قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/4253 ] : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة عن ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن سنان عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عظم الجزاء مع عظم البلاء).
----------------------------------
[4253 ][ضعيف] : أخرجه الترمذي [رقم/2396]، وابن ماجه [رقم/4031]، والبيهقي في الشعب [7/ رقم 9782]، وفي الآداب [رق/م 721]، والقضاعي في الشهاب [2/ رقم/ 1121]، وابن بشران في الأمالي[رقم 244]، وابن عدي في الكامل [356/3]، والبغوي في تفسيره [1 /171/طبعة دار طيبة]، وفي شرح السنة [رقم/1435 /بتخريجنا/طبعة دار الحديث]، وابن الشجري في الأمالي [ص/ 485]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس به ...
وزادوا جميعًا في آخره: (وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)
وعند البيهقي وابن عدي: (والصبر عند الصدمة الأولي) بعد قوله: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء).
وزاد الترمذي وحده في أوله: اللفظ الآتي في الحديث بعده.
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه).
وتعقبه صاحب (المنار) قائلاً: ( ولم يبين لم لا يصح؟ وذلك لأن سعد بن سنان قال البخاري: فيه نظر، ووهنه أحمد) نقله عنه المناوي في فيضه [459/2]، ثم قال: (وقال الذهبي: سعد هذا: ليس بحجة).
قلت: مدار الحديث على سعد بن سنان، وقد اختلف في اسمه وحاله؟
1- أما اسمه: فقيل: (سعد بن سنان) وقيل: (سنان بن سعد!!) وقيل: (سعيد بن سنان!!).
والذي صححه البخاري، وصوبه ابن يونس في (تاريخ مصر) وغيرهما هو (سنان بن سعد) كما ذكره الحافظ في تهذيبه [472/3]، وهذا هو الذي صححه ابن حبان أيضًا في الثقات [336/4]، وفي كتابه مشاهير علماء الأمصار [ص 122]، بل جزم البخاري بكون (سعد بن سنان) خطأ من بعضهم!! كما نقله عنه الترمذي في (علله الكبير ) [عقب/ رقم 115]،
2- وأما الاختلاف في حاله: فسيأتي بسطه في الحديث الآتي.
وخلاصته أن التحقيق بشأنه: أنه ضعيف مختلط صاحب مناكير! وقد انفرد بهذا الحديث عن أنس!! وليس هو ممن يحتج بما ينفرد به أصلاً!
وقد ساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من كتابه (الكامل) وهذا قرينة على كونه قد أُنْكِر عليه!
ثم بدا لي أن أذكر اختلاف النقاد في حال (سنان بن سعد) في هذا المقام، فأقول:
قد جزم المزي في تهذيبه [266/10]- تبعًا لصاحب الكمال- بكون (سنان بن سعد) أو (سعد بن سنان) لم يرو عنه سوى يزيد بن أبي حبيب وحده!! وليس كما قال! بل روى عنه أيضًا: (محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي) كما ذكره ابن يونس في (تاريخ مصر) ونقله عنه الحافظ في تهذيبه [472/3]، وروى عنه أيضًا: (عبد الله بن يزيد؟!) كما ذكره ابن معين، وعنه الحافظ أيضًا في (تهذيبه).
وقد وثقه ابن عمار الموصلي، كما نقله عنه مغلطاي في ( الإكمال )، وذكره ابن خلفون في (الثقات ) تبعًا لابن حبان، وقبله وثقه العجلي، وكذا ذكره ابن حبان في ( ثقاته ) إلا أنه قال: (وقد اعتبرت حديثه فرأيت ما روي عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روي عن سعد بن سنان، وسعيد بن سنان؛ فيه المناكير!! كأنهما ثقات!)..
قلت: قد مضي الاختلاف في اسمه قريبًا؛ والذي صححه ابن حبان وجماعة: هو أن اسمه (سنان بن سعد) لكن لا يزال بعضهم يسميه: (سعد بن سنان!!) كالليث بن سعد وغيره.