بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الفضلاء والمشايخ وطلبة العلم والدعاة إلى الله تعالى..
إذا صلى أحدنا في المسجد فإنه يعاتب نفسه على التقصير في حق الله، والتقصير في حق نفسه، وحق أهله، والحقوق الباقية التي أمرنا الله بأدائها.
ومما يدور في النفس أيضاً معاتبة النفس على التقصير في التعلُّم .. فإنه لا يرضى بالجهل أحد.. ويتمنى العلم كل أحد.. ومن العلوم التي أتمنى بثها في المساجد:
- العلوم التي تظهر فائدتها فور تعلُّمها.. مثل أذكار الصباح والمساء، والتجويد.
- المناهج التي لا تحتاج في تعليمها إلى متخصصين.. مثل مناهج النحو في المملكة العربية السعودية فإنها مشروحة بطريقة يستطيع أن يشرحها أي خريج جامعة.
- العلوم التي هي بمثابة المفاتيح ويحتاجها العامة في عباداتهم ومعاملاتهم.. مثل كلمات القرآن الكريم... والقواعد الفقهية... ومختصر في أحكام المعاملات... أحكام سجود السهو.. حقوق الوالدين.. فضائل الأعمال... ويراعى فيها الاختصار الشديد والتنويع الذي يبعد عن الإملال.
- مناهج توصل المتعلم إلى مهارة ولو كانت صغيرة.. مثل مهارة الخطابة... مهارة التحدث باللغة العربية الفصحى (يوجد برنامج للتدريب على ذلك خلال 12 يوم)... مهارة التحرير الصحفي... مهارة الشعر... مهارة الخط...
- العلوم التي تزيِّن صاحبها... مثل مختارات من الأدب العربي، وأسس الكتابة والإنشاء، وأسس القيم والأخلاق، وأسس في الجغرافيا والتاريخ والبلدان والثقافة بشكل عام، وأسس التفكير والاتصال والإبداع والقيادة .... الخ، ومعاني المفاهيم والمصطلحات الحديثة والمناهج الفكرية الجديدة.
- العلوم التي يُحتاج إليها في الحياة العامة وتغني الناس عن استئجار من يصلحها: مثل أسس في الكمبيوتر والسباكة والنظافة والنجارة والكهرباء وميكانيكا السيارات والإسعافات الأولية والقيادة يحتاج إليها الفرد ليقوم بإصلاح أموره بنفسه.
كنت أتمنى أن توكَّل هيئة بوضع برامج ومناهج جاهزة في هذا الخصوص ... ثم تدريب طلاب المتوسطة والثانوية عليها كأنشطة لا صفية والتنسيق فيما بينهم وبين أئمة المساجد ليقوموا بتعليمها للناس في المساجد والبيوت.. وتقوم الهيئة بتجديد هذه المناهج في كل حين.. وتطوير نظام هذا البرنامج وتهيئة الإمكانات المادية والبشرية والتقنية والنظمية لأجله...
ويكون من أهداف هذه الهيئة:
1- شغل أوقات الفراغ التي يعاني منها أهل البيوت والمصلون في المساجد.
2- إزالة الإحباط الذي يعتري الناس عاميهم ومتعلمهم تجاه بعض العلوم، مما يجعلهم يعرضون عنها ويظنونها صعبة وهي أسهل ما يكون.
3- تكوين رابطة متينة في الأحياء والمدن قائمة على رَحِم العلم، بدلاً من الروابط الحزبية والفئوية التي تستهدف أفكاراً معينة أو شريحة معينة من الناس. فيحل بذلك الأنس والأخوة والترابط الاجتماعي.
4- تعليم الناس أصول العلم وتعويدهم على التعليم المستمر.
5- رفع مستوى الوعي لدى الناس.
6- تسهيل العلوم وتقريبها للناس بالصورة التي تناسب العصر.
7- إبراز مكانة المساجد ودورها في التعليم.
8- تعويد الناس على التعليم التطوعي والذي يفوق بفوائده التعليم النظامي لو تم استثماره بشكل جيد.
9- توحيد العمل التعليمي والدعوي في المساجد وتوحيد أهدافه وتطويره، بحيث تُعلم مدخلات ومخرجات التعليم، ما الذي سنعلمه، وما حالة المتعلم بعد أن يتعلم، هل سيكون عنده مهارة اكتسبها أم أنها كلمات تلقى على الأذن ثم تذهب ولا تعود؟ ويهتم بجودة التعليم... بحيث نضمن أن يتخرج أغلبية المتعلمين بخبرة علمية نافعة وأن لا يكون من أنصاف المتعلمين الذي يتعلم نصف الشيء ثم لا يكمل النصف الآخر.
الخ من تلك الأهداف والثمرات... والله من وراء القصد