾ وهي القول الثابت الذي ذكره الله عز وجل إذ يقول تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِالدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾ هي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً قبل ذلك إذ يقولتعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍأَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ أصلها ثابت في قلب المؤمن، وفرعهاالعمل الصالح في السماء صاعدا إلى الله عز وجل، وهي الحسنة التي ذكر الله عز وجل إذيقول: ﴿ مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ وقال تعالى: ﴿ مَنجَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ.
    فحقيق بمن عرف فضل (لا إله إلا الله) أن يحرص على تعلم معناها والعمل به، وأنيهتم بذلك غاية الاهتمام ويعتني به غاية الاعتناء، وإنه لميسر على من يسره اللهعليه موجود في كتب العلماء المحققين؛ كالإمام المجدد لمعالم الإسلام في القرنالثاني عشر الهجري شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- وذلك في كتابه: «كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» و«والأصول الثلاثة» و«وكشف الشبهات» جزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وكذلك «فتح المجيد شرح كتابالتوحيد» للشيخ العلامة المحقق عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله تعالى أجمعين-، وكذلك «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول» للشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله.
    أسأل الله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً،وعملاً متقبلاً، ورزقا طيباً إنه سميع الدعاء.
    ثم اعلم أن كلمة التوحيد لا إلهإلا الله لها شروط سبعة، يجب أن يعمل بها المسلم في الباطن والظاهر، حتى يكونمؤمناً حقاً مستقيماً، وهذه الشروط هي:
    الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتالقوله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ﴾ ولقوله: ﴿ إِلاَّمَن شَهِدَ بِالْحَقِّ ﴾ أي: بلا إله إلا الله ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ بقلوبهم مانطقوا به بألسنتهم.
    الثاني: اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب؛لقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهملم يرتابوا، أي لم يشكوا، فأما المرتاب فهو من المنافقين.
    الثالث: الإخلاصالمنافي للشرك؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾.
    الرابع: الصدق المنافي للكذب، المانع منالنفاق؛ لقوله تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّاوَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْفَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ.
    الخامس: المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك؛ لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِياللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَأَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَلَوْمَةَ لائِمٍ﴾.
    السادس: الانقياد بحقوقها وهي الأعمال الواجبة إخلاصا للهوطلبا لمرضاته؛ لقوله تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىيُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْحَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾.
    السابع: القبول المنافيللرد لقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّاللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَالِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾.
    إذا أردت أيها المسلم أن تأتي بلا إله إلا الله علىأكمل الوجوه ينبغي لك أن تلاحظ فيها اثني عشر أمراً.
    الأول: لفظها. الثاني: معناها. الثالث: حقها.
    الرابع: حقيقتها. الخامس: حكمها. السادس: لازمها.
    السابع: مقتضاها. الثامن: نواقضها. التاسع: متمماتها.
    العاشر: فائدتهاوثمرتها. الحادي عشر: فضلها. الثاني عشر: إعرابها.
    وينبغي للذاكر بها فيلفظها أن لا يمد ألف «لا» جداً، وأن يقطع الهمزة من «إله» ؛ إذ كثيراً ما يلحنالقائل فيرددها «يا» كذلك يفصح الهمزة من «إلا» ويحفف لام «لا إله» لكسر ما قبلها،وأما لفظة الجلالة «الله» فلا يزيد فيها على مقدار المد الطبيعي، إذ كثير منالمؤذنين يفرطون في مد لفظ الجلالة، ويزيدون في المد وهذا خطأ، ولا ينبغي أن يفعلهذا من يرجو ثواب ذلك من ربه تبارك وتعالى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    128

    افتراضي رد: فضل لا إله إلا الله وشروطها وأثر العمل بها للعلامة عبدالله بن إبراهيم القرعاوي

    جزاك الله خيرا ياابافايز وليتك تعدل الأخطاء في كتابتك وتدقق قبل أن تعتمد
    وكل مانقلته أقول لك فيه لاحرمك الله الأجر

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •